الموسوعة الحديثية


- لقَدْ أمَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالعَتَاقَةِ في كُسُوفِ الشَّمْسِ.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1054 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الشَّمسُ والقَمرُ آيتانِ مِن آياتِ اللهِ سُبحانَه الدَّالَّةِ على عَظَمتِه، ويَخضعانِ لقُدرتِه وسُلطانِه، وفي كُسوفِهما وخُسوفِهما آياتٌ وعِبرٌ على القُدرةِ الإلهيَّةِ المُطلقةِ، وقد عَلَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ماذا نَفعلُ عندَ حُدوثِ هذه الظَّواهرِ.
كما في هذا الحديثِ، حيثُ تُخبِرُ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بالعَتاقةِ عِندَ كُسوفِ الشَّمسِ، والمُرادُ بالعَتاقةِ: تَحريرُ العبيدِ وعِتقُهم؛ لِيَرفَعَ اللهُ بهذا العِتقِ البَلاءَ عَن عِبادِه، وقيل: إنَّما أمَرَ بالعَتاقةِ في الكُسوفِ والخُسوفِ؛ لأنَّ العِتقَ يَستحِقُّ به العبدُ العِتقَ مِن النارِ.
وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُ أيضًا بالصَّلاةِ والذِّكرِ والتَّضرُّعِ إليه سُبحانه، كما جاء في الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ، وكُسوفُ الشَّمسِ وخُسوفُها: ذَهابُ ضَوئِها، وأكثَرُ ما يُعبَّرُ عن الشَّمسِ بالكُسوفِ، وعن القمَرِ بالخُسوفِ، وقد يُعبَّرُ بأحدِهما عن الآخَرِ. والكُسوفُ مِن آياتِ اللهِ سُبحانه، وقد قال اللهُ تعالَى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]؛ ولذلك كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي ويُطيلُ صَلاتَه؛ مِن أجْلِ الخَوفِ الذي تَوعَّدَ اللهُ عليه في القرآنِ، والإعتاقُ وسائرُ الخَيراتِ مَأمورٌ بها في خُسوفِ الشَّمسِ والقمَرِ كِلَيْهِما؛ لأنَّ الخَيراتِ تَرفَعُ العَذابَ.
وفي الحديثِ: التَّقرُّبُ إلى اللهِ بالطاعاتِ لرَفْعِ البَلاءِ، وفضْلُ عِتقِ الرَّقبةِ، وأنَّها مِن تِلك الطاعاتِ.