الموسوعة الحديثية


- إنَّ الرَّحِمَ شِجنةٌ مِن الرَّحمنِ فإذا كان يومُ القيامةِ تقولُ: أيْ ربِّ إنِّي ظُلِمْتُ إنِّي أُسيء إليَّ إنِّي قُطِعْتُ قال: فيُجيبُها ربُّها: ألا ترضَيْنَ أنْ أقطَعَ مَن قطَعكِ وأصِلَ مَن وصَلكِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 444 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (8975) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (4830، 5988) مفرقاً مطولاً باختلاف يسير، ومسلم (2554) مطولاً بنحوه

إنَّ الرَّحم شَجْنةٌ مِن الرحمنِ، تقولُ: يا ربِّ، إنِّي قُطِعتُ، يا ربِّ، إنِّي أُسيءَ إليَّ، يا ربِّ، إنِّي ظُلِمتُ، يا ربِّ يا ربِّ، فيُجيبُها: ألَا تَرْضَينَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأقطَعَ مَن قطَعَكِ.
الراوي : - | المحدث : الهيتمي المكي | المصدر : الزواجر عن اقتراف الكبائر
الصفحة أو الرقم: 2/78 | خلاصة حكم المحدث : إسناد جيد قوي

الرَّحمةُ صِفَةٌ عظيمةٌ، وإذا سادَتْ بيْن النَّاسِ فإنَّهم يتحابُّون ويَتوادُّون، ويَصِلُون بعضُهم بعضًا بالخيرِ، وبها يَنقطِعُ التَّدابُرُ والتَّشاحُنُ بيْن الخلْقِ، وقد أوْصى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّراحُمِ، وبيَّنَ حُسنِ الجزاءِ على ذلك.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنَّ الرَّحم شِجنةٌ"، والشِّجنةُ في الأصلِ: عُروقُ الشَّجرِ المُشتَبِكةُ، والمُرادُ: أنَّها مُشتبِكةٌ ومُتأصِّلةٌ بيْن الخلْقِ كاشتِباكِ العُروقِ، "مِن الرَّحمنِ"، والمرادُ هنا: أنَّها مُشتقَّةٌ مِن اسمِ الرَّحمنِ الرحيم، فكأنَّها مُشتبِكةٌ بمعاني الرَّحمةِ به اشتِباكَ العُروقِ، وقيل في وَجْهِ الشِّجنةِ: إنَّ حُروفَ الرَّحمِ مَوجودةٌ في اسْمِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، ومُتداخِلةٌ فيه كتَداخُلِ العُروقِ؛ لكَونِها مِن أصلٍ واحدٍ، والمعنى: أنَّها أثَرٌ مِن آثارِ رَحمتِه، مُشتَبِكةٌ بها، "تقولُ: يا ربِّ إنِّي قُطِعْتُ، يا ربِّ إنِّي أُسِيءَ إليَّ، يا ربِّ إنِّي ظُلِمْتُ، يا ربِّ يا ربِّ"، أي: تَشْكو إلى اللهِ أنَّها قُطِعَت ولم تُوصَلْ، وظُلِمَت مِن القاطعينَ، وتُعدِّدُ صُورًا مِن الشَّكاوى، "فيُجِيبُها" اللهُ سُبحانه وتَعالى قائلًا: "ألَا تَرضَينْ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ"، أي: مَن أحسَنَ إلى أهْلِه، ورفَقَ بهم، وداوَمَ على الاتِّصالِ بهم، أحسنْتُ إليه ورفَقْتُ به وأنعمْتُ عليه، "وأقطَعُ مَن قطَعَكِ"، أي: مَن هجَرَ أهْلَه ولم يُحسِنْ إليهم ويَتَّصِلْ بهم، قطَعَ اللهُ عنه الرَّحمةَ والإحسانَ والإنعامَ، وأعرَضَ عنه، وهذا تَحذيرٌ شَديدٌ مِن قَطيعةِ الرَّحِمِ .