الموسوعة الحديثية


- لو لَمْ يبقَ منَ الدهْرِ إلَّا يومٌ ، لبعثَ اللهُ رجلًا من أهلِ بيتِي ، يملؤُها عدلًا ، كما مُلِئَتْ جوْرًا
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5305 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (4283)، وأحمد (773) باختلاف يسير
أخبَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَحدُثُ في آخِرِ الزَّمانِ مِنَ الفِتنِ والشُّرورِ، كما بَيَّنَ كيف يُصلِحُ اللهُ سُبحانَه أُمورَ المُؤمِنينَ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لو لم يَبْقَ مِنَ الدَّهرِ"، والدَّهرُ يُطلَقُ ويُرادُ به: السَّنةُ والعامُ كامِلًا، ويُطلَقُ أيضًا على عُمُرِ الإنسانِ، والمُرادُ به هنا: عُمُرُ الدُّنيا، "إلَّا يَومٌ" فلو لم يَبقَ على قيامِ الساعةِ أو انتِهاءِ أجَلِ الدُّنيا إلَّا يَومٌ واحِدٌ "لَبَعثَ اللهُ رَجُلًا مِن أهلِ بَيتي"، وفي رِوايةٍ عِندَ أبي داودَ "مِن عِترَتي"، وهم أخَصُّ الأقارِبِ؛ فعِتْرةُ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بَنو عَبدِ المُطَّلِبِ، وقيلَ: قُرَيْشٌ، وقيلَ: العِتْرةُ هم وَلَدُ الرَّجُلِ مِن صُلْبِه، ولَعَلَّ المُرادَ بهم هنا وَلَدُ فاطِمةَ الزَّهراءِ رَضيَ اللهُ عنها، والرَّجُلُ المُشارُ إليه هو المَهديُّ الذي أخبَرَتْ به الرِّواياتُ، فيَكونُ المَهديُّ مِن وَلَدِها، ويَنتَهي نَسَبُه عِندَ إحدى أوْلادِها. "يَملَؤُها عَدلًا" فيَحكُمُ الأرضَ بالعَدلِ بَينَ الناسِ، "كما مُلِئتْ جَوْرًا" قَبلَ ظُهورِه بظُلمِ الناسِ بَعضِهم بَعضًا، وكَأنَّه لا يَظهَرُ إلَّا بَعدَ امتِلاءِ الأرضِ بالجَوْرِ والظُّلمِ. وحاصِلُ معنى الحَديثِ أنَّ بَعثَه مُؤَكَّدٌ يَقينيٌّ، وقد كَثُرتْ بخُروجِه الرِّواياتُ، حتى بَلَغتْ حَدَّ التَّواتُرِ المَعنويِّ، وشاعَ ذلك بَينَ عُلَماءِ السُّنَّةِ، حتى عُدَّ مِن مُعتَقَداتِهم، وقد رُويَ عن عَدَدٍ مِنَ الصَّحابةِ وعنِ التَّابِعينَ مِن بَعدِهم ما يُفيدُ مَجموعُه العِلْمَ القَطعيَّ، فالإيمانُ بخُروجِ المَهديِّ واجِبٌ، كما هو مُقَرَّرٌ عِندَ أهلِ العِلْمِ، ومُدَوَّنٌ في عَقائِدِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ. وفي الحَديثِ: إشارةٌ إلى أنَّ المَهديَّ يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ، وبَيانُ بَعضِ صِفاتِه.