الموسوعة الحديثية


- قال النَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، ثمَّ ذكَر مِثْلَهُ سَواءً. [يعني حديثَ: قال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، أيُؤاخَذُ أحَدُنا بما عمِل في الجاهليَّةِ؟ فقال: مَن أحسَن في الإسلامِ لمْ يُؤاخَذْ بما عمِل في الجاهليَّةِ، ومَن أساء في الإسلامِ أُخِذَ بالأَوَّلِ والآخِرِ.]
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار | الصفحة أو الرقم : 506 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (6921)، ومسلم (120) باختلاف يسير

قالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنُؤاخَذُ بما عَمِلْنا في الجاهِلِيَّةِ؟ قالَ: مَن أحْسَنَ في الإسْلامِ لَمْ يُؤاخَذْ بما عَمِلَ في الجاهِلِيَّةِ، ومَن أساءَ في الإسْلامِ أُخِذَ بالأوَّلِ والآخِرِ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6921 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (120) باختلاف يسير


اللهُ عَزَّ وجَلَّ واسِعُ الرَّحمةِ، جَزيلُ العَطاءِ لِمَن آمَنَ وعَمِلَ صالِحًا، فمهْما بَلَغتْ ذُنوبُ العَبدِ وكَثُرتْ خَطاياهُ وكان كافِرًا، ثمَّ أسْلَمَ؛ غَفَر له ذُنوبَه وتابَ اللهُ عليه، فالإسلامُ يُسقِطُ ما قَبْلَه مِنَ الذَّنُوب، وهذا بِشَرْطِ أنْ يكونَ قدْ أسْلَمَ الإنسانُ إسلامًا حَقيقيًّا، وهذا ما أجابَ به النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ حِينما سَألَه الرَّجلُ: أَنُحاسَبُ بما عَمِلْنا مِن ذُنوبٍ في الجاهليَّةِ؟ وهي فترةُ ما قبل الإسلامِ، فأجابه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّ مَنْ أحسَنَ في الإسلامِ بالمحافظةِ على أركانِه، والقيامِ بِشرائطهِ، وأن يُسلِمَ بقَلْبِه وجوارِحِه؛ فهذا الذي يُغفَرُ له ذَنبُه، ولا يُؤاخَذُ بما عَمِلَ في الجاهليَّةِ، ولا يُحاسَبُ عليه.
وقَولُه: «ومَن أساءَ في الإسْلامِ أُخِذَ بالأوَّلِ والآخِرِ» أي: ومَنْ أساءَ في الإسلامِ، فكَفَر باللهِ مرَّةً أُخرى بعد أن هداه للحَقِّ؛ فإنَّه يُؤخَذُ ويحاسَبُ بِكلِّ كُفْرٍ سلَفَ له في الجاهليَّةِ، وبكُلِّ ذنبٍ فَعَله في الإسلامِ، فكأنَّه لم يُسلِمْ، فيعاقَبُ على جميعِ ما أسلَفَه، ويحتَمِلُ تأويلُه: أنَّه يُؤخَذُ بما جناه في الإسلامِ من المعصيةِ، ويُعيَّرُ بما كان منه في الكُفرِ ويُبَكَّتُ به، كأنَّه يقالُ له: أليس قد فعلتَ كيتَ وكيتَ وأنت كافِرٌ؟ فهلَّا منَعَك إسلامُك من معاودةِ مِثْلِه إذ أسلَمْتَ؟! ثمَّ يُعاقَبُ على قَدْرِ ما يستحِقُّه من المعصيةِ التي اكتسَبَها في الإسلامِ، ولا يُعاقَبُ عقوبةَ الكُفَّارِ؛ لأنَّ المسلِمَ لا يُخلَّدُ في النَّارِ، والكافِرُ مخلَّدٌ فيها أبدًا.