الموسوعة الحديثية


- مرَّ بيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا مُضْطَجِعٌ على بَطْني، فركَضني برِجْلِه وقال: يا جُنَيْدِبُ، إنَّما هذه ضِجْعَةُ أهلِ النَّارِ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 3016 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (3724)

حرَصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم على أنْ يُبيِّنَ للصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم، ولأُمَّتِهِ مِن بَعدِهِم الأعْمالَ الَّتي يَفعَلُها المُسلِمُ، وتَكونُ مَحبوبةً مِن اللهِ عزَّ وجلَّ مَرغوبًا فيها، والأعْمالَ الَّتي تَكونُ مَذْمومةً، ولا يُحِبُّها اللهُ عزَّ وجلَّ؛ حتَّى يَكونَ المُسلِمُ قريبًا مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رضِيَ اللهُ عنه: مرَّ بي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا مُضطَجِعٌ على بَطْني"، وأنا نائِمٌ، وكان ذلِكَ من عادةِ أجْلافِ العَرَبِ، وكان أبو ذَرٍّ نائِمًا في المَسجِدِ النَّبَويِّ "فرَكَضَني برِجْلِهِ"، فدَفَعَني وهَزَّني وحَرَّكَني برِجْلِهِ "وقالَ: يا جُنَيدِبُ"، وهو اسْمُ أبي ذَرٍّ "إنَّما هذه ضِجْعةُ أهْلِ النَّارِ" هَيْئةُ نَومِهِم، ويَحتَمِلُ أنْ يكونَ المُرادُ أنَّ هذه عادةُ الكُفَّارِ أو الفُجَّارِ في الدُّنيا، أو هذه تكونُ ضِجعَتُهُم حالَ كَونِهِم في النَّارِ، وهذا من النَّهْيِ عن النَّومِ بهذه الهَيْئةِ.
وقيلَ: إنَّ عِلَّةَ النَّهيِ؛ لأنَّ وَضْعَ الصَّدرِ والوَجهِ اللَّذينِ هُما مِن أشرَفِ الأعضاءِ على الأرضِ إذْلالًا لهما لِغَيرِ اللهِ تَعالى، أو لأنَّه تشبُّهٌ باضطِجاعِ اللِّواطِ.
وقيلَ: هذا إذا كان بيْنَ النَّاسِ، فأمَّا إذا كان في بَيتِهِ أو في خَلوَتِهِ فلا حرَجَ عليه فيما يَنتَفِعُ به ويَستَريحُ إليه. وأيضًا لا بأسَ بها إنْ كان بالإنسانِ مَرَضٌ أو عِلَّةٌ تَستدعي منه النومَ على البَطنِ، كأنْ يكونَ به غازاتٌ يُعاني منها ولا تَخرُجُ إلَّا بالنومِ بهذه الهَيئةِ.
وقد بيَّنَتِ الرِّواياتُ أنَّ السُّنَّةَ أنْ ينامَ المَرءُ على جَنبِهِ الأيمَنِ، وأنْ يَذكُرَ اللهَ. .