الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4268 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - تذاكرَ الناسُ في مجلسِ ابنِ عباسٍ فأخَذوا في فضلِ أبى بكرٍ ثمَّ أخذوا في فضلِ عُمرَ بنِ الخطابِ فلمَّا سمِعَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ بكى بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليهِ ثمَّ أفاقَ وقال رحِمَ اللهُ رجلًا لمْ تأخذْهُ في اللهِ لومةُ لائمٍ رحمَ اللهُ رجلًا قرأَ القرآنَ وعمِلَ بِمَا فيهِ وأقامَ حدودَ اللهِ كما أُمِرَ لمْ يزدجرْ عنِ القريبِ لقرابتِهِ ولمْ يحفَّ عنِ البعيدِ لبعدِهِ ثمَّ قال واللهِ لقدْ رأيتُ عمرَ وقدْ أقامَ الحدَّ على ولدِهِ فقتلَهُ فيهِ ثمَّ بَكى وبكى الناسُ مِنْ حولِهِ وقُلْنا يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ إنْ رأيتَ أنْ تحدثَنا كيفَ أقامَ عمرُ على ولدِهِ الحدَّ فقال واللهِ لقدْ أذكرْتُموني شيئًا كنتُ لهُ ناسيًا فقلنا أقسَمْنا عليكَ بحقِّ المُصطَفى بِمَا حدثْتَنا فقال معاشرَ الناسِ كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعمرُ بنُ الخطابِ جالسٌ والناسُ حولَهُ يعظُهُمْ ويحكمُ فِيما بينَهُمْ فإذا نحنُ بجاريةٍ قدْ أقبلَتْ مِنْ بابِ المسجدِ تتخطَّى رقابَ المهاجرينَ والأنصارِ حتَّى وقفَتْ بإزاءِ عمرَ فقالتِ السلامُ عليكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ فقال عمرُ وعليكِ السلامُ يا أمةَ اللهِ هلْ لكِ حاجةٌ قالتْ نعمْ أعظمُ الحوائجِ إليكَ خذْ ولدَكَ هذا مِنِّي فأنتَ أحقُّ بهِ ثمَّ رفعَتِ القناعَ فإذا على يدِها طِفلٌ فلمَّا نظرَ إليهِ عمرُ قال يا أمةَ اللهِ أسفِري عنْ وجهِكِ فأسفرَتْ فأطرقَ عمرُ وهوَ يقولُ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ يا هذِهِ أنا لا أعرفُكِ فكيفَ يكونُ هذا وَلدي فبكتِ الجاريةُ حتَّى بلَّتْ خمارُها بالدموعِ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ إنْ لمْ يكنْ ولدَكَ مِنْ ظهرِكَ فهوَ ولدُ ولدِكَ قال أيُّ أَولادي قالتْ أبو شحمةَ قال أبحلالٍ أمْ بحرامٍ قالتْ مِنْ قِبَلي بحلالٍ ومِنْ جهتِهِ بحرامٍ قال عمرُ وكيفَ ذاكَ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ اسمعْ مقالَتي فواللهِ ما زدتُ عليكَ حرفًا ولا نقصْتُ فقالَ لها اتَّقى اللهَ ولا تَقولي إلا الصدقَ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ كنتُ في بعضِ الأيامِ مارَّةً في بعضِ حوائجِي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النجارِ ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ مِنْ ورائِي فإذا أنا بولدِكَ أبي شحمةَ يتمايلُ سكرًا وكان قدْ شربَ عندَ مسيكةَ اليهوديِّ فلمَّا قربَ مِني توَاعدَني وهددَني وراودَني عنْ نفسِي وجرنِي إلى الحائطِ فسقطتُ وأغميَ عليَّ ، فواللهِ ما أفقتُ إلا وقدْ نالَ منِّي ما ينالُ الرجلُ مِنِ امرأتِهِ فقمتُ وكتمتُ أَمري عنْ عمِّي وعنْ جيرانِي ، فلمَّا تكاملَتْ أيامِي وانقضَتْ شُهوري وضربَني الطلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِهِ ثمَّ ندمتُ على ذلكَ فاحكمْ بحكمِ اللهِ بَيني وبينَهُ قال ابنُ عباسٍ فأمرَ عمرُ مناديهِ فنادى فأقبلَ الناسُ يهرعونَ إلى المسجدِ ثمَّ قامَ عمرُ فقال يا معشرَ المهاجرينَ والأنصارِ لا تَتفرقوا حتَّى آتيكُمْ بالخبرِ ثمَّ خرجَ مِنَ المسجدِ وأنا معَهُ فنظرَ إليَّ وقال يا ابنَ عباسٍ أسرعْ معِي فجعلَ يسرعُ حتى قربَ مِنْ منزلِهِ فقرعَ البابَ فخرجتْ جاريةٌ كانتْ تخدمُهُ فلمَّا نظرَتْ إلى وجهِهِ وقدْ غلبَهُ الغضبُ قالتْ ما الذي نزلَ بِكَ قال يا هذهِ وَلدي أبو شحمةَ هاهنا قالتْ إنهُ على الطعامِ فدخلَ وقال لهُ كلْ يا بنيَّ فيوشكُ أنْ يكونَ هذا آخرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا قال ابنُ عباسٍ فرأيتُ الغلامَ وقدْ تغيرَ لونُهُ وارتعدَ وسقطَتِ اللقمةُ مِنْ يدِهِ فقال لهُ عمرُ يا بُنيَّ مَنْ أنا فقال أنتَ أَبي وأميرُ المؤمنينَ قال فلي عليكَ حقُّ طاعةٍ أمْ لا قال طاعتانِ مفروضتانِ أولهُمَا أنَّكَ والدي والأُخرى أنكَ أميرُ المؤمنينَ قال عمرُ بحقِّ نبيِّكَ وبحقِّ أبيكَ إنْ أسألُكَ عنْ شيءٍ إلا أخبرتَني قال يا أَبي لا أقولُ غيرَ الصدقِ قال هلْ كنتَ ضيفًا لنسيِكَ اليهوديِّ فشربْتَ الخمرَ عندَهُ وسكرتَ قال يا أبي قدْ كان ذلكَ وقدْ تبتُ قال يا بنيَّ رأسُ مالِ المذنبينَ التوبةُ ثمَّ قال يا بنيَّ أنشدُكَ اللهَ هلْ دخلتَ ذلكَ اليومَ حائطَ بَني النجارِ فرأيتَ امرأةً واقعتَها فسكتَ وبكَى وهوَ يَبكي ويلطمُ وجهَهُ فقال لهُ عمرُ لا بأسَ اصدقْ فإنَّ اللهَ يحبُّ الصادقينَ فقال يا أَبي قدْ كان ذلكَ والشيطانُ أَغواني وأنا تائبٌ نادمٌ فلمَّا سمعَ منهُ عمرُ ذلكَ قبضَ على يدِهِ ولبتِهِ وجرَّهُ إلى المسجدِ فقال يا أبتِ لا تَفضحني على رؤوسِ الخلائقِ خذِ السيفَ فاقطعْنِي هاهُنا إربًا إربًا قال أمَا سمعتَ قولَ اللهِ تَعالى وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثمَّ جرَّهُ حتَّى أخرجَهُ إلى بينَ يديْ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ وقال صدقَتِ المرأةُ وأقرَّ أبو شحمةَ بِمَا قالتْ وكان لهُ مملوكٌ يقالُ لهُ أفلحُ فقال لهُ يا أفلحُ إنَّ لي إليكَ حاجةً إنْ أنتَ قضيتَها فأنتَ حرٌّ لوجهِ اللهِ تَعالى فقال يا أميرَ المؤمنينَ مُرْني بأمرِكَ قال خذْ ابْني هذا فاضربْهُ مائةَ سوطٍ ولا تقصرْ في ضربِهِ فقال لا أفعلُهُ وبَكى وقال يا ليتَني لمْ تلدْني أُمي حيثُ أكلفُ ضربَ ولدِ سيدِي فقال لهُ عمرُ يا غلامُ إنَّ طاعَتي طاعةُ الرسولِ فافعلْ ما أمرتُكَ بهِ فانزعْ ثيابَهُ فضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ وجعلَ الغلامُ يشيرُ بإصبعِهِ إلى أبيهِ ويقولُ يا أبتِ ارحمْني فقال لهُ عمرُ وهوَ يَبكي ربُّك يرحمُكَ وإنَّما هذا كي يَرحمَني ويرحمَكَ ثمَّ قال يا أفلحُ اضربْ فضربَ أولَ سوطٍ فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقال نِعمَ الاسمُ سميتَ يا بنيَّ فلمَّا ضربَهُ ثانيًا قال أوهُ يا أبتِ قال اصبرْ كما عصيتَ فلمَّا ضربَهُ ثالثًا قال الأمانُ الأمانُ قال عمرُ ربكَ يعطيكُ الأمانَ فلمَّا ضربَهُ رابعًا قال واغوثاهُ قال الغوثُ عندَ الشدةِ فلمَّا ضربَهُ قال الحمدُ للهِ قال لهُ عمرُ كذا يجبُ أنْ تحمدَهُ فلمَّا ضربهُ عشرًا قال يا أبتِ قتلتَني قال يا بنيَّ ذنبُكَ قتلَكَ فلمَّا ضربهُ ثلاثينَ قال أحرقتَ واللهِ قلبِي قال يا بنيَّ النارُ أشدُّ حرًا فلمَّا ضربَهُ أربعينَ قال يا أبتِ دعْني أذهبُ على وجهي قال يا بنىَّ إذا أخذتُ حدَّ اللهِ مِنْ جنبِكَ فاذهبْ حيثُ شئتَ فلمَّا ضربَهُ خمسينَ قال أنشدُكَ بالقرآنِ لما خلَّيتَني قال يا بنيَّ هلَّا وعظَكَ القرآنُ وزجرَكَ عنْ معصيةِ اللهِ يا غلامُ اضربْ فلما ضربَهُ ستينَ قال يا أَبي أغِثني قال يا بنيَّ إنَّ أهلَ النارِ إذا استغاثوا لمْ يُغاثوا فلمَّا ضربَهُ سبعينَ قال يا أبتِ اسقِني شربةً مِنْ ماءٍ قال يا بنيَّ إنْ كان ربُّكَ ليطهرُكَ فيسقيكَ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا يا غلامُ اضربْ فلمَّا ضربَهُ ثمانينَ قال يا أبتِ السلامُ عليكَ قال وعليكَ السلامُ إنْ رأيتَ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأقرأْهُ مِنِّي السلامَ وقلْ لهُ خلفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويقيمُ الحدودَ يا غلامُ اضربْهُ فلمَّا ضربَهُ تسعينَ انقطعَ كلامُهُ وضعُفَ فوثبَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ كلِّ جانبٍ فقالوا يا عمرُ انظرْ كمْ بقيَ فأخرْهُ إلى وقتٍ آخرَ فقال كما لا تؤخرُ المعصيةُ لا تؤخرُ العقوبةُ وأتى الصريخُ إلى أمِّهِ فجاءَتْ باكيةً صارخةً وقالتْ يا عمرُ أحجُّ بكلِّ سوطٍ حجةً ماشيةً ، وأتصدقُ بِكَذا وكذا درهمًا قال إنَّ الحجَّ والصدقةَ لا تنوبُ مِنَ الحدِّ يا غلامُ أتمَّ الحدَّ فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقطَ الغلامُ ميتًا فقال عمرُ يا بنيَّ محَّصَ اللهُ عنكَ الخَطايا وجعلَ رأسَهُ في حجرِهِ وجعلَ يَبكي ويقولُ بأبي مَنْ قتلَهُ الحقُّ بأبي مَنْ ماتَ عندَ انقضاءِ الحدِّ بأبي مَنْ لمْ يرحمْهُ أبوهُ وأقاربُهُ فنظرَ الناسُ إليهِ فإذا هوَ قدْ فارقَ الدُّنيا فلمْ يُرَ يومًا أعظمَ مِنهُ وضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ فلمَّا كان بعدَ أربعينَ يومًا أقبلَ عليهِ حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ ورْدي مِنَ الليلِ فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ وإذا الفَتى معَهُ وعليهِ حُلتانِ خضراوتانِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرئْ عمرَ منِّي السلامَ وقلْ لهُ هكذا أمرَكَ اللهُ أنْ تقرأَ القرآنَ وتقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ يا حذيفةُ أقرئْ أبي مِنِّي السلامَ وقلْ طهرَكَ اللهُ كما طهرْتَني والسلامُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الجورقاني | المصدر : الأباطيل والمناكير
الصفحة أو الرقم : 2/229 | خلاصة حكم المحدث : باطل موضوع | أحاديث مشابهة

3 - تَذاكر النَّاسُ في مجلسِ ابنِ عبَّاس ٍ ، فأخذوا في فضلِ أبي بكرٍ ، ثمَّ أخذوا في فضلِ عمرَ بنِ الخطَّابِ ، فلمَّا سمِع عبدُ اللهِ بنَ عبَّاس ٍ [ بكَى ] بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليه ، ثمَّ أفاق فقال : رحِم اللهُ رجلًا لم تأخُذْه في اللهِ لومةُ لائمٍ ، رحِم اللهُ رجلًا قرأ القرآنَ وعمِل بما فيه ، وأقام حدودَ اللهِ كما أمر ، لم يزدجِرْ عن القريبِ لقرابتِه . ولم يجْفُ عن البعيدِ لبُعدِه ، ثمَّ قال : واللهِ لقد رأيتُ عمرَ وقد أقام الحدَّ على ولدِه فقُتِل فيه ، ثمَّ بكَى وبكَى النَّاسُ من حولِه ، فقلنا : يا بنَ عمِّ رسولِ اللهِ إن رأيتَ أن تُحدِّثنا كيف أقام عمرُ على ولدِه الحدَّ ؟ فقال : واللهِ لقد أذكرتموني شيئًا كنتُ له ناسيًا ، فقلتُ : أقسمنا عليك بحقِّ المصطفَى أما حدَّثتَنا ؟ فقال : معاشرَ النَّاسِ ، كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ وعمرُ بنُ الخطَّابِ جالسٌ والنَّاسُ حوله يعِظُهم ، ويحكُمُ فيما بينهم ، فإذا نحن بجاريةٍ قد أقبلت من بابِ المسجدِ ، فجعلت تتخطَّى رِقابَ المهاجرين والأنصارِ حتَّى وقفت بإزاءِ عمرَ فقالت : السَّلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، فقال عمرُ : وعليك السَّلامُ يا أمةَ اللهِ ، هل من حاجةٍ ؟ قالت : نعم أعظمُ الحوائجِ إليك ، خُذْ ولدَك هذا منِّي فأنت أحقُّ به ، ثمَّ رفعت القِناعَ ، فإذا على يدِها طفلٌ ، فلمَّا نظر إليه عمرُ قال : يا أمةَ اللهِ أسفِري عن وجهِك ، فأسفرت ، فأطرق عمرُ وهو يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ [ العليِّ ] العظيمِ ، يا هذه أنا لا أعرِفُك ، فكيف يكون هذا ولدي ؟ فبكت الجاريةُ حتَّى بلَّت خِمارَها بالدُّموعِ ، ثمَّ قالت : يا أميرَ المؤمنين إن لم يكن ولدَك من ظهرِك فهو ولدُك من ولدِك . قال : أيَّ أولادي ؟ قالت : أبو شحمةَ قال : أبحلالٍ أم بحرامٍ ؟ قالت : من قِبَلي بحلالٍ ومن جِهتِه بحرامٍ . قال عمرُ : وكيف ذاك ؟ قالت : يا أميرَ المؤمنين اسمَعْ مقالتي ، فواللهِ ما زِدتُ عليك حرفًا ولا نقصتُ ، فقال لها : اتَّقي اللهَ ولا تقولي إلَّا الصِّدقَ . قالت : يا أميرَ المؤمنين كنتُ في بعضِ الأيَّامِ مارَّةً في بعضِ حوائجي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النَّجَّارِ ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ من ورائي ، فإذا أنا بولدِك أبي شحمةَ يتمايلُ سُكرًا ، وكان قد شرِب عند نُسَيكةَ اليهوديِّ ، فلمَّا قرُب منِّي تواعدني وتهدَّدني وراودني عن نفسي وجرَّني إلى الحائطِ فسقطتُ وأُغمِي عليَّ . فواللهِ ما أفقتُ إلَّا وقد نال منِّي ما نال الرَّجلُ من امرأتِه . فقمتُ وكتمتُ أمري ، عن عمِّي وعن جيراني ، فلمَّا تكاملت أيَّامي وانقضت شهوري وضربني الطَّلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِه ، ثمَّ ندِمتُ على ذلك ، فاحكُمْ بحكمِ اللهِ بيني وبينه . قال ابنُ عبَّاس ٍ : فأمر عمرُ ( رضِي اللهُ عنه ) مناديَه يُنادي ، فأقبل النَّاسُ يُهرَعون إلى المسجدِ ، ثمَّ قام عمرُ فقال : يا معاشرَ المهاجرين والأنصارِ لا تتفرَّقوا حتَّى آتيكم بالخبرِ ، ثمَّ خرج من المسجدِ وأنا معه فنظر إليَّ وقال : يا بنَ عبَّاس ٍ أسرِعْ معي ، فجعل يُسرِعُ حتَّى قرُب من منزلِه فقرع البابَ فخرجت جاريةٌ كانت تخدُمُه ، فلمَّا نظَرتْ إلى وجهِه وقد غلبه الغضبُ قالت : ما الَّذي نزل بك ؟ قال : يا هذه ولدي أبو شحمةَ ههنا ؟ قالت : إنَّه على الطَّعامِ ، فدخل وقال له : كُلْ يا بُنيَّ فيُوشكُ أن يكونَ آخرَ زادِك من الدُّنيا ، قال : قال ابنُ عبَّاس ٍ : فرأيتُ الغلامَ وقد تغيَّر لونُه وارتعد ، وسقطت اللُّقمةُ من يدِه ، فقال له عمرُ : يا بُنيَّ من أنا ؟ قال : أنت أبي وأميرُ المؤمنين . قال : فلي عليك حقُّ طاعةٍ أم لا ؟ قال : طاعتان مُفترَضتان ، أولهما : أنَّك والدي والأخرَى أنَّك أميرُ المؤمنين ، قال عمرُ : بحقِّ نبيِّك وبحقِّ أبيك ، فإنِّي أسألُك عن شيءٍ إلَّا أخبرتَني قال : يا أبي لا أقولُ غيرَ الصِّدقِ . قال : هل كنتَ ضيفًا لنُسَيكةَ اليهوديِّ ، فشرِبتَ عنده الخمرَ وسكِرتَ ؟ قال : يا أبي قد كان ذلك وقد تبتُ . قال : يا بُنيَّ رأسُ مالِ المذنبين التَّوبةُ ، ثمَّ قال : يا بُنيَّ أنشُدك اللهَ هل دخلتَ ذلك اليومَ حائطًا لبني النَّجَّارِ فرأيتَ امرأةً فواقعتَها ؟ فسكَت وبكَى وهو يبكي ويلطِمُ وجهَه ، فقال له عمرُ : لا بأسَ اصدُقْ ، فإنَّ اللهَ يحِبُّ الصَّادقين . فقال : يا أبي كان ذلك الشَّيطانُ أغواني وأنا تائبٌ ، نادمٌ . فلمَّا سمِع منه عمرُ ذلك قبض على يدِه ولبَّبه وجرَّه إلى المسجدِ ، فقال : يا [ أبتِ ] لا تفضَحْني على رؤوسِ الخلائقِ خُذِ السَّيفَ ، واقطعني هاهنا إرْبًا إرْبًا . فقال : أما سمِعتَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ وليشهَدْ عذابَهما طائفةٌ من المؤمنين [ النُّور : 2 ] ثمَّ جرَّه حتَّى أخرجه بين يدَيْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ فقال : صدقت المرأةُ ، وأقرَّ أبو شحمةَ بما قالت ، وله مملوكٌ يُقالُ له أفلحُ [ فقال له : يا أفلحُ ] إنَّ لي إليك حاجةً إن قضيتها فأنت حُرٌّ لوجهِ اللهِ ، فقال : يا أميرَ المؤمنين مُرْني بأمرِك . قال : خُذِ ابني هذا فاضرِبْه مائةَ سوْطٍ ولا تُقصِّرْ في ضربِه فقال : لا أفعلُه ، وبكَى وقال : يا ليتني لم تلِدْني أمِّي حيث أُكلَّفُ بضربِ [ ولدِ سيِّدي ] فقال له عمرُ : يا غلامُ إنَّ طاعتي طاعةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فافعَلْ ما آمرُك به ، فانزع ثيابَه ، فضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ ، وجعل الغلامُ يشيرُ بأصبعِه إلى أبيه ويقولُ أبتِ ارحَمْني ، فقال له عمرُ وهو يبكي : ربُّك يرحمُك وإنَّما هذا كي يرحمَني ويرحمَك ، ثمَّ قال : يا أفلحُ اضرِبْ ، فضرب أوَّلَ سوطٍ ، فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، فقال : نعم الاسمُ سمَّيتَ يا بُنيَّ . فلمَّا ضرب به ثانيًا قال : أُوَّهْ يا أبتِ ، فقال عمرُ : اصبِرْ كما عصَيْتَ . فلمَّا ضرب ثالثًا قال : الأمانَ ، الأمانَ . قال عمرُ : ربُّك يُعطيك الأمانَ ، فلمَّا ضربه رابعًا : قال : واغوْثاه . فقال : الغوثُ عند الشِّدَّةِ . فلمَّا ضربه خامسًا حمِد اللهَ ، فقال له عمرُ : كذا يجبُ أن تحمدَه ، فلمَّا ضربه عشرًا قال : يا أبتِ قتلتَني . قال : يا بُنيَّ ذنبُك قتلك فلمَّا ضربه ثلاثين قال : أحرقت واللهِ قلبي . قال : يا بُنيَّ النَّارُ أشدُّ حرًّا . قال : فلمَّا ضربه أربعين قال : يا أبتِ دَعْني أذهَبْ على وجهي . قال : يا بُنيَّ إذا أخذتَ حدَّ اللهِ من جنبِك اذهَبْ حيث شئتَ . فلمَّا ضربه خمسين قال : نشدتُك بالقرآنِ لما خلَّيتَني . قال : يا بُنيَّ هلَّا وعظك القرآنُ وزجرك عن معصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، يا غلامُ اضرِبْ ، فلمَّا ضربه ستِّين قال : يا أبتِ أغِثْني . قال : يا بُنيَّ إنَّ أهلَ النَّارِ إذا استغاثوا [ لم ] يُغاثوا . فلمَّا ضربه سبعين قال : يا أبتِ اسْقِني شَربةً من ماءٍ . قال : يا بُنيَّ إن كان ربُّك يُطهِّرُك فيسقيك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا ، يا غلامُ اضرِبْ ، فلمَّا ضربه ثمانين قال : يا أبتِ السَّلامُ عليك قال : وعليك السَّلامُ ، إن رأيتَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاقرِئْه منِّي السَّلامَ وقُلْ له : خلَّفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويُقيمُ الحدودَ ، يا غلامُ اضرِبْه . فلمَّا ضربه تسعين انقطع كلامُه وضعُف . فوثب أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من كلِّ جانبٍ فقالوا : يا عمرُ انظُرْ كم بَقي فأخِّرْه إلى وقتٍ آخرَ . فقال : كما لا تُؤخَّرُ المعصيةُ لا تُؤخَّرُ العقوبةُ ، وأتَى الصَّريخُ إلى أمِّه فجاءت باكيةً صارخةً وقالت : يا عمرُ أحُجُّ بكلِّ سوطٍ حجَّةً ماشيةً ، وأتصدَّقُ بكذا وكذا درهمًا . قال : إنَّ الحجَّ والصَّدقةَ لا تنوبُ عن الحدِّ ، يا غلامُ أتمَّ الحدَّ ، فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقط الغلامُ ميِّتًا فقال عمرُ : يا بُنيَّ محَّص اللهُ عنك الخطايا ، وجعل رأسَه في حجرِه وجعل يبكي ويقولُ : بأبي من قتله الحقُّ ، بأبي من مات عند انقضاءِ الحدِّ ، بأبي من لم يرحَمْه أبوه ! وأقاربُه ! فنظر النَّاسُ إليه فإذا هو قد فارق الدُّنيا ، فلم يُرَ يومٌ أعظمَ منه ، وضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ . فلمَّا أن كان بعد أربعين يومًا أقبل عليه حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ وِردي من اللَّيل فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المنامِ وإذا الفتَى معه عليه حُلَّتان خضراوتان فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( أقرِئْ عمرَ منِّي السَّلامَ وقُلْ [ له هكذا أمرك اللهُ أن تقرأَ القرآنَ وتُقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ : يا حذيفةُ أقرِئْ أبي عنِّي السَّلامَ وقُلْ له : ] طهَّرك اللهُ كما طهَّرتَني ) )
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/608 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة

