- لبَّى عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ حتَّى رمى الجمرة
الراوي : شقيق بن سلمة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 3/228 | خلاصة حكم المحدث : فيه عامر بن شقيق وثقه النسائي وابن حبان وضعفه ابن معين
وفي هذا الحَديثِ يَذْكُرُ الفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنه- وكان رَدِيفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال في عَشِيَّةِ عَرَفَةَ، وغَدَاةَ جَمْعِ النَّاسِ في مُزدلِفةَ: "عليكم بالسَّكينةِ"، وهذا إرشادٌ نبويٌّ إلى الأدبِ والسُّنَّةِ في السَّيْرِ من عَرَفةَ، ومن مزدلفةَ، وَيَلْحَقُ بذلك سائرُ مواضعِ الزِّحامِ. و"عَشِيَّة عَرفَةَ" قيل: هي بعدَ غُروبِ الشَّمْس؛ لأَنَّ هذا هو وَقْتُ دفْعِ الإمامِ ووقْتُ الفِطرِ. وقيل: إنَّه وَقْتُ الْوَقْفَةِ مِن بعدَ الزَّوالِ إلى فَجرِ يوم النَّحرِ؛ لأنَّه وقتُ وقوفٍ وإتيانٍ إلى عَرفَةَ على هذِه الصِّفةِ. وقيل: العشية مِن الزَّوالِ إلى غرُوبِ الشَّمسِ. قال: "وهو"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "كافٌّ ناقَتَهُ"، أي: مانِعُهَا مِنَ الإسراعِ في الزِّحامِ ويُحرِّك دابَّتَهُ بِبُطْءٍ، "حتَّى دَخَلَ مُحِسِّرًا"، أي: وادي مُحَسِّرٍ، وهو موضِعٌ آخِرِ المزدلِفةِ، فلمَّا دخل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وادِيَ مُحَسِّرٍ قال للناس مُرْشِدًا: "عليكم بحَصَى الخَذْفِ"، أي: عليكم بصِغارها، نَحْوَ حَبَّةِ الْبَاقِلَاءِ، وقولُهُ: "الَّذي يُرْمَى به الجَمْرَةُ" إيضاحٌ وبيانٌ لِحَصَى الخَذْفِ، وليس المقصودُ أنَّ الرَّمْيَ يكون على هيئةِ الخَذْفِ.
"وقال"، أي: الفَضْلُ رضِي اللهُ عنه: "لم يَزَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُلَبِّي حتَّى رَمَى الجمرةَ"، أي: لم يزلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُلبِّي حتَّى شَرَع في رَمْيِ جَمْرَةِ العَقَبَةِ يومَ النَّحرِ، وعِنْدَ ذلك قَطَعَ التَّلبيةَ. وهناك رِوايةٌ أُخرى، ليس فيها قولُهُ: "ولم يزلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُلبِّي حتَّى رَمَى الجَمْرةَ"، وفيها زيادةُ: "والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُشيرُ بيدِهِ كما يَخْذِفُ الإنسانُ"، والمقصودُ الإيضاحُ، وزيادةُ بيانِ حَجْمِ الحَصَى الَّذي يُرْمَى به في الجَمَراتِ، وأنَّه يكونُ صغيرًا، مِثْلَ حَصَى الخَذْفِ، وليس المقصودُ أنَّ الرَّميَ يكون على هيئةِ الخَذْفِ.