- شَهِدتُ الصَّلاةَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ العيدِ فبَدَأ بالصَّلاةِ قبلَ الخُطبةِ، بلا أذانٍ ولا إقامةٍ.
الراوي : جابر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم: 1724 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (961)، ومسلم (885).
وفي هذا الحديثِ يقولُ الصَّحابيُّ الجليلُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنهما: "شهِدْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّلاةَ يومَ العيدِ"، أي: حضَرْتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العيدِ في يومِ عيدِ فِطْرٍ أو أضْحَى، "فبدَأ بالصَّلاةِ قَبْلَ الخُطبةِ"، أي: فصلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العيدِ، ثمَّ خَطَبَ خُطبةَ العيدِ، "بِغيرِ أذانٍ ولا إقامةٍ"، أي: لم يَكُنْ لِصلاةِ العيدِ أذانٌ ولا إقامةٌ، "ثمَّ قام"، أي: ثمَّ قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطيبًا بَعْدَما انتهى من صلاةِ العيدِ، "مُتَوَكِّأً"، أي: مُسْتَنِدًا، "على بِلالٍ"، أي: اسْتَنَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يَقومُ على بِلالِ بنِ رَباحٍ، "فأَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ"، أي: أَمَرَ الحاضرينَ أنْ يتَّقوا اللهَ في جميعِ أحوالِهم، بأنْ يَجعلوا بينهم وبَيْنَ عذابِ اللهِ وِقايةً وذلك يكون بفِعلِ ما أمَرَ واجتنابِ ما نَهَى عنه وزَجَر، "وحَثَّ على طاعتِهِ"، أي: وأَمَرَهُمْ بطاعتِهِ، وشَجَّعَهم عليها، "ووعَظ النَّاسَ"، أي: وأَمَرهم بالمعروفِ، وفِعْلِ الخيرِ، وما إلى ذلك مِنَ الموعظةِ، "وذَكَّرَهُمْ"، أي: وذَكَّرَهُمْ باللهِ، "ثمَّ مَضَى"، أي: ثمَّ ذهَب ورحَل، "حتَّى أتَى النِّساءَ"، أي: حتَّى أتى مُصَلَّى النِّساءِ؛ لِيَخطُبَ فيهِنَّ، "فوعظهُنَّ وذَكَّرَهُنَّ"، أي: فوعَظ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النِّساءَ، وذَكَّرَهُنَّ باللهِ، فقال: "تَصَدَّقْنَ"، أي: أَخْرِجْنَ صدَقةً من أموالِكُنَّ؛ "فإنَّ أكثرَكُنَّ حَطَبُ جهنَّمَ"، أي: فإنَّ أكثرَ أهلِ النَّارِ مِنَ النِّساءِ، والحَطَبُ هو الخَشَبُ اليابِسُ الَّذي يُتَّخَذُ وَقودًا للإشعالِ؛ فالمعنى هُنا أنَّ أكثرَ النِّساءِ وَقودُ النَّارِ، "فقامَتِ امرأةٌ من سِطَةِ النِّساءِ"، أي: من وَسَطِ النِّساءِ، "سَفْعاءُ الخَدَّيْنِ"، أي: تغيَّرَ لونُ خَدَّيْها إلى السَّوادِ، "فقالت: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟!"، أي: قالتِ المرأةُ سَفعاءُ الخدَّين: لماذا يا رسولَ اللهِ النِّساءُ أكثرُ أهلِ النَّارِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكاةَ"، أي: لأنَّ النِّساءَ يُكْثِرْنَ مِنَ الشَّكوى، ولا يَرْضَيْنَ بالقليلِ، "وَتَكْفُرْنَ العَشيرَ"، تُنْكِرْنَ فضلَ أزواجِكُنَّ، وتَجْحَدْنَ حقوقَهم عليكُنَّ. قال جابرٌ رضِي اللهُ عنه: "فَجَعَلْنَ يتصدَّقْنَ من حُلِيِّهِنَّ"، أي: فبدَأتِ النِّساءُ يُخْرِجْنَ صدَقةً مِنَ الحُلِيِّ الَّذي يَرْتَدينَهُ، ومِنَ الزَّينةِ الَّتي يَلْبَسْنَها، "يُلْقينَ في ثَوْبِ بِلالٍ"، أي: يَضَعْنَ الصَّدَقةَ في حِجْرِ بلالٍ وهو فاتِحٌ ثَوْبَه يَجْمَعُ مِنهُنَّ الصَّدَقةَ، "مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ"، جَمْعُ قُرْطٍ، وهو ما يُعلَّقُ في الأُذنِ مِنَ الحُلِيِّ، "وَخَواتِمِهِنَّ"، جَمْعُ خاتَمٍ، وهو ما يُوضَعُ في الأصابِعِ مِنَ الزِّينةِ، والمعنى: أنَّ النِّساءَ بَعْدَما أَمَرَهُنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالصَّدَقةِ بَدَأْنَ يَخْلَعْنَ الزِّينةَ والحُلِيَّ من أَيْديهِنَّ وآذانِهِنَّ، وَيَضَعْنَها في حِجْرِ بلالٍ.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ صلاةَ العيدِ قَبْلَ الخُطبةِ لا بَعْدَها، وأنَّها ليس لها أذانٌ ولا إقامةٌ.
وفيه: الحَثُّ على الصَّدَقةِ.
وفيه: تحذيرُ النِّساءِ من كثرةِ الشَّكوى، وكُفْرانِ العَشيرِ.( ).