الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ ، فتعاهَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةِ الثَّالثةِ الأخرَى لو قد رأينا محمَّدًا قمنا إليه قيام رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه . قال : فأقبلت فاطمةُ تبكي حتَّى دخلت على أبيها فقالت : هؤلاء الملأُ من قومِك في الحِجرِ قد تعاهَدوا أن لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتلوك ، فليس منهم رجلٌ إلَّا قد عرف نصيبَه من دمِك . قال : يا بُنيَّةُ أدْنِي وَضوءًا فتوضَّأ ، ثمَّ دخل عليهم المسجدَ ، فلمَّا رأَوْه قالوا هو هذا فخفَضوا أبصارَهم وعُقِروا في مجالسِهم فلم يرفعوا إليه أبصارَهم ولم يقُمْ منهم رجلٌ ، فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى قام على رءوسِهم فأخذ قبضةً من ترابٍ فحصَبهم بها وقال : شاهت الوجوهُ . قال : فما أصابت رجلًا منهم حصاةٌ إلَّا قُتِل يومَ بدرٍ كافرًا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 235 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

2 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم كان يقومُ يومَ الجمعةِ إذا خطب إلى خشبةٍ ذاتِ فَرْضتَيْن ، قال : أراها من دَوْمٍ ، وكانت في مُصلَّاه فكان يتَّكئُ إليها فقال له أصحابُه : يا رسولَ اللهِ إنَّ النَّاسَ قد كثُروا فلو اتَّخذتَ شيئًا تقومُ عليه إذا خطبتَ يراك النَّاسُ . فقال : ما شئتم . قال سهلٌ : ولم يكُنْ بالمدينة إلَّا نجَّارٌ واحدٌ ، فذهبتُ أنا وذلك النَّجَّارُ إلى الخافِقَيْن فقطعنا هذا المنبرَ من أثَلَةٍ . قال : فقام عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فحنَّت الخشبةُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ألا تعجبون لحنينِ هذه الخشبةِ ؟ فأقبل النَّاسُ وفرَقوا من حنينِها حتَّى كثُر بكاؤُهم ، فنزل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى أتاها فوضع يدَه عليها فسكنت ، فأمر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بها فدُفِنت تحت منبرِه أو جُعِلت في السَّقفِ
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 232 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - إنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ فتعاقدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناتِ الثَّالثةِ الأخرَى ونائلةَ وإسافٍ لو قد رأينا محمَّدًا لقد قمنا إليه قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه ، فأقبلت ابنتُه فاطمةُ رضِي اللهُ عنها تبكي حتَّى دخلت على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقالت : هؤلاء الملأُ من قريشٍ قد تعاقدوا عليك لو قد رأَوْك لقد قاموا إليك فقتلوك ، فليس منهم رجلٌ إلَّا قد عرف نصيبَه من دمِك . فقال : يا بُنيَّةُ أرِيني وَضوءًا ، فتوضَّأ ثمَّ دخل عليهم المسجدَ . فلمَّا رأَوْه قالوا : ها هو ذا ، وخفضوا أبصارَهم ، وسقطت أذقانُهم في صدورِهم وعُقِروا في مجالسِهم ، فلم يرفعوا إليه بصرًا ، ولم يقُمْ إليه منهم رجلٌ . فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى قام على رءوسِهم ، فأخذ قبضةً من التُّرابِ فقال : شاهتِ الوجوهُ ، ثمَّ حصَبهم بها فما أصاب رجلًا منهم ذلك الحصَى إلَّا قُتِل يومَ بدرٍ كافرًا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 224 | خلاصة حكم المحدث : حسن ورجاله رجال الصحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معَه ألا يوشِك رجلٌ شبعانُ على أريكتِه يقولُ عليكم بِهذا القرآنِ فما وجدتُم فيهِ من حلالٍ فأحلُّوهُ وما وجدتُم فيهِ من حرامٍ فحرِّموهُ ألا لا يحلُّ لكم الحمارِ الأَهليِّ ولا كلُّ ذي نابٍ منَ السَّبُعِ ولا لقطةُ معاهدٍ إلَّا أن يستغنيَ عنها صاحبُها ومن نزلَ بقومٍ فعليهم أن يُقروهُ فإن لم يُقروهُ فلَه أن يُعقِبَهم بمثلِ قِراه
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 591 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره | أحاديث مشابهة

5 - أكثَر النَّاسُ في مُسَيلمةَ قبل أن يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فيه شيئًا ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم خطيبًا فقال : أمَّا بعدُ ففي شأنِ هذا الرَّجلِ الَّذي قد أكثرتُم فيه وإنَّه كذَّابٌ من ثلاثين كذَّابًا يخرجون بين يدي السَّاعةِ ، وإنَّه ليس من بلدةٍ إلَّا يبلُغُها رعبُ المسيحِ إلَّا المدينةَ على كلِّ نَقْبٍ من أنقابِها ملَكان يذُبَّان عنها رعبَ المسيحِ
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 242 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

6 - أتَينا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ونحنُ أربعونَ وأربعُمائةِ نسألُهُ الطعامَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لعمرَ قُمْ فأعطِهِم قالَ : يا رسولَ اللَّه ما عندي إلَّا ما يقيظُني والصِّبيةَ قالَ وكيعٌ القَيظُ في كلامِ العربِ أربعةُ أشهرٍ قالَ قُمْ فأعطِهِم قالَ عمرُ يا رسولَ اللَّهِ سمعًا وطاعةً قالَ فقامَ عمرُ وقُمنا معهُ فصعدَ بنا إلى غرفةٍ لهُ فأخرجَ المفتاحَ مِن حجزتِهِ ففتحَ البابَ قالَ دُكَيْنٌ فإذا في الغرفةِ من التَّمرِ شبيهٌ بالفصيلِ الرابضِ قالَ شأنُكُم قالَ فأخذَ كلُّ رجلٍ منَّا حاجتَهُ ما شاءَ قالَ ثمَّ التفتَ وإنِّي لمن آخرِهم وكأنَّا لَم نرزأْ منهُ تمرةً
الراوي : دكين بن سعيد المزني | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 128 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

7 - أتيتُ المدينةَ وليسَ لي بِها معرفةٌ فنزلتُ في الصُّفَّةِ معَ رجلٍ فَكانَ بيني وبينَه كلَّ يومٍ مُدٌّ من تمرٍ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فلمَّا انصرفَ قال رجلٌ من أصحابِ الصُّفَّةِ يا رسولَ اللَّهِ أحرقَ بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقت عنَّا الخنُفُ فصعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فخطبَ ثمَّ قال واللَّهِ لو وجدتُ خبزًا ولحمًا لأطعمتُكموهُ أما إنَّكم توشِكونَ أن تدرِكوا من أدرَك ذلك مِن أن يُراحَ عليكم بالجفانِ وتلبَسونَ مثلَ أستارِ الكعبةِ قال فقمتُ فمَكثتُ أنا وصاحبي ثمانيةَ عشرَ يومًا وليلةً ما لنا طعامٌ إلَّا البريرَ حتَّى جئنا إلى إخوانِنا منَ الأنصارِ فواسونا وَكانَ خيرَ ما أصبنا هذا التَّمرَ
الراوي : طلحة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 645 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قُحوطَ المطرِ ، فأمر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعد النَّاسَ يوما يخرجون فيه . قالت عائشةُ : فخرج النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين بدا حاجبُ الشَّمسِ ، فقعد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه ، ثمَّ قال : إنَّكم شكَوْتم جدْبَ جنابِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه فيكم ، وقد أمركم اللهُ أن تدعوه ووعدكم أن يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالكِ يومِ الدِّينِ ، لا إلهَ إلَّا أنت تفعلُ ما تريدُ ، أنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت ، أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ ، أنزِلْ علينا الغيثَ واجعلْ ما أنزلتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ ، ثمَّ رفع يدَيْه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى رأينا بياضَ إبطَيْه ، ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْه ، ثمَّ أقبل على النَّاسِ فصلَّى ركعتَيْن ، فأنشأ اللهُ سحابًا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذنِ اللهِ فلم يلبثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه وقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 250 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - خلق اللهُ آدمَ بيدِه , ونفخ فيه من روحِه , وأمر الملائكةَ فسجدوا له فجلس فعطَس فقال : الحمدُ للهِ . فقال له ربُّه : يرحمُك ربُّك , ائْتِ أولئك الملأَ من الملائكةِ فقُلْ لهم : السَّلامُ عليكم , فأتاهم , فقال : السَّلامُ عليكم . قالوا له : وعليك ورحمةُ اللهِ ثمَّ رجع إلى ربِّه فقال له : هذه تحيَّتُك وتحيَّةُ ذُرِّيَّتِك بينهم , ثمَّ قبض له يدَيْه فقال : خُذْ واختَرْ . قال : اخترتُ يمينَ ربِّي , وكلتا يدَيْه يمينٌ , ففتحها له فإذا فيها صورةُ آدمٍ وذرِّيَّتُه كلُّهم , فإذا كلُّ رجلٍ مكتوبٌ عنده أجلُه , وإذا آدمُ قد كُتِب له عمرُ ألفِ سنةٍ , وإذا قومٌ عليهم النُّورُ فقال : يا ربِّ من هؤلاء الَّذين عليهم النُّورُ ؟ فقال : هؤلاء الأنبياءُ والرُّسلُ الَّذين أُرسِلُ إلى عبادي , وإذا فيهم رجلٌ هو أضوءُهم نورًا , ولم يُكتَبْ له من العمرِ إلَّا أربعون سنةً فقال : ذاك ما كُتِب له فقال يا ربِّ انقُصْ له من عمري ستِّين سنةً , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : فلمَّا أسكنه اللهُ الجنَّةَ ثمَّ أُهبِط إلى الأرضِ كان يعُدُّ أيَّامَه , فلمَّا أتاه ملَكُ الموتِ ليقبِضَه قال له آدمُ : عجِلتَ عليَّ يا ملَكَ الموتِ . فقال : ما فعلتُ فقال : قد بَقي من عمري ستُّون سنةً . فقال له ملَكُ الموتِ : ما بَقي من عمرِك شيءٌ , قد سألتَ ربَّك أن يكتُبَه لابنِك داودَ . فقال : ما فعلتُ , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : فنسِي آدمُ فنسيت ذرِّيَّتُه , وجحَد آدمُ فجحدت ذرِّيَّتُه , فيومئذ وضع اللهُ الكتابَ وأمر بالشُّهودِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 383 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - لمَّا قدِمنا المدينةَ أصبنا من ثمارِها فاجتويناها وأصابنا بها وعكٌ وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يتخبَّرُ عن بدرٍ فلمَّا بلغنا أنَّ المشركين قد أقبلوا سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إلى بدرٍ – وبدرٌ بئرُ - فسبقْنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلَيْن . رجلًا من قريشٍ ومولًى لعقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، فأمَّا القُرشيُّ فانفلت وأمَّا مولَى عقبةَ فأخذناه فجعلنا نقولُ له : كم القومُ فيقولُ : هم واللهِ كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجعل المسلمون إذا قال لهم ذلك ضربوه ، حتَّى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقال له : كم القومُ ؟ قال : هم واللهِ كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجهد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم أن يخبرَ بكم هي فأبَى ثمَّ سأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم كم ينحِرون من الجَزورِ ؟ فقال : عشرةً كلَّ يومٍ . فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : القومُ ألفٌ ، كلُّ جزورٍ لمائةٍ . وتبِعها ثمَّ إنَّه أصابنا من اللَّيلِ طشٌّ من مطرٍ فانطلقنا تحت الشَّجرِ والحرفِ نستظلُّ بها من المطرِ , وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يدعو ربَّه ويقولُ : اللَّهمَّ إن تهلِكْ هذه العصابةُ لا تُعبدْ في الأرضِ ، فلمَّا طلع الفجرُ نادَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : الصَّلاةُ جامعةٌ . فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجرِ والحرفِ ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم وحضَّ على القتالِ ثمَّ قال : إنَّ قريشًا عند هذه الضِّلعِ الحمراءِ من الجبلِ ، فلمَّا دنا القومُ منَّا وصاففناهم إذا رجلٌ منهم يسيرُ في القومِ على جملٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : يا عليُّ نادِ لي حمزةَ وكان أقربَهم من المشركين من صاحبِ الجملِ الأحمرِ وماذا يقولُ لهم ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : إن يكُ في القومِ أحدٌ يأمرُ بخيرٍ فعسَى أن يكونَ صاحبَ الجملِ الأحمرِ ، فجاء حمزةُ فقال هو عتبةُ بنُ ربيعةَ وهو ينهَى عن القتالِ ، ويقولُ لهم : يا قومِ إنِّي أرَى أقوامًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خيرٌ ، يا قومِ اعصِبوها اليومَ برأسي وقولوا جبُن عتبةُ ، وقد تعلمون أنِّي لستُ بأجبنِكم فسمِع ذلك أبو جهلٍ فقال : أنت تقولُ هذا ؟ واللهِ لو غيرُك يقولُ هذا لأعضضتُه . قد مُلِئت جوفُك رعبًا فقال عتبةُ : إيَّايَ تعني يا مُصفِّرَ استِه ، ستعلمُ اليومَ أيُّنا أجبنُ فبرز عتبةُ وأخوه وابنُه الوليدُ حميَّةً فقال : من يبارزُ ؟ فخرج من الأنصارِ شيبةُ . فقال عتبةُ . لا نريدُ هؤلاء ، ولكن يبارزُنا من بني عمِّنا من بني عبدِ المطَّلبِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : قُمْ يا عليُّ قُمْ يا حمزةُ قُمْ يا عبيدةُ بنَ الحارثِ ، فقتل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابنَيْ ربيعةَ والوليدَ بنَ عتبةَ وجُرِح عبيدةُ بنُ الحارثِ ، فقتلنا منهم سبعين ، وأسرنا سبعين ، فجاء رجلٌ من الأنصارِ قصيرٌ برجلٍ من بني هاشمٍ أسيرًا فقال الرَّجلُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا واللهِ ما أسرني لقد أسرني رجلٌ أجلحُ من أحسنِ النَّاسِ وجهًا على فرقٍ أبلقَ ما أراه في القومِ فقال الأنصاريُّ : أنا أسرتُه يا رسولَ اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : اسكُتْ فقد أيَّدك اللهُ بملَكٍ كريمٍ . قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه . فأُسِر من بني عبدِ المطَّلبِ رجلٌ وعقيلٌ ونَوفلُ بنُ الحارثِ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 311 | خلاصة حكم المحدث : صحيح . ورواته ثقات معروفون | أحاديث مشابهة