4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:  مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أنْ أسْأَلَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ عن آيَةٍ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أسْأَلَهُ هَيْبَةً له، حتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ معهُ، فَلَمَّا رَجَعْنَا وكُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ إلى الأرَاكِ لِحَاجَةٍ له، قالَ: فَوَقَفْتُ له حتَّى فَرَغَ، ثُمَّ سِرْتُ معهُ، فَقُلتُ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أزْوَاجِهِ؟ فَقالَ: تِلكَ حَفْصَةُ وعَائِشَةُ، قالَ: فَقُلتُ: واللَّهِ إنْ كُنْتُ لَأُرِيدُ أنْ أسْأَلَكَ عن هذا مُنْذُ سَنَةٍ، فَما أسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ، قالَ: فلا تَفْعَلْ، ما ظَنَنْتَ أنَّ عِندِي مِن عِلْمٍ فَاسْأَلْنِي، فإنْ كانَ لي عِلْمٌ خَبَّرْتُكَ به، قالَ: ثُمَّ قالَ عُمَرُ: واللَّهِ إنْ كُنَّا في الجَاهِلِيَّةِ ما نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أمْرًا، حتَّى أنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ ما أنْزَلَ، وقَسَمَ لهنَّ ما قَسَمَ، قالَ: فَبيْنَا أنَا في أمْرٍ أتَأَمَّرُهُ، إذْ قالتِ امْرَأَتِي: لو صَنَعْتَ كَذَا وكَذَا، قالَ: فَقُلتُ لَهَا: ما لَكِ؟ ولِما هَاهُنَا؟ وفِيمَ تَكَلُّفُكِ؟ في أمْرٍ أُرِيدُهُ، فَقالَتْ لِي: عَجَبًا لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! ما تُرِيدُ أنْ تُرَاجَعَ أنْتَ وإنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَظَلَّ يَومَهُ غَضْبَانَ، فَقَامَ عُمَرُ فأخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حتَّى دَخَلَ علَى حَفْصَةَ، فَقالَ لَهَا: يا بُنَيَّةُ، إنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَظَلَّ يَومَهُ غَضْبَانَ؟! فَقالَتْ حَفْصَةُ: واللَّهِ إنَّا لَنُرَاجِعُهُ، فَقُلتُ: تَعْلَمِينَ أنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ، وغَضَبَ رَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يا بُنَيَّةُ، لا يَغُرَّنَّكِ هذِه الَّتي أعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إيَّاهَا -يُرِيدُ عَائِشَةَ- قالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حتَّى دَخَلْتُ علَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتي منها، فَكَلَّمْتُهَا، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! دَخَلْتَ في كُلِّ شَيءٍ حتَّى تَبْتَغِيَ أنْ تَدْخُلَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَزْوَاجِهِ، فأخَذَتْنِي -واللَّهِ- أخْذًا كَسَرَتْنِي عن بَعْضِ ما كُنْتُ أجِدُ، فَخَرَجْتُ مِن عِندِهَا، وكانَ لي صَاحِبٌ مِنَ الأنْصَارِ إذَا غِبْتُ أتَانِي بالخَبَرِ، وإذَا غَابَ كُنْتُ أنَا آتِيهِ بالخَبَرِ، ونَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِن مُلُوكِ غَسَّانَ، ذُكِرَ لَنَا أنَّه يُرِيدُ أنْ يَسِيرَ إلَيْنَا، فَقَدِ امْتَلَأَتْ صُدُورُنَا منه، فَإِذَا صَاحِبِي الأنْصَارِيُّ يَدُقُّ البَابَ، فَقالَ: افْتَحِ افْتَحْ، فَقُلتُ: جَاءَ الغَسَّانِيُّ؟ فَقالَ: بَلْ أشَدُّ مِن ذلكَ، اعْتَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أزْوَاجَهُ، فَقُلتُ: رَغَمَ أنْفُ حَفْصَةَ وعَائِشَةَ، فأخَذْتُ ثَوْبِي، فأخْرُجُ حتَّى جِئْتُ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَشْرُبَةٍ له يَرْقَى عَلَيْهَا بعَجَلَةٍ، وغُلَامٌ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسْوَدُ علَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ، فَقُلتُ له: قُلْ: هذا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فأذِنَ لِي، قالَ عُمَرُ: فَقَصَصْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا الحَدِيثَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّه لَعَلَى حَصِيرٍ ما بيْنَهُ وبيْنَهُ شَيءٌ، وتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وإنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ، فَرَأَيْتُ أثَرَ الحَصِيرِ في جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فَقالَ: ما يُبْكِيكَ؟ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ كِسْرَى وقَيْصَرَ فِيما هُما فِيهِ، وأَنْتَ رَسولُ اللَّهِ! فَقالَ: أَمَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ لهمُ الدُّنْيَا ولَنَا الآخِرَةُ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4913 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

5 - لما أقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من غزوةِ خيبرَ أُنزِل عليه إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إلى آخرِ القصةِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليَّ بنَ أبي طالبٍ يا فاطمةُ بنتَ محمدٍ جاء نصرُ اللهِ والفتحُ ورأيتُ الناسَ يدخلون في دينِ اللهِ أفواجًا فسبحانَ ربِّي وبحمدِه وأستغفرُه إنه كان توابًا ويا عليُّ إنه يكونُ بعدي في المؤمنينَ الجهادُ قال على ما نجاهدُ المؤمنينَ الذين يقولون آمنا باللهِ قال على الإحداثِ في الدينِ إذا ما عملوا في الرأيِ لا رأيَ في الدينِ إنما الدينُ من الربِّ أمرُه ونهيُه قال عليٌّ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن عرض لنا أمرٌ لم يُنزَلْ فيه قرآنٌ ولم تمضِ فيه سنةٌ منك قال تجعلونه شورَى بينَ العابدينَ من المؤمنين ولا تقضونه برأيِ خاصةٍ فلو كنتُ مستخلفًا أحدًا لم يكنْ أحقَّ منك لقدمِك في الإسلامِ وقرابتِك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعندَك سيدةُ نساءِ المؤمنين وقبلَ ذلك ما كان من بلاءِ أبي طالبٍ إيايَّ ونزل القرآنُ وأنا حريصُ على أن أُدعَى له في ولدِه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/184 | خلاصة حكم المحدث : فيه عبد الله بن كيسان قال البخاري‏‏ منكر الحديث ‏‏ ‏‏ | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا

6 - أرادَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الحجّ فقالتْ امرأةٌ لزوجها : أحججنِي مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : ما عندِي ما أحجّكِ عليهِ . فقالت : أحججني على جملِكَ فلان . قال : ذلكَ حبيسِي في سبيلِ اللهِ عز وجلَ . فأتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : إن امرأتِي تقرأ عليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ ، إنها سألتني الحجّ معكَ قالت : أحججْني مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلت : ما عندي ما أحجّكِ عليهِ . فقالت : أحجُجْني على جملكَ فلان . فقلت : ذلكَ حبيسي في سبيلِ اللهِ فقال : أما إنكَ لو حججْتها عليهِ كانَ في سبيلِ اللهِ وإنها أمرتنِي أن أسألكَ ما يعدِلُ حجّةٌ معكَ . قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أقرئها السلامَ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ وأخبرها أنها تعْدِلُ حجةً – يعني عمرةً في رمضانَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : النووي | المصدر : المجموع للنووي
الصفحة أو الرقم : 6/212 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - أرادَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَجَّ، فقالتِ امرَأةٌ لزَوجِها: حُجَّ بي مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما عِندي ما أُحِجُّكِ عليه، قالتْ: فحُجَّ بي على ناضِحِكَ، فقالَ: ذاكَ نَعتَقِبُه أنا ووَلَدُكِ، قالتْ: فحُجَّ بي على جَمَلِكَ فُلانٍ، قالَ: ذلكَ حَبيسٌ في سَبيلِ اللهِ، قالتْ: فبِعْ ثَمَرَ رِقِّكَ، قالَ: ذاكَ قُوتي وقُوتُكِ، قالَ: فلمَّا رَجَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مَكَّةَ أرسَلَت إليه زَوجَها فقالتْ: أَقْرِئْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، وسَلْه ما يَعدِلُ حَجَّةً معكَ؟ فأتى زَوجُها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امرَأتي تُقرِئُكَ السَّلامَ ورَحمةَ اللهِ، وإنَّها سَألَتْني أن أَحُجَّ بها معكَ، فقُلتُ لها: ليس عِندي، قالتْ: فحُجَّ بي على جَمَلِكَ فُلانٍ، فقُلتُ لها: ذلكَ حَبيسٌ في سَبيلِ اللهِ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا إنَّكَ لو كُنتَ حَجَجْتَ بها كان في سَبيلِ اللهِ، فقالَ: فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعَجُّبًا من حِرصِها على الحَجِّ، قالَ: وإنَّها أمَرَتْني أن أسألَكَ: ما يَعدِلُ حَجَّةً معكَ؟ قالَ: أَقرِئْها مِنِّي السَّلامَ ورَحمةَ اللهِ، وأَخبِرْها أنَّها تَعدِلُ حَجَّةً معي عُمْرةٌ في رَمَضانَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1802 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

8 -  أَوَّلَ ما اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ مِن قِبَلِ أُمِّ إسْمَاعِيلَ؛ اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا علَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بهَا إبْرَاهِيمُ وبِابْنِهَا إسْمَاعِيلَ وهي تُرْضِعُهُ، حتَّى وضَعَهُما عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المَسْجِدِ، وليسَ بمَكَّةَ يَومَئذٍ أَحَدٌ، وليسَ بهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُما هُنَالِكَ، ووَضَعَ عِنْدَهُما جِرَابًا فيه تَمْرٌ، وسِقَاءً فيه مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إسْمَاعِيلَ فَقالَتْ: يا إبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهذا الوَادِي الَّذي ليسَ فيه إنْسٌ ولَا شَيءٌ؟ فَقالَتْ له ذلكَ مِرَارًا، وجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهَا، فَقالَتْ له: آللَّهُ الَّذي أَمَرَكَ بهذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَتْ: إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إبْرَاهِيمُ حتَّى إذَا كانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لا يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ، ورَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حتَّى بَلَغَ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37]، وجَعَلَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إسْمَاعِيلَ وتَشْرَبُ مِن ذلكَ المَاءِ، حتَّى إذَا نَفِدَ ما في السِّقَاءِ عَطِشَتْ وعَطِشَ ابنُهَا، وجَعَلَتْ تَنْظُرُ إلَيْهِ يَتَلَوَّى -أَوْ قالَ: يَتَلَبَّطُ- فَانْطَلَقَتْ كَرَاهيةَ أَنْ تَنْظُرَ إلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ في الأرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عليه، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ: هلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حتَّى إذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإنْسَانِ المَجْهُودِ حتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا ونَظَرَتْ: هلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذلكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ -قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَذلكَ سَعْيُ النَّاسِ بيْنَهُما- فَلَمَّا أَشْرَفَتْ علَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقالَتْ: صَهٍ -تُرِيدُ نَفْسَهَا-، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقالَتْ: قدْ أَسْمَعْتَ إنْ كانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هي بالمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بعَقِبِهِ -أَوْ قالَ: بجَنَاحِهِ- حتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتَقُولُ بيَدِهَا هَكَذَا، وجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ في سِقَائِهَا وهو يَفُورُ بَعْدَ ما تَغْرِفُ. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إسْمَاعِيلَ، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ -أَوْ قالَ: لو لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ- لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا. قالَ: فَشَرِبَتْ وأَرْضَعَتْ ولَدَهَا، فَقالَ لَهَا المَلَكُ: لا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ؛ فإنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ، يَبْنِي هذا الغُلَامُ وأَبُوهُ، وإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وكانَ البَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأرْضِ كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأْخُذُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذلكَ حتَّى مَرَّتْ بهِمْ رُفْقَةٌ مِن جُرْهُمَ -أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِن جُرْهُمَ- مُقْبِلِينَ مِن طَرِيقِ كَدَاءٍ، فَنَزَلُوا في أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا، فَقالوا: إنَّ هذا الطَّائِرَ لَيَدُورُ علَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بهذا الوَادِي وما فيه مَاءٌ، فأرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ فَإِذَا هُمْ بالمَاءِ، فَرَجَعُوا فأخْبَرُوهُمْ بالمَاءِ، فأقْبَلُوا، قالَ: وأُمُّ إسْمَاعِيلَ عِنْدَ المَاءِ، فَقالوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، ولَكِنْ لا حَقَّ لَكُمْ في المَاءِ، قالوا: نَعَمْ، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فألْفَى ذلكَ أُمَّ إسْمَاعِيلَ وهي تُحِبُّ الإنْسَ، فَنَزَلُوا وأَرْسَلُوا إلى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا معهُمْ، حتَّى إذَا كانَ بهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ منهمْ، وشَبَّ الغُلَامُ وتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ منهمْ، وأَنْفَسَهُمْ وأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً منهمْ، ومَاتَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إبْرَاهِيمُ بَعْدَما تَزَوَّجَ إسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عنْه، فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عن عَيْشِهِمْ وهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بشَرٍّ، نَحْنُ في ضِيقٍ وشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إلَيْهِ، قالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عليه السَّلَامَ، وقُولِي له: يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إسْمَاعِيلُ كَأنَّهُ آنَسَ شيئًا، فَقالَ: هلْ جَاءَكُمْ مِن أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا شَيخٌ كَذَا وكَذَا، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فأخْبَرْتُهُ، وسَأَلَنِي: كيفَ عَيْشُنَا؟ فأخْبَرْتُهُ أنَّا في جَهْدٍ وشِدَّةٍ، قالَ: فَهلْ أَوْصَاكِ بشَيءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ، ويقولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ، قالَ: ذَاكِ أَبِي، وقدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الْحَقِي بأَهْلِكِ، فَطَلَّقَهَا، وتَزَوَّجَ منهمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عنْهمْ إبْرَاهِيمُ ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ علَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عنْه، فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، قالَ: كيفَ أَنْتُمْ؟ وسَأَلَهَا عن عَيْشِهِمْ وهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بخَيْرٍ وسَعَةٍ، وأَثْنَتْ علَى اللَّهِ، فَقالَ: ما طَعَامُكُمْ؟ قالتِ: اللَّحْمُ، قالَ: فَما شَرَابُكُمْ؟ قالتِ: المَاءُ. قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لهمْ في اللَّحْمِ والمَاءِ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ولَمْ يَكُنْ لهمْ يَومَئذٍ حَبٌّ، ولو كانَ لهمْ دَعَا لهمْ فِيهِ. قالَ: فَهُما لا يَخْلُو عليهما أَحَدٌ بغيرِ مَكَّةَ إلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ، قالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عليه السَّلَامَ، ومُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إسْمَاعِيلُ قالَ: هلْ أَتَاكُمْ مِن أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَتَانَا شَيخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وأَثْنَتْ عليه، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فأخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي: كيفَ عَيْشُنَا؟ فأخْبَرْتُهُ أنَّا بخَيْرٍ، قالَ: فأوْصَاكِ بشَيءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، هو يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، ويَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قالَ: ذَاكِ أَبِي، وأَنْتِ العَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عنْهمْ ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذلكَ وإسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا له تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِن زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إلَيْهِ، فَصَنَعَا كما يَصْنَعُ الوَالِدُ بالوَلَدِ والوَلَدُ بالوَالِدِ، ثُمَّ قالَ: يا إسْمَاعِيلُ، إنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بأَمْرٍ، قالَ: فَاصْنَعْ ما أَمَرَكَ رَبُّكَ، قالَ: وتُعِينُنِي؟ قالَ: وأُعِينُكَ، قالَ: فإنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَاهُنَا بَيْتًا، وأَشَارَ إلى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ علَى ما حَوْلَهَا، قالَ: فَعِنْدَ ذلكَ رَفَعَا القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ، فَجَعَلَ إسْمَاعِيلُ يَأْتي بالحِجَارَةِ وإبْرَاهِيمُ يَبْنِي، حتَّى إذَا ارْتَفَعَ البِنَاءُ، جَاءَ بهذا الحَجَرِ فَوَضَعَهُ له فَقَامَ عليه، وهو يَبْنِي وإسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ، وهُما يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]، قالَ: فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حتَّى يَدُورَا حَوْلَ البَيْتِ وهُما يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3364 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

