الموسوعة الحديثية


- أنَّه ضعُفَ عنِ الصَّومِ عامًا فصنَعَ جَفْنةً من ثَريدٍ ودَعا ثَلاثينَ مِسكينًا فأشْبَعَهُم.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 2390 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الشَّرعُ الحَنيفُ مَبنيٌّ على التَّيسيرِ والتَّخفيفِ على الناسِ فيما فيه مَشقَّةٌ أو أذًى وضَرَرٌ يَقَعُ عليهم، والصِّيامُ رُكنٌ مِن أركانِ الإسلامِ، وإذا حَصَلتْ معه مَشقَّةٌ فقد أباحَ الشَّرعُ معها الفِطرَ والقَضاءَ على مَن يَستطيعُ القَضاءَ، والفِديةَ على مَن لا يَستَطيعُ القَضاءَ، وهذا الأثَرُ -الذي يُروى عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه- يُبَيِّنُ بَعضًا مِن ذلك، وفيه أنَّ أنسًا رضِيَ اللهُ عنه "ضَعُفَ عنِ الصَّومِ عامًا"؛ فلم يَستَطِعْ صَومَ رَمَضانَ، "فصَنَعَ جَفنةً"، وهي الوِعاءُ الكَبيرُ "مِن ثَريدٍ"، وهو الخُبزُ المُقَطَّعُ الذي يُوضَعُ عليه اللَّحمُ والمَرَقُ، وكانَ مِن أفضَلِ طَعامِهم آنَذاكَ؛ "ودَعا ثَلاثينَ مِسكينًا، فأشبَعَهم"، وهذا إخراجٌ لِمِقدارِ فِديةِ الشَّهرِ كامِلةً عنِ المَريضِ دَفعةً واحِدةً في يَومٍ واحِدٍ، بإطعامِ ثَلاثينَ مِسكينًا مَرَّةً واحِدةً، وهو مِصداقٌ لِقَولِه تَعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، يُطيقونَه: يُكَلَّفونَه، والمعنى: وعلى الذين يَتَكلَّفونَ صيامَه فيَصومونَ، لكِنْ مع الشِّدَّةِ والتَّعَبِ والمَرَضِ، فله الفِطرُ على أنْ يُطعِمَ عن كُلِّ يَومٍ مِسكينًا. ويَدخُلُ في حُكمِ الإطعامِ أنْ يُفَرِّقَ الفِديةَ حَبًّا أو طَعامًا جافًّا على المَساكينِ، كأنْ يُعطيَ لكلِّ واحدٍ مُدًّا مِنَ البُرِّ، أو القَمحِ، ومِقدارُه (563) جِرامًا تَقريبًا.