الموسوعة الحديثية


- أنَّ خَولةَ بنتَ قَيسٍ كانتْ تَختلِفُ يدُها ويدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في إناءٍ واحدٍ تَتوَضَّأُ هي والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : سالم أبو النعمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 143 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
حَرَصَ الشَّرعُ على بَيانِ ما يَحِلُّ وما يَحرُمُ مِنَ الأُمورِ بَينَ الرَّجُلِ والمَرأةِ، مع مُراعاةِ التَّيسيرِ، وحِفظِ الحُرُماتِ، ومِن ذلك أُمورُ الطَّهارةِ مِنَ الوُضوءِ والاغتِسالِ بَينَ الأزواجِ وغَيرِهم. وفي هذا الحَديثِ يَروي التَّابِعيُّ سالِمٌ أبو النُّعمانِ: "أنَّ خَولةَ بِنتَ قَيسٍ" الجُهَنيَّةَ، وكانتْ مِنَ المُبايِعاتِ، "كانَتْ تَختَلِفُ يَدُها ويَدُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في إناءٍ واحِدٍ تَتوَضَّأُ هي والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، بمَعنى أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأخُذُ ماءً بيَدِه مَرَّةً لِيَتوَضَّأَ، فإذا رَفَعَ يَدَه أدخَلَتْ هي يَدَها في نَفْسِ الإناءِ لِتَأخُذَ منه ماءً لِتَتوَضَّأَ، ثم يَتكَرَّرُ الأمْرُ حتى يُنهيا الوُضوءَ، وهذا يَدُلُّ على وُضوئِهما معًا، وفي هذا إشارةٌ إلى طَهارةِ فَضلِ ماءِ الرَّجُلِ أوِ المَرأةِ. ولا إشكالَ في كونِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تختلف يَدُه مع يَدِ هذه المرأةِ؛ فإنَّه قِيلَ: إنَّ ذلك من خصائِصِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقطْ. وقيل: إنَّه كانَتْ بَينَهما مَحرَميَّةٌ مِن الرَّضاعةِ. ورَوى ابنُ ماجَهْ عنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما، قال: "كانَ الرِّجالُ والنِّساءُ يَتَوضَّؤُونَ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إناءٍ واحدٍ"، وهذا محمولٌ على أنَّه بَيْنَ الزَّوجَينِ والمَحارِمِ ومَن يجوزُ أنْ يَرَى الرجُلُ منها مواضعَ الوُضوءِ.