الموسوعة الحديثية


- والَّذي نَفْسي بيدِه لَودِدْتُ أنْ أُقاتِلَ في سبيلِ اللهِ فأُقتَلَ ثمَّ أُحْيَا ثمَّ أُقتَلَ ثمَّ أُحْيَا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط | الصفحة أو الرقم : 2/67 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن زكريا إلا عمر تفرد به أبو القاسم العدوي

والَّذي نَفسِي بيدِهِ ، لولا أنَّ رِجالًا مِن المؤمنينَ لا تَطيبُ أنفسُهُم أن يتخلَّفُوا عنِّي ، ولا أجِدُ ما أحملُهُم عليهِ ، ما تخلَّفتُ عَن سرِيَّةٍ تغزُو في سَبيلِ اللهِ ، والَّذي نَفسِي بيدِه ، لوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللهِ ثمَّ أُحيَا ، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا ، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا ، ثمَّ أُقتَلُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7075 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري (2797)، ومسلم (1876) باختلاف يسير.


للجِهادِ في سَبيلِ اللهِ مَنْزلةٌ عالِيةٌ؛ لِمَا فيه مِن الفَضلِ والأجرِ الذي يَفضُلُ به على كَثيرٍ من العِباداتِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُواسي الضُّعفاءَ، ومَنْ لا يَجِدون سَبيلًا للجِهادِ حتى لا يَشْعُروا بالعَجْزِ، ولا أنَّهم مُقصِّرونَ في الواجِباتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "والَّذي نَفْسي بِيَدِه"، أي: يَحْلِفُ النبيُّ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلِك لأنَّ اللهَ هو الذي يَمْلِكُ الأنْفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقْسِمُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بهذا القَسَمِ، "لولا أنَّ رِجالًا من المُؤمِنينَ لا تَطيبُ أنفُسُهم"، أي: يُسيئُهُم، ويُحزِنُهم، "أنْ يَتَخَلَّفوا عني"، أي: بسَبَبِ عَدَمِ خُروجِهِم معي، وقُعودِهِم في المدينَةِ؛ لعَدَمِ توفُّرِ النَّفَقةِ لديهم أو السِّلاحِ أو العَتادِ، "ولا أَجِدُ"، أي: لا أَملِكُ "ما أَحْمِلُهُم عليه" يعني: ما يَرْكَبونَه من دَوابَّ؛ لِيُجاهِدوا في سَبيلِ اللهِ، "ما تَخَلَّفْتُ عن سَرِيَّةٍ تَغْزو في سَبيلِ اللهِ" والمقصودُ: ما تَرَكتُ فُرصةً في سَرِيَّةٍ للغَزوِ إلَّا وخَرَجْتُ معها للجِهادِ، ولكنِّي أتْرُكُها رِفْقًا ومُواساةً لمن لا يَسْتطيعونَ الجِهادَ لأَيِّ سَبَبٍ، والسَّرِيَّةُ: هي طائِفَةٌ من الجَيشِ يبْلُغُ أقْصاها أربعَ مِئَةِ فَردٍ، "والَّذي نَفْسي بِيَدِه، لَوَدِدْتُ"، أي: تَمَنَّيْتُ، "أَنِّي أُقتَلُ في سَبيلِ الله ثم أُحْيا، ثم أُقتَلُ ثم أُحْيا، ثم أُقتَلُ ثم أُحْيا، ثم أُقتَلُ" لِمَا في الشَّهادَةِ من الكَرامَةِ للشُّهداءِ، وهذا تَسْليةٌ وتَحْفيزٌ للخارِجينَ في الجِهادِ عن مُرافَقتِهِ لهم، وكأنَّه قال: الوجهُ الذي يَسيرونُ لهم فيه من الفَضلِ ما أتمنَّى لأجْلِه أنِّي أُقتَلُ مَراتٍ، فمهما فاتَكم من مُرافَقتي، والقُعودِ معي مِنَ الفَضلِ يَحْصُلُ لكم مِثلُه أو فوقَه من فَضْلِ الجِهادِ، فراعَى بذلك خَواطِرَ الجَميعِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَتْرُكُ الأمرَ أحيانًا رِفْقًا بالمُؤمِنينَ( ).