الموسوعة الحديثية


- ما من رجُلٍ يزورُ قبرَ أخيه ويجلسُ عندَه ، إلا استأنسَ به ورَدَّ عليه حتى يقومَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان | الصفحة أو الرقم : 4/496 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده: عبد الله بن سمعان، لا أعرف حاله | التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((القبور)) كما في ((تخريج الإحياء)) للعراقي (5/243)

ما مِن أحدٍ يَمُرُّ على قبرِ أخيه المؤمنِ فيُسَلِّمُ عليه إلا عَرَفَه، وردَّ عليه.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : نيل الأوطار
الصفحة أو الرقم: 3/305 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (1/ 185) باختلاف يسير.


اللهُ سُبحانَه له القُدرةُ البالغةُ على كلِّ شيءٍ، وهو الخالقُ والمُحْيي والمُميتُ، وله مع المَوتى أفعالٌ وأحْوالٌ، وقد أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببعضِ هذه الأحْوالِ للمَوتى في قُبورِهم، كما يقولُ في هذا الحديثِ: "ما مِن أحدٍ يمُرُّ على قَبرِ أخيه المؤمنِ"، المُراد به: المَيِّتُ مُطلقًا؛ الشَّهيدُ وغيرُه، وقيلَ: مَحمولٌ على غيرِ الشُّهَداءِ؛ لأنَّ أرْواحَهم في جَوفِ طَيرٍ خُضرٍ تَأوي إلى قَناديلَ مُعلَّقةٍ بالعَرشِ، "فيُسلِّمُ عليه"، بإلقاءِ تَحيَّةِ المَوتى، وهي التَّحيَّةُ المَشروعةُ، وهي قَولُه: "السَّلامُ عليكم دارَ قَومٍ مؤمنينَ"، كما في صَحيحِ مُسلمٍ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إلَّا عرَفَه"، أي: عرَفَه المَيِّتُ، "ورَدَّ عليه"، ورَدَّ عليه التَّحيَّةَ، والمَيِّتُ يَستفيدُ مِن هذا السِّلامِ تَخفيفُ العَذابِ ورَفعُ الدَّرجاتِ؛ لأنَّ السَّلامَ على أهلِ القُبورِ بمعنى السَّلامةِ.
وهذه المَعرفةُ ورَدُّ السَّلامِ فَرعُ الحَياةِ، ولا مانعَ مِن خَلقِ اللهِ لهذا الإدراكِ، برَدِّ الرُّوحِ في بعضِ جَسدِه، وإنْ لم يكُنْ ذلك في جَميعِه، فالمَيِّتُ يَسمَعُ -في الجُملةِ- كلامَ الحَيِّ، ولا يجِبُ أنْ يكونَ السَّمعُ له دائمًا في كلِّ الأوْقاتِ، بل قد يَسمَعُ في حالٍ دون حالٍ، كما قد يَعرِضُ للحَيِّ؛ فإنَّه يَسمَعُ أحيانًا خِطابَ مَن يُخاطِبُه، وقد لا يَسمَعُ لعارضٍ يَعرِضُ له.
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ للمَيِّتِ حَياةً في قَبرِه، فيَسمَعُ السَّلامَ، ويرُدُّ عليه كيف شاء اللهُ.
وفيه: أنَّه يَنبغي على مَن يدخُلُ إلى المَقابرِ أنْ يُسلِّمَ على أهلِها .