9 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَبِثْتُ سَنَةً وأنا أُرِيدُ أنْ أسْأَلَ عُمَرَ، عَنِ المَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظاهَرَتا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلْتُ أهابُهُ، فَنَزَلَ يَوْمًا مَنْزِلًا فَدَخَلَ الأراكَ، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُهُ فقالَ: عائِشَةُ وحَفْصَةُ، ثُمَّ قالَ: كُنَّا في الجاهِلِيَّةِ لا نَعُدُّ النِّساءَ شيئًا، فَلَمَّا جاءَ الإسْلامُ وذَكَرَهُنَّ اللَّهُ، رَأَيْنا لهنَّ بذلكَ عليْنا حَقًّا، مِن غيرِ أنْ نُدْخِلَهُنَّ في شيءٍ مِن أُمُورِنا، وكانَ بَيْنِي وبيْنَ امْرَأَتي كَلامٌ، فأغْلَظَتْ لِي، فَقُلتُ لَها: وإنَّكِ لهناكِ؟ قالَتْ: تَقُولُ هذا لي وابْنَتُكَ تُؤْذِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَيْتُ حَفْصَةَ فَقُلتُ لَها: إنِّي أُحَذِّرُكِ أنْ تَعْصِي اللَّهَ ورَسولَهُ، وتَقَدَّمْتُ إلَيْها في أذاهُ، فأتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ فَقُلتُ لَها، فقالَتْ: أعْجَبُ مِنْكَ يا عُمَرُ، قدْ دَخَلْتَ في أُمُورِنا، فَلَمْ يَبْقَ إلَّا أنْ تَدْخُلَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَزْواجِهِ؟ فَرَدَّدَتْ، وكانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ إذا غابَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وشَهِدْتُهُ أتَيْتُهُ بما يَكونُ، وإذا غِبْتُ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وشَهِدَ أتانِي بما يَكونُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ مَن حَوْلَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدِ اسْتَقامَ له، فَلَمْ يَبْقَ إلَّا مَلِكُ غَسّانَ بالشَّأْمِ، كُنَّا نَخافُ أنْ يَأْتِيَنا، فَما شَعَرْتُ إلَّا بالأنْصارِيِّ وهو يقولُ: إنَّه قدْ حَدَثَ أمْرٌ، قُلتُ له: وما هُوَ، أجاءَ الغَسّانِيُّ؟ قالَ: أعْظَمُ مِن ذاكَ، طَلَّقَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِساءَهُ، فَجِئْتُ فإذا البُكاءُ مِن حُجَرِهِنَّ كُلِّها، وإذا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ صَعِدَ في مَشْرُبَةٍ له، وعلَى بابِ المَشْرُبَةِ وصِيفٌ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: اسْتَأْذِنْ لِي، فأذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ، فإذا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حَصِيرٍ قدْ أثَّرَ في جَنْبِهِ، وتَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِن أدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ، وإذا أُهُبٌ مُعَلَّقَةٌ وقَرَظٌ فَذَكَرْتُ الذي قُلتُ لِحَفْصَةَ وأُمِّ سَلَمَةَ، والذي رَدَّتْ عَلَيَّ أُمُّ سَلَمَةَ، فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَبِثَ تِسْعًا وعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5843 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - لمَّا مرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَضَه الَّذي مات فيه، كان في بَيتِ عائِشةَ، فقال: ادعوا لي عليًّا. قالت عائِشةُ: نَدعو لك أبا بكرٍ؟ قال: ادعوه. قالت حَفصةُ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك عُمَرَ؟ قال: ادعوه. قالت أُمُّ الفَضلِ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك العبَّاسَ؟ قال: ادعوه. فلمَّا اجتَمَعوا رفَعَ رَأْسَه، فلم يَرَ عليًّا، فسكَتَ، فقال عُمَرُ: قوموا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فجاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ، فقال: مُروا أبا بكرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ. فقالت عائِشةُ: إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ، ومتى ما لا يَراكَ النَّاسُ يَبكون، فلو أمَرتَ عُمَرَ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فخرَجَ أبو بكرٍ فصلَّى بالنَّاسِ. ووجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نَفْسِه خِفَّةً، فخرَجَ يُهادى بيْنَ رَجُلَيْنِ، ورِجلاه تَخُطَّانِ في الأَرضِ، فلمَّا رآه النَّاسُ، سَبَّحوا أبا بكرٍ، فذهَبَ يتأَخَّرُ، فأومَأَ إليه: أي مَكانَكَ، فجاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى جلَسَ، قال: وقام أبو بَكرٍ عن يَمينِه، وكان أبو بَكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بكرٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ: وأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن القِراءَةِ مِن حيث بلَغَ أبو بكرٍ، وماتَ في مَرَضِه ذاك عليه السَّلامُ، وقال وَكيعٌ مَرَّةً: فكان أبو بكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بَكرٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3355 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - أنَّ عَلِيًّا يَعْنِي ابْنَ أبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِن عِندِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ح وحَدَّثَنَا أحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخْبَرَنِي عبدُ اللَّهِ بنُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ: أنَّ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، خَرَجَ مِن عِندِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وجَعِهِ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقالَ النَّاسُ: يا أبَا حَسَنٍ، كيفَ أصْبَحَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: أصْبَحَ بحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا فأخَذَ بيَدِهِ العَبَّاسُ فَقالَ: ألَا تَرَاهُ، أنْتَ واللَّهِ بَعْدَ الثَّلَاثِ عبدُ العَصَا، واللَّهِ إنِّي لَأُرَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيُتَوَفَّى في وجَعِهِ، وإنِّي لَأَعْرِفُ في وُجُوهِ بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ المَوْتَ، فَاذْهَبْ بنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَسْأَلَهُ: فِيمَن يَكونُ الأمْرُ، فإنْ كانَ فِينَا عَلِمْنَا ذلكَ، وإنْ كانَ في غيرِنَا أمَرْنَاهُ فأوْصَى بنَا، قالَ عَلِيٌّ: واللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَيَمْنَعُنَا لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أبَدًا، وإنِّي لا أسْأَلُهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبَدًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6266 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

12 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : أرادَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الحجَّ فقالَت امرأةٌ لزَوجِها أحِجَّني معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى جَملِكَ فقالَ ما عِندي ما أُحِجُّكِ عليهِ قالَت أحِجَّني علَى جملِكَ فلانٍ قالَ ذاكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ فأتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ إنَّ امرأتي تَقرأُ عليكَ السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ وإنَّها سألَتني الحجَّ معَكَ قالَت أحِجَّني معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلتُ ما عِندي ما أُحجُّكِ عَليهِ فقالَت أحِجَّني علَى جملِكَ فلانٍ فقُلتُ ذاكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللَّهِ فقالَ أما إنَّكَ لَو أحجَجتَها عليهِ كانَ في سبيلِ اللَّهِ قالَ وإنَّها أمرَتْني أن أسألَك ما يعدِلُ حجَّةً معَكَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أقرِئها السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ وبرَكاتِه وأخبِرْها أنَّها تعدِلُ حجَّةً معي يَعني عُمرةً في رَمضانَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 1990 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - أهدَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى أبي بكرةَ فاستصغرَها [ثمَّ] قالَ [لي] انطلق بها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فائتِ فقل إنَّا قومٌ نعملُ فإن كانَ عندكَ أسنُّ منها فابعث بها إلينا فقالَ ابنَ عمِّي وجِّهها إلى إبلِ الصَّدقةِ فوجَّهتُها ثمَّ أتيتُهُ في المسجدِ فصلَّيتُ معهُ العشاءَ فقالَ ما تريدُ أن تبيتَ عندَ خالتِكَ اللَّيلةَ قد أمسيتَ فوافقتُ ليلتَها من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأتيتُها فعشَّتني ووطَّأت لي عباءةً بأربعةٍ فافترشتُها فقلتُ لأعلمنَّ ما يعملُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اللَّيلةَ فدخلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا ميمونةُ فقالت لبَّيكَ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ ما أتاكِ ابنُ أختكِ قالت بلى هوَ هذا قالَ أفلا عشَّيتيهِ إن كانَ عندكِ شيءٌ قالت قد فعلتُ قالَ فوطَّأتِ لهُ قالت نعم فمالَ إلى فراشهِ فلم يضطجع عليهِ واضطجعَ حولَهُ ووضعَ رأسَهُ على الفراشِ فمكثَ ساعةً فسمعتُهُ نفخَ في النَّومِ فقلتُ نامَ وليسَ بالمستيقظِ وليسَ بقائمٍ اللَّيلةَ ثمَّ قامَ حيثُ قلتُ ذهبَ الرُّبعُ أوِ الثُّلثُ منَ اللَّيلِ فأتى سواكًا لهُ ومطهرةً فاستاكَ حتَّى سمعتُ صريرَ ثناياهُ تحتَ السِّواكِ ثمَّ قامَ إلى قربةٍ فحلَّ شناقَها فأردتُ أن أقومَ فأصبَّ عليهِ فخشيتُ أن يذرَ شيئًا من عملهِ فلمَّا توضَّأَ دخلَ مسجدَهُ فصلَّى أربعَ ركعاتٍ فقرأَ في كلِّ ركعةٍ مقدارَ خمسينَ آيةً يطيلُ فيها الرُّكوعَ والسُّجودَ ثمَّ جاءَ إلى مكانِهِ الَّذي كانَ عليهِ فاضطجعَ هونًا فنفخَ وهوَ نائمٌ فقلتُ ليسَ بقائمٍ اللَّيلةَ حتَّى يصبحَ فلمَّا ذهبَ ثلثُ اللَّيلِ أو نصفُهُ أو قدرُ ذلكَ قامَ يصنعُ مثلَ ذلكَ ثمَّ دخلَ مسجدَهُ فصلَّى أربعَ ركعاتٍ على قدرِ ذلكَ ثمَّ جاءَ إلى مضجعِهِ فاتَّكأَ عليهِ فنفخَ فقلتُ ذهبَ بهِ النَّومُ وليسَ بقائمٍ حتَّى يصبحَ ثمَّ قامَ حينَ بقيَ سدُسُ اللَّيلِ أو أقلُّ فاستاكَ ثمَّ توضَّأَ فافتتحَ بفاتحةِ الكتابِ ثمَّ قرأَ بِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ثمَّ ركع وسجد ثمَّ قام فقرأ بفاتحةِ الكتابِ و{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } ثمَّ ركع وسجد ثمَّ قام فقرأ بفاتحةِ الكتابِ و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ثمَّ قنت فركع وسجد فلما فرغ قعد حتَّى إذا ما طلع الفجرُ ناداني فقلتُ لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ فقال قم فواللهِ ما كنتُ بنائمٍ فقمتُ فتوضأتُ فصلَّيتُ خلفَهُ فقرأ بفاتحةِ الكتابِ و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ثم ركع وسجد ثم قام في الثانية فقرأ بفاتحة الكتاب و{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 2/278 | خلاصة حكم المحدث : فيه عطاء بن سالم الخفاف رجل صالح ولكنه دفن كتبه فلا يثبت حديثه | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

14 - عن ابن عباس قال: جاءتْ جاريةٌ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فقالت: إنَّ سَيِّدي اتَّهَمَني فأقعَدَني على النَّارِ حتى احتَرَقَ فَرْجي. فقال لها عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنهُ: هل رَأى ذلك عليكِ؟ قالت: لا. قال: فاعتَرَفتِ له بشيءٍ؟ قالت: لا. فقالَ عُمَرُ: علَيَّ به. فلمَّا رَأى عُمَرُ الرَّجُلَ، قال له: تُعذِّبُ بِعَذابِ اللهِ عزَّ وجلَّ! قال: يا أميرَ المُؤمِنينَ، اتَّهمْتُها في نفْسِها. قال: رَأيتَ ذلك عليها؟ قال الرَّجُلُ: لا. قال: فاعتَرَفَتْ لكَ به؟ قال: لا. قال: والذي نَفْسي بيَدِهِ، لو لم أسمَعْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: لا يُقادُ مَملوكٌ مِن مالِكِهِ، ولا وَلَدٌ مِن والِدِهِ، لأقَدْتُها منكَ. فجَرَّدَهُ، فضرَبَهُ مِئةَ سَوطٍ، وقال: اذهَبي، فأنتِ حُرَّةٌ لوَجهِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنتِ مَولاةٌ للهِ عزَّ وجلَّ ورَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أشهَدُ لسَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: مَن حرَّقَ -وسَقَطَ مِنَ الكِتابِ: مَملوكَهُ- بالنَّارِ، أو مَثَّلَ به مُثْلةً، فهو حُرٌّ، وهو مَوْلى اللهِ عزَّ وجلَّ، ورَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 5329 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا | أحاديث مشابهة

15 - قال العبَّاسُ لعليٍّ حين نزلت إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ : انطلِق بنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، فإن كانَ هذا الأمرُ لَنا مِن بعدِه ، لَم تُشَاحِحْنا فيهِ قريشٌ ، وإن كان لغَيرِنا سألناه الوَصاةَ بِنا ، فقالَ : لا ، قال العبَّاسُ : فجِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فذكرتُ ذلكَ لهُ ، فقال : نعَم ، إنَّ اللهَ جعل أبا بكرٍ خَليفتي على دِينِه ووحْيِهِ ، وهوَ مستُوْصِى بكم ، فاسمَعوا لهُ وأطيعوهُ تهتدوا وتُفْلِحُوا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 2/7 | خلاصة حكم المحدث : منكر | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

