الموسوعة الحديثية


- لا تَضربوا إماءَ اللهِ فجاء عمرُ فقال : لقد أطافَ بآلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ سبعونَ امرأةً كلُّهنَّ يشكينَ أزواجَهنَّ ، ولا تَجِدونَ أولئكَ خيارَكم
الراوي : إياس بن عبدالله بن أبي ذباب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر | الصفحة أو الرقم : 9/214 | خلاصة حكم المحدث : مرسل له شاهد

لا تضرِبوا إماءَ اللَّه فجاءَ عمَرُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ ذَئرنَ النِّساءُ على أزواجِهِنَّ فرخَّصَ في ضربِهِنَّ فأطافَ بآلِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم
الراوي : إياس بن عبدالله بن أبي ذباب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2146 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (2146)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9167)، وابن ماجه (1985) مطولاً.


كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضَلَ النَّاسِ وخيرَهم مُعامَلةً لأزواجِه، وكان يقولُ: "خَيْرُكم خَيْرُكم لأهلِه، وأنا خَيْرُكم لأهلي"، وقد علَّمَ أُمَّتَه كيفيَّةَ مُعاملةِ النِّساءِ مُعاملةً حسَنةً، وبيَّن أنَّ لهنَّ حُقوقًا على الرِّجالِ لا بُدَّ منها.
وفي هذا الحديثِ يَحكي إياسُ بنُ عبدِ اللهِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "لا تَضْرِبوا إماءَ اللهِ"، يَعْني زَوْجاتِكُم مِنَ النِّساءِ، فجاء "عُمَرُ" ابنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه "إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ذَئِرْنَ النِّساءُ"، أي: اجْتَرأْنَ ونَشَزْنَ على أزواجِهنَّ وساء خُلُقُهنَّ معهم، والذَّائِر هو المُغتاظُ على خَصْمِه المستعدُّ للشرِّ، "فرَخَّصَ"، أي: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "في ضَرْبِهنَّ"، أي: في تأديبِهنَّ بالضَّربِ غير المبرِّحِ.
قال: "فأطاف"، أي: اجْتَمَعَ ودار "بآلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" يَعْني: زوجاتِه أُمَّهاتِ المؤمِنين رَضِيَ اللهُ عنهنَّ "نساءٌ كثيرٌ، يَشْكونَ أزواجَهُنَّ"، أي: مِنْ ضَرْبِهمْ إيَّاهُنَّ، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد طافَ"، أي: دار، "بآلِ مُحمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشْكونَ أَزْواجَهُنَّ، ليس أولئكَ"، أي: الرِّجالُ الَّذين يَضرِبونَ نِساءَهُمْ، "بخِيارِكُم"، بل خيارُكم مَنْ لا يَضْرِبون نِساءَهُم.
وفي الحَديثِ: بيانُ فضيلةِ مُعامَلةِ النِّساءِ بالحُسْنى، وأنَّ الصَّبرَ على سُوءِ أخلاقهنَّ والتَّغاضِي عمَّا يكونُ مِنهنَّ أفضلُ من ضَرْبِهنَّ.