11 - - أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ شاورَ الهُرمُزانَ في أصبَهانَ وفارسَ وأذربيجانَ فقال يا أميرَ المؤمنينَ أصبَهانُ الرَّأسُ وفارسُ وأذربيجانَ الجناحانِ فإذا قطعتَ إحدى الجناحينِ فالرَّأسُ بالجناحِ وإن قطعتَ الرَّأسَ وقعَ الجناحانِ فابدأ بأصبَهانَ فدخلَ عمرُ بنُ الخطَّابِ المسجدَ فإذا هوَ بالنُّعمانِ بنِ مقرِّنٍ يصلِّي فانتظرَهُ حتَّى قضى صلاتَه فقال لَهُ إنِّي مستعملُكَ فقال أمَّا جابيًا فلا وأمَّا غازيًا فنعم قال فإنَّكَ غازٍ فسرَّحَهُ وبعثَ إلى أَهلِ الكوفةِ أن يمدُّوهُ ويلحقوا بِهِ وفيهم حذيفةُ بنُ اليمانِ والمغيرةُ بنُ شعبةَ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ والأشعثُ بنُ قيسٍ وعمرو بنُ معدي كرِبَ وعبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو فأتاهمُ النُّعمانُ وبينَه وبينَهم نَهرٌ فبعثَ إليهمُ المغيرةَ بنَ شعبةَ رسولًا وملِكُهم ذو الحاجبينِ فاستشارَ أصحابَهُ فقال ما ترونَ أقعدُ لَهم في هيئةِ الحربِ أو في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه فجلسَ في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه على سريرِه ووضعَ التَّاجَ على رأسِه وحولَه سماطينِ عليهم ثيابُ الدِّيباجِ والقرطِ والأسورةِ فجاءَ المغيرةُ بنُ شعبةَ فأخذَ بضبعيهِ وبيدِه الرُّمحُ والتُّرسُ والنَّاسُ حولَه سماطينِ على بساطٍ لهُ فجعلَ يطعنُه برمحِه فخرَّقَه لِكي يتطيَّروا فقال لهُ ذو الحاجبينِ إنَّكم يا معشرَ العربِ أصابَكم جوعٌ شديدٌ وجَهدٌ فخرجتُمْ فإن شئتُم مِرْناكم ورجعتُم إلى بلادِكم فتَكلَّمَ المغيرةُ فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وقالَ إنَّا كنَّا معشرَ العربِ نأكلُ الجيفةَ والميتةَ وَكانَ النَّاسُ يطؤونا ولا نطأُهم فابتعثَ اللَّهُ منَّا رسولًا في شرفٍ منَّا أوسطَنا وأصدَقنا حديثًا وإنَّهُ قد وعدنا أنَّ ها هنا ستفتحُ علينا وقد وجدنا جميعَ ما وعدنا حقًّا وإنِّي لأرى ها هنا بزَّةً وَهيئةً ما أرى من معي بذاهبينَ حتَّى يأخذوهُ فقال المغيرةُ فقالت لي نفسي لو جمعتَ جراميزَك فوثبتَ وثبةً فجلستُ معَه على السَّريرِ إذ وجدتُ غفلةً فزجرني وجعلوا يحثُّونَه فقلتُ أرأيتُم إن كنتُ أنا استحمقتُ فإنَّ هذا لا يفعلُ بالرُّسلِ وإنَّا لا نفعلُ هذا برسلِكم إذا أتونا فقال إن شئتُم قطعتُم إلينا وإن شئتُم قطعنا إليكم فقلتُ بل نقطعُ إليكم فقطعنا إليهم وصاففناهم فتسلسلوا كلُّ سبعةٍ في سلسلةٍ وخمسةٌ في سلسلةٍ حتَّى لا يفِرُّوا قال فرامونا حتَّى أسرعوا فينا فقال المغيرةُ للنُّعمانِ إنَّ القومَ قد أسرعوا فينا فاحمِل فقال إنَّكَ ذو مناقبٍ وقد شَهدتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ولَكنِّي أنا شَهدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا لم يقاتل أوَّلَ النَّهارِ أخَّرَ القتالَ حتَّى تزولَ الشَّمسُ وتَهبَّ الرِّيحُ وينزلُ النَّصرُ فقال النُّعمانُ يا أيُّها النَّاسُ اهتزَّ ثلاثُ هزَّاتٍ فأمَّا الهزَّةُ الأولى فليقضِ الرَّجلُ حاجتَه وأمَّا الثَّانيةُ فلينظرِ الرَّجلُ في سلاحِه وسيفِه وأمَّا الثَّالثةُ فإنِّي حاملٌ فاحملوا فإن قُتِلَ أحدٌ فلا يلوي أحدٌ على أحدٍ وإن قتلتُ فلا تلووا عليَّ وإنِّي داعٍ اللَّهَ بدعوةٍ فعزمتُ على كلِّ امرئٍ منكم لمَا أمَّنَ عليها فقال اللَّهمَّ ارزقِ اليومَ النُّعمانَ شَهادةً تَنصُرُ المسلمينَ وافتح عليهم فأمَّنَ القومُ وَهزَّ لواءَه ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ حملَ فَكانَ أوَّلَ صريعٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ فذَكرتُ وصيَّتَهُ فلم ألوِ عليهِ وأعلمتُ مَكانَه فَكنَّا إذا قتلنا رجلًا منهم شغلَ عنَّا أصحابُه يجرُّونَه ووقعَ ذو الحاجبينِ من بغلتِهِ الشَّهباءِ فانشقَّ بطنُهُ وفتحَ اللَّهُ على المسلمينَ فأتيتُ النُّعمانَ وبِه رمقٌ فأتيتُه بماءٍ فجعلتُ أصبُّهُ على وجهِه أغسلُ التُّرابَ عن وجهِه فقال من هذا فقلتُ معقلُ بنُ يسارٍ فقال ما فعلَ النَّاسُ فقلتُ فتحَ اللَّهُ عليهم فقال الحمدُ للَّهِ اكتبوا بذلِكَ إلى عمرَ وفاضت نفسُهُ فاجتمعَ النَّاسُ إلى الأشعثِ بنِ قيسٍ فقال فأتينا أمَّ ولدِهِ فقلنا هل عَهدَ إليكَ عَهدًا قالت لا إلَّا سفيطٌ لهُ في كتابٌ فقرأتُه فإذا فيهِ إن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ وإن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ
الراوي : النعمان بن مقرن | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 530 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

