الموسوعة الحديثية


- عن حذيفةَ بنِ اليَمانِ قال: ما أخبِيةٌ بعدَ أخبِيةٍ كانت مع رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ببَدرٍ يُدفَعُ عنهم ما يُدفَعُ عن أهلِ هذه الأخبِيةِ. ولا يريدُ بهم قَومٌ سُوءًا إلَّا أتاهم ما يَشغَلُهم عنه.
الراوي : بلال العبسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 23266 | خلاصة حكم المحدث : أثر صحيح
غَزوةُ بَدْرٍ الكُبرَى هي أولُ مَعْرَكةٍ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع الكُفَّارِ، وكانتْ هي الفاصِلةَ بينَ الإيمانِ والكُفرِ؛ ولذلك سَمَّاها اللهُ تعالى: يومَ الفُرقانِ، وأهلُ بَدْرٍ شَهِدَ لهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَغفرةِ الذُّنوبِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ رضِيَ اللهُ عنه: "ما أخْبيةٌ بعدَ أخْبيةٍ كانتْ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببَدرٍ" والأخْبيةُ: جَمعُ خِباءٍ؛ وهي البُيوتُ من وَبَرٍ أو صوفٍ، ولا يكونُ من شَعرٍ ويكونُ على عَمودَينِ أو ثلاثةٍ، والمَعنى: لا يوجَدُ أهلُ بُيوتٍ فاضلةٍ يجِبُ الدِّفاعُ عنهم مِثلُ هذه البُيوتِ، يُشيرُ إلى مكانٍ تَخلَّفَ فيه المُنافِقونَ ومَن وافَقَهم عن رسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَوْقِعةِ بَدرٍ، مُقابِلَ ما كان مِن الصحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم في ذلك اليومِ، وكيف أنَّهم أدَّوْا ما عليهم، وبذَلوا نفوسَهم وأرواحَهم معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانتْ غزوةُ بدْرٍ الكُبرَى بين قُريشٍ والمُسلمينَ يومَ الجُمُعةِ لسَبعةَ عَشرَ خلَتْ مِن شَهرِ رَمضانَ في السَّنةِ الثانيةِ مِن الهِجرَةِ. وقولُه: "يُدفَعُ عنهم ما يُدفَعُ عن أهلِ هذه الأخْبيةِ" يشيرُ إلى أهلِ الكوفةِ وأنَّهم يفعلون مِثلَ ما فعَلَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قبلُ في بذْلِ أرواحِهم للإسلامِ والدِّفاعِ عنه؛ وأنَّه يَنبَغي الدِّفاعُ عنهم ومعرفةُ فضلِهم كما عُرِفَ فضلُ أهلِ بدْرٍ،"ولا يُريدُ بهم قومٌ سوءًا إلَّا أَتاهم ما يَشغَلُهم عنه"، والمُرادُ: أنَّ اللهَ يَحفَظُهم ممَّن أرادَ بهمُ الشرَّ، ويُنزِلُ على أهلِ الشرِّ ما يُلْهيهم عن أهلِ هذه البُيوتِ، وقد كانتِ الكوفةُ يومئذٍ موطنًا للمُؤمنينَ ولكثيرٍ من الصحابةِ، وكانتْ منارةً للعِلمِ، وانتشرتْ منها الفتوحاتُ والغزواتُ.
وفي الحَديثِ: فَضلٌ ومَنْقَبةٌ لأهلِ بَدرٍ رضِيَ اللهُ عنهم.
وفيه: فضلٌ ومَنقبَةٌ لأهلِ الكوفةِ في ذلك الوقت.
.