الموسوعة الحديثية


-  لا تَقومُ الساعةُ حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا، وحتَّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلَّا ضُلَّالَ الطريقِ، وحتَّى يَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهَرْجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: القَتلُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 8833 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | التخريج : أخرجه مسلم (157) بلفظ مقارب، وقوله: " وحتَّى يَكثُرَ الهَرْجُ ..." أخرجه البخاري (1036) مطولاً
لا يَعلَمُ وَقتَ قِيامِ السَّاعةِ إلَّا اللهُ تَعالى، وقد أخبَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ ورَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ لِقيامِ السَّاعةِ عَلاماتٍ وأشراطًا، وهي تَنقَسِمُ إلى عَلاماتٍ كُبرى وعَلاماتٍ صُغرى.وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لِبَعضِ العَلاماتِ الصُّغرى؛ فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يَقومُ يَومُ القيامةِ ولا يَنتَهي أجَلُ الدُّنيا حتى تَصيرَ وتَرجِعَ جَزيرةُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا، والمَرْجُ: هو الأرضُ الواسِعةُ ذاتُ النَّباتِ الكَثيرِ، يَمرَحُ فيه الدَّوابُّ، وحتى تَكثُرُ بها المياهُ العَذبةُ الصَّالِحةُ لِلشُّربِ والرِّيِّ، وهذا إشارةٌ إلى الغِنى وكَثرةِ المالِ الذي سيَحصُلُ في بِلادِ العَرَبِ المُسلِمينَ، حتى تَنصَرِفَ دَواعي العَرَبِ عن مُقتَضى عَادَتِهم مِنَ انتِجاعِ الغَيْثِ والارتِحالِ، فيَشتَغِلوا بغِراسةِ الأرضِ وعِمارَتِها وإجراءِ مياهِها. "وحتى يَسيرَ الرَّاكِبُ" وهو المُسافِرُ، أيًّا كانت طَريقةُ سَفَرِه، على دابَّةٍ أو سيَّارةٍ، أو نَحوِ ذلك، "بيْن العِراقِ ومَكَّةَ" والمُرادُ بذِكرِ البُلدانِ العُمومُ لا الخُصوصُ، فأيُّ مُسافِرٍ يَخرُجُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، لا يَخافُ إلَّا قُطَّاعَ الطُّرُقِ؛ إشارةً إلى أنَّه لا يُوجَدُ حُروبٌ أو قِتالٌ بيْن الناسِ.ثم بَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَعلَمًا آخَرَ مِن مَعالِمِ قيامِ الساعةِ، وهو كَثرةُ الهَرْجِ، فسُئِلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبَرَ أنَّه القَتلُ، والمَعنى: تَكونُ الفِتَنُ واختِلافُ الأُمورِ التي تَتَسبَّبُ في كَثرةِ القَتلِ بيْن المُسلِمينَ، كما في رِوايةِ ابنِ ماجَهْ مِن حَديثِ أبي مُوسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ليس بقَتلِ المُشرِكينَ، ولكِنْ يَقتُلُ بَعضُكم بَعضًا، حتى يَقتُلَ الرَّجُلُ جارَه، وابنَ عَمِّه، وذا قَرابَتِه".وفي الحَديثِ: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبُوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.