12 - [عن عبدالله الهوزني قال: لقيتُ بلالًا مؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحَلَبَ، فقلتُ: يا بلالُ، حدِّثْني ]كيف كانت نَفَقةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ؟ قال: ما كانَ له شَيءٌ. كُنتُ أنا الذي ألي ذلك منه مُنذُ بَعَثَه اللهُ تَعالى حتى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، وكانَ إذا أتاه الإنسانُ مُسلِمًا فرَآهُ عاريًا يَأمُرُنا فأنطَلِقُ فأستَقرِضُ فأشتَري له البُردةَ فأكسُوه وأُطعِمُه، حتى اعتَرَضَني رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ، فقالَ: يا بِلالُ، إنَّ عِندي سَعةً فلا تَستَقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا مِنِّي. ففَعَلتُ، فلَمَّا أنْ كانَ ذاتَ يَومٍ تَوَضَّأتُ ثم قُمتُ لِأُؤَذِّنَ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ قد أقبَلَ في عِصابةٍ مِنَ التُّجَّارِ، فلَمَّا أنْ رَآني قالَ: يا حَبَشيُّ. قُلتُ: يا لَبَّاهُ. فتَجَهَّمَني وقالَ لي قَولًا غَليظًا، وقال لي: أتَدْري كم بَينَكَ وبَينَ الشَّهرِ؟ قال: قُلتُ: قَريبٌ. قال: إنَّما بَينَكَ وبَينَه أربَعٌ فآخُذُكَ بالذي عليكَ فأرُدُّكَ تَرعى الغَنَمَ كما كُنتَ قَبلَ ذلك. فأخَذَ في نَفْسي ما يأخُذُ في أنفُسِ الناسِ حتى إذا صَلَّيتُ العَتَمةَ رَجَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى أهلِه، فاستَأذَنتُ عليه فأذِنَ لي، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأبي أنتَ وأُمِّي إنَّ المُشرِكَ الذي كُنتُ أتَدَيَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عِندَكَ ما تَقضي عَنِّي ولا عِندي، وهو فاضِحي، فَأْذَنْ لي أنْ آبَقَ إلى بَعضِ هؤلاء الأحياءِ الذين قد أسلَموا حتى يَرزُقَ اللهُ تَعالى رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ما يَقضي عَنِّي. فخَرَجتُ حتى إذا أتَيتُ مَنزِلي فجَعَلتُ سَيفي وجِرابي ونَعْلي ومِجَنِّي عِندَ رَأْسي حتى إذا انشَقَّ عَمودُ الصُّبحِ الأوَّلِ أرَدتُ أنْ أنطَلِقَ فإذا إنسانٌ يَسعى يَدعو: يا بِلالُ، أجِبْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ. فانطَلَقتُ حتى أتَيتُه، فإذا أربَعُ رَكائِبَ مُناخاتٍ عليهِنَّ أحمالُهُنَّ، فاستَأذَنتُ. فقالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: أبشِرْ فقد جاءَكَ اللهُ تَعالى بقَضائِكَ. ثم قالَ: ألم تَرَ الرَّكائِبَ المُناخاتِ الأربَعَ؟ فقُلتُ: بلى. فقالَ: إنَّ لكَ رِقابَهم وما عليهِنَّ، فإنَّ عليهِنَّ كِسوةً وطَعامًا، أهداهُنَّ إليَّ عَظيمُ فَدَكَ، فاقبِضْهُنَّ واقْضِ دَينَكَ. ففَعَلتُ.. فذَكَرَ الحَديثَ، ثم انطَلَقتُ إلى المَسجِدِ فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قاعِدٌ في المَسجِدِ، فسَلَّمتُ عليه، فقالَ: ما فَعَلَ ما قِبَلَكَ؟ قُلتُ: قد قَضى اللهُ تَعالى كُلَّ شَيءٍ كان على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فلم يَبقَ شَيءٌ. قالَ: أفضَلَ شَيءٍ؟ قُلتُ: نَعَمْ. قالَ: انظُرْ أنْ تُريحَني منه. فإنِّي لستُ بداخِلٍ على أحَدٍ مِن أهلي حتى تُريحَني منه، فلَمَّا صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ العَتَمةَ دَعاني فقالَ: ما فَعَلَ الذي قِبَلَكَ؟ قال: قُلتُ: هو معي لم يَأتِنا أحَدٌ. فباتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في المَسجِدِ.. وقَصَّ الحَديثَ، حتى إذا صَلَّى العَتَمةَ -يَعني مِنَ الغَدِ- دَعاني، قالَ: ما فَعَلَ الذي قِبَلَكَ؟ قالَ: قُلتُ: قد أراحَكَ اللهُ منه يا رَسولَ اللهِ. فكَبَّرَ وحَمِدَ اللهَ شَفَقًا مِن أنْ يُدرِكَه المَوتُ وعِندَه ذلك، ثم اتَّبَعتُه حتى إذا جاءَ أزواجَه فسَلَّمَ على امرأةٍ امرأةٍ حتى أتى مَبيتَه، فهذا الذي سألتَني عنه.
الراوي : بلال بن رباح | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 357 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ورواته ثقات | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - كنتُ رجُلًا فارِسيًّا مِن أهلِ أصبَهانَ مِن أهلِ قَريةٍ منها يُقالُ لها جَيٌّ، وكان أبي دِهْقانَ قَريَتِه، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه، أُلازِمُ النارَ، كما تُحبَسُ الجاريةُ، وأجهَدتُ في المَجوسيَّةِ حتى كنتُ قَطَنَ النارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً. قال: وكانتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنيانٍ هذا اليَومَ، فاذهَبْ فاطَّلِعْها. وأمَرَني فيها ببعضِ ما يُريدُ، فخَرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمَرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصَلُّونَ، وكنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ؛ لحَبسِ أبي إيَّاي في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، قال: فلمَّا رأَيتُهم أعجَبَتْني صَلاتُهم، ورَغِبتُ في أمْرِهم، وقلتُ: هذا واللهِ خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحنُ عليه. فوَاللهِ ما تَرَكتُهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ، وتَرَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقلتُ لهم: أينَ أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثمَّ رَجَعتُ إلى أبي وقد بعَثَ في طَلَبي، وشَغَلتُه عن عَمَلِه كلِّه. قال: فلمَّا جِئتُه قال: أيْ بُنَيَّ، أينَ كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبني ما رأَيتُ مِن دِينِهم؛ فوَاللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليسَ في ذلكَ الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائكَ خَيرٌ منه. قال: قلتُ: كَلَّا واللهِ، إنَّه خَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافَني، فجعَلَ في رِجلَيَّ قَيدًا، ثمَّ حَبَسَني في بَيتِه. قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخبِروني بهم. قال: فقَدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال فأخبَروني بهم، قال: فقلتُ لهم: إذا قَضَوْا حَوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم فآذِنوني بهم. قال: فلمَّا أرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم أخبَروني بهم، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجلَيَّ، ثمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها قلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ. قال: فجِئتُه فقلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معكَ أخدُمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصلِّي معكَ. قال: فادخُلْ. فدَخَلتُ معه. قال: فكانَ رجُلَ سَوْءٍ، يأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزَه لنَفْسِه ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ. قال: وأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رأَيتُه يَصنَعُ، ثمَّ ماتَ، فاجتَمَعتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقلتُ لهم: إنَّ هذا كان رجُلَ سَوءٍ، يأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزَها لنَفْسِه ولم يُعطِ المَساكينَ منها شَيئًا. قالوا: وما عِلمُكَ بذلكَ؟ قال: قلتُ: أنا أدُلُّكم على كَنزِه. قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهم مَوضِعَه. قال: فاستَخرَجوا منه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ ذَهَبًا ووَرِقًا، فلمَّا رأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبَدًا. فصَلَبوه، ثمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثمَّ جاؤوا برجُلٍ آخَرَ فجَعَلوه مَكانَه. قال: يقولُ سَلمانُ: فما رأَيتُ رجُلًا لا يُصَلِّي الخَمسَ أُرَى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدأَبُ لَيلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زَمانًا، ثمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ أحَدًا اليَومَ على ما كنتُ عليه، لقد هلَكَ الناسُ وبدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رجُلًا بالمَوصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كنتُ عليه؛ فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ المَوصِلِ. فقلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألحَقَ بكَ، وأخبَرَني أنَّكَ على أمْرِه. قال: فقال لي: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه فوَجَدتُه خَيرَ رجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ قلتُ له: يا فُلانُ. إنَّ فُلانًا أوصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حضَرَكَ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ رجُلًا على مِثلِ ما كُنَّا عليه إلَّا رجُلًا بنَصيبينَ، وهو فُلانٌ، فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخَبَري وما أمَرَني به صاحِبَيَّ. قال: فأقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه، فوَجَدتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمتُ مع خَيرِ رجُلٍ، فوَاللهِ ما لَبِثَ أنْ نزَلَ به المَوتُ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تأتيَه إلَّا رجُلًا بعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه بمِثلِ ما نحنُ عليه، فإنْ أحبَبتَ فأْتِه. قال: فإنَّه على أمْرِنا. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ وأخبَرتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ مع رجُلٍ على هَديِ أصحابِه وأمْرِهم. قال: واكتَسَبتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيمةٌ، قال: ثمَّ نزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثمَّ أوصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه أصبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تأتيَه، ولكِنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبعوثٌ بدِينِ إبراهيمَ، يَخرُجُ بأرضِ العَرَبِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بينَ حَرَّتينِ بَينَهما نَخلٌ به عَلاماتٌ لا تَخفى، يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبُوَّةِ، فإنِ استَطَعتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافعَلْ. قال: ثمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثتُ بعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلبٍ تُجَّارًا، فقلت لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ وأُعطيكم بَقَراتي هذه وغُنَيمَتي هذه؟ قالوا: نعَمْ. فأعطَيتُهموها، وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني، فباعوني مِن رجُلٍ مِن يَهودَ عبدًا، فكنتُ عندَه ورأَيتُ النَّخلَ، ورَجَوتُ أنْ تَكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عندَه قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بني قُرَيظةَ، فابتاعَني منه، فاحتَمَلَني إلى المَدينةِ، فوَاللهِ ما هو إلَّا أنْ رأَيتُها فعَرَفتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمتُ بها، وبعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمَكَّةَ ما أقامَ، لا أسمَعُ له بذِكرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فوَاللهِ إنِّي لَفي رأْسِ عَذقٍ لسَيِّدي أعمَلُ فيه بعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ؛ إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهمُ الآنَ لَمُجتَمِعونَ بقُباءٍ على رجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مَكَّةَ اليَومَ يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. قال: فلمَّا سمِعتُها أخَذَتْني العُرَواءُ حتى ظَنَنتُ سأسقُطُ على سَيِّدي، قال: ونَزَلتُ على النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عَمِّه ذلكَ: ماذا تَقولُ؟ قال: فغَضِبَ سَيِّدي، فلَكَمَني لَكمةً شَديدةً، ثمَّ قال: ما لكَ ولِهذا، أقبِلْ على عَمَلِكَ. قال: قلتُ: لا شيءَ، إنَّما أرَدتُ أنْ أستَثبِتَ عَمَّا قال. وقد كان عِندي شيءٌ قد جَمَعتُه، فلمَّا أمسَيتُ أخَذتُه، ثمَّ ذَهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ له: إنَّه قد بلَغَني أنَّكَ رجُلٌ صالِحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرأَيتُكم أحَقَّ به مِن غَيرِكم. فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: كُلوا. وأمسَكَ يَدَه، فلم يأكُلْ. قال: فقلتُ في نَفْسي: هذه واحِدةٌ. ثمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، ثمَّ جِئتُ به، فقلتُ: إنِّي قد رأَيتُكَ لا تأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمتُكَ بها. قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه، فأكَلوا معه، قال: فقلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثنَتانِ. ثمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَملَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثمَّ استَدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، فلمَّا رآني رسولُ اللهِ استَدَرتُه عَرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي. قال: فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنَظَرتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفتُه، فانكَبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: تَحَوَّلْ. فتَحَوَّلتُ فقَصَصتُ عليه حديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ. قال: فأَعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلكَ أصحابُه. ثمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. قال: ثمَّ قال لي رسولُ اللهِ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثلاثِ مئةِ نَخلةٍ أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأربَعينَ أُوقيَّةً. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: أَعِينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ، الرجُلُ بثلاثينَ وَديَّةً، والرجُلُ بعِشرينَ، والرجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، والرجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعني: الرجُلُ بقَدرِ ما عندَه، حتى اجتَمَعتْ لي ثلاثُ مئةِ وَديَّةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: اذهَبْ يا سَلمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغتَ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئتُه، فأخبَرتُه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بيَدِه، فوَالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه ما ماتَ منها وَديَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ الدَّجاجِ مِن ذَهَبٍ مِن بعضِ المَغازي، فقال: ما فعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلمانُ. فقلتُ: وأينَ تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ. قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذتُها فوَزَنتُ لهم منها، والذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه أربَعينَ أُوقيَّةً، فأوفَيتُهم حَقَّهم، وأُعتِقتُ، فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ الخَندَقَ، ثمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 84 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطْريقًا إلَّا أهدَوْا له هَديَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي، فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما، فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم، فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دَعا النَّجاشي أساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَحِّمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقناه وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأَوْثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ مما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]. قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاء به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أَرْحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه. قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ؛ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فواللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلكَ؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 96 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

15 - افترقتِ اليَهودُ على إحدى أو ثِنتينِ وسبعينَ فرقةً ، وتفرَّقتِ النَّصارى على إحدى أو ثِنتينِ وسبعينَ فِرقةً ، وتفترِقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فِرقةً
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 577 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - ما أحدٌ أَكثرَ منَ الرِّبا إلَّا كانَت عاقبةُ أمرِه إلى قِلَّةٍ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 561 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - أوصاني خليلي أبو القاسمِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إن أدرَكتَ شيئًا من هذِه الفتَن فاعمد إلى أحدٍ فاكسِر بهِ حدَّ سيفِك ثمَّ اقعد في بيتِكَ قال فإن دخلَ عليكَ أحدٌ إلى البيتِ فقم إلى المخدَعِ فإن دخلَ عليكَ المخدعَ فاجثُ على رُكبتيكَ وقل بُؤ بإثمي وإثمِكَ فتَكونَ من أصحابِ النَّارِ وذلِكَ جزاءُ الظَّالمينَ فقد كسرتُ حدَّ سيفي وقعدتُ في بيتي
الراوي : - | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 557 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - لقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ أبي أَوفَى وهوَ محجوبُ البصرِ فسلَّمتُ عليهِ فقال لي من أنتَ قال قلتُ أنا سعيدُ بنُ جُهمانَ قال فما فعلَ والدُك قال قلتُ قتلَتهُ الأزارِقَةُ قال لعنَ اللَّهُ الأزارقةَ لعنَ اللَّهُ الأزارقةَ حدَّثنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهم كلابُ النَّارِ قال قلتُ الأزارقةَ وحدَهم أمِ الخوارجُ كلُّها قال بلِ الخوارجُ كلُّها
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 608 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة

19 - إنَّ بينَ يديِ السَّاعةِ فتَنا كقطعِ اللَّيلِ المظلمِ يصبحُ الرَّجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا القاعدُ فيها خيرٌ منَ القائمِ والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعي فَكسِّروا قِسيَّكم وقطِّعوا أوتارَكم واضربوا سيوفَكم بالحجارةِ فإن دخلَ - يعني - على أحدٍ منكم فليَكن كخيرِ ابني آدمَ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 553 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - إنَّ موسَى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قال : يا ربِّ أرِنا آدمَ الَّذي أخرجنا ونفسَه من الجنَّةِ , فأراه اللهُ آدمَ عليه السَّلامُ . فقال : أنت أبونا آدمُ ؟ قال له آدمُ : نعم . قال : أنت الَّذي نفخ اللهُ فيك من روحِه وعلَّمك الأسماءَ كلَّها وأمر ملائكتَه فسجدوا لك . قال : نعم . قال : فما حملك على أن أخرجتَنا ونفسَك من الجنَّةِ ؟ قال له آدمُ : ومن أنت ؟ قال : أنا موسَى . قال : نبيُّ إسرائيلَ الَّذي كلَّمك اللهُ من وراءِ حجابٍ لم يجعَلْ بينك وبينه رسولًا من خلقِه ؟ قال : نعم . قال : فما وجدتَ في كتابِ اللهِ أنَّ ذلك كان في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ قبل أن يخلُقَ آدمَ ؟ قال : نعم . قال : فيم تلومُني في شيءٍ سبق من اللهِ عزَّ وجلَّ فيه القضاءُ قِبلي ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم عند ذلك : فحجَّ آدمُ موسَى عليهما السَّلامُ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 381 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - إنَّ أيُّوبَ نبيُّ اللهِ لمَّا لبِث في بلائِه ثماني عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ إلَّا رجلَيْن من إخوانِه كانا يغدُوان إليه ويروحان ، فقال أحدُهما لصاحبِه : تعلمُ واللهِ لقد أذنب أيُّوبُ ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمين . فقال له صاحبُه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرةَ سنةً لم يرحَمْه اللهُ فيكشِفْ ما به ، فلمَّا راح إليه لم يصبِرِ الرَّجلُ حتَّى ذكر ذلك له . فقال أيُّوبُ : لا أدري ما تقولُ ، غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أنِّي كنتُ أمرُّ على الرَّجلَيْن يتنازعان فيذكُران اللهَ وأرجِعُ بيتي وأُكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حقٍّ ، قال : وكان يخرُجُ إلى حاجتِه ، فإذا قضَى حاجتَه أمسكَتِ امرأتُه بيدِه ، فلمَّا كان ذاتُ يومٍ أبطأ عليها ، فأوحَى اللهُ إلى أيُّوبَ في مكانِه ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ ص : 42 ] فاستبطأته فبلغته فأقبل عليها قد أذهب اللهُ ما به من البلاءِ فهو أحسنُ ما كان . فلمَّا رأته قالت : أيْ بارك اللهُ فيك ، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتلَى واللهِ على ذلك ، ما رأيتُ أحدًا كان أشبهَ به منك إذ كان صحيحًا قال : إنِّي هو ، وكان له أندَران أَندَرُ القمحِ وأندَرُ الشَّعيرِ ، فبعث اللهُ سحابتَيْن فلمَّا كانت إحداهما على أَندَرِ القمحِ أفرغت فيه الذَّهبَ حتَّى فاضت ، وأفرغت الأخرَى على أندَرِ الشَّعيرِ الورِقَ حتَّى فاضتْ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

