الموسوعة الحديثية


- صَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الخَوفِ في بعضِ أيَّامِه، فقامتْ طائفةٌ منهم معه، وطائفةٌ منهم فيما بيْنَه وبيْنَ العَدوِّ، فصَلَّى بهم رَكعةً، ثم ذهَبَ هؤلاء إلى مَصافِّ هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مَصافِّ هؤلاء، فصَلَّى بهم رَكعةً ثم سَلَّمَ عليهم، ثم قضَتِ الطَّائفتانِ رَكعةً رَكعةً.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 1776 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (942)، ومسلم (839) باختلاف يسير

لمَّا أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ الخوفِ قُمنا خلفه صفًّا مُواجِهَ العدوِّ وصفًّا خلف رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فصلَّى بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ركعةً فلمَّا قام انطلق الصَّفُّ الَّذي خلفه فواجه العدوَّ وأقبل الصَّفُّ الَّذي كانوا مُواجهي العدوِّ فصلَّوْا خلفه فصلَّى بهم ركعةً ، ثمَّ سلَّم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام كلُّ إنسانٍ من الصَّفَّيْن كلَيْهما فصلَّى لنفسِه ركعةً
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحسن بن نصر الطوسي | المصدر : مختصر الأحكام
الصفحة أو الرقم: 3/115 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري (4133)، ومسلم (839) بلفظ مقارب


أوجَبَ اللهُ أداءَ الصَّلاةِ في كُلِّ وقتٍ، ولم يجعَلْ للمُسلِمِ عُذرًا في تَركِها حتَّى أثناءَ الحَربِ، وهذا يدُلُّ على عظيمِ قدْرِها، وكبيرِ شأنِها، وشُرِعتْ صلاةُ الخَوفِ تخفيفًا على المُجاهِدينَ في سَبيلِ اللهِ، ورفعًا للحَرَجِ والمَشَقَّةِ عنهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "لمَّا أَمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بصَلاةِ الخَوفِ" وهي الصَّلاةُ الَّتي تحضُرُ والمُسلِمونَ في حالةٍ مِن الحَربِ والقِتالِ للعَدُوِّ، "قُمنا خَلْفَه"، أي: وَقَفْنا خَلْفَه للصَّلاةِ "صَفًّا مُواجِهَ العَدُوِّ" لحِراسَةِ الذين يُصَلون "وصَفًّا خَلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: أنَّ الجيشَ انقَسَمَ إلى فَريقيْنِ، فريقٍ يُواجِهُ العَدُوَّ، وفَريقٍ يَقِفُ خَلْفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُصَلِّيَ بهم، "فصَلَّى بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكعَةً، فلمَّا قام"، أي: لما وَقَفَ من الرَّكعةِ الأُولى، "انطَلَقَ الصَّفُّ الذي خَلْفَه فواجَهَ العَدُوَّ" بدلًا من الصَّفِّ الآخَرِ "وأقبَلَ الصَّفُّ الذي كانوا مُواجِهي العَدُوِّ، فَصَلَّوْا خَلْفَه فصَلَّى بهم رَكعةً، ثم سلَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" فيكونُ قد صَلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكعتينِ لنفْسِه ورَكعةً لكُلِّ صَفٍّ؛ ولذلك "فقامَ كُلُّ إنسانٍ من الصَّفينِ كليهما، فصَلَّى لنفْسِه رَكعةً"، وفي روايةٍ عندَ الطَّبَريِّ في تَفسيرِه مِن حَديثِ ابنِ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "ثم سلَّمَ رَسولُ اللهِ، ثم قامَ هَؤلاءِ فصَلَّوْا لأنفُسِهم رَكعةً، ثم ذَهَبوا مقامَ أصحابِهم مُستَقْبِلي العَدُوِّ، ورَجَعَ الآخَرون إلى مَقامِهم، فصَلَّوْا لأنفُسِهم رَكعةً"؛ ذلك حتى يَظَلوا حارِسين للعَدُوِّ. وقد وَرَدَ في كيفيَّةِ صلاةِ الخوفِ صِفاتٌ كثيرةٌ، وهذه إحدى الرِّواياتِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيها، وقد صلَّاها في أيَّامٍ مُختلفةٍ بأشكالٍ مُتباينةٍ، يتحرَّى فيها ما هو الأحوطُ للصَّلاةِ، والأبلَغُ للحِراسةِ، فهي على اختِلافِ صُوَرِها مُتَّفِقةُ المعنى .