الموسوعة الحديثية


- إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، لا يَنخسِفانِ لمَوتِ أحدٍ ولا لحَياتِه، ولكنَّهما آيتانِ من آياتِ اللهِ، فإذا رَأيْتُموها فصَلُّوا.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 1796 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (1042)، ومسلم (914) باختلاف يسير

كَسَفتِ الشَّمسُ يَومَ ماتَ إبراهيمُ ابنُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: كَسَفتِ الشَّمسُ لموتِ إبراهيمَ ابنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ألَا وإنَّهما لا يُكسَفانِ لمَوتِ أحَدٍ ولا لحَياتِه، فإذا رَأيتُموهما كذلك فافزَعوا إلى المساجِدِ، ثم قامَ فقرَأَ بعضَ الذِّارياتِ، ثم ركَعَ ثم اعتَدَلَ ثم سجَدَ سَجدَتينِ ثم قام، ففعَلَ كما فعَلَ في الأُولى.
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 2/210 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح

للهِ سُبحانَه آياتٌ في الكَونِ تُظهِرُ قُدرتَه وقُوَّتَه، وهذه الآياتُ فيها من العِبرِ ما يَعتبِرُ به أولو الألبابِ، ومن هذه الآياتِ كُسوفُ الشَّمسِ التي يُخوِّف اللهُ بها عِبادَه، وقد شُرِعتْ صلاةُ الكُسوفِ عند حُدوثِ هذه الآيةِ للتَّضرُّعِ إليه سُبحانِه وطَلبِ عَفْوِه ورحمَتِه، وهذا الحديثُ يُبيِّنُ بَعضِ صِفاتِها، وكيف كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّيها؛ حيثُ يقولُ محمودُ بنُ لَبيدٍ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "كُسِفَتِ الشَّمسُ يومَ مات إبراهيمُ ابنُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، والكُسوفُ: ذَهابُ ضَوءِ الشَّمسِ واسودادٌ بالنَّهارِ، "فقالوا"، أي: النَّاسُ، "كُسِفَتِ الشَّمسُ لمَوتِ إبراهيمَ ابنِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: كُسِفَت مِن أجْلِ مَوتِه، "فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ الشَّمسَ والقمَرَ آيتانِ مِن آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ألَا وإنَّهما لا يُكْسَفانِ لمَوتِ أحدٍ ولا لِحَياتِه"، وفي هذا ردٌّ لِمَا كان قد تَوَهَّمَهُ بعضُ النَّاسِ مِن أنَّ كُسوفَ الشَّمسِ كان لأجْلِ مَوتِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، "فإذا رأَيْتُموهما كذلك"، أي: في حالةِ كُسوفٍ أو خُسوفٍ، "فافْزَعوا إلى المساجِدِ"، أي: للصَّلاةِ، "ثمَّ قام فقرَأَ بعضَ الذَّارياتِ"، أي: بَعضَ سُورةِ الذَّارياتِ، وهذا لفظُ الهيثميِّ، وفي لَفظِ مُسنَدِ الإمامِ أحمدَ "فقرَأَ فيما نرَى بَعضَ {الر كِتَاب}، وهي أوَّلُ سورةِ إبراهيمَ، ولعلَّ لَفظَ روايةِ الهيثميِّ "الذَّارياتِ" مِن نُسخةٍ أخرَى غَيرِ نُسخةِ الأصل لمُسندِ الإمامِ أحمدَ، ونَشأَ هذا الاختِلافُ من تصحيفٍ في بَعضِ النُّسخِ واللهُ أعلمُ، والمقصودُ: أنَّه قرأَ بهذه الآياتِ بعدَ قراءةِ الفاتحةِ، "ثمَّ ركَعَ، ثمَّ اعتدَلَ، ثمَّ سجَدَ سَجدتَينِ، ثمَّ قام ففعَلَ كما فعَلَ في الأُولى"، أي: فعَلَ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِثْلَ ما فعَلَ في الرَّكعةِ الأُولى، وتلك هَيئةٌ وصِفةٌ لصَلاةِ الكُسوفِ، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: "فقام فأطال القيامَ، ثمَّ ركَعَ فأطالَ الرُّكوعَ، ثمَّ قام فأطالَ القيامَ، وهو دونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثمَّ ركَعَ فأطالَ الرُّكوعَ، وهو دونَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثمَّ سجَدَ فأطال السُّجودَ، ثمَّ فعَلَ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِثْلَ ما فعَلَ في الأُولى، ثمَّ انصرَفَ، وقدِ انجَلَتِ الشَّمسُ"، أي: انكشَفَتْ وزال كُسوفُها.
وفي هذا الحديثِ: المُبادَرةُ والذِّكرُ والصَّلاةُ عندَ وُقوعِ الكُسوفِ أو الخُسوفِ.
وفيه: الرَّدُّ على مَن زعَمَ أنَّ للكَواكبِ تأثيرًا في حوادثِ الأرضِ.
وفيه: أنَّ صَلاةَ الكُسوفِ رَكعتانِ، ولكنْ على هَيئةٍ مَخصوصةٍ؛ مِن تَطويلٍ زائدٍ في القِيامِ وغيرِه على العادةِ.