22 - جاء سلمانُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين قدِم المدينةَ بمائدةٍ عليها رطبٌ ، فوضعها بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما هذا يا سلمانُ ؟ قال : صدقةٌ عليك ، وعلى أصحابِك . قال : ارفَعْها ، فإنَّا لا نأكلُ الصَّدقةَ ، فجاء من الغدِ بمثلِه ، فوضعه بين يدَيْه يحملُه فقال : ما هذا يا سلمانُ ؟ فقال : هديَّةٌ لك . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لأصحابِه : ابسُطوا فنظر إلى الخاتمِ الَّذي على ظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ، فآمن به وكان لليهودِ فاشتراه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بكذا وكذا درهمًا ، وعلى أن يغرسَ نخلًا فيعملَ سلمانُ فيها حتَّى يطعَمَ . قال فغرس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم النَّخلَ إلَّا نخلةً واحدةً غرسها عمرُ ، فحملت النَّخلُ من عامِها ولم تحملِ النَّخلةُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما شأنُ هذه ؟ قال عمرُ : أنا غرستُها يا رسولَ اللهِ . قال : فنزَعها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ، ثمَّ غرسها فحملت من عامِها
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 214 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - لقد علمتُ آيةً من القرآنِ ما سألني عنها رجلٌ قطُّ ، فما أدري أَعلِمها النَّاسُ فلم يسألوا عنها أم لم يفطِنوا لها فيسألوا عنها ، ثمَّ طفِق يُحدِّثُنا ، فلمَّا قام تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سألناه عنها ، فقلتُ : أنا لها إذا راح غدًا ، فلمَّا راح الغدُ قلتُ : يا بنَ عبَّاسٍ ذكرتَ أمسِ أنَّ آيةً من القرآنِ لم يسأَلْك عنها رجلٌ قطُّ فلا تدري أَعلِمها النَّاسُ فلم يسألوا عنها ، أم لم يفطِنوا لها فقلتُ : أخبِرْني عنها وعن اللَّاتي قرأتَ قبلَها . قال : نعم . إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قال لقريشٍ : يا معشرَ قريشٍ إنَّه ليس أحدٌ يعبُدُ من دون اللهِ فيه خيرٌ ، وقد علِمتْ قريشٌ أنَّ النَّصارَى تعبدُ عيسَى بنَ مريمَ وما تقولُ في محمَّدٍ . فقالوا : يا محمَّدُ . ألستَ تزعمُ أنَّ عيسَى كان نبيًّا وعبدًا من عبادِ اللهِ صالحًا ، فلئن كنتَ صادقًا فإنَّ آلهتَهم لكما تقولُ . قال فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [ الزخرف : 57 ] . قال قلتُ : ما يصُدُّون ؟ قال : يضِجُّون وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ [ الزخرف : 61 ] قال هو خروجُ عيسَى بنِ مريمَ عليه السَّلامُ قبل يومِ القيامةِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 473 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة

24 - إنه لما اعتزلت الخوارج دخلوا رأيا وهم ستة ألف وأجمعوا على أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معه . قال : وكان لا يزال يجيء إنسان فيقول : يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك –يعني عليا - فيقول : دعوهم فإني لا أقاتلهم حتَّى يقاتلوني وسوف يفعلون . فلما كان ذات يوم أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له : يا أمير المؤمنين أبردنا بصلاة لعلي أدخل على هؤلاء القوم فأكلمهم . فقال : إني أخافهم عليك فقلت : كلا وكنت رجلا حسن الخلق لا أوذي أحدا ، فأذن لي ، فلبست حلة من أحسن ما يكون من اليمن ، وترجلت ودخلت عليهم نصف النهار ، فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد منهم اجتهادا ، جباههم قرحت من السجود ، وأيديهم كأنها بقر الإبل وعليهم قمص مرحضة مشمرين ، مسهمة وجوههم من السهر ، فسلمت عليهم فقالوا : مرحبا يا ابن عباس . ما جاء بك ؟ قال قلت : أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ومن عند صهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم علي وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله . فقالت طائفة منهم : لا تخاصموا قريشا فإن الله تعالى قال : { بل هم قوم خصمون } [ الزخرف : 58 ] . فقال اثنان أو ثلاثة : لو كلمتهم فقلت لهم ترى ما نقمتهم على صهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن ، وليس فيكم منهم أحد وهم أعلم بتأويله منكم قالوا ثلاثا . قلت : ماذا ؟ قالوا : أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله عزَّ وجلَّ وقد قال الله عزَّ وجلَّ : { إن الحكم إلا لله } فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عزَّ وجلَّ ؟ فقلت : هذه واحدة . وماذا ؟ قالوا : وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فلئن كانوا مؤمنين ما حل لنا قتالهم وسباهم . وماذا الثالثة ؟ قالوا : إنه محا نفسه من أمير المؤمنين . إن لم يكن أمير المؤمنين فإنه لأمير الكافرين قلت : هل عندكم غير هذا ؟ قالوا : كفانا هذا . قلت لهم : أما قولكم حكم الرجال في أمر الله عزَّ وجلَّ أنا أقرأ عليكم في كتاب الله عزَّ وجلَّ ما ينقض قولكم أفترجعون ؟ قالوا : نعم . قلت : فإن الله عزَّ وجلَّ قد صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب ، وتلا هذه الآية { لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم } [ المائدة : 95 ] إلى آخر الآية وفي المرأة وزوجها { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها } [ النساء : 35 ] إلى آخر الآية . فنشدتكم بالله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل أم حكمه في أرنب وبضع امرأة ؟ فأيهما ترون أفضل ؟ قالوا : بل هذه . قال : خرجت من هذه . قالوا : نعم . قلت : وأما قولكم : قاتل ولم يسب ولم يغنم فتسبون أمكم عائشة ؟ والله لئن قلتم : ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام ، ووالله لئن قلتم نستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام ، فأنتم بين الضلالتين . إن الله عزَّ وجلَّ قال : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } [ الأحزاب : 6 ] فإن قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام . أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم . وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون يوم الحديبية كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو فقال : يا علي ، اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال المشركون : والله لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قاتلناك . فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : اللهم إنك تعلم أني رسولك . امح يا علي . اكتب هذا ما كتب عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير من علي ، فقد محا نفسه . قال : فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 612 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة

25 - أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ أن ننطلقَ معَ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ إلى أرضِ النَّجاشيِّ ، قالَ فبلغَ ذلِكَ قومَنا فبعثوا عَمرو بنَ العاصِ وعمارةَ بنَ الوليدِ وجمَعوا للنَّجاشيِّ هديةً ، فقَدِمنا وقَدِما علَى النَّجاشيِّ ، فأتَوهُ بِهَديَّتِهِ فقبِلَها وسجدوا ثمَّ قالَ لَهُ عَمرو بنُ العاصِ : إنَّ قومًا منَّا رغِبوا عن دينِنا وَهُم في أرضِكَ . فقالَ لَهُمُ النَّجاشيُّ : في أرضي ؟ قالوا : نعم . فبعثَ إلينا فقالَ لَنا جعفرٌ : لا يتَكَلَّمُ منكُم أحدٌ أَنا خطيبُكُمُ اليومَ . قال فانتَهَينا إلى النَّجاشيِّ وَهوَ جالسٌ في مَجلسِهِ وعَمرو بنُ العاصِ عن يمينِهِ وعمارةُ عن يسارِه ، والقسِّيسونَ والرُّهبانُ جلوسٌ سماطينِ ، وقد قال لهُ عمرو بنُ العاصِ وعمارةُ : إنَّهم لا يسجدونَ لَكَ . قال فلمَّا انتَهَينا زَبَرَنا قالَ مَن عندَهُ منَ القسِّيسينَ والرُّهبانُ : اسجدوا للملِكِ . فقالَ جعفرٌ : لا نسجدُ إلَّا للَّهِ فلمَّا انتَهَينا إلى النَّجاشيِّ قالَ : ما يمنعُكَ أن تسجُدَ ؟ قالَ : لا نسجُدَ إلَّا للَّهِ قالَ لَهُ النَّجاشيُّ : وما ذاكَ ؟ قالَ : إنَّ اللَّهَ بعثَ فينا رسولَهُ ، وَهوَ الرسولُ الَّذي بشرَ بهِ عيسَى ابنُ مريمَ برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمدُ فأمرَنا أن نعبدَ اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شيئًا ، ونقيمَ الصَّلاةَ ، ونُؤْتيَ الزَّكاةَ ، وأمرَنا بالمعروفِ ، ونَهانا عنِ المنكرِ . قالَ : فأعجبَ النَّجاشيَّ قولُهُ ، فلمَّا رأى ذلِكَ عَمرو بنُ العاصِ قال : أصلحَ اللَّهُ الملِكَ ، إنَّهم يخالفونَ في ابنِ مريمَ . فقالَ النَّجاشيُّ لجعفرٍ : ما يقولُ صاحبُكَ في ابنِ مريمَ ؟ قالَ : يقولُ فيهِ قَولَ اللَّهِ هوَ روحُ اللَّهِ وَكَلمتُهُ أخرجَهُ منَ البتولِ العذراءِ الَّتي لم يَقربَها بشرٌ قالَ : فتَناولَ النَّجاشيُّ عودًا منَ الأرضِ ، فقالَ : يا معشرَ القسِّيسينَ والرُّهبانَ ، ما يزيدُ ما يقولُ هؤلاءُ علَى ما تقولونَ في ابنِ مريمَ ما يزنُ هذِهِ ، مرحبًا بِكُم وبمَن جئتُمْ من عندِهِ ، فأَنا أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللَّهِ والَّذي بشرَ بهِ عيسَى ابنُ مريمَ ، لَولا ما أَنا فيهِ منَ المُلكِ لأتَيتُهُ حتَّى أحملَ نعلَيهِ ، امكثوا في أرضي ما شئتُمْ وأمرَ لَنا بطعامٍ وَكِسوةٍ ، وقالَ : ردُّوا علَى هذَينِ هديَّتَهما . قالَ : وَكانَ عَمرو بنُ العاصِ ، رجلًا قصيرًا ، وَكانَ عمارةُ بنُ الوليدِ رجلًا جميلًا ، قالَ : فأقبلا في البحرِ إلى النَّجاشيِّ ، قال فشرِبوا ، قال ومعَ عَمرو بنِ العاصِ امرأتُهُ ، فلمَّا شرِبوا الخمرَ ، قالَ عمارةُ لعمرٍو : مُرْ امرأتَكَ فلتقَبِّلْني . فقال لهُ عَمرو ألا تستحي فأخذَهُ عمارةُ فرمَى بِهِ في البحرِ ، فجعلَ عَمرو يُناشدُهُ حتَّى أدخلَهُ السَّفينةَ ، فحقدَ عليهِ عمرٌو ذلِكَ ، فقالَ عمرٌو للنَّجاشيِّ : إنَّكَ إذا خرجتَ خَلَفَ عمارةُ في أَهْلِكَ . قالَ : فدعا النَّجاشيُّ بعمارةَ فنفخَ في إحليلِهِ فصارَ معَ الوحشِ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 104 | خلاصة حكم المحدث : صحيح . ورجاله رجال الشيخين | أحاديث مشابهة
 

1 - خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يومًا ونحنُ نقترئُ فقال الحمدُ للَّهِ كتابُ اللَّهِ واحدٌ وفيكمُ الأحمرُ وفيكمُ الأبيضُ وفيكم الأسودُ اقرءوهُ قبلَ أن يقرأَه أقوامٌ يقيمونَه كما يقوَّمُ السَّهمُ يتعجَّلُ أجرُه ولا يتأجَّلُه
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 588 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح إلا وفاء بن شريح وهو مستور الحال . لكنه في الشواهد . وأما ابن لهيعة فهو مقرون بعمرو
التخريج : أخرجه أبو داود (831) واللفظ له، وأحمد (22865) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

2 - أنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ ، فتعاهَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةِ الثَّالثةِ الأخرَى لو قد رأينا محمَّدًا قمنا إليه قيام رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه . قال : فأقبلت فاطمةُ تبكي حتَّى دخلت على أبيها فقالت : هؤلاء الملأُ من قومِك في الحِجرِ قد تعاهَدوا أن لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتلوك ، فليس منهم رجلٌ إلَّا قد عرف نصيبَه من دمِك . قال : يا بُنيَّةُ أدْنِي وَضوءًا فتوضَّأ ، ثمَّ دخل عليهم المسجدَ ، فلمَّا رأَوْه قالوا هو هذا فخفَضوا أبصارَهم وعُقِروا في مجالسِهم فلم يرفعوا إليه أبصارَهم ولم يقُمْ منهم رجلٌ ، فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى قام على رءوسِهم فأخذ قبضةً من ترابٍ فحصَبهم بها وقال : شاهت الوجوهُ . قال : فما أصابت رجلًا منهم حصاةٌ إلَّا قُتِل يومَ بدرٍ كافرًا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 235 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (2762)، وابن حبان (6502)، والحاكم (583) باختلاف يسير | شرح الحديث