16 - لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ بمَكَّةَ، قالَ لأَخِيهِ: ارْكَبْ إلى هذا الوَادِي، فَاعْلَمْ لي عِلْمَ هذا الرَّجُلِ، الذي يَزْعُمُ أنَّهُ يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، فَاسْمَعْ مِن قَوْلِهِ، ثُمَّ ائْتِنِي، فَانْطَلَقَ الآخَرُ حتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وَسَمِعَ مِن قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أَبِي ذَرٍّ، فَقالَ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بمَكَارِمِ الأخْلَاقِ، وَكَلَامًا ما هو بالشِّعْرِ، فَقالَ: ما شَفَيْتَنِي فِيما أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً له، فِيهَا مَاءٌ، حتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فأتَى المَسْجِدَ، فَالْتَمَسَ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ وَلَا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عنْه حتَّى أَدْرَكَهُ، يَعْنِي اللَّيْلَ، فَاضْطَجَعَ، فَرَآهُ عَلِيٌّ، فَعَرَفَ أنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ، فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ منهما صَاحِبَهُ عن شيءٍ، حتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إلى المَسْجِدِ، فَظَلَّ ذلكَ اليَومَ، وَلَا يَرَى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، حتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إلى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ به عَلِيٌّ، فَقالَ: ما آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟ فأقَامَهُ، فَذَهَبَ به معهُ، وَلَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ منهما صَاحِبَهُ عن شيءٍ، حتَّى إذَا كانَ يَوْمُ الثَّالِثِ، فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ، فأقَامَهُ عَلِيٌّ معهُ، ثُمَّ قالَ له: أَلَا تُحَدِّثُنِي ما الذي أَقْدَمَكَ هذا البَلَدَ؟ قالَ: إنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي، فَعَلْتُ، فَفَعَلَ، فأخْبَرَهُ فَقالَ: فإنَّه حَقٌّ، وَهو رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتَّبِعْنِي، فإنِّي إنْ رَأَيْتُ شيئًا أَخَافُ عَلَيْكَ، قُمْتُ كَأَنِي أُرِيقُ المَاءَ، فإنْ مَضَيْتُ، فَاتَّبِعْنِي حتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ، حتَّى دَخَلَ علَى النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، وَدَخَلَ معهُ، فَسَمِعَ مِن قَوْلِهِ، وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ إلى قَوْمِكَ، فأخْبِرْهُمْ حتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي، فَقالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لأَصْرُخَنَّ بهَا بيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَخَرَجَ حتَّى أَتَى المَسْجِدَ، فَنَادَى بأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، وَثَارَ القَوْمُ، فَضَرَبُوهُ حتَّى أَضْجَعُوهُ، فأتَى العَبَّاسُ فأكَبَّ عليه، فَقالَ: وَيْلَكُمْ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّهُ مِن غِفَارٍ، وَأنَّ طَرِيقَ تُجَّارِكُمْ إلى الشَّامِ عليهم، فأنْقَذَهُ منهمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الغَدِ بمِثْلِهَا، وَثَارُوا إلَيْهِ فَضَرَبُوهُ، فأكَبَّ عليه العَبَّاسُ فأنْقَذَهُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2474 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - تُوُفِّيَ ابنٌ لِصَفِيَّةَ عَمَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبَكَتْ عليه وصاحَتْ فأتاها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لها يا عمةُ ما يُبْكيكَ قالَتْ تُوُفِّيَ ابني قال يا عمَّةُ مَنْ تُوُفِّيَ لَهُ وَلَدٌ في الإسلامِ فصبرَ بنى اللهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ فسَكَتَتْ ثم خرجَتْ من عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستقبلَها عمرُ بنُ الخطابِ فقال يا صفيةُ قدْ سمعْتُ صُراخَكِ إنَّ قرابَتَكِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لن تُغْنِيَ عنكِ منَ اللهِ شيئًا فبكتْ فسمِعَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكانَ يُكْرِمُهَا ويُحِبُّها فقال يا عَمَّةُ أتبكينَ وقدْ قلْتُ لكِ ما قُلتُ قالت ليس ذاك أبكاني يا رسولَ اللهِ استقْبَلَني عمرُ بنُ الخطابِ فقال إنَّ قرابتَكِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَنْ تُغْنِيَ عنكَ مِنَ اللهِ شيئًا قال فغَضِبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال يا بلالُ هجِّرْ بالصلاةِ فهجَّرَ بلالٌ بالصلاةِ فصعِدَ المنبرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحمِدَ اللهَ وأثْنَى علَيْهِ ثم قالَ ما بالُ أقوامٍ يزعمونَ أنَّ قرابتي لا تَنْفَعُ كلُّ سَبَبٍ ونسَبٍ مُنْقَطِعٌ يومَ القيامةِ إلا سببي ونسبي فإنَّها موصولَةٌ في الدنيا والآخرةِ فقال عمرُ فتزوَّجْتُ أمَّ كلْثومٍ بنتَ علِيٍّ رضِيَ اللهُ عنهما لِمَا سَمِعْتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومئذٍ أحْبَبْتُ أنْ يكونَ لي منه سببٌ ونسبٌ ثم خرجْتُ من عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمرَرَتُ علَى نفَرٍ من قريشٍ فإذا هم يتفاخرونَ ويذكرونَ أمرَ الجاهلِيَّةِ فقُلْتُ منَّا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا إنَّ الشجرَةَ لَتَنْبُتُ في الكِبَا قال فمرَرْتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبرتُهُ فقال يا بلالُ هجِّرْ بالصلاةِ فحمِدَ اللهَ وأثْنَى علَيْهِ ثم قالَ يا أيُّها الناسُ مَنْ أنا قالوا أنتَ رسولُ اللهِ قال انسُبُونِي قالوا أنتَ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ قال أجلْ أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ وأنا رسولُ اللهِ فما بالُ أقوامٍ يَبْتَذِلونَ أَصْلِي فواللهِ لَأَنَا أَفْضَلُهم أصْلًا وخيرُهم موضِعًا قال فلمَّا سَمِعَتِ الأنصارُ بذلِكَ قالَتْ قوموا فخُذوا السلاحَ فإن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَدْ أُغْضِبَ قال فأخذوا السلاحَ ثم أَتَوُا النَّبيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَا تَرَى منهم إلَّا الحدَقَ حتى أحاطوا بالناسِ فجعلُوهم في مثلِ الحرَّةِ حتى تضايَقَتْ بهم أبوابُ المساجِدِ والسِّكَكِ ثم قاموا بينَ يَدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالُوا يا رسولَ اللهِ لا تأمُرُنا بأحدٍ إلَّا أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ فلَمَّا رأَى النَّفَرَ من قريشٍ ذَلِكَ قامُوا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاعتذروا وتنصَّلُوا فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الناسُ دِثارٌ والأنصارُ شعارٌ فأثْنَى عليهم وقال خيرًا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 8/219 | خلاصة حكم المحدث : فيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا

18 - أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه دَخَلَ المسجدَ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُحدِّثُ النَّاسَ، فأَتى البيتَ الَّذي تُوفِّيَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَشَفَ عنْ وجهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ، وكان مُسَجًّى به، فنَظَرَ إليه فأكَبَّ عليه ليُقَبِّلَ وجهَهُ، وقالَ: واللهِ لا يجْمَعُ اللهُ عليكَ مَوْتَتينِ بعدَ موتتِكَ الَّتي لا تموتُ بعدَها. ثُمَّ خَرَجَ إلى المسجدِ وعُمَرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقالَ أبو بكرٍ: اجلِسْ يا عُمَرُ، فأَبى، فكَلَّمَهُ مرَّتينِ أوْ ثلاثًا، فأَبى، فقامَ، فتشَهَّدَ، فلمَّا قَضى تشهُّدَهُ قالَ: أمَّا بعدُ، فمَنْ كان يَعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، ومَنْ كان يَعبُدُ اللهَ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ تلا: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] {وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]، تلا إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فما هو إلَّا أنْ تلاها فأيْقنَ النَّاسُ بموتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى قالَ قائلٌ: لمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أنَّ هذه الآيةَ أُنزِلتْ حتَّى تلاها أبو بكرٍ. قالَ الزُّهريُّ: فأخْبرَني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالَ: لمَّا تلاها أبو بكرٍ عُقِرْتُ حتَّى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقنتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ماتَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3203 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

19 - مَرَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قَومٍ بالمَدينةِ، فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ عِندَنا شَرابًا لنا، أفلا نَسقيكَ منه؟ قال: بلى. فأُتيَ بقَعبٍ -أو قَدَحٍ- غَليظٍ فيه نَبيذٌ، فلَمَّا أنْ أخَذَه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَرَّبَه إلى فيه، قَطَّبَ. قال: فدَعا الذي جاء به، فقال: خُذْه فأهرِقْه. فلَمَّا أنْ ذَهَبَ به قال: يا رَسولَ اللهِ، هذا شَرابُنا، إنْ كانَ حَرامًا لم نَشرَبْه. فدَعا به، فأخَذَه، ثم دَعا بماءٍ، فشَنَّه عليه، ثم شَرِبَ وسَقى، وقال: إذا كان هكذا، فاصنَعوا به هكذا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : محمد ابن عبدالهادي | المصدر : تنقيح التحقيق
الصفحة أو الرقم : 5/33 | خلاصة حكم المحدث : لا يصحُّ | أحاديث مشابهة

20 - أرادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحَجَّ، فقالتِ امرأةٌ لزَوْجِها: أحْجِجْني مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه، فقالت: أحْجِجْني على جَمَلِكَ فُلانٍ، قال: ذلك حَبسٌ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فأتَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنَّ امرَأتي تَقرَأُ عليك السَّلامَ ورَحْمةَ اللهِ، وإنَّها سَأَلَتْني الحَجَّ معك، فقُلتُ: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه، قالت: أحْجِجْني على جَمَلِكَ فُلانٍ، فقُلتُ: ذلك حَبسٌ في سَبيلِ اللهِ، فقال: أمَا إنَّكَ لو أحجَجْتَها عليه لكان في سَبيلِ اللهِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الرباعي | المصدر : فتح الغفار
الصفحة أو الرقم : 836/2 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

21 - قالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - يومَ بدرٍ : مَن فعلَ كذا وَكَذا ، فلَهُ منَ النَّفلِ كذا وَكَذا . قالَ : فتقدَّمَ الفِتيانُ ولزمَ المشيخةُ الرَّاياتِ فلم يبرَحوها ، فلمَّا فتحَ اللَّهُ عليهم قالت المشيخةُ : كنَّا رِدءًا لَكُم لوِ انهزمتُمْ فِئتُمْ إلينا ، فلا تَذهبونَ بالمغنمِ ونبقى ، فأبى الفتيانُ وقالوا : جعلَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لَنا ، فأنزلَ اللَّهُ تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ إلى قولِهِ : كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يقولُ : فَكانَ ذلِكَ خيرًا لَهُم ، فَكَذلِكَ أيضًا فأطيعوني فإنِّي أعلمُ بِعاقبةِ هذا منكُم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 598 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح | أحاديث مشابهة

22 - قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ بدرٍ : من فعلَ كَذا وَكَذا ، فلَهُ منَ النَّفلِ كَذا وَكَذا . قالَ : فتقدَّمَ الفتيانُ ولزِمَ المَشيخةُ الرَّاياتِ فلَم يبرَحوها ، فلمَّا فتحَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليهِم قالتْ المَشيخةُ : كنَّا رداءًا لَكُم لوِ انهزمتُمْ لَفِئْتُم إلينا ، فلا تذهبوا بالمَغنمِ ونبقَى ، فأبَى الفتيانُ وقالوا : جعلَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لَنا ، فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ إلى قولِهِ : كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يقولُ : فَكانَ ذلِكَ خيرًا لَهُم ، فَكَذلِكَ أيضًا فأطيعوني فإنِّي أعلمُ بعاقبةِ هذا منكُم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن دقيق العيد | المصدر : الاقتراح في بيان الاصطلاح
الصفحة أو الرقم : 103 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 -  لَمَّا بَلَغَ أبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ لأخِيهِ: ارْكَبْ إلى هذا الوَادِي، فَاعْلَمْ لي عِلْمَ هذا الرَّجُلِ الذي يَزْعُمُ أنَّه نَبِيٌّ، يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، واسْمَعْ مِن قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي، فَانْطَلَقَ الأخُ حتَّى قَدِمَهُ، وسَمِعَ مِن قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أبِي ذَرٍّ فَقالَ له: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بمَكَارِمِ الأخْلَاقِ، وكَلَامًا ما هو بالشِّعْرِ، فَقالَ: ما شَفَيْتَنِي ممَّا أرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وحَمَلَ شَنَّةً له فِيهَا مَاءٌ حتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فأتَى المَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَا يَعْرِفُهُ، وكَرِهَ أنْ يَسْأَلَ عنْه حتَّى أدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ فَاضْطَجَعَ، فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أنَّه غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ واحِدٌ منهما صَاحِبَهُ عن شَيءٍ حتَّى أصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وزَادَهُ إلى المَسْجِدِ، وظَلَّ ذلكَ اليومَ ولَا يَرَاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أمْسَى، فَعَادَ إلى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ به عَلِيٌّ فَقالَ: أمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟ فأقَامَهُ فَذَهَبَ به معهُ، لا يَسْأَلُ واحِدٌ منهما صَاحِبَهُ عن شَيءٍ، حتَّى إذَا كانَ يَوْمُ الثَّالِثِ، فَعَادَ عَلِيٌّ علَى مِثْلِ ذلكَ، فأقَامَ معهُ ثُمَّ قالَ: ألَا تُحَدِّثُنِي ما الذي أقْدَمَكَ؟ قالَ: إنْ أعْطَيْتَنِي عَهْدًا ومِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي، فَعَلْتُ، فَفَعَلَ فأخْبَرَهُ، قالَ: فإنَّه حَقٌّ، وهو رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَإِذَا أصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي، فإنِّي إنْ رَأَيْتُ شيئًا أخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ المَاءَ، فإنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي حتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حتَّى دَخَلَ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ودَخَلَ معهُ، فَسَمِعَ مِن قَوْلِهِ وأَسْلَمَ مَكَانَهُ، فَقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ إلى قَوْمِكَ فأخْبِرْهُمْ حتَّى يَأْتِيَكَ أمْرِي، قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَصْرُخَنَّ بهَا بيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَخَرَجَ حتَّى أتَى المَسْجِدَ، فَنَادَى بأَعْلَى صَوْتِهِ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ القَوْمُ فَضَرَبُوهُ حتَّى أضْجَعُوهُ، وأَتَى العَبَّاسُ فأكَبَّ عليه، قالَ: ويْلَكُمْ! ألَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّه مِن غِفَارٍ، وأنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إلى الشَّأْمِ؟ فأنْقَذَهُ منهمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الغَدِ لِمِثْلِهَا، فَضَرَبُوهُ وثَارُوا إلَيْهِ، فأكَبَّ العَبَّاسُ عليه.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3861 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - مضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، واستخلف على المدينةِ أبا رُهمٍ كُلثومَ بنَ حُصينٍ الغفاريَّ . وخرج لعشرٍ مضَين من رمضانَ ، فصام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وصام الناسُ معه ؛ حتى إذا كان ب ( الكُدَيدِ ) ما بين ( عُسْفانَ ) و ( أمَجٍ ) أفطر . ثم مضى حتى نزل ( مَرَّ الظَّهرانِ ) في عشرةِ آلافٍ من المسلمين ؛ من مُزَينةَ وسُلَيمٍ ، وفي كل القبائلِ عددٌ وإسلامٌ ، وأوعبَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المهاجرون والأنصارُ ، فلم يتخلَّفْ منهم أحدٌ ، فلما نزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ب ( مَرِّ الظَّهرانِ ) ، وقد عمِيَتِ الأخبارُ عن قُريشٍ ؛ فلم يأْتهم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم خبَرٌ ، ولا يدرون ما هو فاعلٌ ؟ ! . خرج في تلك الليلةِ أبو سفيانَ بنُ حربٍ ، وحكيمُ بنُ حِزامٍ ، وبُدَيلُ ابنُ وَرْقاءَ ، يتحسَّسون وينظرون ؛ هل يجدون خبرًا ، أو يسمعون به ؟ ! . وقد كان العباسُ بنُ عبدِ المطَّلبِ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ببعض الطريقِ . وقد كان أبو سفيانَ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ ، وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُميَّةَ بنِ المغيرةِ قد لقيا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم [ أيضًا ] فيما بين مكةَ والمدينةَ ، فالتمَسا الدخولَ عليه ، فكلَّمَتْه أمُّ سلَمةَ فيهما ، فقالت : يا رسولَ اللهِ ! ابنُ عمِّك ، وابنُ عمَّتِك وصِهرُك ، قال : لا حاجةَ لي بهما ، أما ابنُ عمِّي ؛ فهتك عِرْضي ، وأما ابنُ عمَّتي وصِهري ؛ فهو الذي قال لي بمكةَ ما قال . فلما أُخرِجَ إليهما بذلك – ومع أبي سفيانَ بَنِيٌّ له – فقال : واللهِ لَيأذنَنَّ لي أو لآخذنَّ بيدِ ابْني هذا ، ثم لَنذْهبَنَّ في الأرضِ حتى نموت عطشًا وجوعًا ، فلما بلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَقَّ لهما ، ثم أذِنَ لهما ، فدخلا وأسلما . فلما نزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ب ( مَرِّ الظَّهرانِ ) ؛ قال العباسُ : واصباحَ قريشٍ ! واللهِ لئن دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَنْوَةٌ قبل أن يستأمِنوه ؛ إنه لَهلاكُ قريشٍ إلى آخر الدَّهرِ . قال : فجلستُ على بغلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم البيضاءَ ؛ فخرجتُ عليها حتى جئتُ الأَراكَ ، فقلتُ : لعلِّي ألْقَى بعضَ الحطَّابةِ ، أو صاحبَ لبنٍ ، أو ذا حاجةٍ يأتي مكةَ ليخبرَهم بمكانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَيَخرجوا إليه ، فيستأْمِنونه قبل أن يدخلَها عليهم عُنْوَةً . قال : فواللهِ إني لأسيرُ عليها وألتمسُ ما خرجتُ له ؛ إذ سمعتُ كلامَ أبي سفيانَ وبُدَيلِ بنِ وَرْقَاءَ ؛ وهما يتراجعانِ ، وأبو سفيانَ يقول : ما رأيتُ كاليومِ قطُّ نيرانًا ولا عسكرًا . قال : يقول بُدَيلٌ : هذه – واللهِ – نيرانُ خُزاعةَ ؛ حمشَتْها الحربُ . قال : يقول أبو سفيانَ : خزاعةُ – واللهِ – أَذَلُّ وأَلْأَمُ من أن تكون هذه نيرانُها وعسكرُها . قال : فعرفتُ صوتَه ، فقلتُ : يا أبا حَنظلةَ ! فعرف صَوتي فقال : أبو الفضلِ ؟ فقلتُ : نعم ، قال : ما لَك فداكَ أبي وأمي ؟ ! فقلتُ : ويحك يا أبا سفيانَ ! هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الناس ، واصباحَ قريشٍ واللهِ ! قال : فما الحيلةُ فداكَ أبي وأمي ؟ ! قال : قلتُ : واللهِ لئن ظفَرَ بك ليضربنَّ عُنُقَك ، فاركبْ معي هذه البغلةَ حتى آتيَ بك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أستأْمِنَه لك . قال : فركب خلْفي ، ورجع صاحباه ، فحرَّكتُ به ، كلما مررتُ بنارٍ من نيرانِ المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأوا بغلةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالوا : عمُّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على بغْلَتِه ، حتى مررتُ بنارِ عمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه ، فقال : مَن هذا ؟ وقام إليَّ ، فلما رأى أبا سفيانَ على عَجُزِ الناقةِ قال : أبو سفيانَ عدوُّ اللهِ ! الحمدُ لله الذي أمكن منك بغير عقدٍ ولا عهدٍ ، ثم خرج يشتَدُّ نحوَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وركَضتُ البغلةَ ، فسبقتُه بما تسبقُ الدابةُ البطيئةُ الرجلَ البطيءَ ، فاقتحمْتُ عن البغلةِ ، فدخلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ودخل عمرُ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! هذا أبو سفيانَ ، قد أمكن اللهُ منه بغير عقدٍ ولا عهدٍ ، فدَعْني فلْأضْرِبْ عُنُقَه ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إني [ قد ] أجَرْتُه ، ثم جلستُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فأخذتُ برأسِه فقلتُ : لا واللهِ ؛ لا يُناجيه الليلةَ رجلٌ دُوني ، فلما أكثر عمرُ في شأنِه ، قلتُ : مَهْلًا يا عمرُ ! واللهِ لو كان من رجالِ بني عديِّ بنِ كعبٍ ما قلتَ هذا ، ولكنك عرفتَ أنه رجلٌ من رجالِ بني عبدِ منافٍ ! فقال : مهلًا يا عباسُ ! فواللهِ لَإسلامُك يومَ أسلمْتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطابِ لو أسلَمَ ، وما بي إلا أني قد عرفتُ أنَّ إسلامَك كان أحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم من إسلامِ الخطابِ [ لو أسلمَ ] ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : اذهبْ به إلى رَحْلِك يا عباسُ ! فإذا أصبح فأْتِني به . فذهبتُ به إلى رَحْلي فبات عندي ، فلما أصبح غدَوْتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فلما رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال : ويحَك يا أبا سفيانَ ! ألم يأْنِ لك أن تعلمَ أن لا إلهَ إلا اللهُ ؟ ! . قال : بأبي أنت وأمي ؛ ما أكرمَك [ وأحلمَك ] وأوصَلك ! واللهِ لقد ظننتُ أن لو كان مع اللهِ غيرُه ؛ لقد أغنى عني شيئًا [ بعدُ ] ، قال : ويحَك يا أبا سفيانَ ! ألمْ يأْنِ لك أن تعلمَ أني رسولُ اللهِ ؟ ! . قال : بأبي أنت وأمي ؛ ما أحلمَك وأكرمَك وأوصلَك ! هذه – واللهِ – كان في نفسي منها شيءٌ حتى الآنَ ، قال العباسُ : ويحك يا أبا سفيانَ ! أسلِمْ واشهدْ أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ قبل أن يُضرَبَ عُنُقُكَ ، قال : فشهد بشهادة الحقِّ وأسلمَ . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ يحبُّ هذا الفخرَ ، فاجعَلْ له شيئًا . قال : نعم ، مَن دخل دارَ أبي سفيانَ ؛ فهو آمِنٌ ، ومن أغلق بابَه ؛ فهو آمِنٌ ، ومن دخل المسجدَ ؛ فهو آمِنٌ . فلما ذهب لِينصرفَ ؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : يا عباسُ ! احبِسْه بمضيقِ الوادي عند خطْمِ الجبلِ ، حتى تمرَّ به جنودُ اللهِ فيراها . قال : فخرجتُ به حتى حبستُه حيثُ أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن أحبِسَه . قال : ومرَّتْ به القبائلُ على راياتِها ، كلما مَرَّت قبيلةٌ قال : مَن هؤلاءِ ؟ فأقول : ( سُلَيمٌ ) ، فيقول : ما لي ول ( سُلَيمٍ ) ؟ قال : ثم تمرُّ القبيلةُ ، قال : مَن هؤلاءِ ؟ فأقول : ( مُزَينةُ ) ، فيقول : ما لي ول ( مُزَينةُ ) ؟ حتى نفذَتِ القبائلُ ؛ لا تمرُّ قبيلةٌ إلا قال : من هؤلاءِ ؟ فأقول : بنو فلانٍ ، فيقول : ما لي ولبني فلانٍ ؟ حتى مرَّ رسولُ اللهِ في كتيبتِه الخضراءِ فيها المهاجرونَ والأنصارُ ، لا يُرى منهم إلا الحدَقُ [ من الحديدِ ] ، قال : سبحان اللهِ ! مَن هؤلاءِ يا عباسُ ؟ ! قلتُ : هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في المهاجرين والأنصارِ ، قال : ما لأحدٍ بهؤلاءِ قِبَلٌ ولا طاقةٌ ، واللهِ يا أبا الفضلِ ! لقد أصبح مُلْكُ ابنِ أخيك الغداةَ عظيمًا ! قلتُ : يا أبا سفيانَ ! إنها النُّبوَّةُ ، قال : فنعم إذا ، قلتُ : النَّجاءُ إلى قومك . قال : فخرج حتى إذا جاءهم ؛ صرخ بأعلى صوتِه : يا معشرَ قريشٍ ! هذا محمدٌ قد جاءكم بما لا قِبَلَ لكم به ، فمن دخل دارَ أبي سفيانَ ؛ فهو آمِنٌ ، فقامت إليه امرأتُه هندُ بنتُ عُتبةَ ، فأخذتُ بشاربِه فقالت : اقتُلوا الدَّسِمَ الأحمس قُبِّحَ من طليعةِ قومٍ ! قال : ويحكم لا تغُرَّنكم هذه من أنفسِكم ؛ فإنه قد جاء ما لا قِبَلَ لكم به ، من دخل دارَ أبي سفيانَ ؛ فهو آمِنٌ ، قالوا : ويلك وما تُغني دارُك ؟ ! قال : ومن أغلق بابَه ؛ فهو آمِنٌ ، ومن دخل المسجدَ ؛ فهو آمِنٌ . فتفرَّق الناسُ إلى دُورهم ، وإلى المسجدِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 3341 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بمجموع طرقه | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

