الموسوعة الحديثية


- عنِ ابنِ عبَّاسٍ في هذِه الآيةِ : ؟إِلاَّ اللَّمَمَ؟ قال : الَّذي يُلِمُّ بالذَّنبِ ثمَّ يدعُهُ ، ألا تَسمَعُ إلى قولِ الشَّاعرِ : إنْ تغفِرِ اللَّهمَّ تغفِرْ جَمَّا وأيُّ عبدٍ لَك لا ألَمَّا
الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان | الصفحة أو الرقم : 5/2392 | خلاصة حكم المحدث : المحفوظ موقوفاً | الصحيح البديل | توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ثبوته من قول الصحابي، وضعفه من قول النبي صلى الله عليه وسلم

{ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ } قالَ : إن تغفرِ اللَّهمَّ تغفر جَمَّا وأيُّ عبدٍ لَك لا ألَمَّا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3284 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي (3284) واللفظ له، والحاكم (180)، والبيهقي (21261) باختلاف يسير


كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَتمثَّلُ بَبعضِ الأبياتِ مِن شِعر العربِ إذا أعجبَتْه وكان فيها حِكمةٌ وفائدةٌ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما في قولِه تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32]، وكبائرُ الإثمِ: قيل: هو كلُّ ذنبٍ فيه حدٌّ، والفواحشُ: ما فيه وعيدٌ، أو مختصٌّ بالزِّنا، والمرادُ بهما على وجهِ العمومِ: كلُّ ذنبٍ توعَّد اللهُ عليه بالنَّارِ، أو جعَل له حدًّا، أو ذمَّ فاعِلَه ذمًّا شديدًا، واللَّمَمُ: صغائرُ الذُّنوبِ، وقيل: ما كان دون الزِّنا، مِن القُبلةِ والغَمْزةِ والنَّظرةِ إذا اختصَّتِ الفواحشُ بالزِّنا.
"قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، كما في رِوايةٍ عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما في قولِه تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ}، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إن تغفِرِ اللَّهمَّ تَغفِرْ جمَّا"، أي: مِن شأنِك غُفرانُ الكثيرِ مِن الذُّنوبِ، "وأيُّ عبدٍ لك لا ألَمَّا"؟! أي: وليس هناك عبدٌ إلَّا وقدِ اقتَرفَ مِن صغائرِ تلك الذُّنوبِ؛ فهم غيرُ معصومينَ منها، وهذا القولُ هو بيتُ شِعرٍ لأُميَّةَ بنِ أبي الصَّلتِ، استشهَدَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على أنَّ المؤمنَ لا يَخْلو مِن اللَّمَمِ، وليس فيه أنَّه يَقولُ الشِّعرَ مِن عندِ نفسِه، وقولُه تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69]، يَنْفي إنشاءَ الشِّعرِ لا إنشادَه؛ لأنَّه ردٌّ لقولِهم: {هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبياء: 5].