الموسوعة الحديثية


- كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ الإنصابِ لِجَسَدِه في العِبادةِ، غَيرَ أنَّهُ حين دخَلَ في السِّنِّ وثقُلَ مِنَ اللَّحمِ، كان أكثَرَ ما يُصلِّي وهو قاعِدٌ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 25360 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (25360)، وعبدالرزاق (4092)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (4/148)
جُعِلتْ قُرَّةُ عَينِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ؛ ولذلك كان يُكثِرُ مِن نَوافِلِ الصَّلاةِ وقِيامِ اللَّيلِ، حتى إنَّه كان يَقومُ اللَّيلَ حتى تَتَورَّمَ قَدَماه؛ مِمَّا يُطَوِّلُ فيه مِنَ الوُقوفِ بَينَ يَدَيِ اللهِ تعالَى، قارِئًا داعيًا خاشِعًا مُتَضرِّعًا.وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان شَديدَ الإنصابِ لِجَسَدِه في الصَّلاةِ، فيَتعَبُ ويَجتَهِدُ فيها، ويُكثِرُ ويُطيلُ القيامَ؛ فحافَظَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صَلاتِه بتلك الهَيئةِ زَمَنًا طَويلًا، فلَمَّا كَبِرَ في السِّنِّ وحَمَلَ جِسمُه اللَّحمَ وثَقُلَ، كان أكثَرُ صَلاتِه في النافِلةِ وهو قاعِدٌ، وهذا فيه بَيانٌ لِمُراعاةِ حالةِ النَّفْسِ في العِبادةِ، فمَتى استَطاعَتِ النَّفْسُ التَّطويلَ طَوَّلَ العَبدُ، ومتى قَلَّتْ عَزيمَتُها خَفَّفَ بحَسَبِ قُدرَتِه.ولَمَّا سُئِلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما في الصَّحيحَيْنِ، عن هذا الاجتِهادِ، وقد غَفَرَ اللهُ له ذَنبَه، قال: أفَلا أكونُ عَبدًا شَكورًا؟! فمَن عَظُمَتْ عليه نِعَمُ اللهِ، وَجَبَ عليه أنْ يَتَلقَّاها بعَظيمِ الشُّكرِ، لا سيَّما أنبياؤُه وصَفوَتُه مِن خَلْقِه، الذين اختارَهم، وخَشيةُ العِبادِ لِلهِ على قَدْرِ عِلْمِهم به؛ فمَعنى قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أفَلا أكونُ عَبدًا شَكورًا"، أيْ: كيف لا أشكُرُه وقد أنعَمَ علَيَّ وخَصَّني بخَيرَيِ الدَّارَيْنِ؟!