الموسوعة الحديثية


- أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كان إذا اغتسَلَ مِن الجَنابَةِ أفرَغَ بيَدِه اليُمنى على اليُسرى، فغسَلَها سَبعًا، قبْلَ أنْ يُدخِلَها في الإناءِ، فنسيَ مَرَّةً كم أفرَغَ على يَدِه، فسأَلَني: كم أفرَغتُ؟ فقُلتُ: لا أَدري. فقال: لا أُمَّ لك، ولِمَ لا تَدري؟ ثم توضَّأَ وُضوءَه للصَّلاةِ، ثم يُفيضُ الماءَ على رَأْسِه وجَسَدِه، قال: هكذا كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتطَهَّرُ، يَعني يَغتَسِلُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 2800 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون غسل اليد سبعا، فهي لا تصح | التخريج : أخرجه البخاري (140)، والنسائي (102)، وأحمد (2800) واللفظ له
تُطلَقُ الجَنابةُ على كُلِّ مَن أنزَلَ المَنيَّ أو جامَعَ زَوجَتَه، وسُمِّيتْ بذلك لِاجتِنابِ صاحِبِها الصَّلاةَ والعِباداتِ حتى يَطهُرَ منها بالغُسلِ. وفي هذا يَروي شُعبةُ مَولى ابنِ عَبَّاسٍ: "أنَّ ابنَ عَبَّاسٍ كان إذا اغتَسَلَ مِنَ الجَنابةِ"، أي: إذا أرادَ أنْ يَتطَهَّرَ منها "أفرَغَ بيَدِه اليُمنى على اليُسرى، فغَسَلَها سَبعًا، قَبلَ أنْ يُدخِلَها في الإناءِ" فكان يُفرِغُ مِنَ الإناءِ بيَدِه اليُمنى على يَدِه اليُسرى، فيَشرَعُ في إنقائِها سَبعَ مَرَّاتٍ وِترًا، قَبلَ أنْ يَضَعَها داخِلَ الماءِ؛ حتى لا يُصيبَ التَّلوُّثُ ماءَ غُسلِه إنْ كان بها شَيءٌ، "فنَسيَ مَرَّةً كم أفرَغَ على يَدِه، فسألَني: كم أفرَغتُ؟" فسألَ ابنُ عبَّاسٍ مولاه شُعبةَ؛ لِأنَّه كانَ واقِفًا يَرى غَسلَه لِيَدَيْه قَبلَ بَدءِ الاغتِسالِ، فقال شُعبةُ: "لا أدري"، فقال ابنُ عبَّاسٍ له: "لا أُمَّ لكَ، ولم لا تَدري؟!" وهي كَلِمةٌ تُقالُ لِلزَّجرِ والتَّوبيخِ، ولا يُقصَدُ بها السَّبُّ أوِ الدُّعاءُ؛ لِأنَّه كان يَنظُرُ إليه، فيَعرِفُ كيفيةَ اغتِسالِه، وعَدَمُ مَعرِفَتِه بالعَدَدِ عَدَمُ انتِباهٍ منه؛ لِأنَّ التابِعينَ كانوا يَنظرونَ أحوالَ الصَّحابةِ فيَتعَلَّمونَ منهم، كما كان يَفعَلُ الصَّحابةُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حتى يَتأسَّوْا ويَقتَدوا، "ثم تَوضَّأ وُضوءَه لِلصَّلاةِ" بغَسلِ أعضاءِ الوُضوءِ كامِلةً، "ثم يُفيضُ الماءَ على رأْسِه وجَسَدِه" حتى يَعُمَّ جَميعَ بَدَنِه بالماءِ، قال عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "هكذا كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتطَهَّرُ -يَعني: يَغتَسِلُ-" مِنَ الجَنابةِ والحَدَثِ الأكبَرِ. وقد ضَعَّفَ العُلَماءُ روايةَ (سَبعَ مَرَّاتٍ)؛ لِأنَّ الثابِتَ والصَّحيحَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كان يُنَقِّي يَدَه ويَغسِلُها (ثَلاثَ مَرَّاتٍ).