25 - أنَّ أعمى كان على عَهدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانت له أُمُّ وَلَدٍ، وكانت تَشتِمُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَقَعُ فيه، فيَزجُرُها، فلا تَنزَجِرُ، ويَنهاها فلا تَنتَهي، فلَمَّا كان ذاتَ لَيلةٍ، ذَكَرتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوَقَعتْ فيه، فأخَذَ المِعوَلَ، فوَضَعَه في بَطنِها واتَّكَأ عليه، فقَتَلَها، فذُكِرَ ذلك لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجَمَعَ الناسَ، وقال: أنشُدُ اللهَ رَجُلًا لي عليه حَقٌّ فَعَلَ ما فَعَلَ إلَّا قامَ. فأقبَلَ الأعمى يَتزَلزَلُ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، أنا صاحِبُها، كانت تَشتِمُكَ، وتَقَعُ فيكَ، فأنهاها فلا تَنتَهي، وأزجُرُها فلا تَنزَجِرُ، فلَمَّا كان البارِحةُ، جَعَلتْ تَشتِمُكَ، فأخَذتُ المِعوَلَ فوَضَعتُه في بَطنِها واتَّكَأْتُ عليها، حتى قَتَلتُها. فقال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا اشهَدوا أنَّ دَمَها هَدْرٌ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : محمد ابن عبدالهادي | المصدر : تنقيح التحقيق
الصفحة أو الرقم : 4/620 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - خرجتُ مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه ومعنا عبدُ اللهِ بنِ العباسِ فلمَّا صرْنا إلى بعضِ حيطانِ الأنصارِ وجدنا عمرَ بنَ الخطابِ جالسًا ينكثُ في الأرضِ فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ يا أميرَ المؤمنينَ ما الذي أجْلسَك وحْدك هاهنا قال لأمْرٍ أهمَّني قال عليٌّ أفتريدُ أحدَنا قال عمرُ إن كان فعبدُ اللهِ قال فتخلَّف معه عبدُ اللهِ بن العباسِ ثم لحِق بنا فقال له عليٌّ ما وراءَك قال يا أبا الحسنِ أعجوبةٌ من عجائبِ أميرِ المؤمنينَ أُخبرُك بها واكْتمْ عليَّ قال فهلُمَّ قال لما وليت قال عمرُ وهو ينظرُ إلى أثرِك وحُسْنِ مشْيَتِك آهٍ آهٍ آهٍ فقلتُ مما تتأوه يا أميرَ المؤمنينَ قال من أحدِ أصحابِك يا ابنَ عباسٍ وقد أُعطيَ له ما لم يعطِه أحدُ من آلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولولا ثلاثٌ هنَّ فيه ما كان لهذا الأمرِ أحدٌ سواه قلتُ ما هنَّ يا أميرَ المؤمنينَ قال كثرةُ دعابتِه وبغضُ قريشٍ له وصِغَرُ سِنِّه قال فما رددتُ عليه قال داخلني ما يداخلُ ابنُ العمِّ لابنِ عمِّه فقلتُ يا أميرَ المؤمنينَ أما كثرةُ دعابتِه فقد كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُداعبُ ولا يقولُ إلا حقًّا وأين أنت من حيث كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ ونحن حولَه صبيانٌ وكهولٌ وشيوخٌ وشبَّانٌ فيقولُ للصبيِّ ما سناي سناي ولكلِّ ما يعلمُه أنه يشتملُ على قلبِه وأما بُغضُ قريشٍ له فواللهِ ما يُبالي ببغضِهم له بعدَ أن جاهدَهم في اللهِ حتى أظهرَ اللهُ دينَه فقصم أقرانَها وكسر آلهتَها وأكثرَ نساءَها في اللهِ لامَه من لامَه وأما صِغَرُ سِنِّه فقد علمتَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حين أنزل على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَرَاءَةٌ من اللهِ ورَسُولِهِ فوجَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صاحبَك لنبيِّه لِيُبلِّغْ عنه فأمره اللهُ أن لا يُبلِّغْ عنه إلا رجلٌ من أهلِه فوجَّهَه به فهل اسْتصغرَ اللهُ سِنَّه قال فقال عمرُ لابنِ عباسٍ أمْسكْ عليَّ فاكتمْ فإنْ سمعتَها من غيرِك لم أنمْ بين لابتيها
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الذهبي | المصدر : نسخة نبيط
الصفحة أو الرقم : 45 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط روى عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا لا يحل الاحتجاج به فهو كذاب | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : موضوع

27 - عن ابنِ عباسٍ أن رجلًا ظاهرَ من امرأتِه ، فغشيها قبل أن يكفِّرَ ، فأتى النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر ذلك له فقال : ما حملك على ذلك ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ ، رأيتُ بياضَ حجليها في القمرِ ، فلم أملكْ نفسي يعني : أن وقعتُ عليها فضحكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأمرَه أن لا يقربَها حتى يكفِّرَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو حاتم الرازي | المصدر : البدر المنير
الصفحة أو الرقم : 8/158 | خلاصة حكم المحدث : رفعه خطأ ، والصواب أنه مرسل ، بإسقاط ابن عباس | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

28 - عن ابنِ عباسٍ أن رجلاًَ ظاهر من امرأتِه ، فغشيها قبل أن يكفّرَ ، فأتى النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر ذلك له فقال : ما حملك على ذلك ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ ، رأيت بياضَ حجليها في القمرِ ، فلم أملكْ نفسي يعني : أن وقعتُ عليها فضحك رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأمره أن لا يقربَها حتى يكفِّرَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : النسائي | المصدر : البدر المنير
الصفحة أو الرقم : 8/158 | خلاصة حكم المحدث : المرسل أولى بالصواب من المسند | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

29 - جاءَ العبَّاسُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ساعةً لم يكن يأتيهِ فيها فقيلَ يا رسولَ اللَّهِ هذا عمُّكَ على البابِ قالَ ائذنوا لهُ فقد جاءَ لأمرٍ فلمَّا دخلَ عليهِ قالَ ما جاءَ بكَ يا عمَّاهُ هذهِ السَّاعةَ وليستْ ساعتَكَ الَّتي كنتَ تجيءُ فيها قالَ يا ابنَ أخي ذكرتُ الجاهليَّةَ وجهلَها فضاقتْ عليَّ الدُّنيا بما رحُبَتْ فقلتُ من يفرِّجُ عنِّي فعرفتُ أنَّهُ لا يفرِّجُ عنِّي أحدٌ إلَّا اللَّهُ عزَّ وجلَّ ثمَّ أنتَ قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي أوقعَ هذا في قلبِكَ وددتُ أنَّ أبا طالبٍ أخذَ نصيبَهُ ولكنَّ اللَّهَ يفعلُ ما يشاءُ قالَ أخبرَكَ قالَ نعم قالَ أعطيكَ قالَ نعم قالَ أحبوكَ قالَ نعم قالَ فإذا كانت ساعةٌ تصلِّي فيها ليست بعدَ العصرِ ولا بعدَ طلوعِ الشَّمسِ فيما بينَ ذلكَ فأسبغْ طهورَكَ ثمَّ قمْ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فاقرأ بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ إن شئتَ وإن شئتَ جعلتَها من أوَّلِ المفصَّلِ فإذا فرغتَ منَ السُّورةِ فقل سبحانَ اللَّهِ والحمدُ لهُ ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ خمسَ عشرةَ مرَّةً فإذا ركعتَ فقل ذلكَ عشرَ مرَّاتٍ فإذا رفعتَ رأسَكَ فقل ذلكَ عشرَ مرَّاتٍ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 2/284 | خلاصة حكم المحدث : فيه نافع بن هرمز وهو ضعيف‏ ‏ | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

30 - أنَّ أعمَى كان علَى عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، وكانتْ لهُ أمُّ ولدٍ ، وكان لهُ منها ابنانِ ، وكانتْ تُكثِرُ الوقيعةَ بِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، وتَسبُّه فيزجُرُها ، فلا تنزَجرْ ، وينهاها فلا تَنتَهي ، فلمَّا كانَ ذاتَ ليلةٍ ذكرتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، فوقعَتْ فيهِ ، فلمْ أصبرْ أن قمتُ إلى المِغْوَلِ ، فوضعْتُه في بَطنِها ، فاتَّكأتُ عليهِ ، فَقتلْتُها ، فأصبَحتْ قتيلًا ، فَذُكرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، فجمعَ النَّاسَ ، وقالَ : أنشدُ اللهَ ! رجلًا لي علَيهِ حقٌّ فعلَ ما فعلَ إلَّا قام فأقبلَ الأعمَى يتدَلْدَلُ فقالَ : يا رسولَ اللهِ أنا صاحبُها ، كانَتْ أمَّ ولدي ، وكانتْ بي لطيفةً رفيقةً ، ولي منها ابنانِ مثلَ اللُّؤلُؤتيْنِ ، ولكنَّها كانَتْ تُكثِرُ الوَقيعةَ فيكَ وتشتُمكَ ، فأنهاها فلا تَنتَهي ، وأزجرُها فلا تنزجرُ . فلمَّا كانتِ البارِحةُ ذكرْتُكَ فوقَعتْ فيكَ ، قمتُ إلى المِغْوَلِ فوضعْتُه في بَطنِها ، فاتَّكَّأْتُ علَيها حتَّى قَتلتُها ، فقالَ رسولُ اللهِ : ألا ؛ اشهَدوا أنَّ دمَها هَدرٌ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 4081 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4268 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
التخريج : أخرجه البخاري (5843)، ومسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

2 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4268 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البخاري (5843)، ومسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

3 - جلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم في بيتٍ وعليه إزارٌ فطرَحه بينَ رجلَيْه وفخِذاه خارجتانِ فجاء أبو بكرٍ يستأذِنُ عليه فأذِن له ثُمَّ جاء عمرُ فأذِن له فدخَل ثُمَّ جاء عثمانُ فأذِن له فلمَّا رآه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قام مسرعًا حتَّى دخَل البيتَ فشقَّ ذلك على عائشةَ فلمَّا خرَج القومُ قالَت يا رسولَ اللهِ دخَل أبو بكرٍ وعمرُ فلم تُغيِّرْ عن حالِك فلما دخَل عثمانُ قُمْتَ فقال يا عائشةُ ألا أستَحْيي ممَّن تستَحْيي منه الملائكةُ إنَّ الملائكةَ لتستَحْيي من عثمانَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/85 | خلاصة حكم المحدث : فيه النضر أبو عمر وهو متروك‏‏
التخريج : أخرجه الطبراني (11/254) (11656) باختلاف يسير، والآجري في ((الشريعة)) (1477)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (7/21) مختصراً

