- أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولي شَعَرٌ طويلٌ، فقال: ذُبابٌ، فظنَنْتُ أنَّه يَعْنيني، فذهَبْتُ فجزَزْتُه، ثُم أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما عَنَيْتُكَ، ولكنَّ هذا أحسَنُ.
الراوي : وائل بن حجر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 3367 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (4190)، والنسائي (5052)، وابن ماجه (3636)
وفي هذا الحَديثِ يقولُ وائلُ بنُ حُجْرٍ رضِيَ اللهُ عنه: أتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولي شَعرٌ طويلٌ، فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: "ذُبابٌ ذُبابٌ"، أي: قَبيحٌ قَبيحٌ، "قال" وائلُ بنُ حُجْرٍ: ففهِمْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال تِلك الكلِماتِ في شَعرِي الطَّويلِ، "فرجعْتُ" من مجلِسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى بيْتِي، "فجزَزْتُه"، أي: قطعْتُ وقصَّرْتُ ما طالَ مِن شَعْرِي، "ثمَّ أتيْتُه"، أي: رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "من الغَدِ" في اليومِ التَّالي، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنِّي لمْ أعْنِكَ"، أي: لم أقصِدْكَ، ولم أرِدْكَ بقولي: "ذُبابٌ ذُبابٌ"، "وهذا"، أي: تَقصيرُ الشَّعرِ، "أحسَنُ" من إطالَتِه وإنْ كانتِ الإطالَةُ لا بأْسَ بها، وكأنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يقولُ له: إنْ كنتَ قدْ أسأْتَ الفهْمَ فقد أحسنْتَ العمَلَ.
وفي الحَديثِ: فَضيلَةُ الصَّحابَةِ ومُبادرَتُهم إلى إزالَةِ ما ظَنَّ أنَّه كُرِه منهم.
وفيهِ: الاعتِذارُ لِمَن خُشِيَ كسْرُ قلْبِه، وتأْليفُه وجبْرُ قلْبِه.