الموسوعة الحديثية


- سمِعَ ابنُ مَسْعودٍ رجُلًا ينشُدُ ضالَّةً في المسجِدِ، فغضِبَ وسَبَّه، فقال له الرجُلُ: ما كنتُ فاحشًا. فقال: بهذا أُمِرْنا.
الراوي : عبدالرحمن بن مل النهدي أبو عثمان | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية | الصفحة أو الرقم : 2/64 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
المساجدُ هي بُيوتُ اللهِ في الأرضِ، وقد جُعِلتْ للذِّكرِ والصلاةِ والعِلمِ، وينبغي تنزيهُها عن كلِّ ما مِن شأنِه التعلُّقُ الزائدُ بأمرِ الدُّنيا؛ كالبيعِ والشراءِ، والإجارةِ ونَحوِها من العُقودِ، واللَّغَطِ ورفعِ الأصواتِ.
وفي هذا الأثرِ يُخبِرُ التابعيُّ عبدُ الرحمنِ بنُ مُلٍّ النَّهْديُّ: "سَمِع ابنُ مسعودٍ رجُلًا ينشُدُ ضالَّةً في المسجدِ" بالسُّؤالِ عنها ورفعِ صوتِه في المسجدِ، والضالَّةُ: هي ما ضاعَ مِن كلِّ ما يُقتَنى مِن الحيوانِ أو المالِ، "فغَضِبَ وسَبَّهُ" بالنَّهْرِ والشتمِ على غيرِ المألوفِ في المسجدِ، "فقال له الرجُلُ: ما كنتَ فاحشًا" في قولِك وخُلُقِك، "فقال" ابنُ مسعودٍ: "بهذا أُمِرْنا"؛ فقد أمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما في روايةِ مسلمٍ: "مَن سَمِع رجُلًا ينشُدُ ضالَّةً في المسجدِ، فلْيقُلْ: لا رَدَّها اللهُ عليك؛ فإنَّ المساجدَ لم تُبْنَ لهذا"، أي: لم تُبنَ لإنشادِ الضالَّةِ والبَيعِ والشِّراءِ ونحوه؛ لأنَّ المساجدَ بُنِيَتْ لذِكرِ اللهِ والصَّلاةِ والعِلمِ، ونحوِ ذلك .