3 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم كان يقومُ يومَ الجمعةِ إذا خطب إلى خشبةٍ ذاتِ فَرْضتَيْن ، قال : أراها من دَوْمٍ ، وكانت في مُصلَّاه فكان يتَّكئُ إليها فقال له أصحابُه : يا رسولَ اللهِ إنَّ النَّاسَ قد كثُروا فلو اتَّخذتَ شيئًا تقومُ عليه إذا خطبتَ يراك النَّاسُ . فقال : ما شئتم . قال سهلٌ : ولم يكُنْ بالمدينة إلَّا نجَّارٌ واحدٌ ، فذهبتُ أنا وذلك النَّجَّارُ إلى الخافِقَيْن فقطعنا هذا المنبرَ من أثَلَةٍ . قال : فقام عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فحنَّت الخشبةُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ألا تعجبون لحنينِ هذه الخشبةِ ؟ فأقبل النَّاسُ وفرَقوا من حنينِها حتَّى كثُر بكاؤُهم ، فنزل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى أتاها فوضع يدَه عليها فسكنت ، فأمر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بها فدُفِنت تحت منبرِه أو جُعِلت في السَّقفِ
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 232 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - أخذ اللهُ الميثاقَ من ظهرِ آدمَ بنُعْمانَ يعني عرفةَ فأخرج من صُلبِه كلَّ ذرِّيَّةٍ ذرأها , فنثرهم بين يدَيْه كالذَّرِّ ثمَّ كلَّمهم قبلًا .. أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 380 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (2455) | شرح حديث مشابه

5 - إنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمعوا في الحِجرِ فتعاقدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناتِ الثَّالثةِ الأخرَى ونائلةَ وإسافٍ لو قد رأينا محمَّدًا لقد قمنا إليه قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نفارِقْه حتَّى نقتلَه ، فأقبلت ابنتُه فاطمةُ رضِي اللهُ عنها تبكي حتَّى دخلت على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقالت : هؤلاء الملأُ من قريشٍ قد تعاقدوا عليك لو قد رأَوْك لقد قاموا إليك فقتلوك ، فليس منهم رجلٌ إلَّا قد عرف نصيبَه من دمِك . فقال : يا بُنيَّةُ أرِيني وَضوءًا ، فتوضَّأ ثمَّ دخل عليهم المسجدَ . فلمَّا رأَوْه قالوا : ها هو ذا ، وخفضوا أبصارَهم ، وسقطت أذقانُهم في صدورِهم وعُقِروا في مجالسِهم ، فلم يرفعوا إليه بصرًا ، ولم يقُمْ إليه منهم رجلٌ . فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى قام على رءوسِهم ، فأخذ قبضةً من التُّرابِ فقال : شاهتِ الوجوهُ ، ثمَّ حصَبهم بها فما أصاب رجلًا منهم ذلك الحصَى إلَّا قُتِل يومَ بدرٍ كافرًا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 224 | خلاصة حكم المحدث : حسن ورجاله رجال الصحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (2762)، وابن حبان (6502)، والحاكم (583) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

6 - ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معَه ألا يوشِك رجلٌ شبعانُ على أريكتِه يقولُ عليكم بِهذا القرآنِ فما وجدتُم فيهِ من حلالٍ فأحلُّوهُ وما وجدتُم فيهِ من حرامٍ فحرِّموهُ ألا لا يحلُّ لكم الحمارِ الأَهليِّ ولا كلُّ ذي نابٍ منَ السَّبُعِ ولا لقطةُ معاهدٍ إلَّا أن يستغنيَ عنها صاحبُها ومن نزلَ بقومٍ فعليهم أن يُقروهُ فإن لم يُقروهُ فلَه أن يُعقِبَهم بمثلِ قِراه
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 591 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (4604)، وأحمد (17174) باختلاف يسير، والترمذي (2664) مختصراً باختلاف يسير

7 - أكثَر النَّاسُ في مُسَيلمةَ قبل أن يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فيه شيئًا ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم خطيبًا فقال : أمَّا بعدُ ففي شأنِ هذا الرَّجلِ الَّذي قد أكثرتُم فيه وإنَّه كذَّابٌ من ثلاثين كذَّابًا يخرجون بين يدي السَّاعةِ ، وإنَّه ليس من بلدةٍ إلَّا يبلُغُها رعبُ المسيحِ إلَّا المدينةَ على كلِّ نَقْبٍ من أنقابِها ملَكان يذُبَّان عنها رعبَ المسيحِ
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 242 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

8 - صلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ ثمَّ أقبلَ علينا فوعظنا موعِظةً بليغةً ذرِفت منا العيونُ ووجلت منها القلوبُ فقال قائلٌ يا رسولَ اللَّهِ كأنَّ هذِه موعظةُ مودِّعٍ فماذا تعهدُ إلينا فقال أوصيكم بتقوى اللَّهِ والسَّمعِ والطَّاعةِ وإن كان عبدًا حبشيًّا فإنَّهُ من يعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ تمسَّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنَّواجذِ وإيَّاكم ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وَكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ
الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 578 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره وله طرق يرتقي بها إلى الصحة
التخريج : أخرجه أبو داود (4607) واللفظ له، والترمذي (2676)، وابن ماجه (43)، وأحمد (17144) | شرح حديث مشابه

9 - أتَينا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ونحنُ أربعونَ وأربعُمائةِ نسألُهُ الطعامَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لعمرَ قُمْ فأعطِهِم قالَ : يا رسولَ اللَّه ما عندي إلَّا ما يقيظُني والصِّبيةَ قالَ وكيعٌ القَيظُ في كلامِ العربِ أربعةُ أشهرٍ قالَ قُمْ فأعطِهِم قالَ عمرُ يا رسولَ اللَّهِ سمعًا وطاعةً قالَ فقامَ عمرُ وقُمنا معهُ فصعدَ بنا إلى غرفةٍ لهُ فأخرجَ المفتاحَ مِن حجزتِهِ ففتحَ البابَ قالَ دُكَيْنٌ فإذا في الغرفةِ من التَّمرِ شبيهٌ بالفصيلِ الرابضِ قالَ شأنُكُم قالَ فأخذَ كلُّ رجلٍ منَّا حاجتَهُ ما شاءَ قالَ ثمَّ التفتَ وإنِّي لمن آخرِهم وكأنَّا لَم نرزأْ منهُ تمرةً
الراوي : دكين بن سعيد المزني | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 128 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (17612) واللفظ له، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/366) | شرح الحديث

10 - أتيتُ المدينةَ وليسَ لي بِها معرفةٌ فنزلتُ في الصُّفَّةِ معَ رجلٍ فَكانَ بيني وبينَه كلَّ يومٍ مُدٌّ من تمرٍ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فلمَّا انصرفَ قال رجلٌ من أصحابِ الصُّفَّةِ يا رسولَ اللَّهِ أحرقَ بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقت عنَّا الخنُفُ فصعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فخطبَ ثمَّ قال واللَّهِ لو وجدتُ خبزًا ولحمًا لأطعمتُكموهُ أما إنَّكم توشِكونَ أن تدرِكوا من أدرَك ذلك مِن أن يُراحَ عليكم بالجفانِ وتلبَسونَ مثلَ أستارِ الكعبةِ قال فقمتُ فمَكثتُ أنا وصاحبي ثمانيةَ عشرَ يومًا وليلةً ما لنا طعامٌ إلَّا البريرَ حتَّى جئنا إلى إخوانِنا منَ الأنصارِ فواسونا وَكانَ خيرَ ما أصبنا هذا التَّمرَ
الراوي : طلحة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 645 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (16031 ) | شرح حديث مشابه

11 - بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم سريَّةً إلى سيفِ البحرِ . عليهم أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ وزوَّدهم جِرابًا من تمرٍ ، فجعل يقوتُهم إيَّاه حتَّى صار إلى أن يعُدَّه عليهم عددًا . قال : ثمَّ نفد التَّمرُ حتَّى كان يُعطي كلَّ رجلٍ منهم تمرةً ، قال : فقسَمها يومًا بيننا ، قال : فنقصت تمرٌ عن رجلٍ فوجدنا فَقْدَها ذلك اليومَ . قال : فلمَّا جهَدنا الجوعُ أخرج اللهُ لنا دابَّةً من البحرِ فأصبنا من لحمِها وودَكِها وأقمنا عشرين ليلةً حتَّى سمِنَّا وابتللنا ، وأخذ أميرُنا ضِلعًا من أضلاعِها فوضعها على طريقِه ثمَّ أمر بأجسمِ بعيرٍ معنا فحُمِل عليه أجسمُ رجلٍ منها قال فجلس عليه . قال : فخرج من تحتِها وما مسَّت رأسَه . فلمَّا قدِمنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم أخبرناه خبرَها وسألناه ، عمَّا صنعنا في ذلك من أكلِنا إيَّاه فقال : رزقٌ رزقكموه اللهُ
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 332 | خلاصة حكم المحدث : حسن | شرح حديث مشابه

12 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قُحوطَ المطرِ ، فأمر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعد النَّاسَ يوما يخرجون فيه . قالت عائشةُ : فخرج النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين بدا حاجبُ الشَّمسِ ، فقعد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه ، ثمَّ قال : إنَّكم شكَوْتم جدْبَ جنابِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه فيكم ، وقد أمركم اللهُ أن تدعوه ووعدكم أن يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالكِ يومِ الدِّينِ ، لا إلهَ إلَّا أنت تفعلُ ما تريدُ ، أنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت ، أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ ، أنزِلْ علينا الغيثَ واجعلْ ما أنزلتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ ، ثمَّ رفع يدَيْه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى رأينا بياضَ إبطَيْه ، ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْه ، ثمَّ أقبل على النَّاسِ فصلَّى ركعتَيْن ، فأنشأ اللهُ سحابًا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذنِ اللهِ فلم يلبثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه وقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 250 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (1173)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1906)، وابن حبان (991) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

13 - خلق اللهُ آدمَ بيدِه , ونفخ فيه من روحِه , وأمر الملائكةَ فسجدوا له فجلس فعطَس فقال : الحمدُ للهِ . فقال له ربُّه : يرحمُك ربُّك , ائْتِ أولئك الملأَ من الملائكةِ فقُلْ لهم : السَّلامُ عليكم , فأتاهم , فقال : السَّلامُ عليكم . قالوا له : وعليك ورحمةُ اللهِ ثمَّ رجع إلى ربِّه فقال له : هذه تحيَّتُك وتحيَّةُ ذُرِّيَّتِك بينهم , ثمَّ قبض له يدَيْه فقال : خُذْ واختَرْ . قال : اخترتُ يمينَ ربِّي , وكلتا يدَيْه يمينٌ , ففتحها له فإذا فيها صورةُ آدمٍ وذرِّيَّتُه كلُّهم , فإذا كلُّ رجلٍ مكتوبٌ عنده أجلُه , وإذا آدمُ قد كُتِب له عمرُ ألفِ سنةٍ , وإذا قومٌ عليهم النُّورُ فقال : يا ربِّ من هؤلاء الَّذين عليهم النُّورُ ؟ فقال : هؤلاء الأنبياءُ والرُّسلُ الَّذين أُرسِلُ إلى عبادي , وإذا فيهم رجلٌ هو أضوءُهم نورًا , ولم يُكتَبْ له من العمرِ إلَّا أربعون سنةً فقال : ذاك ما كُتِب له فقال يا ربِّ انقُصْ له من عمري ستِّين سنةً , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : فلمَّا أسكنه اللهُ الجنَّةَ ثمَّ أُهبِط إلى الأرضِ كان يعُدُّ أيَّامَه , فلمَّا أتاه ملَكُ الموتِ ليقبِضَه قال له آدمُ : عجِلتَ عليَّ يا ملَكَ الموتِ . فقال : ما فعلتُ فقال : قد بَقي من عمري ستُّون سنةً . فقال له ملَكُ الموتِ : ما بَقي من عمرِك شيءٌ , قد سألتَ ربَّك أن يكتُبَه لابنِك داودَ . فقال : ما فعلتُ , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : فنسِي آدمُ فنسيت ذرِّيَّتُه , وجحَد آدمُ فجحدت ذرِّيَّتُه , فيومئذ وضع اللهُ الكتابَ وأمر بالشُّهودِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 383 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الترمذي (3368) باختلاف يسير، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10048) مختصراً | شرح حديث مشابه

