الموسوعة الحديثية


- لأن يُمْسِكَ أحدُكُم يدَهُ عنِ الحصَى [ في الصَّلاةِ ] خيرٌ لَهُ من مئةُ ناقةٍ ؛ كلُّها سودُ الحدقِ ، فإن غلبَ أحدَكُمُ الشَّيطانُ فليمسح مَسحةً واحدةً
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 3062 | خلاصة حكم المحدث : ذكر له شاهدا | التخريج : أخرجه أحمد (15228)، وعبد بن حميد في ((المسند)) (1143)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1433) باختلاف يسير

...واحدةً ، و لأَن تمسكَ عنها خيرٌ لك من مائةِ ناقةٍ ، كلُّها سودُ الحُدُقِ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 557 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحرَصَ النَّاسِ على تعلُّمِ هذا الدِّينِ بكُلِّ ما فيه، فكانوا إذا أشكَلَ عليهم شَيءٌ، هَرْوَلوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَأَلوه فيُجيبُهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَحُلُّ هذا الإشْكالَ، أو يُبيِّنُ هذا المُجمَلَ أو يَوضِّحُ الشَّيءَ الغامِضَ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ جابِرَ بنَ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما، سَأَلَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن مَسحِ الحَصى؛ وذلك في صَلاتِه، كما في رِوايَةِ أحمدَ، والمَقْصودُ بالمَسْحِ: تَسْويتُه كما جاءَ في الحديثِ الذي خرَّجه البُخاريُّ عن مُعَيقيبٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال في الرَّجُل يُسوِّي التُّرابَ حيث يَسجُدُ، قال: "إنْ كُنتَ فاعِلًا فواحِدَةً"؛ وذلك لِئَلَّا يَتَأذَّى به، "فقال: واحدةً"، أي: امسَحْ مرَّةً واحدةً؛ حتى لا يَتَأذَّى الإنسانُ من هذا الحَصى؛ فيُصرَفَ عن الخُشوعِ في الصَّلاةِ، وقيل: لأنَّه يُنافي التَّواضُعَ، وجاءَ في حديثِ أبي ذَرٍّ الذي خرَّجه أحمدُ أنَّه قال: "سَأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن كُلِّ شَيءٍ حتى سَأَلتُه عن مَسحِ الحَصى، فقال: واحدةً أو دَعْ"، أي: امسَحْ مرَّةً واحدةً أو اتْرُكْ هذا الأمْرَ، ثم قال له: "ولِأَنْ تُمسِكَ عنها"، أي: وإنْ تَرَكتَ مَسحَ هذا الحَصى، فهو أفضْل؛ لِأَنَّ هذا الأمْرَ قد يكونُ فيه شُغُلٌ عن الصَّلاةِ، فجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإمْساكَ عن مَسحِ الحَصى "خَيرٌ من مِئَةِ ناقَةٍ، كُلُّها سودُ الحَدَقِ"، والحَدَقةُ هي السَّوادُ المُستديرُ في العَينِ، وسَوادُها يَدُلُّ على تَمامِ صِحَّةِ وعافِيَةِ النَّاقَةِ، وعبَّر بذلك لِيَدُلَّ على هذا الفَضْلِ العَظيمِ الذي يَحصُلُ للإنْسانِ الذي يُعطي نفسَه لصَلاتِه ولا يَنشَغِلُ عنها.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الخُشوعِ في الصَّلاةِ، وتَنبيهٌ على عِظَمِ ثَوابِ تَركِ العَبَثِ فيها( ).