4 - تذاكرَ الناسُ في مجلسِ ابنِ عباسٍ فأخَذوا في فضلِ أبى بكرٍ ثمَّ أخذوا في فضلِ عُمرَ بنِ الخطابِ فلمَّا سمِعَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ بكى بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليهِ ثمَّ أفاقَ وقال رحِمَ اللهُ رجلًا لمْ تأخذْهُ في اللهِ لومةُ لائمٍ رحمَ اللهُ رجلًا قرأَ القرآنَ وعمِلَ بِمَا فيهِ وأقامَ حدودَ اللهِ كما أُمِرَ لمْ يزدجرْ عنِ القريبِ لقرابتِهِ ولمْ يحفَّ عنِ البعيدِ لبعدِهِ ثمَّ قال واللهِ لقدْ رأيتُ عمرَ وقدْ أقامَ الحدَّ على ولدِهِ فقتلَهُ فيهِ ثمَّ بَكى وبكى الناسُ مِنْ حولِهِ وقُلْنا يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ إنْ رأيتَ أنْ تحدثَنا كيفَ أقامَ عمرُ على ولدِهِ الحدَّ فقال واللهِ لقدْ أذكرْتُموني شيئًا كنتُ لهُ ناسيًا فقلنا أقسَمْنا عليكَ بحقِّ المُصطَفى بِمَا حدثْتَنا فقال معاشرَ الناسِ كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعمرُ بنُ الخطابِ جالسٌ والناسُ حولَهُ يعظُهُمْ ويحكمُ فِيما بينَهُمْ فإذا نحنُ بجاريةٍ قدْ أقبلَتْ مِنْ بابِ المسجدِ تتخطَّى رقابَ المهاجرينَ والأنصارِ حتَّى وقفَتْ بإزاءِ عمرَ فقالتِ السلامُ عليكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ فقال عمرُ وعليكِ السلامُ يا أمةَ اللهِ هلْ لكِ حاجةٌ قالتْ نعمْ أعظمُ الحوائجِ إليكَ خذْ ولدَكَ هذا مِنِّي فأنتَ أحقُّ بهِ ثمَّ رفعَتِ القناعَ فإذا على يدِها طِفلٌ فلمَّا نظرَ إليهِ عمرُ قال يا أمةَ اللهِ أسفِري عنْ وجهِكِ فأسفرَتْ فأطرقَ عمرُ وهوَ يقولُ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ يا هذِهِ أنا لا أعرفُكِ فكيفَ يكونُ هذا وَلدي فبكتِ الجاريةُ حتَّى بلَّتْ خمارُها بالدموعِ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ إنْ لمْ يكنْ ولدَكَ مِنْ ظهرِكَ فهوَ ولدُ ولدِكَ قال أيُّ أَولادي قالتْ أبو شحمةَ قال أبحلالٍ أمْ بحرامٍ قالتْ مِنْ قِبَلي بحلالٍ ومِنْ جهتِهِ بحرامٍ قال عمرُ وكيفَ ذاكَ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ اسمعْ مقالَتي فواللهِ ما زدتُ عليكَ حرفًا ولا نقصْتُ فقالَ لها اتَّقى اللهَ ولا تَقولي إلا الصدقَ ثمَّ قالتْ يا أميرَ المؤمنينَ كنتُ في بعضِ الأيامِ مارَّةً في بعضِ حوائجِي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النجارِ ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ مِنْ ورائِي فإذا أنا بولدِكَ أبي شحمةَ يتمايلُ سكرًا وكان قدْ شربَ عندَ مسيكةَ اليهوديِّ فلمَّا قربَ مِني توَاعدَني وهددَني وراودَني عنْ نفسِي وجرنِي إلى الحائطِ فسقطتُ وأغميَ عليَّ ، فواللهِ ما أفقتُ إلا وقدْ نالَ منِّي ما ينالُ الرجلُ مِنِ امرأتِهِ فقمتُ وكتمتُ أَمري عنْ عمِّي وعنْ جيرانِي ، فلمَّا تكاملَتْ أيامِي وانقضَتْ شُهوري وضربَني الطلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِهِ ثمَّ ندمتُ على ذلكَ فاحكمْ بحكمِ اللهِ بَيني وبينَهُ قال ابنُ عباسٍ فأمرَ عمرُ مناديهِ فنادى فأقبلَ الناسُ يهرعونَ إلى المسجدِ ثمَّ قامَ عمرُ فقال يا معشرَ المهاجرينَ والأنصارِ لا تَتفرقوا حتَّى آتيكُمْ بالخبرِ ثمَّ خرجَ مِنَ المسجدِ وأنا معَهُ فنظرَ إليَّ وقال يا ابنَ عباسٍ أسرعْ معِي فجعلَ يسرعُ حتى قربَ مِنْ منزلِهِ فقرعَ البابَ فخرجتْ جاريةٌ كانتْ تخدمُهُ فلمَّا نظرَتْ إلى وجهِهِ وقدْ غلبَهُ الغضبُ قالتْ ما الذي نزلَ بِكَ قال يا هذهِ وَلدي أبو شحمةَ هاهنا قالتْ إنهُ على الطعامِ فدخلَ وقال لهُ كلْ يا بنيَّ فيوشكُ أنْ يكونَ هذا آخرَ زادِكَ مِنَ الدُّنيا قال ابنُ عباسٍ فرأيتُ الغلامَ وقدْ تغيرَ لونُهُ وارتعدَ وسقطَتِ اللقمةُ مِنْ يدِهِ فقال لهُ عمرُ يا بُنيَّ مَنْ أنا فقال أنتَ أَبي وأميرُ المؤمنينَ قال فلي عليكَ حقُّ طاعةٍ أمْ لا قال طاعتانِ مفروضتانِ أولهُمَا أنَّكَ والدي والأُخرى أنكَ أميرُ المؤمنينَ قال عمرُ بحقِّ نبيِّكَ وبحقِّ أبيكَ إنْ أسألُكَ عنْ شيءٍ إلا أخبرتَني قال يا أَبي لا أقولُ غيرَ الصدقِ قال هلْ كنتَ ضيفًا لنسيِكَ اليهوديِّ فشربْتَ الخمرَ عندَهُ وسكرتَ قال يا أبي قدْ كان ذلكَ وقدْ تبتُ قال يا بنيَّ رأسُ مالِ المذنبينَ التوبةُ ثمَّ قال يا بنيَّ أنشدُكَ اللهَ هلْ دخلتَ ذلكَ اليومَ حائطَ بَني النجارِ فرأيتَ امرأةً واقعتَها فسكتَ وبكَى وهوَ يَبكي ويلطمُ وجهَهُ فقال لهُ عمرُ لا بأسَ اصدقْ فإنَّ اللهَ يحبُّ الصادقينَ فقال يا أَبي قدْ كان ذلكَ والشيطانُ أَغواني وأنا تائبٌ نادمٌ فلمَّا سمعَ منهُ عمرُ ذلكَ قبضَ على يدِهِ ولبتِهِ وجرَّهُ إلى المسجدِ فقال يا أبتِ لا تَفضحني على رؤوسِ الخلائقِ خذِ السيفَ فاقطعْنِي هاهُنا إربًا إربًا قال أمَا سمعتَ قولَ اللهِ تَعالى وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثمَّ جرَّهُ حتَّى أخرجَهُ إلى بينَ يديْ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المسجدِ وقال صدقَتِ المرأةُ وأقرَّ أبو شحمةَ بِمَا قالتْ وكان لهُ مملوكٌ يقالُ لهُ أفلحُ فقال لهُ يا أفلحُ إنَّ لي إليكَ حاجةً إنْ أنتَ قضيتَها فأنتَ حرٌّ لوجهِ اللهِ تَعالى فقال يا أميرَ المؤمنينَ مُرْني بأمرِكَ قال خذْ ابْني هذا فاضربْهُ مائةَ سوطٍ ولا تقصرْ في ضربِهِ فقال لا أفعلُهُ وبَكى وقال يا ليتَني لمْ تلدْني أُمي حيثُ أكلفُ ضربَ ولدِ سيدِي فقال لهُ عمرُ يا غلامُ إنَّ طاعَتي طاعةُ الرسولِ فافعلْ ما أمرتُكَ بهِ فانزعْ ثيابَهُ فضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ وجعلَ الغلامُ يشيرُ بإصبعِهِ إلى أبيهِ ويقولُ يا أبتِ ارحمْني فقال لهُ عمرُ وهوَ يَبكي ربُّك يرحمُكَ وإنَّما هذا كي يَرحمَني ويرحمَكَ ثمَّ قال يا أفلحُ اضربْ فضربَ أولَ سوطٍ فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقال نِعمَ الاسمُ سميتَ يا بنيَّ فلمَّا ضربَهُ ثانيًا قال أوهُ يا أبتِ قال اصبرْ كما عصيتَ فلمَّا ضربَهُ ثالثًا قال الأمانُ الأمانُ قال عمرُ ربكَ يعطيكُ الأمانَ فلمَّا ضربَهُ رابعًا قال واغوثاهُ قال الغوثُ عندَ الشدةِ فلمَّا ضربَهُ قال الحمدُ للهِ قال لهُ عمرُ كذا يجبُ أنْ تحمدَهُ فلمَّا ضربهُ عشرًا قال يا أبتِ قتلتَني قال يا بنيَّ ذنبُكَ قتلَكَ فلمَّا ضربهُ ثلاثينَ قال أحرقتَ واللهِ قلبِي قال يا بنيَّ النارُ أشدُّ حرًا فلمَّا ضربَهُ أربعينَ قال يا أبتِ دعْني أذهبُ على وجهي قال يا بنىَّ إذا أخذتُ حدَّ اللهِ مِنْ جنبِكَ فاذهبْ حيثُ شئتَ فلمَّا ضربَهُ خمسينَ قال أنشدُكَ بالقرآنِ لما خلَّيتَني قال يا بنيَّ هلَّا وعظَكَ القرآنُ وزجرَكَ عنْ معصيةِ اللهِ يا غلامُ اضربْ فلما ضربَهُ ستينَ قال يا أَبي أغِثني قال يا بنيَّ إنَّ أهلَ النارِ إذا استغاثوا لمْ يُغاثوا فلمَّا ضربَهُ سبعينَ قال يا أبتِ اسقِني شربةً مِنْ ماءٍ قال يا بنيَّ إنْ كان ربُّكَ ليطهرُكَ فيسقيكَ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا يا غلامُ اضربْ فلمَّا ضربَهُ ثمانينَ قال يا أبتِ السلامُ عليكَ قال وعليكَ السلامُ إنْ رأيتَ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأقرأْهُ مِنِّي السلامَ وقلْ لهُ خلفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويقيمُ الحدودَ يا غلامُ اضربْهُ فلمَّا ضربَهُ تسعينَ انقطعَ كلامُهُ وضعُفَ فوثبَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ كلِّ جانبٍ فقالوا يا عمرُ انظرْ كمْ بقيَ فأخرْهُ إلى وقتٍ آخرَ فقال كما لا تؤخرُ المعصيةُ لا تؤخرُ العقوبةُ وأتى الصريخُ إلى أمِّهِ فجاءَتْ باكيةً صارخةً وقالتْ يا عمرُ أحجُّ بكلِّ سوطٍ حجةً ماشيةً ، وأتصدقُ بِكَذا وكذا درهمًا قال إنَّ الحجَّ والصدقةَ لا تنوبُ مِنَ الحدِّ يا غلامُ أتمَّ الحدَّ فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقطَ الغلامُ ميتًا فقال عمرُ يا بنيَّ محَّصَ اللهُ عنكَ الخَطايا وجعلَ رأسَهُ في حجرِهِ وجعلَ يَبكي ويقولُ بأبي مَنْ قتلَهُ الحقُّ بأبي مَنْ ماتَ عندَ انقضاءِ الحدِّ بأبي مَنْ لمْ يرحمْهُ أبوهُ وأقاربُهُ فنظرَ الناسُ إليهِ فإذا هوَ قدْ فارقَ الدُّنيا فلمْ يُرَ يومًا أعظمَ مِنهُ وضجَّ الناسُ بالبكاءِ والنحيبِ فلمَّا كان بعدَ أربعينَ يومًا أقبلَ عليهِ حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ ورْدي مِنَ الليلِ فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ وإذا الفَتى معَهُ وعليهِ حُلتانِ خضراوتانِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرئْ عمرَ منِّي السلامَ وقلْ لهُ هكذا أمرَكَ اللهُ أنْ تقرأَ القرآنَ وتقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ يا حذيفةُ أقرئْ أبي مِنِّي السلامَ وقلْ طهرَكَ اللهُ كما طهرْتَني والسلامُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الجورقاني | المصدر : الأباطيل والمناكير
الصفحة أو الرقم : 2/229 | خلاصة حكم المحدث : باطل موضوع | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الجورقاني في ((الأباطيل والمناكير)) (577) واللفظ له، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/269)

5 - تَذاكر النَّاسُ في مجلسِ ابنِ عبَّاس ٍ ، فأخذوا في فضلِ أبي بكرٍ ، ثمَّ أخذوا في فضلِ عمرَ بنِ الخطَّابِ ، فلمَّا سمِع عبدُ اللهِ بنَ عبَّاس ٍ [ بكَى ] بكاءً شديدًا حتَّى أُغميَ عليه ، ثمَّ أفاق فقال : رحِم اللهُ رجلًا لم تأخُذْه في اللهِ لومةُ لائمٍ ، رحِم اللهُ رجلًا قرأ القرآنَ وعمِل بما فيه ، وأقام حدودَ اللهِ كما أمر ، لم يزدجِرْ عن القريبِ لقرابتِه . ولم يجْفُ عن البعيدِ لبُعدِه ، ثمَّ قال : واللهِ لقد رأيتُ عمرَ وقد أقام الحدَّ على ولدِه فقُتِل فيه ، ثمَّ بكَى وبكَى النَّاسُ من حولِه ، فقلنا : يا بنَ عمِّ رسولِ اللهِ إن رأيتَ أن تُحدِّثنا كيف أقام عمرُ على ولدِه الحدَّ ؟ فقال : واللهِ لقد أذكرتموني شيئًا كنتُ له ناسيًا ، فقلتُ : أقسمنا عليك بحقِّ المصطفَى أما حدَّثتَنا ؟ فقال : معاشرَ النَّاسِ ، كنتُ ذاتَ يومٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ وعمرُ بنُ الخطَّابِ جالسٌ والنَّاسُ حوله يعِظُهم ، ويحكُمُ فيما بينهم ، فإذا نحن بجاريةٍ قد أقبلت من بابِ المسجدِ ، فجعلت تتخطَّى رِقابَ المهاجرين والأنصارِ حتَّى وقفت بإزاءِ عمرَ فقالت : السَّلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، فقال عمرُ : وعليك السَّلامُ يا أمةَ اللهِ ، هل من حاجةٍ ؟ قالت : نعم أعظمُ الحوائجِ إليك ، خُذْ ولدَك هذا منِّي فأنت أحقُّ به ، ثمَّ رفعت القِناعَ ، فإذا على يدِها طفلٌ ، فلمَّا نظر إليه عمرُ قال : يا أمةَ اللهِ أسفِري عن وجهِك ، فأسفرت ، فأطرق عمرُ وهو يقولُ : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ [ العليِّ ] العظيمِ ، يا هذه أنا لا أعرِفُك ، فكيف يكون هذا ولدي ؟ فبكت الجاريةُ حتَّى بلَّت خِمارَها بالدُّموعِ ، ثمَّ قالت : يا أميرَ المؤمنين إن لم يكن ولدَك من ظهرِك فهو ولدُك من ولدِك . قال : أيَّ أولادي ؟ قالت : أبو شحمةَ قال : أبحلالٍ أم بحرامٍ ؟ قالت : من قِبَلي بحلالٍ ومن جِهتِه بحرامٍ . قال عمرُ : وكيف ذاك ؟ قالت : يا أميرَ المؤمنين اسمَعْ مقالتي ، فواللهِ ما زِدتُ عليك حرفًا ولا نقصتُ ، فقال لها : اتَّقي اللهَ ولا تقولي إلَّا الصِّدقَ . قالت : يا أميرَ المؤمنين كنتُ في بعضِ الأيَّامِ مارَّةً في بعضِ حوائجي إذ مررتُ بحائطٍ لبني النَّجَّارِ ، فإذا أنا بصائحٍ يصيحُ من ورائي ، فإذا أنا بولدِك أبي شحمةَ يتمايلُ سُكرًا ، وكان قد شرِب عند نُسَيكةَ اليهوديِّ ، فلمَّا قرُب منِّي تواعدني وتهدَّدني وراودني عن نفسي وجرَّني إلى الحائطِ فسقطتُ وأُغمِي عليَّ . فواللهِ ما أفقتُ إلَّا وقد نال منِّي ما نال الرَّجلُ من امرأتِه . فقمتُ وكتمتُ أمري ، عن عمِّي وعن جيراني ، فلمَّا تكاملت أيَّامي وانقضت شهوري وضربني الطَّلقُ وأحسستُ بالولادةِ خرجتُ إلى موضعِ كذا وكذا فوضعتُ هذا الغلامَ فهممتُ بقتلِه ، ثمَّ ندِمتُ على ذلك ، فاحكُمْ بحكمِ اللهِ بيني وبينه . قال ابنُ عبَّاس ٍ : فأمر عمرُ ( رضِي اللهُ عنه ) مناديَه يُنادي ، فأقبل النَّاسُ يُهرَعون إلى المسجدِ ، ثمَّ قام عمرُ فقال : يا معاشرَ المهاجرين والأنصارِ لا تتفرَّقوا حتَّى آتيكم بالخبرِ ، ثمَّ خرج من المسجدِ وأنا معه فنظر إليَّ وقال : يا بنَ عبَّاس ٍ أسرِعْ معي ، فجعل يُسرِعُ حتَّى قرُب من منزلِه فقرع البابَ فخرجت جاريةٌ كانت تخدُمُه ، فلمَّا نظَرتْ إلى وجهِه وقد غلبه الغضبُ قالت : ما الَّذي نزل بك ؟ قال : يا هذه ولدي أبو شحمةَ ههنا ؟ قالت : إنَّه على الطَّعامِ ، فدخل وقال له : كُلْ يا بُنيَّ فيُوشكُ أن يكونَ آخرَ زادِك من الدُّنيا ، قال : قال ابنُ عبَّاس ٍ : فرأيتُ الغلامَ وقد تغيَّر لونُه وارتعد ، وسقطت اللُّقمةُ من يدِه ، فقال له عمرُ : يا بُنيَّ من أنا ؟ قال : أنت أبي وأميرُ المؤمنين . قال : فلي عليك حقُّ طاعةٍ أم لا ؟ قال : طاعتان مُفترَضتان ، أولهما : أنَّك والدي والأخرَى أنَّك أميرُ المؤمنين ، قال عمرُ : بحقِّ نبيِّك وبحقِّ أبيك ، فإنِّي أسألُك عن شيءٍ إلَّا أخبرتَني قال : يا أبي لا أقولُ غيرَ الصِّدقِ . قال : هل كنتَ ضيفًا لنُسَيكةَ اليهوديِّ ، فشرِبتَ عنده الخمرَ وسكِرتَ ؟ قال : يا أبي قد كان ذلك وقد تبتُ . قال : يا بُنيَّ رأسُ مالِ المذنبين التَّوبةُ ، ثمَّ قال : يا بُنيَّ أنشُدك اللهَ هل دخلتَ ذلك اليومَ حائطًا لبني النَّجَّارِ فرأيتَ امرأةً فواقعتَها ؟ فسكَت وبكَى وهو يبكي ويلطِمُ وجهَه ، فقال له عمرُ : لا بأسَ اصدُقْ ، فإنَّ اللهَ يحِبُّ الصَّادقين . فقال : يا أبي كان ذلك الشَّيطانُ أغواني وأنا تائبٌ ، نادمٌ . فلمَّا سمِع منه عمرُ ذلك قبض على يدِه ولبَّبه وجرَّه إلى المسجدِ ، فقال : يا [ أبتِ ] لا تفضَحْني على رؤوسِ الخلائقِ خُذِ السَّيفَ ، واقطعني هاهنا إرْبًا إرْبًا . فقال : أما سمِعتَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ وليشهَدْ عذابَهما طائفةٌ من المؤمنين [ النُّور : 2 ] ثمَّ جرَّه حتَّى أخرجه بين يدَيْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ فقال : صدقت المرأةُ ، وأقرَّ أبو شحمةَ بما قالت ، وله مملوكٌ يُقالُ له أفلحُ [ فقال له : يا أفلحُ ] إنَّ لي إليك حاجةً إن قضيتها فأنت حُرٌّ لوجهِ اللهِ ، فقال : يا أميرَ المؤمنين مُرْني بأمرِك . قال : خُذِ ابني هذا فاضرِبْه مائةَ سوْطٍ ولا تُقصِّرْ في ضربِه فقال : لا أفعلُه ، وبكَى وقال : يا ليتني لم تلِدْني أمِّي حيث أُكلَّفُ بضربِ [ ولدِ سيِّدي ] فقال له عمرُ : يا غلامُ إنَّ طاعتي طاعةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فافعَلْ ما آمرُك به ، فانزع ثيابَه ، فضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ ، وجعل الغلامُ يشيرُ بأصبعِه إلى أبيه ويقولُ أبتِ ارحَمْني ، فقال له عمرُ وهو يبكي : ربُّك يرحمُك وإنَّما هذا كي يرحمَني ويرحمَك ، ثمَّ قال : يا أفلحُ اضرِبْ ، فضرب أوَّلَ سوطٍ ، فقال الغلامُ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، فقال : نعم الاسمُ سمَّيتَ يا بُنيَّ . فلمَّا ضرب به ثانيًا قال : أُوَّهْ يا أبتِ ، فقال عمرُ : اصبِرْ كما عصَيْتَ . فلمَّا ضرب ثالثًا قال : الأمانَ ، الأمانَ . قال عمرُ : ربُّك يُعطيك الأمانَ ، فلمَّا ضربه رابعًا : قال : واغوْثاه . فقال : الغوثُ عند الشِّدَّةِ . فلمَّا ضربه خامسًا حمِد اللهَ ، فقال له عمرُ : كذا يجبُ أن تحمدَه ، فلمَّا ضربه عشرًا قال : يا أبتِ قتلتَني . قال : يا بُنيَّ ذنبُك قتلك فلمَّا ضربه ثلاثين قال : أحرقت واللهِ قلبي . قال : يا بُنيَّ النَّارُ أشدُّ حرًّا . قال : فلمَّا ضربه أربعين قال : يا أبتِ دَعْني أذهَبْ على وجهي . قال : يا بُنيَّ إذا أخذتَ حدَّ اللهِ من جنبِك اذهَبْ حيث شئتَ . فلمَّا ضربه خمسين قال : نشدتُك بالقرآنِ لما خلَّيتَني . قال : يا بُنيَّ هلَّا وعظك القرآنُ وزجرك عن معصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، يا غلامُ اضرِبْ ، فلمَّا ضربه ستِّين قال : يا أبتِ أغِثْني . قال : يا بُنيَّ إنَّ أهلَ النَّارِ إذا استغاثوا [ لم ] يُغاثوا . فلمَّا ضربه سبعين قال : يا أبتِ اسْقِني شَربةً من ماءٍ . قال : يا بُنيَّ إن كان ربُّك يُطهِّرُك فيسقيك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَربةً لا تظمأُ بعدها أبدًا ، يا غلامُ اضرِبْ ، فلمَّا ضربه ثمانين قال : يا أبتِ السَّلامُ عليك قال : وعليك السَّلامُ ، إن رأيتَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاقرِئْه منِّي السَّلامَ وقُلْ له : خلَّفتُ عمرَ يقرأُ القرآنَ ويُقيمُ الحدودَ ، يا غلامُ اضرِبْه . فلمَّا ضربه تسعين انقطع كلامُه وضعُف . فوثب أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من كلِّ جانبٍ فقالوا : يا عمرُ انظُرْ كم بَقي فأخِّرْه إلى وقتٍ آخرَ . فقال : كما لا تُؤخَّرُ المعصيةُ لا تُؤخَّرُ العقوبةُ ، وأتَى الصَّريخُ إلى أمِّه فجاءت باكيةً صارخةً وقالت : يا عمرُ أحُجُّ بكلِّ سوطٍ حجَّةً ماشيةً ، وأتصدَّقُ بكذا وكذا درهمًا . قال : إنَّ الحجَّ والصَّدقةَ لا تنوبُ عن الحدِّ ، يا غلامُ أتمَّ الحدَّ ، فلمَّا كان آخرُ سوطٍ سقط الغلامُ ميِّتًا فقال عمرُ : يا بُنيَّ محَّص اللهُ عنك الخطايا ، وجعل رأسَه في حجرِه وجعل يبكي ويقولُ : بأبي من قتله الحقُّ ، بأبي من مات عند انقضاءِ الحدِّ ، بأبي من لم يرحَمْه أبوه ! وأقاربُه ! فنظر النَّاسُ إليه فإذا هو قد فارق الدُّنيا ، فلم يُرَ يومٌ أعظمَ منه ، وضجَّ النَّاسُ بالبكاءِ والنَّحيبِ . فلمَّا أن كان بعد أربعين يومًا أقبل عليه حذيفةُ بنُ اليمانِ صبيحةَ يومِ الجمعةِ فقال : إنِّي أخذتُ وِردي من اللَّيل فرأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المنامِ وإذا الفتَى معه عليه حُلَّتان خضراوتان فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ( أقرِئْ عمرَ منِّي السَّلامَ وقُلْ [ له هكذا أمرك اللهُ أن تقرأَ القرآنَ وتُقيمَ الحدودَ وقال الغلامُ : يا حذيفةُ أقرِئْ أبي عنِّي السَّلامَ وقُلْ له : ] طهَّرك اللهُ كما طهَّرتَني ) )
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/608 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الجورقاني في ((الأباطيل والمناكير)) (577)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/269) واللفظ له

