الموسوعة الحديثية


- التَّائبُ مِنَ الذَّنبِ كمَن لا ذنبَ له
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/203 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه‏‏ | التخريج : أخرجه ابن ماجة(4250 )،والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10281 )، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (108 )

التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ لهُ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3446 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه ابن ماجة(4250 )،والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10281 )، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (108 )


اللهُ سُبحانَه هو التَّوَّابُ الرَّحيمُ والغَفورُ الكَريمُ، وقد فتَح بابَ رحمتِه لعِبادِه العاصين مَهما بَلَغَتْ ذُنوبُهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضي اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "التَّائبُ مِن الذَّنبِ كمَن لا ذنْبَ له"، والمعنى أنَّ العبدَ إذا أذْنَب ذنْبًا ثمَّ تاب منه تَوبةً نَصوحًا وأقلَع عنه ونَدِم واستغفَر ولم يَعُدْ إليه تابَ اللهُ عليه، وعامَلَه مُعامَلةَ مَن لم يُذنِبْ، بل يُبدِّلُ سيِّئاتِه حسَناتٍ؛ لأنَّه تاب إلى ربِّه وأناب لِمَحبَّتِه للهِ وحِرصِه على رِضاه وخوفِه منه، وتلك صِفاتُ المتَّقين، إذا زال الذَّنبُ زالَتْ عُقوباتُه ومُوجِباتُه، وهذا حُكمٌ عامٌّ لكلِّ تائبٍ مِن ذنْبٍ.
وقد قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
ولقَبولِ التَّوبةِ شروطٌ عُرِفَتْ مِن استِقْراءِ نُصوصِ كتابِ اللهِ تعالى وسُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ومِن تلك الشُّروطِ: أن تكونَ التَّوبةُ خالِصةً لوجهِ اللهِ تعالى، فلا يُرادَ بها الدُّنيا أو مدْحُ النَّاسِ وثناؤُهم، ثمَّ الإقلاعُ عن المعصيةِ، ثمَّ النَّدمُ على فعلِها، مع العزْمِ على عدَمِ العودةِ إليها، ثمَّ إرجاعُ الحقوقِ إلى أصحابِها، إنْ كانت المعصيةُ حُقوقًا للآخرين، وأن تَكونَ التَّوبةُ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها، وقبلَ حُضورِ الموتِ.
ومِن علاماتِ صحَّةِ التَّوبةِ: أن يَكونَ العبدُ بعدَ التَّوبةِ خيرًا منه قبلَها؛ فيُكثِرَ مِن عمَلِ الصَّالحاتِ، ومصاحبَةِ أهلِ الصَّلاحِ، ويَحرِصَ على ترْكِ المعاصي والسَّيِّئاتِ، والابتعادِ عن أهلِ الزَّيغِ والانحِرافِ، وأن يكونَ الخوفُ مصاحِبًا له فلا يأمَنَ مِن مَكْرِ اللهِ.
وفي الحديثِ: بيانُ رحْمةِ اللهِ بعِبادِه؛ بفتْحِه بابَ التَّوبةِ والرُّجوعِ إلى طاعتِه لكلِّ عاصٍ قبلَ موتِه.
وفيه: دَعوةٌ إلى عدَمِ تَقْنيطِ المذنِبِ والعاصي مِن رَحمةِ اللهِ.
وفيه: أنَّ التَّوبةَ النَّصوحَ تُزيلُ الذُّنوبَ وتُبدِّلُها حسَناتٍ.