الموسوعة الحديثية


- دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسجِدَ ومعه نِسوةٌ مِن الأنصارِ فوعَظهنَّ وذكَّرهنَّ وقال ما مِنكنَّ مِن امرأةٍ يموتُ لها ثلاثٌ مِن الولَدِ إلَّا دخَلَتِ الجنَّةَ فقامتِ امرأةٌ هي مِن أجَلِّهنَّ فقالت يا رسولَ اللهِ فذَاتُ الاثنَيْنِ قال وذاتُ الاثنَيْنِ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط | الصفحة أو الرقم : 6/158 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا الهيثم بن جهم تفرد به عثمان بن الهيثم

جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ! إنَّا لا نَقْدِرُ عليكَ في مجلسِكَ ، فَوَاعِدْنا يومًا نَأْتِكَ فيه ، فقال : مَوْعِدُكُنَّ بَيْتُ فُلانٍ فَجاءهُنَّ لِذلكَ الوَعْدِ ، و كان فيما حَدَّثَهُنَّ : ما مِنْكُنَّ امرأةٌ ، يموتُ لها ثَلاثٌ مِنَ الولدِ ، فَتَحْتَسِبَهُمْ ، إلَّا دخلَتِ الجنةَ فقالتِ امرأةٌ : و اثْنانِ ؟ قال : و اثْنانِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 110 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد (7351)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (148) واللفظ له، والحميدي في ((مسنده)) (1019)


كَتَبَ اللهُ تعالى على عِبادِه المؤمنينَ البلاءَ، ووعَدَهم بِالأجرِ الجزيلِ إذا صبَروا على ما ابْتَلاهم به، وشَكرُوا اللهَ تعالى على نَعْمائِه وضرَّائِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ امْرأةً جاءتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ له: "إنَّا لا نَقدِرُ عليك في مَجلسِك"، أي: لا يَقْدِرْنَ أنْ يَصِلْنَ إليه وسُؤالَه، والحضورَ لِمَجالسِه كما يفَعلُ الرِّجالُ، "فواعِدْنا يومًا نأْتِك فيه"، أي: طَلَبْنَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تحديدَ يومٍ وموعدٍ يَجتمِعْنَ له فيه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَوعدُكنَّ بيتُ فلانٍ، فجاءهنَّ لذلك الوعدِ"، أي: أجابَهنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طلبِهنَّ، قال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "وكان فيما حدَّثَهنَّ: ما منكنَّ امرأةٌ"، أي: لها أولادٌ، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: "ما مِن مُسلمينِ"، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يموتُ لها ثلاثٌ مِن الولدِ"، أي: لم يَبلُغوا حدَّ التَّكليفِ، كما في رِوايةِ النَّسائيِّ، "فتَحتسِبُهم"، أي: صَبرَتْ على فَقْدِهنَّ راضيةً بقضاءِ اللهِ، وطلَبًا للأجْرِ والثَّوابِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، "إلَّا دخلَتِ الجنَّةَ"، أي: كان جزاؤها على ذلك دُخولَ الجنَّةِ، "فقالتِ امرأةٌ: واثنانِ؟" أي: وما جزاءُ مَن فقَدَتْ وَلدينِ وصَبرَتْ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "واثنانِ"، أي: أقَرَّها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك وجعَلَ جزاءها الجنَّةَ.
وفي الحديثِ: عِظَمُ أجْرِ المُصيبةِ في الولَدِ، وكونُه لا جزاءَ لها لِوَالدَيْهِ إذا صبَرَا إلَّا الجنَّةُ( ).