الموسوعة الحديثية


- أيما رجلٍ قام إلى وضوئِه يريد الصلاةَ ، ثم غسل كفَّيه ، نزلت خطيئتُه من كفَّيه مع أولِ قطرةٍ ، فإذا غسل وجهَه ، نزلت خطيئتُه من سمعِه وبصرِه مع أولِ قطرةٍ ، فإذا غسل يدَيه إلى المرفقَينِ ورجلَيه إلى الكعبَينِ ، سَلِمَ من كلِّ ذنبٍ هو له ، ومن كلِّ خطيئةٍ كهيئتِه يومَ ولدتْه أُمُّه ، فإذا قام إلى الصلاةِ رفعه اللهُ عزَّ وجلَّ بها درجةً ، وإن قعد قعد سالِمًا
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 2984 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

أيما رجلٍ قام إلى وضوئِه يريد الصلاةَ ، ثم غسل كفَّيه ، نزلت خطيئتُه من كفَّيه مع أولِ قطرةٍ ، فإذا غسل وجهَه ، نزلت خطيئتُه من سمعِه وبصرِه مع أولِ قطرةٍ ، فإذا غسل يدَيه إلى المرفقَينِ ورجلَيه إلى الكعبَينِ ، سَلِمَ من كلِّ ذنبٍ هو له ، ومن كلِّ خطيئةٍ كهيئتِه يومَ ولدتْه أُمُّه ، فإذا قام إلى الصلاةِ رفعه اللهُ عزَّ وجلَّ بها درجةً ، وإن قعد قعد سالِمًا
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2724 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الوُضوءُ من أعْظَمِ أسْبابِ طَهارةِ المُسْلِمِ الحِسِّيَّةِ والمَعْنويَّةِ؛ فإنَّه يُطَهِّرُهُ ظاهرًا بالماءِ، وباطنًا بتَكْفيرِ الذُّنوبِ والخَطايا، ثم تأتي الصَّلاةُ لتُرَقِّيَهُ في دَرَجاتِ النَّعيمِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أيُّما رَجُلٍ"، والمُرادُ الرَّجُلُ والمَرْأةُ، وإنَّما خَرَجَ الكلامُ مَخْرَجَ الغالبِ في التعبيرِ عن المجموعِ بالذُّكورِ، "قَام إلى وُضوئِهِ"، أي: توجَّه إلى الوُضوءِ بالماءِ "يُريدُ الصَّلاةَ"، أي: كان وُضوؤُهُ هذا؛ لأجْلِ الصَّلاةِ، "ثم غَسَلَ كَفَّيْهِ، نَزَلَتْ خَطيئتُه من كَفَّيْهِ مع أوَّلِ قَطْرَةٍ"، أي: يَغْفِرُ اللهُ له ذُنوبَهُ التي اكْتَسَبَها بكَفَّيْهِ مع نُزولِ أوَّلِ قَطْرَةِ ماءٍ، وهكذا في باقي أعْضاءِ الوُضوءِ؛ كُلَّما غَسَلَ عُضْوًا غَفَرَ اللهُ له الذي اقْتَرَفَهُ هذا العُضْوُ، "فإذا غَسَلَ وجْهَهُ، نَزَلَتْ خَطيئتُهُ من سَمْعِهِ وبَصَرِهِ مع أوَّلِ قَطْرَةٍ؛ فإذا غَسَلَ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ" والمِرْفَقُ: المِفْصَلُ الذي في مُنْتَصفِ الذِّراعِ، "وَرِجْلَيْهِ إلى الكَعبينِ" والكَعْبُ: هو العَظْمُ البارِزُ عندَ مُلْتَقى السَّاقِ والقَدَمِ، "سَلِمَ من كلِّ ذَنْبٍ هو له ومن كلِّ خَطيئةٍ كهَيْئتِهِ يوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"، أي: محا اللهُ عنه ذُنوبَه وأعمالَه الفاسِدَةَ وهو خاصٌّ بغُفْرانِ ما دُونَ الكَبائِرِ؛ لأنَّ لتَكْفيرِ الكبيرةِ شأْنًا آخَرَ؛ فإنَّها لا تُغفَرُ إلَّا بالتوبةِ أو بعَفوِ اللهِ تعالى، "فإذا قامَ إلى الصَّلاةِ"، أي: بهذا الوُضوءِ، "رَفَعَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بها دَرَجَةً"، أي: أعْطاهُ اللهُ مَنْزِلَةً رَفيعةً عاليةً في الجَنَّةِ، أو زادَهُ بها حَسَنَةً، "وإنْ قَعَدَ"، أي: لم يَقُمْ إلى الصَّلاةِ بهذا الوُضوءِ، "قَعَدَ سالِمًا"، أي: من الخَطايا. ويَنْبَغي للمُتَطَهِّرِ أنْ يَسْتَحْضِرَ مع غَسْلِ أعْضائِهِ ذُنوبَه وخَطاياه، ويَعْزِمَ على التَّوْبَةِ منها، فيُطَهِّرَ بدنَهُ ظاهرًا وباطنًا، ويَصْلُحَ للوُقوفِ بين يَدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي الحَديثِ: فَضْلُ الوُضوءِ وأنَّه يُكفِّرُ الذُّنوبَ( ).