الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ كان يخطُبُ يومَ الجُمُعةِ مُسنِدًا ظَهرَه إلى خَشبةٍ فلمَّا كثُر النَّاسُ قال ابنوا لي مِنبَرًا فبنَوْا له مِنبَرًا إنَّما كان عتبتَيْنِ فلمَّا تحوَّل مِن الخشَبةِ إلى المِنبَرِ حنَّتِ الخشَبةُ قال أنَسٌ فسمِعْتُ الخشَبةَ واللهِ حنَّتْ حَنينَ النَّاقةِ الوالهةِ حتَّى نزَل إليها رسولُ اللهِ مِن المِنبَرِ فاحتضَنها فسكَتَتْ فقال الحسَنُ يا عبادَ اللهِ المُسلِمينَ الخشَبةُ تحِنُّ إلى رسولِ اللهِ شوقًا إليه لِمكانِه إليها أفليس الرِّجالُ الَّذين يرجُونَ لقاءَه أحَقَّ أنْ يشتاقوا إليه
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط | الصفحة أو الرقم : 2/108 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن إبراهيم إلا حبان تفرد به يحيى بن محمد

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة ، فلما كثر الناس قال : ابنوا لي منبرا فسوي له منبر – إنما كان عتبتين – فتحول من الخشبة إلى المنبر قال : فحنت إليه الخشبة حنين الواله قال أنس : وأنا في المسجد أسمع ذلك قال : فوالله ما زالت تحن حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فمشى إليها فاحتضنها فسكنت ، فبكى الحسن ، وقال : يا معشر المسلمين ! الخشبة تحن إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم شوقا إليه ، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه ؟ !
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم: 2/559 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ في الجُمُعةِ والأعيادِ وغيرِ ذلك مِن مُناسَباتِ الخَطابةِ، وهو واقِفٌ على جِذْعِ نَخْلٍ في المسجِدِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يخْطُبُ يومَ الجُمُعةِ، ويُسنِدُ ظَهْرَهُ إلى خَشَبةٍ"، وكانتْ من جُذوع النَّخْلِ، "فلمَّا كَثُرَ الناسُ، قال: ابْنوا لي مِنْبَرًا" ليَعْلوهُ ويَرْتَفِعُ ويَظْهَرُ للناسِ، "فسُوِّيَ له مِنْبَرٌ"، أي: صُنِعَ له مِنْبَرٌ "إنَّما كان عَتَبَتيْنِ"، أي: كان المِنْبَرُ من دَرَجَتيْنِ "فتحوَّل من الخَشَبةِ إلى المِنْبَرِ"، أي: تَرَكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جِذْعَ النَّخْلَةِ، وسارَ يَقِفُ على المِنْبَرِ، قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فحَنَّتْ إليه الخَشَبةُ حَنينَ الوالِهِ"، أي: أصْدَرَتِ الخَشَبةُ القَديمَةُ صوْتًا فيه حُزْنٌ، والوالِهُ: هو مَنِ اشْتَدَّ حُزْنُهُ، قال أنسٌ: "وأنا في المسْجِدِ أسْمَعُ ذلك، قال: فواللهِ ما زالتْ تَحِنُّ حتى نَزَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من المِنْبَرِ، فمَشَى إليها، فاحْتَضَنَها فسَكَنَتْ"، أي: هَدَأَتْ.
قال مُباركُ بنُ فَضَالَةَ راوي الحَديثِ: "فَبَكَى الحَسَنُ"، وهو البَصْريُّ راوي الحَديثِ عن أنسٍ، "وقال: يا مَعْشَرَ المُسْلِمينَ، الخَشَبةُ تَحنُّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شوْقًا إليه، أفَلَيْسَ الرِّجالُ الذين يَرْجونَ لِقاءَهُ أحَقُّ أنْ يَشْتاقوا إليه؟!" وهذا مِن شِدَّةِ حُبِّهِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع شَوْقِه إلى لِقائِهِ في الجنَّةِ، مع إظْهارِ أنَّ الجَماداتِ التي لا قُلوبَ لها، تَشْتاقُ إليه، فالأحْياءُ أشَدُّ شوْقًا وتَلَهُّفًا لمُلاقاتِه.
وفي الحديثِ: مُعجِزةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحَنينِ الخَشَبةِ إليه، وبُكائِها لفِراقِهِ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ بِناءِ المنابِرِ في المساجِدِ .