14 - لمَّا قدِمنا المدينةَ أصبنا من ثمارِها فاجتويناها وأصابنا بها وعكٌ وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يتخبَّرُ عن بدرٍ فلمَّا بلغنا أنَّ المشركين قد أقبلوا سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إلى بدرٍ – وبدرٌ بئرُ - فسبقْنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلَيْن . رجلًا من قريشٍ ومولًى لعقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، فأمَّا القُرشيُّ فانفلت وأمَّا مولَى عقبةَ فأخذناه فجعلنا نقولُ له : كم القومُ فيقولُ : هم واللهِ كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجعل المسلمون إذا قال لهم ذلك ضربوه ، حتَّى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقال له : كم القومُ ؟ قال : هم واللهِ كثيرٌ عددُهم ، شديدٌ بأسُهم . فجهد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم أن يخبرَ بكم هي فأبَى ثمَّ سأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم كم ينحِرون من الجَزورِ ؟ فقال : عشرةً كلَّ يومٍ . فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : القومُ ألفٌ ، كلُّ جزورٍ لمائةٍ . وتبِعها ثمَّ إنَّه أصابنا من اللَّيلِ طشٌّ من مطرٍ فانطلقنا تحت الشَّجرِ والحرفِ نستظلُّ بها من المطرِ , وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يدعو ربَّه ويقولُ : اللَّهمَّ إن تهلِكْ هذه العصابةُ لا تُعبدْ في الأرضِ ، فلمَّا طلع الفجرُ نادَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : الصَّلاةُ جامعةٌ . فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجرِ والحرفِ ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم وحضَّ على القتالِ ثمَّ قال : إنَّ قريشًا عند هذه الضِّلعِ الحمراءِ من الجبلِ ، فلمَّا دنا القومُ منَّا وصاففناهم إذا رجلٌ منهم يسيرُ في القومِ على جملٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : يا عليُّ نادِ لي حمزةَ وكان أقربَهم من المشركين من صاحبِ الجملِ الأحمرِ وماذا يقولُ لهم ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : إن يكُ في القومِ أحدٌ يأمرُ بخيرٍ فعسَى أن يكونَ صاحبَ الجملِ الأحمرِ ، فجاء حمزةُ فقال هو عتبةُ بنُ ربيعةَ وهو ينهَى عن القتالِ ، ويقولُ لهم : يا قومِ إنِّي أرَى أقوامًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خيرٌ ، يا قومِ اعصِبوها اليومَ برأسي وقولوا جبُن عتبةُ ، وقد تعلمون أنِّي لستُ بأجبنِكم فسمِع ذلك أبو جهلٍ فقال : أنت تقولُ هذا ؟ واللهِ لو غيرُك يقولُ هذا لأعضضتُه . قد مُلِئت جوفُك رعبًا فقال عتبةُ : إيَّايَ تعني يا مُصفِّرَ استِه ، ستعلمُ اليومَ أيُّنا أجبنُ فبرز عتبةُ وأخوه وابنُه الوليدُ حميَّةً فقال : من يبارزُ ؟ فخرج من الأنصارِ شيبةُ . فقال عتبةُ . لا نريدُ هؤلاء ، ولكن يبارزُنا من بني عمِّنا من بني عبدِ المطَّلبِ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : قُمْ يا عليُّ قُمْ يا حمزةُ قُمْ يا عبيدةُ بنَ الحارثِ ، فقتل اللهُ عتبةَ وشيبةَ ابنَيْ ربيعةَ والوليدَ بنَ عتبةَ وجُرِح عبيدةُ بنُ الحارثِ ، فقتلنا منهم سبعين ، وأسرنا سبعين ، فجاء رجلٌ من الأنصارِ قصيرٌ برجلٍ من بني هاشمٍ أسيرًا فقال الرَّجلُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا واللهِ ما أسرني لقد أسرني رجلٌ أجلحُ من أحسنِ النَّاسِ وجهًا على فرقٍ أبلقَ ما أراه في القومِ فقال الأنصاريُّ : أنا أسرتُه يا رسولَ اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : اسكُتْ فقد أيَّدك اللهُ بملَكٍ كريمٍ . قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه . فأُسِر من بني عبدِ المطَّلبِ رجلٌ وعقيلٌ ونَوفلُ بنُ الحارثِ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 311 | خلاصة حكم المحدث : صحيح . ورواته ثقات معروفون | أحاديث مشابهة

15 - - أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ شاورَ الهُرمُزانَ في أصبَهانَ وفارسَ وأذربيجانَ فقال يا أميرَ المؤمنينَ أصبَهانُ الرَّأسُ وفارسُ وأذربيجانَ الجناحانِ فإذا قطعتَ إحدى الجناحينِ فالرَّأسُ بالجناحِ وإن قطعتَ الرَّأسَ وقعَ الجناحانِ فابدأ بأصبَهانَ فدخلَ عمرُ بنُ الخطَّابِ المسجدَ فإذا هوَ بالنُّعمانِ بنِ مقرِّنٍ يصلِّي فانتظرَهُ حتَّى قضى صلاتَه فقال لَهُ إنِّي مستعملُكَ فقال أمَّا جابيًا فلا وأمَّا غازيًا فنعم قال فإنَّكَ غازٍ فسرَّحَهُ وبعثَ إلى أَهلِ الكوفةِ أن يمدُّوهُ ويلحقوا بِهِ وفيهم حذيفةُ بنُ اليمانِ والمغيرةُ بنُ شعبةَ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ والأشعثُ بنُ قيسٍ وعمرو بنُ معدي كرِبَ وعبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو فأتاهمُ النُّعمانُ وبينَه وبينَهم نَهرٌ فبعثَ إليهمُ المغيرةَ بنَ شعبةَ رسولًا وملِكُهم ذو الحاجبينِ فاستشارَ أصحابَهُ فقال ما ترونَ أقعدُ لَهم في هيئةِ الحربِ أو في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه فجلسَ في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه على سريرِه ووضعَ التَّاجَ على رأسِه وحولَه سماطينِ عليهم ثيابُ الدِّيباجِ والقرطِ والأسورةِ فجاءَ المغيرةُ بنُ شعبةَ فأخذَ بضبعيهِ وبيدِه الرُّمحُ والتُّرسُ والنَّاسُ حولَه سماطينِ على بساطٍ لهُ فجعلَ يطعنُه برمحِه فخرَّقَه لِكي يتطيَّروا فقال لهُ ذو الحاجبينِ إنَّكم يا معشرَ العربِ أصابَكم جوعٌ شديدٌ وجَهدٌ فخرجتُمْ فإن شئتُم مِرْناكم ورجعتُم إلى بلادِكم فتَكلَّمَ المغيرةُ فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وقالَ إنَّا كنَّا معشرَ العربِ نأكلُ الجيفةَ والميتةَ وَكانَ النَّاسُ يطؤونا ولا نطأُهم فابتعثَ اللَّهُ منَّا رسولًا في شرفٍ منَّا أوسطَنا وأصدَقنا حديثًا وإنَّهُ قد وعدنا أنَّ ها هنا ستفتحُ علينا وقد وجدنا جميعَ ما وعدنا حقًّا وإنِّي لأرى ها هنا بزَّةً وَهيئةً ما أرى من معي بذاهبينَ حتَّى يأخذوهُ فقال المغيرةُ فقالت لي نفسي لو جمعتَ جراميزَك فوثبتَ وثبةً فجلستُ معَه على السَّريرِ إذ وجدتُ غفلةً فزجرني وجعلوا يحثُّونَه فقلتُ أرأيتُم إن كنتُ أنا استحمقتُ فإنَّ هذا لا يفعلُ بالرُّسلِ وإنَّا لا نفعلُ هذا برسلِكم إذا أتونا فقال إن شئتُم قطعتُم إلينا وإن شئتُم قطعنا إليكم فقلتُ بل نقطعُ إليكم فقطعنا إليهم وصاففناهم فتسلسلوا كلُّ سبعةٍ في سلسلةٍ وخمسةٌ في سلسلةٍ حتَّى لا يفِرُّوا قال فرامونا حتَّى أسرعوا فينا فقال المغيرةُ للنُّعمانِ إنَّ القومَ قد أسرعوا فينا فاحمِل فقال إنَّكَ ذو مناقبٍ وقد شَهدتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ولَكنِّي أنا شَهدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا لم يقاتل أوَّلَ النَّهارِ أخَّرَ القتالَ حتَّى تزولَ الشَّمسُ وتَهبَّ الرِّيحُ وينزلُ النَّصرُ فقال النُّعمانُ يا أيُّها النَّاسُ اهتزَّ ثلاثُ هزَّاتٍ فأمَّا الهزَّةُ الأولى فليقضِ الرَّجلُ حاجتَه وأمَّا الثَّانيةُ فلينظرِ الرَّجلُ في سلاحِه وسيفِه وأمَّا الثَّالثةُ فإنِّي حاملٌ فاحملوا فإن قُتِلَ أحدٌ فلا يلوي أحدٌ على أحدٍ وإن قتلتُ فلا تلووا عليَّ وإنِّي داعٍ اللَّهَ بدعوةٍ فعزمتُ على كلِّ امرئٍ منكم لمَا أمَّنَ عليها فقال اللَّهمَّ ارزقِ اليومَ النُّعمانَ شَهادةً تَنصُرُ المسلمينَ وافتح عليهم فأمَّنَ القومُ وَهزَّ لواءَه ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ حملَ فَكانَ أوَّلَ صريعٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ فذَكرتُ وصيَّتَهُ فلم ألوِ عليهِ وأعلمتُ مَكانَه فَكنَّا إذا قتلنا رجلًا منهم شغلَ عنَّا أصحابُه يجرُّونَه ووقعَ ذو الحاجبينِ من بغلتِهِ الشَّهباءِ فانشقَّ بطنُهُ وفتحَ اللَّهُ على المسلمينَ فأتيتُ النُّعمانَ وبِه رمقٌ فأتيتُه بماءٍ فجعلتُ أصبُّهُ على وجهِه أغسلُ التُّرابَ عن وجهِه فقال من هذا فقلتُ معقلُ بنُ يسارٍ فقال ما فعلَ النَّاسُ فقلتُ فتحَ اللَّهُ عليهم فقال الحمدُ للَّهِ اكتبوا بذلِكَ إلى عمرَ وفاضت نفسُهُ فاجتمعَ النَّاسُ إلى الأشعثِ بنِ قيسٍ فقال فأتينا أمَّ ولدِهِ فقلنا هل عَهدَ إليكَ عَهدًا قالت لا إلَّا سفيطٌ لهُ في كتابٌ فقرأتُه فإذا فيهِ إن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ وإن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ
الراوي : النعمان بن مقرن | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 530 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - [عن عبدالله الهوزني قال: لقيتُ بلالًا مؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحَلَبَ، فقلتُ: يا بلالُ، حدِّثْني ]كيف كانت نَفَقةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ؟ قال: ما كانَ له شَيءٌ. كُنتُ أنا الذي ألي ذلك منه مُنذُ بَعَثَه اللهُ تَعالى حتى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، وكانَ إذا أتاه الإنسانُ مُسلِمًا فرَآهُ عاريًا يَأمُرُنا فأنطَلِقُ فأستَقرِضُ فأشتَري له البُردةَ فأكسُوه وأُطعِمُه، حتى اعتَرَضَني رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ، فقالَ: يا بِلالُ، إنَّ عِندي سَعةً فلا تَستَقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا مِنِّي. ففَعَلتُ، فلَمَّا أنْ كانَ ذاتَ يَومٍ تَوَضَّأتُ ثم قُمتُ لِأُؤَذِّنَ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ قد أقبَلَ في عِصابةٍ مِنَ التُّجَّارِ، فلَمَّا أنْ رَآني قالَ: يا حَبَشيُّ. قُلتُ: يا لَبَّاهُ. فتَجَهَّمَني وقالَ لي قَولًا غَليظًا، وقال لي: أتَدْري كم بَينَكَ وبَينَ الشَّهرِ؟ قال: قُلتُ: قَريبٌ. قال: إنَّما بَينَكَ وبَينَه أربَعٌ فآخُذُكَ بالذي عليكَ فأرُدُّكَ تَرعى الغَنَمَ كما كُنتَ قَبلَ ذلك. فأخَذَ في نَفْسي ما يأخُذُ في أنفُسِ الناسِ حتى إذا صَلَّيتُ العَتَمةَ رَجَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى أهلِه، فاستَأذَنتُ عليه فأذِنَ لي، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأبي أنتَ وأُمِّي إنَّ المُشرِكَ الذي كُنتُ أتَدَيَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عِندَكَ ما تَقضي عَنِّي ولا عِندي، وهو فاضِحي، فَأْذَنْ لي أنْ آبَقَ إلى بَعضِ هؤلاء الأحياءِ الذين قد أسلَموا حتى يَرزُقَ اللهُ تَعالى رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ما يَقضي عَنِّي. فخَرَجتُ حتى إذا أتَيتُ مَنزِلي فجَعَلتُ سَيفي وجِرابي ونَعْلي ومِجَنِّي عِندَ رَأْسي حتى إذا انشَقَّ عَمودُ الصُّبحِ الأوَّلِ أرَدتُ أنْ أنطَلِقَ فإذا إنسانٌ يَسعى يَدعو: يا بِلالُ، أجِبْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ. فانطَلَقتُ حتى أتَيتُه، فإذا أربَعُ رَكائِبَ مُناخاتٍ عليهِنَّ أحمالُهُنَّ، فاستَأذَنتُ. فقالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: أبشِرْ فقد جاءَكَ اللهُ تَعالى بقَضائِكَ. ثم قالَ: ألم تَرَ الرَّكائِبَ المُناخاتِ الأربَعَ؟ فقُلتُ: بلى. فقالَ: إنَّ لكَ رِقابَهم وما عليهِنَّ، فإنَّ عليهِنَّ كِسوةً وطَعامًا، أهداهُنَّ إليَّ عَظيمُ فَدَكَ، فاقبِضْهُنَّ واقْضِ دَينَكَ. ففَعَلتُ.. فذَكَرَ الحَديثَ، ثم انطَلَقتُ إلى المَسجِدِ فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قاعِدٌ في المَسجِدِ، فسَلَّمتُ عليه، فقالَ: ما فَعَلَ ما قِبَلَكَ؟ قُلتُ: قد قَضى اللهُ تَعالى كُلَّ شَيءٍ كان على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فلم يَبقَ شَيءٌ. قالَ: أفضَلَ شَيءٍ؟ قُلتُ: نَعَمْ. قالَ: انظُرْ أنْ تُريحَني منه. فإنِّي لستُ بداخِلٍ على أحَدٍ مِن أهلي حتى تُريحَني منه، فلَمَّا صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ العَتَمةَ دَعاني فقالَ: ما فَعَلَ الذي قِبَلَكَ؟ قال: قُلتُ: هو معي لم يَأتِنا أحَدٌ. فباتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في المَسجِدِ.. وقَصَّ الحَديثَ، حتى إذا صَلَّى العَتَمةَ -يَعني مِنَ الغَدِ- دَعاني، قالَ: ما فَعَلَ الذي قِبَلَكَ؟ قالَ: قُلتُ: قد أراحَكَ اللهُ منه يا رَسولَ اللهِ. فكَبَّرَ وحَمِدَ اللهَ شَفَقًا مِن أنْ يُدرِكَه المَوتُ وعِندَه ذلك، ثم اتَّبَعتُه حتى إذا جاءَ أزواجَه فسَلَّمَ على امرأةٍ امرأةٍ حتى أتى مَبيتَه، فهذا الذي سألتَني عنه.
الراوي : بلال بن رباح | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 357 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ورواته ثقات | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (3055)، والطبراني (1/363) (1122)، والبيهقي (11767) | شرح حديث مشابه