6 - عن ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: جَلَسْتُ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فقالَ: يا بنَ عَبَّاسٍ، هل سَمِعتَ مِن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الرَّجُلِ إذا نَسِيَ صَلاتَه، فلم يَدْرِ أزادَ أم نَقَصَ، ما أمَرَ به فيه؟ قُلْتُ: وما سَمِعتَ أنت يا أَميرَ المُؤمِنينَ مِن رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شَيئًا في ذلك؟ قالَ: لا واللهِ، ما سَمِعتُ مِنه فيه شَيئًا، ولا سَألْتُ عنه، إذ جاءَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ، فقالَ: فيمَ أنتما؟ فأَخبَرَه عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عنه- فقالَ: سَألْتُ هذا الفَتى عن كَذا وكَذا، فلم أَجِدْ عنْدَه عِلمًا، قالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ: لكن عِنْدي، لقد سَمِعتُ ذلك مِن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ عُمَرُ: فأنت عِنْدَنا العَدْلُ الرِّضا، فماذا سَمِعتَ؟ قالَ: سَمِعتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: "إذا شَكَّ أحَدُكم في صَلاتِه، فشَكَّ في الواحِدةِ والثِّنْتَينِ، فلْيَجعَلْها واحِدةً، وإذا شَكَّ في الاثْنَتَينِ والثَّلاثِ فلْيَجعَلْها اثْنَتَينِ، وإذا شَكَّ في الثَّلاثِ والأرْبَعِ فلْيَجعَلْها ثَلاثًا، حتَّى يكونَ الوَهْمُ في الزِّيادةِ، ويَسجُدُ سَجْدتَينِ قَبْلَ أن يُسلِّمَ، ثُمَّ يُسلِّمُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : الخلافيات للبيهقي
الصفحة أو الرقم : 2173 | خلاصة حكم المحدث : رواة هذا الحديث كلهم ثقات، إلا أن له علة

7 - لمَّا مرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ مرضَهُ الَّذي ماتَ فيهِ ، كانَ في بيتِ عائشةَ ، فقالَ : ادعوا لي عليًّا قالت عائشةُ : يا رسولَ اللَّهِ ندعو لَكَ أبا بَكرٍ؟ قالَ : ادعوه قالت حفصةُ : يا رسولَ اللَّهِ ندعو لَكَ عمرَ؟ قالَ : ادعوه قالت أمُّ الفضلِ : يا رسولَ اللَّهِ ندعو لَكَ العبَّاسَ؟ قالَ : نعَم ، فلمَّا اجتَمعوا رفعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ رأسَهُ ، فنظرَ فسَكتَ ، فقالَ عمرُ : قوموا عَن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، ثمَّ جاءَ بلالٌ يؤذنُهُ بالصَّلاةِ ، فقالَ : مُروا أبا بَكرٍ فليصلِّ بالنَّاس فقالَت عائشةُ : يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبا بَكرٍ رجلٌ رقيقٌ حَصِرٌ ومتى لا يراكَ يبْكي ، والنَّاسُ يبْكونَ ، فلو أمَرتَ عُمرَ يصلِّي بالنَّاسِ ، فخرجَ أبو بَكرٍ فصلَّى بالنَّاسِ ، فوجدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في نفسِهِ خفَّةً ، فخرجَ يُهادى بينَ رجلينِ ، ورجلاهُ تخطَّانِ في الأرضِ ، فلمَّا رآهُ النَّاسُ سبَّحوا بأبي بَكرٍ فذَهبَ ليستأخرَ ، فأومأَ إليْهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أي مَكانَكَ ، فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فجلَسَ عن يمينِهِ ، وقامَ أبو بَكرٍ ، فكانَ أبو بَكرٍ يأتمُّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، والنَّاسُ يأتمُّونَ بأبي بَكرٍ ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ : وأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ منَ القراءةِ من حيثُ كانَ بلغَ أبو بَكرٍ - قالَ : وَكيعٌ وَكذا السُّنَّةُ - قالَ : فماتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في مَرضِهِ ذلِك
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 1027 | خلاصة حكم المحدث : حسن دون ذكر علي
التخريج : أخرجه ابن ماجه (1235) واللفظ له، وأحمد (3355) باختلاف يسير

8 - «لمَّا مَرِضَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَضَه الَّذي ماتَ فيه كانَ في بَيْتِ عائِشةَ، فقالَ: ادْعوا لي علِيًّا، قالَتْ عائِشةُ: أَلَا نَدْعو لك أبا بَكْرٍ؟ قالَ: ادْعوه، قالَتْ حَفْصةُ: يا رَسولَ اللهِ نَدْعو لك عُمَرَ، قالَ: ادْعوه، قالَتْ أُمُّ الفَضْلِ: يا رَسولَ اللهِ نَدْعو لك العبَّاسَ، قالَ: ادْعوه، فلمَّا اجْتَمَعوا رَفَعَ رَأسَه فلم يَرَ علِيًّا فسَكَتَ، فقالَ عُمَرُ: قوموا عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ، فقالَ: مُروا أبا بَكْرٍ فلْيُصَلِّ بالنَّاسِ، فقالَتْ عائِشةُ: إنَّ أبا بَكْرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ ومتى ما لا يَراك النَّاسُ يَبْكونَ، فلو أمَرْتَ عُمَرَ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فخَرَجَ أبو بَكْرٍ فصَلَّى بالنَّاسِ، ووَجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نفْسِه خِفَّةً فخَرَجَ يُهادى بَيْنَ رَجُلَينِ ورِجْلاه تَخُطَّانِ في الأرْضِ، فلمَّا رآه النَّاسُ سَبَّحوا بأبي بَكْرٍ، فذَهَبَ يَتَأخَّرُ فأَوْمَأَ إليه؛ أيْ مَكانَك، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى جَلَسَ، قالَ: وقامَ أبو بَكْرٍ عن يَمينِه، فكانَ أبو بَكْرٍ يَأتَمُّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّاس يَأتَمُّونَ بأبي بَكْرٍ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن القِراءةِ مِن حيثُ كانَ بَلَغَ أبو بَكْرٍ، وماتَ في مَرَضِه ذلك عليه السَّلامُ».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 497 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

9 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا على أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتينِ قال اللهُ لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ فحجَجْتُ معه فعدَل وعدَلْتُ معه بإداوةٍ فتبرَّز ثمَّ جاء فسكَبْتُ على يدَيهِ مِن الإداوةِ فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال لهما اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فقال عمرُ: واعجبًا منكَ يا ابنَ عبَّاسٍ هي حفصةُ وعائشةُ ثمَّ استقبَل عمرُ الحديثَ فقال: إنِّي كُنْتُ أنا وجارٌ لي مِن الأنصارِ في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ وهو مِن عوالي المدينةِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فإذا نزَلْتُ جِئْتُه بخبرِ ذلك اليومِ مِن الوحيِ وغيرِه وإذا نزَل فعَل مثلَ ذلك وكنَّا معاشرَ قريشٍ نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا على الأنصارِ إذا قومٌ تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يأخُذْنَ مِن نساءِ الأنصارِ فصخِبَتْ عليَّ امرأتي فراجَعتْني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني قالت: ولمَ تنكرُ أن، إحداهنَّ لَتهجُرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ فأفزَعني ذلك فقُلْتُ: خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ، ثمَّ جمَعْتُ عليَّ ثيابي فنزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ فقُلْتُ لها: يا حفصةُ أتُغضِبُ إحداكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتهجُرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ ؟ قالت: نَعم قُلْتُ: قد خِبْتِ وخسِرْتِ أفتأمنينَ أنْ يغضَبَ اللهُ لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتهلِكينَ، لا تَستَنكِري رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تُراجِعيه ولا تهجُريه، وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أضوأَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ عائشةَ، قال عمرُ: وقد تحدَّثْنا أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لِتغزوَنا فنزَل صاحبي الأنصاريُّ يومَ نوبتِه فرجَع إليَّ عشيًّا فضرَب بابي ضربًا شديدًا ففزِعْتُ فخرَجْتُ إليه فقال: قد حدَث أمرٌ عظيمٌ قُلْتُ: ما هو أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: لا بل أعظمُ وأطولُ طلَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه قال عمرُ: قُلْتُ: خابتْ حفصةُ وخسِرتْ قد كُنْتُ أظُنُّ أنَّ هذا يوشِكُ أنْ يكونَ قال: فجمَعْتُ عليَّ ثيابي فصلَّيْتُ صلاةَ الفجرِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَشرُبةً له اعتزَل فيها قال: ودخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي قُلْتُ: وما يُبكيكِ ؟ ألم أكُنْ أُحذِّرُكِ هذا أطلَقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: لا أدري ها هو ذا معتزلٌ في هذه المَشرُبةِ فخرَجْتُ فجِئْتُ المنبرَ فإذا حولَه رهطٌ يبكون فجلَسْتُ معهم قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فجِئْتُ المَشرُبةَ الَّتي فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لغلامٍ أسودَ: استأذِنْ لعُمرَ قال: فدخَل الغلامُ فكلَّم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فانصرَفْتُ حتَّى جلَسْتُ مع الرَّهطِ الَّذينَ عندَ المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فجِئْتُ فقُلْتُ للغلامِ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل ثمَّ رجَع قال: قد ذكَرْتُك له فصمَت فلمَّا أنْ ولَّيْتُ مُنصرِفًا إذا الغلامُ يدعوني يقولُ: قد أذِن لكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو مضطجِعٌ على رمالِ حصيرٍ قد أثَّر بجنبِه متَّكئٌ على وسادةٍ مِن أَدَمٍ حشوُها ليفٌ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قُلْتُ وأنا قائمٌ: يا رسولَ اللهِ أطلَّقْتَ نساءَكَ ؟ فرفَع بصرَه إلى السَّماءِ وقال: لا، فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ يا رسولَ اللهِ لو رأَيْتَني وكنَّا معاشرَ قريشٍ نغلِبُ نساءَنا فلمَّا أنْ قدِمْنا المدينةَ قدِمْنا على قومٍ تغلِبُهم نساؤُهم فصخِبتْ عليَّ امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ واللهِ إنَّ أزواجَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنَه وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ حتَّى اللَّيلِ قال: قُلْتُ: قد خابت حفصةُ وخسِرتْ أفتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ لو رأَيْتَني ودخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: لا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُريدُ عائشةَ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تبسُّمًا آخَرَ قال: فجلَسْتُ حينَ رأَيْتُه تبسَّم قال: فرجَعْتُ بصري في بيتِه فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ غيرَ أهَبةٍ ثلاثةٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فإنَّ فارسَ والرُّومَ قد وُسِّع عليهم وأُعطوا الدُّنيا وهم لا يعبُدونَ اللهَ قال: فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان متَّكئًا ثمَّ قال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلت لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) قال: فقُلْتُ: أستغفِرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ، فاعتزَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه مِن أجلِ ذلك الحديثِ وكان قال: ( ما أنا بداخلٍ عليهنَّ شهرًا ) مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ فلمَّا مضتْ تسعٌ وعشرونَ ليلةً دخَل على عائشةَ فبدَأ بها، فقالت له عائشةُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك قد أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا، وإنَّا أصبَحْنا في تسعٍ وعشرينَ ليلةً عَدَّها فقال: ( الشَّهرُ تسعٌ وعشرونَ ليلةً وكان الشَّهرُ تسعًا وعشرينَ ليلةً )
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4187 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
التخريج : أخرجه البخاري (5843)، ومسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

10 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا على أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتينِ قال اللهُ لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ فحجَجْتُ معه فعدَل وعدَلْتُ معه بإداوةٍ فتبرَّز ثمَّ جاء فسكَبْتُ على يدَيهِ مِن الإداوةِ فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال لهما اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فقال عمرُ: واعجبًا منكَ يا ابنَ عبَّاسٍ هي حفصةُ وعائشةُ ثمَّ استقبَل عمرُ الحديثَ فقال: إنِّي كُنْتُ أنا وجارٌ لي مِن الأنصارِ في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ وهو مِن عوالي المدينةِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فإذا نزَلْتُ جِئْتُه بخبرِ ذلك اليومِ مِن الوحيِ وغيرِه وإذا نزَل فعَل مثلَ ذلك وكنَّا معاشرَ قريشٍ نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا على الأنصارِ إذا قومٌ تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يأخُذْنَ مِن نساءِ الأنصارِ فصخِبَتْ عليَّ امرأتي فراجَعتْني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني قالت: ولمَ تنكرُ أن، إحداهنَّ لَتهجُرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ فأفزَعني ذلك فقُلْتُ: خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ، ثمَّ جمَعْتُ عليَّ ثيابي فنزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ فقُلْتُ لها: يا حفصةُ أتُغضِبُ إحداكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتهجُرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ ؟ قالت: نَعم قُلْتُ: قد خِبْتِ وخسِرْتِ أفتأمنينَ أنْ يغضَبَ اللهُ لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتهلِكينَ، لا تَستَنكِري رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تُراجِعيه ولا تهجُريه، وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أضوأَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ عائشةَ، قال عمرُ: وقد تحدَّثْنا أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لِتغزوَنا فنزَل صاحبي الأنصاريُّ يومَ نوبتِه فرجَع إليَّ عشيًّا فضرَب بابي ضربًا شديدًا ففزِعْتُ فخرَجْتُ إليه فقال: قد حدَث أمرٌ عظيمٌ قُلْتُ: ما هو أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: لا بل أعظمُ وأطولُ طلَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه قال عمرُ: قُلْتُ: خابتْ حفصةُ وخسِرتْ قد كُنْتُ أظُنُّ أنَّ هذا يوشِكُ أنْ يكونَ قال: فجمَعْتُ عليَّ ثيابي فصلَّيْتُ صلاةَ الفجرِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَشرُبةً له اعتزَل فيها قال: ودخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي قُلْتُ: وما يُبكيكِ ؟ ألم أكُنْ أُحذِّرُكِ هذا أطلَقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: لا أدري ها هو ذا معتزلٌ في هذه المَشرُبةِ فخرَجْتُ فجِئْتُ المنبرَ فإذا حولَه رهطٌ يبكون فجلَسْتُ معهم قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فجِئْتُ المَشرُبةَ الَّتي فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لغلامٍ أسودَ: استأذِنْ لعُمرَ قال: فدخَل الغلامُ فكلَّم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فانصرَفْتُ حتَّى جلَسْتُ مع الرَّهطِ الَّذينَ عندَ المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فجِئْتُ فقُلْتُ للغلامِ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل ثمَّ رجَع قال: قد ذكَرْتُك له فصمَت فلمَّا أنْ ولَّيْتُ مُنصرِفًا إذا الغلامُ يدعوني يقولُ: قد أذِن لكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو مضطجِعٌ على رمالِ حصيرٍ قد أثَّر بجنبِه متَّكئٌ على وسادةٍ مِن أَدَمٍ حشوُها ليفٌ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قُلْتُ وأنا قائمٌ: يا رسولَ اللهِ أطلَّقْتَ نساءَكَ ؟ فرفَع بصرَه إلى السَّماءِ وقال: لا، فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ يا رسولَ اللهِ لو رأَيْتَني وكنَّا معاشرَ قريشٍ نغلِبُ نساءَنا فلمَّا أنْ قدِمْنا المدينةَ قدِمْنا على قومٍ تغلِبُهم نساؤُهم فصخِبتْ عليَّ امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ واللهِ إنَّ أزواجَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنَه وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ حتَّى اللَّيلِ قال: قُلْتُ: قد خابت حفصةُ وخسِرتْ أفتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ لو رأَيْتَني ودخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: لا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُريدُ عائشةَ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تبسُّمًا آخَرَ قال: فجلَسْتُ حينَ رأَيْتُه تبسَّم قال: فرجَعْتُ بصري في بيتِه فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ غيرَ أهَبةٍ ثلاثةٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فإنَّ فارسَ والرُّومَ قد وُسِّع عليهم وأُعطوا الدُّنيا وهم لا يعبُدونَ اللهَ قال: فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان متَّكئًا ثمَّ قال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلت لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) قال: فقُلْتُ: أستغفِرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ، فاعتزَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه مِن أجلِ ذلك الحديثِ وكان قال: ( ما أنا بداخلٍ عليهنَّ شهرًا ) مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ فلمَّا مضتْ تسعٌ وعشرونَ ليلةً دخَل على عائشةَ فبدَأ بها، فقالت له عائشةُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك قد أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا، وإنَّا أصبَحْنا في تسعٍ وعشرينَ ليلةً عَدَّها فقال: ( الشَّهرُ تسعٌ وعشرونَ ليلةً وكان الشَّهرُ تسعًا وعشرينَ ليلةً )
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4187 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه البخاري (5843)، ومسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

