- رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلمَ يطُوفُ بينَ الصفَا والمروَةِ والناسُ بينَ يديهِ وهوَ وراءَهمْ وهوَ يسعَى حتى أرَى ركبتَيهِ من شدَّةِ السعيِ تدُورُ بهِ إزَارُهُ وهوَ يقولُ : اسْعَوْا فإنَّ اللهَ كتبَ عليكُم السَّعَيَ
الراوي : حبيبة بنت أبي تجراة | المحدث : الشوكاني | المصدر : السيل الجرار
الصفحة أو الرقم: 2/196 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف
وفي هذا الحديثِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إنَّ اللهَ كتَبَ عليكم"، أي: أوجَبَ، وحتَّمَ، وفرَضَ عليكم "السَّعيَ"، بينَ الصَّفا والمَروَةِ، وذلك في الحَجِّ والعُمرةِ، "فاسعَوا"، بينهما سبعةَ أشْواطٍ بَدءا مِن الصَّفا، وانتِهاءً بالمَروَةِ.
وإنَّما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك؛ لأنَّ السَّعيَ بينهما كان يَفعَلُه المُشركونَ في الجاهليَّةِ، فلمَّا جاء الإسلامُ أمسَكَ النَّاسُ عنه، فبيَّنَ لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مِن شَعائرِ اللهِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، أي: إنَّ السَّعيَ بينَ الصَّفا والمَروَةِ مِن شَعائرِ اللهِ وعِبادتِه، وليس مِن شَعائرِ الجاهليَّةِ، فمَن أرادَ الحَجَّ أو العُمرةَ فلا بأسَ عليه أنْ يَسعى بينهما، والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمَروَةِ شِعارٌ قديمٌ مِن عَهدِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، وفيه تَذكيرٌ بفِعلِ هاجَرَ أُمِّ إسماعيلَ عليهما السَّلامُ، وهو من مناسك الحَجِّ والعُمرةِ .