- عَشْرُ آياتٍ بين يَدَيِ السَّاعَةِ : خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ ، وخَسْفٌ بالمغربِ ، وخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ ، والدَّابَّةُ ، والدُّخَانُ ، والدَّجَّالُ ، وابْنُ مريمَ ، ويَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ ، ورِيحٌ تُسْفيهِمْ ، تَطْرَحُهُمْ في البَحْرِ وطُلوعِ الشمسِ من مَغْرِبِها
الراوي : حذيفة بن أسيد الغفاري | المحدث : الذهبي | المصدر : سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم: 6/314 | خلاصة حكم المحدث : غريب. وأصل الحديث في صحيح مسلم
خَسْفٌ بالمَشرِقِ، وخسفٌ بالمَغْرِبِ، وخسفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولعلَّ هذه الخُسوفَ الثلاثةَ لم تَقَعْ إلى الآنَ والله أعلم.
والدُّخَانُ، وهو الذي ذُكِر في قولِه تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدُّخَان: 10]، وهو دُخَانٌ يَأخُذ بأَنْفاسِ الكُفَّارِ، ويَأخُذ المؤمِنين منه كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ.
والدَّجَّالُ: مَأْخُوذ مِن الدَّجَلِ وهو الكَذِب، والدَّجَّالُ شخصٌ بِعَيْنِه ابتَلَى الله به عبادَه، وأَقْدَرَه على أَشْياءَ مِن مَقدُوراتِ الله تعالى: مِن إحياءِ الميتِ الذي يَقتُله، وظُهورِ زَهْرَةِ الدُّنيا والخِصْبِ معه، وجَنَّتِه ونارِه، ونَهْرَيْه، واتِّباعِ كُنُوزِ الأرضِ له، وأَمْرِه السماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرَ، والأرضَ أن تُنبِتَ فتُنبِتَ، فيَقَع كلُّ ذلك بقُدْرَةِ الله تعالى ومَشِيئَتِه، ثُمَّ يُعجِزُه الله تعالى بعد ذلك، فلا يَقدِرُ على قتلِ ذلك الرجلِ ولا غيرِه، ويَبطُل أمرُه، ويَقتُله عِيسَى صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُثبِّتُ اللهُ الذين آمَنُوا.
ودَابَّةُ الأرضِ، وهي المذكورةُ في قولِه تعالى: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النَّمْل: 82]، وهذه الدَّابَّةُ تَخرُج في آخِرِ الزَّمَانِ عندَ فَسَادِ الناسِ وتَرْكِهم أوامرَ الله وتَبْدِيلِهِمُ الدِّينَ الحقَّ، فيُخرِج اللهُ لهم دابَّةً مِن الأرض، قِيل: مِن مَكَّةَ، وقِيلَ: مِن غيرِها.
ويَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، أي: يُفْتَحُ السَّدُّ الذي أَنْشَأَه ذو القَرْنَيْنِ، وهما قَبِيلَتان مِن جِنْس الناس.
وطُلُوعُ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِها.
ونَارٌ تَخرُج مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ، أي: أَقْصَى قَعْرِ أرضِ عَدَنٍ، وعَدَنٌ: مدينةٌ سَاحِليَّةٌ مَعرُوفةٌ في جنوبِ اليَمَن، «تَرْحَلُ الناسَ»، أي: تَأخُذهم بالحَشْر والرَّحِيل.
قال شُعْبَةُ: وحدَّثنِي عبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيْعٍ عن أبي الطُّفَيْلِ عن أبي سَرِيحَةَ مِثْلَ ذلك، لا يَذكُر النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقال أحدُهما في العاشرةِ: نُزُولُ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ صلَّى الله عليه وسلَّم، أي: مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ، حَكَمًا عَدْلًا.
وقال الآخَرُ: ورِيحٌ تُلْقِي الناسَ في البَحْر، أي: رِيحٌ شديدةُ الجَرْيِ، سَرِيعَةُ التأثيرِ في إلقائِها إيَّاهم في البَحْر، وهو مَوضِع حَشْرِ الكُفَّارِ، أو مُسْتَقَرُّ الفُجَّارِ.
وفي رِوَايةٍ: كان رَسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في غُرْفَةٍ ونحن تحتَها نتحدَّث... وساق الحديث بِمِثْلِهِ. قال شُعْبَةُ: وأَحْسَبُه قال: تَنْزِلُ معهم- أي الرِّيحُ- إذا نَزَلُوا، وتَقِيلُ معهم حيثُ قَالُوا، مِنَ القَيْلُولَةِ، وهي استِراحةُ نِصفِ النَّهارِ بنَوْمٍ أو غيرِ نَوْمٍ. قال شُعْبَةُ: وحدَّثنِي رجلُ هذا الحديثِ عن أبي الطُّفَيْلِ عن أبي سَرِيحَةَ، ولم يَرْفَعْه، أي: ولم يرفعه إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، قال أحدُ هذَيْن الرَّجُلَيْن: نُزولُ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ، وقال الآخَرُ: رِيحٌ تُلقِيهِم في البَحْر.
وفي رِوايةٍ: بنحوه، قال: والعاشرةُ نُزولُ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ.
في الحديثِ: بيانُ بعضِ علاماتِ الساعةِ.
وفيه: إخبارُه صلَّى الله عليه وسلَّم عَنِ المُغَيَّباتِ