- خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا ونحن نقتَرئُ فقال الحمد للهِ كتابُ اللهِ واحدٌ وفيكم الأحمرُ وفيكم الأبيضُ وفيكم الأسودُ اقرؤوهُ . . . يتعجَّل أجرَه ولا يتأجَّلُه
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 1/521 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات رجال مسلم باستثناء ابن لهيعة غير وفاء بن شريح فلم يوثقه غير ابن حبان
التخريج : أخرجه أبو داود (830) واللفظ له، وأحمد (15308)
وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: "خَرَج علينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونَحْنُ نَقْرأُ القُرآنَ، وفينا"، أي: في جَماعةِ الصَّحابةِ الموجودينَ، "الأعرابيُّ"، وهو البَدويُّ الذي يَسْكُنُ الباديةَ، "والأعجميُّ" الَّذي ليس مِنَ العرَبِ، وفي حديثٍ آخَرَ: "وفيكمُ الأَحْمَرُ"، وهم العَجَمُ، وفيكم "الأبيضُ"، والمرادُ بهم أَهْلُ فارِسَ، وفيكم "الأسودُ" يَعني: العَرَبَ.
وفي رِوايةٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا رآهم على هذِه الحالِ قال: "الحَمْدُ للهِ؛ كِتابُ اللهِ واحدٌ"، أي: كِتابُ اللهِ القرآنُ واحِدٌ، ويَقرؤهُ الجميعُ على اخْتِلافِ أجْناسِهم، ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهم: "اقْرؤوا"، أي: القُرآنَ كما تَقْرؤونَ، "فكُلٌّ"، أي: فقراءةُ كُلِّكُم، "حَسَنٌ"، أي: حَسَنةٌ، حتَّى قِراءةُ الأعرابيِّ والأعجميِّ، وإنْ كانتِ الألفاظُ غيرَ مستقيمةٍ، ولكِنَّها مُعْتبرةٌ عِنْدَ اللهِ، ويُثابونَ عليها.
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "وسيَجِيءُ" بَعْدَ ذلك "أقوامٌ يُقيمونَهُ"، أي: يَجْتهِدونَ ويُبالِغونَ في عَمَلِ قراءةِ القرآنِ؛ مِنْ إصلاحِ الألفاظِ ومُراعاةِ الصِّفاتِ والقواعِدِ، "كما يُقامُ القِدْحُ" وهو جِسْمُ السَّهْمِ المُستَوي قَبْلَ أنْ يُراشَ ويُنْصَلَ، "يتَعجَّلونَه"، أي: يُؤْثِرونَ العاجلةَ- وهي الدُّنيا- على الآجِلَةِ- وهي الآخِرة- فيَطْلُبونَ ثوابَ الدُّنيا، "ولا يتَأجَّلونَه"، أي: لا يَطْلُبونَ الأَجْرَ في الآخِرَةِ.
وفي الحديثِ: تَيسيرُ اللهِ تعالى القرآنَ لعِبادِه.
وفيه: اهتمامُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم بكِتابِ اللهِ تعالَى.