الموسوعة الحديثية


- يطَّلِعُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى خلقِه لَيلةَ النَّصفِ مِن شعبانَ، فيغفِرُ لعبادِه إلَّا لِاثنَينِ: مُشاحنٍ، وقاتلِ نفْسٍ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 6642 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بشواهده | التخريج : أخرجه أحمد (6642)، والشجري في ((ترتيب الأمالي الخميسية)) (1539)
شَهرُ شَعبانَ مِن شُهورِ اللهِ المُبارَكةِ؛ ففيه تُرفَعُ الأعمالُ إلى اللهِ تعالَى، وهو بعْدَ رَجَبٍ شَهرِ اللهِ الحرامِ ومَدخَلٌ لرَمضانَ، ويَغفُلُ عنه كثيرٌ مِن الناسِ؛ لذلك كان الواجبُ أنْ تَتداعَى الهِممُ إلى تَعميرِه بالطَّاعةِ والاجتِهادِ في العِبادةِ، وإعدادِ النَّفسِ لاستِقبالِ شَهرِ الصِّيامِ، ولليلةِ النِّصفِ منه مزيدُ فَضلٍ، كما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يَطَّلعُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى خَلقِه ليلةَ النصفِ مِن شَعبانَ"، وفي رِوايةٍ: "يَنزِلُ ربُّنا تبارَكَ وتَعالى إلى سماءِ الدُّنيا لَيلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ"، نُزولًا يَليقُ بذاتِه وجَلالِه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فيَغفِرُ لعبادِه إلَّا لاثنَينِ: مُشاحنٍ" وهو الَّذي يُعادي غَيرَه، ويَحمِلُ له الخُصومةَ والبَغضاءَ. قيلَ: ولعلَّها هي الَّتي تقَعُ بينَ المُسلِمينَ مِن قِبَلِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ لا للدِّينِ، فلا يأمَنُ أحدُهم أَذَى صاحِبِه مِن يدِهِ ولسانِه؛ "وقاتِلِ نَفسٍ" وهو الذي قتَلَ نَفسًا بغَيرِ حقٍّ، وقد حرَّمَ اللهُ قَتلَها؛ وذلك لِمَا في قَلبَيِ الاثنَينِ مِن القَسوةِ والغِلظةِ والشرِّ، ممَّا يَدعوهما إلى إيذاءِ الناسِ بالقولِ والفِعلِ حتى يصِلَ أحدُهما إلى قَتلِ النفسِ، وكلُّ ذلك يَستَوجِبُ تَوبةَ العبدِ إلى اللهِ تَوبةً نَصوحًا حتى يَغفِرَ اللهُ للمُذنبِ منهما، معَ أخْذِ القِصاصِ مِن القاتِلِ. وفي الحَديثِ: بيانُ فَضيلةِ ليلةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ. وفيه: الحَثُّ على المَحبَّةِ والتَّآلُفِ، والمَودَّةِ والتَّعاطُفِ. وفيه: التَّحذيرُ مِن التَّشاحُنِ بينَ النَّاسِ، وقَتلِ النَّفسِ.