الموسوعة الحديثية


- نَهَى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ خَيبَرَ عن بَيعِ المَغانمِ حتى تُقسَمَ، وعن الحَبالى أنْ يُوطَأْنَ حتى يَضَعنَ ما في بُطونِهنَّ، وقال: أتَسقي زَرعَ غيرِكَ؟! وعن لُحومِ الحُمُرِ الأهليَّةِ، وعن لَحمِ كلِّ ذي نابٍ منَ السِّباعِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 3051 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه النسائي (4645) بدون ذكر "خيبر"، والحاكم (2336)، والبيهقي (18766)
 بَيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَلالَ والحَرامَ في كُلِّ شَيءٍ؛ حتى يَكونَ المُؤمِنُ على بَيِّنةٍ مِن أمْرِه في تَجَنُّبِ الحَرامِ مِنَ الأموالِ والأعْراضِ، والأطعِمةِ والأشرِبةِ، وغيرِ ذلك.وفي هذا الحَديثِ يَقولُ عَبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "نَهى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَيبَرَ عن بَيعِ المَغانِمِ" والمغانِمِ جَمعُ مَغنَمٍ، وهي: الأموالُ والأشياءُ التي تُؤخَذُ مِن أهلِ الحَربِ مِنَ الكُفَّارِ عَنْوةً، عن طَريقِ القِتالِ والغَلبةِ، والحَربُ قائِمةٌ، وذلك في غَزوةِ خَيبَرَ في السَّنةِ السَّابِعةِ مِنَ الهِجرةِ، وخَيبَرُ بَلدةٌ تَقَعُ شَمالَ المَدينةِ على طَريقِ الشَّامِ، تَبعُدُ عنِ المَدينةِ 165 ميلًا (264 كم)، وتتكوَّنُ مِن عِدَّةِ حُصونٍ، يَسكُنُها اليَهودُ، "حتى تُقسَّمَ"، أي: حتى يَأخُذَ كلُّ واحِدٍ في الجَيشِ نَصيبَه وسَهمَه منها حَسَبَ ما حَدَّدهُ الشَّرعُ؛ وسَبَبُ نَهيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك هو أنَّ نَصيبَ كُلِّ واحِدٍ مِن هذه الغَنائِمِ يُعَدُّ مَجهولًا، وأنَّ مَن باعَ أو اشتَرى فقد تَصرَّفَ في غيرِ ما يَملِكُه، "وعنِ الحَبالَى"، وهنَّ النِّساءُ الحَوامِلُ، والمُرادُ بِهنَّ النِّساءُ المَسبِيَّاتُ وهُنَّ حَبالَى، "أنْ يُوطَأْنَ"، وهذا كِنايةٌ عنِ الجِماعِ، "حتى يَضَعْنَ ما في بُطونِهنَّ"، ويَلِدْنَ؛ فعند ذلك يحِلُّ وطْؤُهنَّ، "وقال: أتَسْقي زَرعَ غَيرِكَ؟!"، أي: فلا يَصِحُّ أنْ تُجامِعَ المَرأةَ الحامِلَ مِن غَيرِكَ. كما نَهَى في هذه الغزوةِ "عن لُحومِ الحُمُرِ الأهليَّةِ"، والحُمُرُ الأهليَّةُ هي التي تَألَفُ البُيوتَ، وتَأنَسُ بالنَّاسِ؛ فهذه هي التي نُهيَ عن أكْلِ لُحومِها، بخِلافِ الحُمُرِ الوَحشيَّةِ التي تَنفِرُ منهم؛ فإنَّها أُبِيحَتْ في أحاديثَ أُخرى. ونهَى كذلك "عن لَحمِ كُلِّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ"، أي: عن أكْلِ لَحمِ كُلِّ حَيوانٍ مُفتَرِسٍ يَأكُلُ لُحومَ الحَيواناتِ، والنَّابُ: السِّنُّ التي يَعتمِدُ بها السَّبُعُ في جَرحِ كُلِّ ما يَعتَدي عليه.