الموسوعة الحديثية


- ما في السَّماواتِ السَّبعِ موضِعُ قدمٍ ، ولا شبرٌ ، ولا كفٌّ إلَّا وفيهِ ملَكٌ قائمٌ ، أوَ ملَكٌ ساجدٌ ، أو ملَكٌ راكعٌ ، فإذا كانَ يومُ القيامةِ ، قالوا جميعًا : ما عبَدناكَ حقَّ عبادتِكَ إلَّا أنَّا لم نُشرِكْ بِكَ شيئًا .
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تحفة النبلاء | الصفحة أو الرقم : 82 | خلاصة حكم المحدث : رجاله لا بأس بهم | التخريج : أخرجه الطبراني (2/184) (1751)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1403)
خَلْقُ الكَونِ بما فيه يَدُلُّ على عَظَمةِ الخالِقِ سُبحانَه، وقد خَلَقَ اللهُ مَخلوقاتٍ عَظيمةً وسَخَّرَها بقُدْرَتِه لِمَا شاءَ، والمَلائِكةُ مِن تلك المَخلوقاتِ الغَيْبيَّةِ التي لا نَعرِفُ عنها إلَّا ما ذَكَرَه اللهُ في القُرآنِ، أو ما قالَه رَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سُنَّتِه. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ السَّمَواتِ السَّبعَ -على عِظَمِ حَجمِها ومِساحَتِها- لا يُوجَدُ فيها مَوضِعُ قَدَمٍ واحِدةٍ، ولا مَوضِعٌ يُوازي شِبرًا، ولا يُوازي حَجمَ يَدٍ واحِدةٍ، إلَّا فيه مَلَكٌ مِن مَلائِكةِ السَّماءِ قائِمٌ، يَعبُدُ اللهَ بالقيامِ، أو مَلَكٌ ساجِدٌ، يَعبُدُ اللهَ بالسُّجودِ، أو مَلَكٌ راكِعٌ، يَعبُدُ اللهَ بالرُّكوعِ، ويَظَلُّ كُلُّ مَلَكٍ مُنقادًا للهِ تَعالى، وعابِدًا له بصِفةٍ دائِمةٍ على ما خُلِقَ وجُبِلَ عليه، حتى يَبعَثَ اللهُ العالَمينَ، وهذا بَيانٌ لِازدِحامِ السَّمَواتِ بخَلْقِ اللهِ مِنَ المَلائِكةِ، فإذا كان يَومُ القيامةِ قالوا جَميعًا: "ما عَبَدْناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ"؛ إظهارًا لِكَمالِ عَجزِهم عن عِبادةِ رَبِّهم على الوَجهِ الأليَقِ بذاتِه تَعالى، "إلَّا أنَّا لم نُشرِكْ بِكَ شَيئًا" فلم نَدْعُ معكَ إلهًا آخَرَ، كما فَعَلَ المُشرِكونَ مِنَ البَشَرِ، وهذا هو وَجهُ تَمَيُّزِهم الذي يَتقَرَّبونَ به إلى اللهِ بَعدَ طُولِ عِبادَتِهم؛ لِأنَّ التَّوحيدَ باللهِ وعَدَمَ الإشراكِ به هو مَبدأُ الإيمانِ ومُنتَهاهُ، وما كان سِواهُ مِن أعمالٍ فهو مِن مُكَمِّلاتِ الإيمانِ.وفي الحَديثِ: التَّواضُعُ والتَّذلُّلُ للهِ عَزَّ وجَلَّ، والشُّكرُ على إتيانِ الطَّاعةِ.وفيه: التَّنبيهُ على حُرمةِ الشِّركِ باللهِ عَزَّ وجَلَّ.