17 - كنتُ رجُلًا فارِسيًّا مِن أهلِ أصبَهانَ مِن أهلِ قَريةٍ منها يُقالُ لها جَيٌّ، وكان أبي دِهْقانَ قَريَتِه، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه، أُلازِمُ النارَ، كما تُحبَسُ الجاريةُ، وأجهَدتُ في المَجوسيَّةِ حتى كنتُ قَطَنَ النارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً. قال: وكانتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنيانٍ هذا اليَومَ، فاذهَبْ فاطَّلِعْها. وأمَرَني فيها ببعضِ ما يُريدُ، فخَرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمَرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصَلُّونَ، وكنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ؛ لحَبسِ أبي إيَّاي في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، قال: فلمَّا رأَيتُهم أعجَبَتْني صَلاتُهم، ورَغِبتُ في أمْرِهم، وقلتُ: هذا واللهِ خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحنُ عليه. فوَاللهِ ما تَرَكتُهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ، وتَرَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقلتُ لهم: أينَ أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثمَّ رَجَعتُ إلى أبي وقد بعَثَ في طَلَبي، وشَغَلتُه عن عَمَلِه كلِّه. قال: فلمَّا جِئتُه قال: أيْ بُنَيَّ، أينَ كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبني ما رأَيتُ مِن دِينِهم؛ فوَاللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليسَ في ذلكَ الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائكَ خَيرٌ منه. قال: قلتُ: كَلَّا واللهِ، إنَّه خَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافَني، فجعَلَ في رِجلَيَّ قَيدًا، ثمَّ حَبَسَني في بَيتِه. قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخبِروني بهم. قال: فقَدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال فأخبَروني بهم، قال: فقلتُ لهم: إذا قَضَوْا حَوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم فآذِنوني بهم. قال: فلمَّا أرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم أخبَروني بهم، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجلَيَّ، ثمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها قلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ. قال: فجِئتُه فقلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معكَ أخدُمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصلِّي معكَ. قال: فادخُلْ. فدَخَلتُ معه. قال: فكانَ رجُلَ سَوْءٍ، يأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزَه لنَفْسِه ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ. قال: وأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رأَيتُه يَصنَعُ، ثمَّ ماتَ، فاجتَمَعتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقلتُ لهم: إنَّ هذا كان رجُلَ سَوءٍ، يأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزَها لنَفْسِه ولم يُعطِ المَساكينَ منها شَيئًا. قالوا: وما عِلمُكَ بذلكَ؟ قال: قلتُ: أنا أدُلُّكم على كَنزِه. قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهم مَوضِعَه. قال: فاستَخرَجوا منه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ ذَهَبًا ووَرِقًا، فلمَّا رأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبَدًا. فصَلَبوه، ثمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثمَّ جاؤوا برجُلٍ آخَرَ فجَعَلوه مَكانَه. قال: يقولُ سَلمانُ: فما رأَيتُ رجُلًا لا يُصَلِّي الخَمسَ أُرَى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدأَبُ لَيلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زَمانًا، ثمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ أحَدًا اليَومَ على ما كنتُ عليه، لقد هلَكَ الناسُ وبدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رجُلًا بالمَوصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كنتُ عليه؛ فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ المَوصِلِ. فقلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألحَقَ بكَ، وأخبَرَني أنَّكَ على أمْرِه. قال: فقال لي: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه فوَجَدتُه خَيرَ رجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ قلتُ له: يا فُلانُ. إنَّ فُلانًا أوصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حضَرَكَ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ رجُلًا على مِثلِ ما كُنَّا عليه إلَّا رجُلًا بنَصيبينَ، وهو فُلانٌ، فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخَبَري وما أمَرَني به صاحِبَيَّ. قال: فأقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه، فوَجَدتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمتُ مع خَيرِ رجُلٍ، فوَاللهِ ما لَبِثَ أنْ نزَلَ به المَوتُ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تأتيَه إلَّا رجُلًا بعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه بمِثلِ ما نحنُ عليه، فإنْ أحبَبتَ فأْتِه. قال: فإنَّه على أمْرِنا. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ وأخبَرتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ مع رجُلٍ على هَديِ أصحابِه وأمْرِهم. قال: واكتَسَبتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيمةٌ، قال: ثمَّ نزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثمَّ أوصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه أصبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تأتيَه، ولكِنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبعوثٌ بدِينِ إبراهيمَ، يَخرُجُ بأرضِ العَرَبِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بينَ حَرَّتينِ بَينَهما نَخلٌ به عَلاماتٌ لا تَخفى، يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبُوَّةِ، فإنِ استَطَعتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافعَلْ. قال: ثمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثتُ بعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلبٍ تُجَّارًا، فقلت لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ وأُعطيكم بَقَراتي هذه وغُنَيمَتي هذه؟ قالوا: نعَمْ. فأعطَيتُهموها، وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني، فباعوني مِن رجُلٍ مِن يَهودَ عبدًا، فكنتُ عندَه ورأَيتُ النَّخلَ، ورَجَوتُ أنْ تَكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عندَه قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بني قُرَيظةَ، فابتاعَني منه، فاحتَمَلَني إلى المَدينةِ، فوَاللهِ ما هو إلَّا أنْ رأَيتُها فعَرَفتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمتُ بها، وبعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمَكَّةَ ما أقامَ، لا أسمَعُ له بذِكرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فوَاللهِ إنِّي لَفي رأْسِ عَذقٍ لسَيِّدي أعمَلُ فيه بعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ؛ إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهمُ الآنَ لَمُجتَمِعونَ بقُباءٍ على رجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مَكَّةَ اليَومَ يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. قال: فلمَّا سمِعتُها أخَذَتْني العُرَواءُ حتى ظَنَنتُ سأسقُطُ على سَيِّدي، قال: ونَزَلتُ على النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عَمِّه ذلكَ: ماذا تَقولُ؟ قال: فغَضِبَ سَيِّدي، فلَكَمَني لَكمةً شَديدةً، ثمَّ قال: ما لكَ ولِهذا، أقبِلْ على عَمَلِكَ. قال: قلتُ: لا شيءَ، إنَّما أرَدتُ أنْ أستَثبِتَ عَمَّا قال. وقد كان عِندي شيءٌ قد جَمَعتُه، فلمَّا أمسَيتُ أخَذتُه، ثمَّ ذَهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ له: إنَّه قد بلَغَني أنَّكَ رجُلٌ صالِحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرأَيتُكم أحَقَّ به مِن غَيرِكم. فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: كُلوا. وأمسَكَ يَدَه، فلم يأكُلْ. قال: فقلتُ في نَفْسي: هذه واحِدةٌ. ثمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، ثمَّ جِئتُ به، فقلتُ: إنِّي قد رأَيتُكَ لا تأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمتُكَ بها. قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه، فأكَلوا معه، قال: فقلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثنَتانِ. ثمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَملَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثمَّ استَدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، فلمَّا رآني رسولُ اللهِ استَدَرتُه عَرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي. قال: فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنَظَرتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفتُه، فانكَبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: تَحَوَّلْ. فتَحَوَّلتُ فقَصَصتُ عليه حديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ. قال: فأَعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلكَ أصحابُه. ثمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. قال: ثمَّ قال لي رسولُ اللهِ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثلاثِ مئةِ نَخلةٍ أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأربَعينَ أُوقيَّةً. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: أَعِينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ، الرجُلُ بثلاثينَ وَديَّةً، والرجُلُ بعِشرينَ، والرجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، والرجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعني: الرجُلُ بقَدرِ ما عندَه، حتى اجتَمَعتْ لي ثلاثُ مئةِ وَديَّةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: اذهَبْ يا سَلمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغتَ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئتُه، فأخبَرتُه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بيَدِه، فوَالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه ما ماتَ منها وَديَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ الدَّجاجِ مِن ذَهَبٍ مِن بعضِ المَغازي، فقال: ما فعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلمانُ. فقلتُ: وأينَ تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ. قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذتُها فوَزَنتُ لهم منها، والذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه أربَعينَ أُوقيَّةً، فأوفَيتُهم حَقَّهم، وأُعتِقتُ، فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ الخَندَقَ، ثمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 84 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطْريقًا إلَّا أهدَوْا له هَديَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي، فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما، فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم، فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دَعا النَّجاشي أساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَحِّمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقناه وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأَوْثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ مما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]. قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاء به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أَرْحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه. قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ؛ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فواللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلكَ؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 96 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (1740) باختلاف يسير، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115) مختصراً | شرح الحديث

19 - افترقتِ اليَهودُ على إحدى أو ثِنتينِ وسبعينَ فرقةً ، وتفرَّقتِ النَّصارى على إحدى أو ثِنتينِ وسبعينَ فِرقةً ، وتفترِقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فِرقةً
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 577 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (4596) واللفظ له، والترمذي (2640)، وأحمد (8377). | شرح حديث مشابه

20 - ما أحدٌ أَكثرَ منَ الرِّبا إلَّا كانَت عاقبةُ أمرِه إلى قِلَّةٍ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 561 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه ابن ماجه (2279) واللفظ له، والشاشي في ((المسند)) (809) | شرح حديث مشابه

21 - أوصاني خليلي أبو القاسمِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إن أدرَكتَ شيئًا من هذِه الفتَن فاعمد إلى أحدٍ فاكسِر بهِ حدَّ سيفِك ثمَّ اقعد في بيتِكَ قال فإن دخلَ عليكَ أحدٌ إلى البيتِ فقم إلى المخدَعِ فإن دخلَ عليكَ المخدعَ فاجثُ على رُكبتيكَ وقل بُؤ بإثمي وإثمِكَ فتَكونَ من أصحابِ النَّارِ وذلِكَ جزاءُ الظَّالمينَ فقد كسرتُ حدَّ سيفي وقعدتُ في بيتي
الراوي : - | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 557 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - لقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ أبي أَوفَى وهوَ محجوبُ البصرِ فسلَّمتُ عليهِ فقال لي من أنتَ قال قلتُ أنا سعيدُ بنُ جُهمانَ قال فما فعلَ والدُك قال قلتُ قتلَتهُ الأزارِقَةُ قال لعنَ اللَّهُ الأزارقةَ لعنَ اللَّهُ الأزارقةَ حدَّثنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهم كلابُ النَّارِ قال قلتُ الأزارقةَ وحدَهم أمِ الخوارجُ كلُّها قال بلِ الخوارجُ كلُّها
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 608 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة

