الموسوعة الحديثية


- طَلبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلمٍ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان | الصفحة أو الرقم : 4/382 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عائذ بن أيوب لا ذنب له بل لا وجود له | التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/410)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4096)، وتمام في ((الفوائد)) (53)

طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ ، حتى الحيتانِ في البحرِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3914 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه (224) أوله في أثناء حديث، والبزار (6746) مختصراً، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (17) واللفظ له


لقدْ أعلى الشَّرعُ الحَكيمُ مِن قِيمةِ العِلمِ والعُلماءِ، وبيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضلَ العالِمِ الَّذي يَنقُلُ عِلْمَه إلى النَّاسِ، وما له مِن أجْرٍ عظيمٍ عندَ اللهِ تعالى.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "طلَبُ العِلْمِ فَريضةٌ على كلِّ مُسلِمٍ"، أي: إنَّ مِن العِلْمِ ما هو فَرضٌ مُتعيَّنٌ على كلِّ امرئٍ مُسلمٍ في خاصَّةِ نفْسِه؛ فهو فَرضُ عينٍ، ومنه ما هو فرْضُ كِفايةٍ، إذا قام به قائِمٌ سقَطَ فرْضُه عن أهْلِ ذلِك المَوضعِ، وقد فُسِّرَ بأنَّ الَّذي يَلزَمُ الجَميعَ فرْضُه هو تعلُّمُ ما لا يسَعُ المُسلِمَ جَهْلُه، ولا بدَّ له مِن العِلْمِ به؛ لسَلامةِ دِينِه وإقامتِه، ثمَّ يأتي بعدَ ذلك سائِرُ العِلْمِ، وطَلبُهُ والتَّفقُّهُ فيه، وتَعليمُه للنَّاسِ؛ فهو فَرْضٌ على الكِفايةِ، إذا قام به قائِمٌ سقَطَ فَرْضُه عن الباقينَ، كما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
ثُمَّ قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وإنَّ طالِبَ العِلْمِ يَستغفِرُ له كُلُّ شَيءٍ حتَّى الحِيتانُ في البَحرِ"، أي: يَدْعون له بالمَغفِرةِ. وفي قولِه: "حتَّى الحِيتانُ" إشارةٌ إلى جميعِ المخلوقاتِ؛ وذلك لأنَّ طالبَ العِلمِ سائرٌ في طَريقِ طلَبِ النُّورِ والعِلْمِ الَّذي يُنِيرُ للنَّاسِ طريقَهم، ويُعلِّمُهم فرائضَ دِينِهم، ويُرشِدُهم إلى طريقِ اللهِ، وهو يكونُ أكثَرَ خَشيةً للهِ، وإذا كانتِ الملائكةُ تَستغفِرُ لعُمومِ المُؤمنينَ، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7]؛ فطالِبُ العِلْمِ ومُعلِّمُ النَّاسِ الخَيرَ مِن بابِ أَولى، وفي سُننِ التِّرمذيِّ عن أبي أُمامةَ الباهِليِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ وملائكتَه وأهلَ السَّمواتِ والأَرَضينَ، حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى الحوتَ؛ لَيُصلُّونَ على مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ"، وفي هذا تقييدٌ للعالِمِ وطالِبِ العِلْمِ بأنَّه الذي يَطلُبُ ما فيه نَفْعٌ وخيرٌ للنَّاسِ في دِينِهم ودُنياهم وآخرتِهم، وهذا بَيانٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لقِيمةِ العُلماءِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ طلَبِ العِلمِ، والحثُّ عليه.