الموسوعة الحديثية


- كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي الغداةَ بنحوِ صلاتِكُم الَّتي تُصَلُّونَ اليومَ ، ولَكنَّهُ كانَ يخفِّفُ الصَّلاةَ وكانَ يَقرأُ فيها بالواقِعَةِ ونحوِها منَ السُّوَرِ
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار | الصفحة أو الرقم : 1/430 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (20995)، والطبراني (2/222) (1914)، والبيهقي (5490) باختلاف يسير
كان الصحابةُ الكِرامُ رضِيَ اللهُ عنهم يَرقُبونَ أعمالَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليَقتدوا به، وينقُلوها لنا لِنَتعلَّمَ منها في كلِّ أَوجُهِ الدِّينِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ سمُرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي الغَداةَ"، وهي صلاةُ فريضةِ الصُّبحِ، "بنحوِ صلاتِكم التي تُصَلُّونَ اليومَ" في الهيئةِ العامَّةِ والكيفيَّةِ، "ولكنَّه كان يُخفِّفُ الصلاةَ" في أداءِ أركانِها مِن الرُّكوعِ والسُّجودِ، "وكان يَقرَأُ فيها بالواقعةِ ونحوِها مِن السُّوَرِ"؛ بمعنى: أنَّه كان يُطوِّلُ القِراءةَ في صلاةِ الصُّبحِ خاصَّةً، ويقرأُ فيها ما بين الستِّينَ إلى المِئة كما في بعضِ الرِّواياتِ؛ لحِكَمٍ جليلةٍ؛ منها: حتى يُدرِكَه الناسُ في الصَّلاةِ، ولأنَّها تكونُ وقتَ نومِ الناسِ فيمُدُّ فيها حتى يُدرِكَها المَسبوقُ، ولأنَّه لَمَّا نقَصَ عددُ ركَعاتِ صلاةِ الفجرِ جُعِلَ تطويلُها عِوَضًا عمَّا نقَصَتْه مِن العددِ، وقيل: إنَّ صلاةَ الفجرِ تكونُ في وقتٍ يتواطَأُ فيه السمعُ واللِّسانُ والقلبُ على التفهُّمِ؛ لفراغِه وعدمِ تمكُّنِ الاشتغالِ فيه، فيَفهَمُ القُرآنَ ويَتدبَّرُه، كما أنَّ قرآنَ الفَجرِ وهو الذي يُتلَى في هذه الصِّلاةِ مشهودٌ، فكان يُطوِّلُ فيه بعضَ الشيءِ لنوالِ الخيرِ، والتخفيفُ يكونُ بحسَبِ ما يَعلَمُه الإمامُ مِن حالةِ المُصلِّينَ خلْفَه.
وهذه سُنَّةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما ورَدَ مِن أنَّه قرَأَ في الفجرِ بأقصَرَ مِن ذلك، وهذا لبيانِ مشروعيَّةِ الأمرِ .