الموسوعة الحديثية


- بايَعْنا نَبيَّ اللهِ يومَ الحُدَيْبيَةِ على ألَّا نفِرَّ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 14114 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (1856)، والترمذي (1591)، والنسائي (4158)، وأحمد (14114) واللفظ له
الحُدَيْبيَةُ قَريةٌ كَبيرةٌ على القُربِ مِن مَكَّةَ، على بُعدِ حَوالَيْ 20 كم في طَريقِ جُدَّةَ القَديمِ، مِمَّا يلي المَدينةَ، سُمِّيَتْ ببِئرٍ هُناكَ، وقد خَرَجَ عِندَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَلَبًا لِلعُمرةِ، وليس لِلقِتالِ، وذلك في شَهرِ ذي القَعدةِ مِنَ العامِ السادِسِ الهِجريِّ. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّهم بايَعوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قِتالِ قُرَيشٍ يَومَ الحُدَيبيَةِ على عَدَمِ الفِرارِ، وذلك عِندَ مُلاقاةِ العَدُوِّ، وقد بايَعَ الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهمُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هناك تَحتَ الشَّجَرةِ، وكان عَدَدُهم ألْفًا وأربَعَ مِئةِ صَحابيٍّ، وكان سَبَبُ البَيعةِ ما أُشيعَ مِن أنَّ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه قَتَلتْه قُرَيشٌ حينَ أرسَلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهم لِلمُفاوَضةِ، لَمَّا مَنَعَتْهم قُرَيشٌ مِن دُخولِ مَكَّةَ؛ فلَمَّا بَلَغَ المُسلِمينَ شائِعةُ مَقتَلِ عُثمانَ دَعاهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِلبَيعةِ، فبايَعوا.وإنَّما بايَعوه على عَدَمِ الفِرارِ؛ لِكَونِه في مَقدورِ المُكَلَّفينَ يَستَطيعونَ الوَفاءَ به. وفي الصَّحيحَيْنِ: قيلَ لِسَلَمةَ بنِ الأكوَعِ رَضيَ اللهُ عنه: "على أيِّ شَيءٍ بايَعتُمْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الحُدَيبيَةِ؟ قال: على المَوتِ"، وهذا خِلافٌ لَفظيٌّ، وأمَّا المَعنى فمُتَّفَقٌ عليه؛ لِأنَّ مَن بايَعَ على ألَّا يَفِرَّ حتى يَفتَحَ اللهُ عليه، أو يُقَتَلَ، فقد بايَعَ على المَوتِ، فكَأنَّ جابِرًا لم يَسمَعْ لَفظَ المَوتِ، وأخَذَ غَيرُه المَوتَ مِنَ المَعنى، فعَبَّرَ عنه، ويَشهَدُ له ما ذَكَرَه مُسلِمٌ عنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ البَيعةَ كانت على الصَّبرِ.