23 - إنَّ بينَ يديِ السَّاعةِ فتَنا كقطعِ اللَّيلِ المظلمِ يصبحُ الرَّجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا القاعدُ فيها خيرٌ منَ القائمِ والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعي فَكسِّروا قِسيَّكم وقطِّعوا أوتارَكم واضربوا سيوفَكم بالحجارةِ فإن دخلَ - يعني - على أحدٍ منكم فليَكن كخيرِ ابني آدمَ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 553 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - ثقلت ميمونةُ بمَكةَ وليسَ عندَها من بني أختِها أحدٌ فقالت أخرِجوني من مَكةَ فإنِّي لا أموتُ بِها إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ أخبرني أنِّي لا أموتُ بمَكةَ فحملوها حتَّى أتوا بِها إلى سرِفَ الشَّجرةِ الَّتي بنى بِها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ تحتَها في موضعِ القبَّةِ فماتت رضيَ اللَّهُ عنها
الراوي : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 654 | خلاصة حكم المحدث : سند صحيح على شرط مسلم

25 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إذا صلَّى همَس شيئًا لا أفهمُه ولا يُخبِرُنا به . قال : أفطِنتم لي ؟ قلنا : نعم . قال : إنِّي ذكرتُ نبيًّا من الأنبياءِ أُعطِي جنودًا من قومِه فقال : من يُكافِئُ هؤلاء ؟ أو من يقومُ لهؤلاء ؟ أو غيرُها من الكلامِ ، فأُوحِي إليه أن اختَرْ لقومِك إحدَى ثلاثٍ إمَّا أن نُسلِّطَ عليهم عدوًّا من غيرِهم أو الجوعَ أو الموتَ فاستشار قومَه في ذلك فقالوا أنت نبيُّ اللهِ فكلُّ ذلك إليك خِرْ لنا فقام إلى الصَّلاةِ وكانوا إذا فزِعوا فزِعوا إلى الصَّلاةِ فصلَّى ما شاء اللهُ قال ثمَّ قال أيْ ربِّ أمَّا عدوٌّ من غيرِهم فلا أو الجوعُ فلا ولكن الموتُ فسلَّط عليهم الموتَ فمات منهم سبعون ألفًا فهمْسي الَّذي ترَوْن أنِّي أقولُ اللَّهمَّ بك أُقاتِلُ وبك أُصاوِلُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ
الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

26 - إنَّ موسَى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قال : يا ربِّ أرِنا آدمَ الَّذي أخرجنا ونفسَه من الجنَّةِ , فأراه اللهُ آدمَ عليه السَّلامُ . فقال : أنت أبونا آدمُ ؟ قال له آدمُ : نعم . قال : أنت الَّذي نفخ اللهُ فيك من روحِه وعلَّمك الأسماءَ كلَّها وأمر ملائكتَه فسجدوا لك . قال : نعم . قال : فما حملك على أن أخرجتَنا ونفسَك من الجنَّةِ ؟ قال له آدمُ : ومن أنت ؟ قال : أنا موسَى . قال : نبيُّ إسرائيلَ الَّذي كلَّمك اللهُ من وراءِ حجابٍ لم يجعَلْ بينك وبينه رسولًا من خلقِه ؟ قال : نعم . قال : فما وجدتَ في كتابِ اللهِ أنَّ ذلك كان في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ قبل أن يخلُقَ آدمَ ؟ قال : نعم . قال : فيم تلومُني في شيءٍ سبق من اللهِ عزَّ وجلَّ فيه القضاءُ قِبلي ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم عند ذلك : فحجَّ آدمُ موسَى عليهما السَّلامُ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 381 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - إنَّ أيُّوبَ نبيُّ اللهِ لمَّا لبِث في بلائِه ثماني عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ إلَّا رجلَيْن من إخوانِه كانا يغدُوان إليه ويروحان ، فقال أحدُهما لصاحبِه : تعلمُ واللهِ لقد أذنب أيُّوبُ ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمين . فقال له صاحبُه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرةَ سنةً لم يرحَمْه اللهُ فيكشِفْ ما به ، فلمَّا راح إليه لم يصبِرِ الرَّجلُ حتَّى ذكر ذلك له . فقال أيُّوبُ : لا أدري ما تقولُ ، غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أنِّي كنتُ أمرُّ على الرَّجلَيْن يتنازعان فيذكُران اللهَ وأرجِعُ بيتي وأُكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حقٍّ ، قال : وكان يخرُجُ إلى حاجتِه ، فإذا قضَى حاجتَه أمسكَتِ امرأتُه بيدِه ، فلمَّا كان ذاتُ يومٍ أبطأ عليها ، فأوحَى اللهُ إلى أيُّوبَ في مكانِه ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ ص : 42 ] فاستبطأته فبلغته فأقبل عليها قد أذهب اللهُ ما به من البلاءِ فهو أحسنُ ما كان . فلمَّا رأته قالت : أيْ بارك اللهُ فيك ، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتلَى واللهِ على ذلك ، ما رأيتُ أحدًا كان أشبهَ به منك إذ كان صحيحًا قال : إنِّي هو ، وكان له أندَران أَندَرُ القمحِ وأندَرُ الشَّعيرِ ، فبعث اللهُ سحابتَيْن فلمَّا كانت إحداهما على أَندَرِ القمحِ أفرغت فيه الذَّهبَ حتَّى فاضت ، وأفرغت الأخرَى على أندَرِ الشَّعيرِ الورِقَ حتَّى فاضتْ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البزار (6333)، وابن حبان (2898)، والحاكم (4115) باختلاف يسير | شرح الحديث

28 - جاء سلمانُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين قدِم المدينةَ بمائدةٍ عليها رطبٌ ، فوضعها بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما هذا يا سلمانُ ؟ قال : صدقةٌ عليك ، وعلى أصحابِك . قال : ارفَعْها ، فإنَّا لا نأكلُ الصَّدقةَ ، فجاء من الغدِ بمثلِه ، فوضعه بين يدَيْه يحملُه فقال : ما هذا يا سلمانُ ؟ فقال : هديَّةٌ لك . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لأصحابِه : ابسُطوا فنظر إلى الخاتمِ الَّذي على ظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ، فآمن به وكان لليهودِ فاشتراه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بكذا وكذا درهمًا ، وعلى أن يغرسَ نخلًا فيعملَ سلمانُ فيها حتَّى يطعَمَ . قال فغرس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم النَّخلَ إلَّا نخلةً واحدةً غرسها عمرُ ، فحملت النَّخلُ من عامِها ولم تحملِ النَّخلةُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما شأنُ هذه ؟ قال عمرُ : أنا غرستُها يا رسولَ اللهِ . قال : فنزَعها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ، ثمَّ غرسها فحملت من عامِها
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 214 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - لقد علمتُ آيةً من القرآنِ ما سألني عنها رجلٌ قطُّ ، فما أدري أَعلِمها النَّاسُ فلم يسألوا عنها أم لم يفطِنوا لها فيسألوا عنها ، ثمَّ طفِق يُحدِّثُنا ، فلمَّا قام تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سألناه عنها ، فقلتُ : أنا لها إذا راح غدًا ، فلمَّا راح الغدُ قلتُ : يا بنَ عبَّاسٍ ذكرتَ أمسِ أنَّ آيةً من القرآنِ لم يسأَلْك عنها رجلٌ قطُّ فلا تدري أَعلِمها النَّاسُ فلم يسألوا عنها ، أم لم يفطِنوا لها فقلتُ : أخبِرْني عنها وعن اللَّاتي قرأتَ قبلَها . قال : نعم . إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قال لقريشٍ : يا معشرَ قريشٍ إنَّه ليس أحدٌ يعبُدُ من دون اللهِ فيه خيرٌ ، وقد علِمتْ قريشٌ أنَّ النَّصارَى تعبدُ عيسَى بنَ مريمَ وما تقولُ في محمَّدٍ . فقالوا : يا محمَّدُ . ألستَ تزعمُ أنَّ عيسَى كان نبيًّا وعبدًا من عبادِ اللهِ صالحًا ، فلئن كنتَ صادقًا فإنَّ آلهتَهم لكما تقولُ . قال فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [ الزخرف : 57 ] . قال قلتُ : ما يصُدُّون ؟ قال : يضِجُّون وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ [ الزخرف : 61 ] قال هو خروجُ عيسَى بنِ مريمَ عليه السَّلامُ قبل يومِ القيامةِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 473 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (47/487) واللفظ له، وأخرجه أحمد (2918) باختلاف يسير، وابن حبان (6817) مختصراً

30 - لمَّا أقبل أهلُ اليمنِ جعل عمرُ رضِي اللهُ عنه يستقري الرِّفاقَ فيقولُ : هل فيكم أحدٌ من قرنٍ حتَّى أتَى عليه قرنٌ فقال : من أنتم ؟ قالوا : قرنٌ فرفع عمرُ بزمامٍ أو زمامِ أُوَيْسٍ فناوله عمرُ فعرفه بالنَّعتِ فقال له عمرُ : ما اسمُك ؟ قال : أنا أُوَيْسٌ . قال : هل كان لك والدةٌ ؟ قال : نعم . قال : هل بك من البياضِ ؟ قال : نعم . دعوتُ اللهَ فأذهبه عنِّي إلَّا موضعَ الدِّرهمِ من سُرَّتي لأذكُرَ به ربِّي ، فقال له عمرُ : استغفِرْ لي . قال : أنت أحقُّ أن تستغفِرَ لي أنت صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ، فقال عمرُ : إنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يقولُ : خيرُ التَّابعين رجلٌ يُقالُ له أُوَيْسٌ القَرنيُّ ، وله والدةٌ وكان به بياضٌ فدعا ربَّه فأذهبه عنه إلَّا موضعَ الدِّرهمِ في سُرَّتِه قال : فاستغفِرْ له . قال : ثمَّ دخل في أغمارِ النَّاسِ فلم يدْرِ أين وقع ؟ قال : ثمَّ قدِم الكوفةَ فكنَّا نجتمِعُ في حلقةٍ فنذكرُ اللهَ وكان يجلِسُ معنا ، فكان إذا ذكرهم وقع حديثُه من قلوبِنا موقعًا لا يقعُ حديثٌ غيرُه ففقدتُه يومًا فقلتُ لجليسٍ لنا : ما فعل الرَّجلُ الَّذي كان يقعُدُ إلينا لعلَّه اشتكَى ، فقال رجلٌ : من هو فقلتُ : من هو ؟ قال : ذاك أُوَيْسٌ القَرنيُّ ، فدُلِلتُ على منزلِه فأتيتُه ، فقلت : يرحُمُك اللهُ أين كنتَ ولم تركتَنا ؟ فقال : لم يكُنْ لي رداءٌ فهو الَّذي منعني من إتيانِكم قال : فألقيتُ إليه ردائي فقذفه إليَّ قال : فتخالَيْتُه ساعةً ثمَّ قال : لو أنِّي أخذتُ رداءَك هذا فلبِستُه فرآه عليَّ قومي قالوا انظُروا إلى هذا المُرائي لم يزَلْ في الرَّجلِ حتَّى خدعه وأخذ رداءَه ، فلم أزَلْ به حتَّى أخذه فقلتُ : انطلِقْ حتَّى أسمَعَ ما يقولون فلبِسه فخرجنا فمرَّ بمجلسِ قومِه فقالوا انظُروا إلى هذا المُرائي لم يزَلْ بالرَّجلِ حتَّى خدعه وأخذ رِداءَه فأقبلتُ عليهم فقلتُ : ألا تستحْيون لم تؤذونه واللهِ لقد عرضتُه عليه فأبَى أن يقبلَه . قال : فوفدتْ وفودٌ من قبائلِ العربِ إلى عمرَ فوفد فيهم سيِّدُ قومِه ، فقال لهم عمرُ بنُ الخطَّابِ : أفيكم أحدٌ من قرنٍ ؟ فقال له سيِّدُهم : نعم أنا ، فقال له : هل تعرِفُ رجلًا من أهلِ قرنٍ يُقالُ له أُوَيسٌ من أمرِه كذا وكذا ومن أمرِه كذا فقال : يا أميرَ المؤمنين ما تذكرُ من شأنِ ذاك ومن ذاك ؟ فقال له عمرُ : ثكِلتك أمُّك أدرِكْه مرَّتَيْن أو ثلاثًا . ثمَّ قال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قال لنا : إنَّ رجلًا يُقالُ له أُوَيْسٌ من قرنٍ من أمرِه كذا ومن أمرِه كذا . فلمَّا قدِم الرَّجلُ لم يبدَأْ بأحدٍ قبله فدخل عليه فقال : استغفِرْ لي فقال : ما بدا لك ؟ قال : إنَّ عمرَ قال لي كذا وكذا . قال : ما أنا بمستغفِرٍ لك حتَّى تجعلَ لي ثلاثًا . قال : وما هنَّ ؟ قال : لا تُؤذيني فيما بقي ولا تُخبِرْ بما قال لك عمرُ أحدًا من النَّاسِ ونسِي الثَّالثةَ
الراوي : - | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 351 | خلاصة حكم المحدث : على شرط مسلم | شرح حديث مشابه