11 - لمَّا مرضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرضَهُ الذي ماتَ فيهِ كان في بيتِ عائشةَ ، فقال : ادْعوا لي عليًَّا ، قالتْ عائشةُ : يا رسولَ اللهِ نَدْعو لكَ أبا بكرٍ ؟ قال : ادعوهُ قالتْ حفصةُ : يا رسولَ اللهِ نَدعو لكَ عمرَ ؟ قال : ادعوهُ قالتْ أمُّ الفضلِ : يا رسولَ اللهِ ندعو لكَ العباسَ ، قال نعمْ فلمَّا اجتمعوا رفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأسَهُ فنظرَ فسكتَ ، فقال عمرُ : قوموا عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم . ثمَّ جاءَ بلالٌ يؤذِنُهُ بالصلاةِ ، فقال : مُروا أبا بكرٍ فيلصلِّ بالناسِ . فقالتْ عائشةُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ حصرٌ ، ومَتى لا يراكَ يَبكي ، والناسُ يبكونَ ، فلوْ أمرتَ عمرَ يُصلي بالناسِ . فخرجَ أبو بكرٍ فصلَّى بالناسِ فوجدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نفسِهِ خِفةً فخرجَ يُهادَى بينَ رجلينِ ورجلاهُ تخطانِ في الأرضِ ، فلمَّا رآهُ الناسُ سبَّحوا بأبي بكرٍ ، فذهبَ ليستأخرَ ، فأومأَ إليهِ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيْ : مكانَكَ ، فجاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلسَ عنْ يمينِهِ ، وقامَ أبو بكرٍ فكانَ أبو بكرٍ يأتَمُّ بالنبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والناسُ يأتمونَ بأبي بكرٍ ، قال ابنُ عباسٍ : وأخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم مِنَ القراءةِ مِنْ حيثُ كان بلغَ أبو بكرٍ . – قال وكيعٌ : وكذا السنَّةُ – قال : فماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مرضِهِ ذلكَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : أحاديث معلة
الصفحة أو الرقم : 209 | خلاصة حكم المحدث : سنده ثقات ، ولكن أبا إسحاق مدلس ولم يصرح بالتحديث
التخريج : أخرجه ابن ماجه (1235)، وأحمد (3355) باختلاف يسير

12 - «سافَرْتُ معَ ابنِ عبَّاسٍ مِن المَدينةِ إلى الشَّامِ فسَألْتُه: أَوْصى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالَ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا مَرِضَ مَرَضَه الَّذي ماتَ فيه، كانَ في بَيْتِ عائِشةَ، فقالَ: ادْعوا لي علِيًّا، فقالَتْ: أَلَا نَدْعو أبا بَكْرٍ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ادْعوه، ثُمَّ قالَتْ حَفْصةُ: أَلَا نَدْعو عُمَرَ، قالَ: ادْعوه، ثُمَّ قالَتْ أُمُّ الفَضْلِ: أَلَا نَدْعو العبَّاسَ عَمَّك، قالَ: ادْعوه، لمَّا حَضَروه رَفَعَ رَأسَه فلم يَرَ علِيًّا، فسَكَتَ ولم يَتَكلَّمْ، فقالَ عُمَرُ: قُوموا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلو كانَتْ له إلينا حاجةٌ ذَكَرَها، حتَّى فَعَلَ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قالَ: لِيُصَلِّ بالنَّاسِ أبو بَكْرٍ، قالَتْ عائِشةُ: إنَّ أبا بَكْرٍ حَضَرَ، فتَقَدَّمَ أبو بَكْرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فرأى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نفْسِه خِفَّةً فانْطَلَقَ يُهادَى بَيْنَ رَجُلَينِ، فلمَّا أحَسَّ النَّاسُ سَبَّحوا، فذَهَبَ أبو بَكْرٍ يَتَأخَّرُ فأشارَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه: مَكانَك، واسْتَفْتَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حيثُ انْتَهى أبو بَكْرٍ مِن القِراءةِ، وأبو بَكْرٍ قائِمٌ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ، فأْتَمَّ أبو بَكْرٍ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأْتَمَّ النَّاسُ بأبي بَكْرٍ فما قَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ حتَّى ثَقُلَ جِدًّا، فخَرَجَ يُهادى بَيْنَ رَجُلَينِ وإنَّ رِجْلَيه لَتَخُطَّانِ في الأرْضِ، فماتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يوصِ».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 496 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

13 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:  مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أنْ أسْأَلَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ عن آيَةٍ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أسْأَلَهُ هَيْبَةً له، حتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ معهُ، فَلَمَّا رَجَعْنَا وكُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ إلى الأرَاكِ لِحَاجَةٍ له، قالَ: فَوَقَفْتُ له حتَّى فَرَغَ، ثُمَّ سِرْتُ معهُ، فَقُلتُ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أزْوَاجِهِ؟ فَقالَ: تِلكَ حَفْصَةُ وعَائِشَةُ، قالَ: فَقُلتُ: واللَّهِ إنْ كُنْتُ لَأُرِيدُ أنْ أسْأَلَكَ عن هذا مُنْذُ سَنَةٍ، فَما أسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ، قالَ: فلا تَفْعَلْ، ما ظَنَنْتَ أنَّ عِندِي مِن عِلْمٍ فَاسْأَلْنِي، فإنْ كانَ لي عِلْمٌ خَبَّرْتُكَ به، قالَ: ثُمَّ قالَ عُمَرُ: واللَّهِ إنْ كُنَّا في الجَاهِلِيَّةِ ما نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أمْرًا، حتَّى أنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ ما أنْزَلَ، وقَسَمَ لهنَّ ما قَسَمَ، قالَ: فَبيْنَا أنَا في أمْرٍ أتَأَمَّرُهُ، إذْ قالتِ امْرَأَتِي: لو صَنَعْتَ كَذَا وكَذَا، قالَ: فَقُلتُ لَهَا: ما لَكِ؟ ولِما هَاهُنَا؟ وفِيمَ تَكَلُّفُكِ؟ في أمْرٍ أُرِيدُهُ، فَقالَتْ لِي: عَجَبًا لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! ما تُرِيدُ أنْ تُرَاجَعَ أنْتَ وإنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَظَلَّ يَومَهُ غَضْبَانَ، فَقَامَ عُمَرُ فأخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حتَّى دَخَلَ علَى حَفْصَةَ، فَقالَ لَهَا: يا بُنَيَّةُ، إنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يَظَلَّ يَومَهُ غَضْبَانَ؟! فَقالَتْ حَفْصَةُ: واللَّهِ إنَّا لَنُرَاجِعُهُ، فَقُلتُ: تَعْلَمِينَ أنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ، وغَضَبَ رَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يا بُنَيَّةُ، لا يَغُرَّنَّكِ هذِه الَّتي أعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إيَّاهَا -يُرِيدُ عَائِشَةَ- قالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حتَّى دَخَلْتُ علَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتي منها، فَكَلَّمْتُهَا، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! دَخَلْتَ في كُلِّ شَيءٍ حتَّى تَبْتَغِيَ أنْ تَدْخُلَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَزْوَاجِهِ، فأخَذَتْنِي -واللَّهِ- أخْذًا كَسَرَتْنِي عن بَعْضِ ما كُنْتُ أجِدُ، فَخَرَجْتُ مِن عِندِهَا، وكانَ لي صَاحِبٌ مِنَ الأنْصَارِ إذَا غِبْتُ أتَانِي بالخَبَرِ، وإذَا غَابَ كُنْتُ أنَا آتِيهِ بالخَبَرِ، ونَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِن مُلُوكِ غَسَّانَ، ذُكِرَ لَنَا أنَّه يُرِيدُ أنْ يَسِيرَ إلَيْنَا، فَقَدِ امْتَلَأَتْ صُدُورُنَا منه، فَإِذَا صَاحِبِي الأنْصَارِيُّ يَدُقُّ البَابَ، فَقالَ: افْتَحِ افْتَحْ، فَقُلتُ: جَاءَ الغَسَّانِيُّ؟ فَقالَ: بَلْ أشَدُّ مِن ذلكَ، اعْتَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أزْوَاجَهُ، فَقُلتُ: رَغَمَ أنْفُ حَفْصَةَ وعَائِشَةَ، فأخَذْتُ ثَوْبِي، فأخْرُجُ حتَّى جِئْتُ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَشْرُبَةٍ له يَرْقَى عَلَيْهَا بعَجَلَةٍ، وغُلَامٌ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسْوَدُ علَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ، فَقُلتُ له: قُلْ: هذا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فأذِنَ لِي، قالَ عُمَرُ: فَقَصَصْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا الحَدِيثَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّه لَعَلَى حَصِيرٍ ما بيْنَهُ وبيْنَهُ شَيءٌ، وتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وإنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ، فَرَأَيْتُ أثَرَ الحَصِيرِ في جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فَقالَ: ما يُبْكِيكَ؟ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ كِسْرَى وقَيْصَرَ فِيما هُما فِيهِ، وأَنْتَ رَسولُ اللَّهِ! فَقالَ: أَمَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ لهمُ الدُّنْيَا ولَنَا الآخِرَةُ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4913 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه مسلم (1479) باختلاف يسير | شرح الحديث

14 - جاءت جاريةٌ إلى عمرَ فقالت : إنَّ سيدي اتَّهمني فأقعدني على النارِ حتى أحرقَ فَرْجِي ، فقال عمرُ : هل رأى عليكِ ذلك ؟ قالت : لا ، قال : فاعترفتِ ؟ قالت : لا . فقال : عليَّ بهِ ، فلما رآهُ قال : أتُعَذِّبُ بعذابِ اللهِ ؟ قال : يا أميرَ المؤمنين اتَّهمتُها في نفسها ، قال : رأيتَ ذلك عليها ؟ قال : لا ، قال : فاعترفتْ لك بهِ ؟ قال : لا . قال : والذي نفسي بيدِه لو لم أسمع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : لا يُقَادُ لمملوكٍ من مالكِه ولا ولدٍ من والدِه لأقَدْتُها منك ، ثم أبرزَه فضربَه مائةَ سوطٍ ثم قال : اذهبي فأنتِ حرَّةٌ وأنت مولاة الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من حرّقَ بالنارِ ، أو مثَّلَ به ، فهو حرٌّ ، وهو مولى اللهِ ورسولهِ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 6/129 | خلاصة حكم المحدث : [فيه عمر بن عيسى ، ذكر من جرحه]
التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/181)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8657) مطولاً واللفظ لهما، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5329) مطولاً باختلاف يسير

15 - لما أقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من غزوةِ خيبرَ أُنزِل عليه إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إلى آخرِ القصةِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليَّ بنَ أبي طالبٍ يا فاطمةُ بنتَ محمدٍ جاء نصرُ اللهِ والفتحُ ورأيتُ الناسَ يدخلون في دينِ اللهِ أفواجًا فسبحانَ ربِّي وبحمدِه وأستغفرُه إنه كان توابًا ويا عليُّ إنه يكونُ بعدي في المؤمنينَ الجهادُ قال على ما نجاهدُ المؤمنينَ الذين يقولون آمنا باللهِ قال على الإحداثِ في الدينِ إذا ما عملوا في الرأيِ لا رأيَ في الدينِ إنما الدينُ من الربِّ أمرُه ونهيُه قال عليٌّ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن عرض لنا أمرٌ لم يُنزَلْ فيه قرآنٌ ولم تمضِ فيه سنةٌ منك قال تجعلونه شورَى بينَ العابدينَ من المؤمنين ولا تقضونه برأيِ خاصةٍ فلو كنتُ مستخلفًا أحدًا لم يكنْ أحقَّ منك لقدمِك في الإسلامِ وقرابتِك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعندَك سيدةُ نساءِ المؤمنين وقبلَ ذلك ما كان من بلاءِ أبي طالبٍ إيايَّ ونزل القرآنُ وأنا حريصُ على أن أُدعَى له في ولدِه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 1/184 | خلاصة حكم المحدث : فيه عبد الله بن كيسان قال البخاري‏‏ منكر الحديث ‏‏ ‏‏ | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الطبراني (11/372) (12042)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (153) باختلاف يسير

16 - سمِع عمرُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم خرَج يومًا عند الظَّهيرةِ فوجَد أبا بكرٍ في المسجدِ جالسًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ما أخرَجك في هذه السَّاعةِ قال لرسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أخرَجني يا رسولَ اللهِ الَّذي أخرَجك ثُمَّ إنَّ عمرَ جاء فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يا ابنَ الخطَّابِ ما أخرَجك هذه السَّاعةَ قال أخرَجني يا رسولَ اللهِ الَّذي أخرَجكما فقعَد معهما فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُهما فقال لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم هل بكما من قوَّةٍ فتنطَلِقانِ إلى هذا النَّخلِ فتُصيبانِ من طعامٍ وشرابٍ فقُلْنا نَعَمْ يا رسولَ اللهِ فانطَلَقنا حتَّى أتَيْنا منزلَ مالكِ بنِ التَّيِّهانِ أبي الهيثمِ الأنصاريِّ فتقدَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم بينَ أيدينا فاستأذَن عليهم وأمُّ أبي الهيثمِ تسمَعُ السَّلامَ تُرِيدُ أن يزيدَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم من السَّلامِ فلمَّا أراد رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أن ينصَرِفَ خرَجَت أمُّ أبي الهيثمِ تسعى فقالت يا رسولَ اللهِ قد سمِعْتُ سلامَك ولكن أرَدْتُ أن تزيدَنا من سلامِك فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أين أبو الهيثمِ قالت قريبٌ ذهَب يا رسولَ اللهِ يستَعذِبُ لنا من الماءِ ادخُلوا السَّاعةَ يأتي فبسَطَتْ لنا بِساطًا تحتَ شجرةٍ حتَّى جاء أبو الهيثمِ مع حمارِه وعليه قِرْبتانِ من ماءٍ ففرِح بهم أبو الهيثمِ وقرَّب يُحَيِّيهم فصعِد أبو الهيثمِ على نخلةٍ فصرَم أعذاقًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حَسْبُك يا أبا الهيثمِ قال يا رسولَ اللهِ تأكُلونَ من بُسْرِه ومن رُطَبِه وتَذْنوبِه ثُمَّ أتاهم بماءٍ فشرِبوا عليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم هذا من النَّعيمِ الَّذي تُسأَلونَ عنه ثُمَّ قام أبو الهيثمِ إلى شاةٍ ليذبَحَها فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إيَّاك واللَّبونِ ثُمَّ قام أبو الهيثمِ فعجَن لهم ووضَع رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وعمرُ رؤوسَهم فناموا فاستَيْقَظوا وقد أدرَك طعامُهم فوضَعه بين أيديهم فأكَلوا وشبِعوا وأتاهم أبو الهيثمِ ببقيَّةِ الأعذاقِ فأصابوا منه وسلَّم رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ودعا لهم بخيرٍ ثُمَّ قال لأبي الهيثمِ إذا بلَغك أنَّه قد أتانا رقيقٌ فائتِنا قال أبو الهيثمِ فلمَّا بلَغني أنَّه أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم رقيقٌ أتَيْتُ المدينةَ فأعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم رأسًا فكاتَبْتُه على أربعينَ ألفَ درهمٍ فما رأَيْتُ رأسًا كان أعظمَ بركةً منه وفي روايةٍ قالت أمُّ أبي الهيثمِ لو دعَوْتَ لنا قال أفطَر عندَكم الصَّائمون وأكَل طعامَكم الأبرارُ وصلَّتْ عليكم الملائكةُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 10/319 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف
التخريج : أخرجه البزار (205)، وابن حبان (5216)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2247) باختلاف يسير

17 - أرادَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الحجّ فقالتْ امرأةٌ لزوجها : أحججنِي مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : ما عندِي ما أحجّكِ عليهِ . فقالت : أحججني على جملِكَ فلان . قال : ذلكَ حبيسِي في سبيلِ اللهِ عز وجلَ . فأتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : إن امرأتِي تقرأ عليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ ، إنها سألتني الحجّ معكَ قالت : أحججْني مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلت : ما عندي ما أحجّكِ عليهِ . فقالت : أحجُجْني على جملكَ فلان . فقلت : ذلكَ حبيسي في سبيلِ اللهِ فقال : أما إنكَ لو حججْتها عليهِ كانَ في سبيلِ اللهِ وإنها أمرتنِي أن أسألكَ ما يعدِلُ حجّةٌ معكَ . قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أقرئها السلامَ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ وأخبرها أنها تعْدِلُ حجةً – يعني عمرةً في رمضانَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : النووي | المصدر : المجموع للنووي
الصفحة أو الرقم : 6/212 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (1990)، والطبراني (12/208) (12911) | شرح حديث مشابه

18 - أرادَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَجَّ، فقالتِ امرَأةٌ لزَوجِها: حُجَّ بي مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما عِندي ما أُحِجُّكِ عليه، قالتْ: فحُجَّ بي على ناضِحِكَ، فقالَ: ذاكَ نَعتَقِبُه أنا ووَلَدُكِ، قالتْ: فحُجَّ بي على جَمَلِكَ فُلانٍ، قالَ: ذلكَ حَبيسٌ في سَبيلِ اللهِ، قالتْ: فبِعْ ثَمَرَ رِقِّكَ، قالَ: ذاكَ قُوتي وقُوتُكِ، قالَ: فلمَّا رَجَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مَكَّةَ أرسَلَت إليه زَوجَها فقالتْ: أَقْرِئْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، وسَلْه ما يَعدِلُ حَجَّةً معكَ؟ فأتى زَوجُها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امرَأتي تُقرِئُكَ السَّلامَ ورَحمةَ اللهِ، وإنَّها سَألَتْني أن أَحُجَّ بها معكَ، فقُلتُ لها: ليس عِندي، قالتْ: فحُجَّ بي على جَمَلِكَ فُلانٍ، فقُلتُ لها: ذلكَ حَبيسٌ في سَبيلِ اللهِ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا إنَّكَ لو كُنتَ حَجَجْتَ بها كان في سَبيلِ اللهِ، فقالَ: فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعَجُّبًا من حِرصِها على الحَجِّ، قالَ: وإنَّها أمَرَتْني أن أسألَكَ: ما يَعدِلُ حَجَّةً معكَ؟ قالَ: أَقرِئْها مِنِّي السَّلامَ ورَحمةَ اللهِ، وأَخبِرْها أنَّها تَعدِلُ حَجَّةً معي عُمْرةٌ في رَمَضانَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1802 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

19 -  أَوَّلَ ما اتَّخَذَ النِّسَاءُ المِنْطَقَ مِن قِبَلِ أُمِّ إسْمَاعِيلَ؛ اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا علَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بهَا إبْرَاهِيمُ وبِابْنِهَا إسْمَاعِيلَ وهي تُرْضِعُهُ، حتَّى وضَعَهُما عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المَسْجِدِ، وليسَ بمَكَّةَ يَومَئذٍ أَحَدٌ، وليسَ بهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُما هُنَالِكَ، ووَضَعَ عِنْدَهُما جِرَابًا فيه تَمْرٌ، وسِقَاءً فيه مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إسْمَاعِيلَ فَقالَتْ: يا إبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهذا الوَادِي الَّذي ليسَ فيه إنْسٌ ولَا شَيءٌ؟ فَقالَتْ له ذلكَ مِرَارًا، وجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهَا، فَقالَتْ له: آللَّهُ الَّذي أَمَرَكَ بهذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَتْ: إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إبْرَاهِيمُ حتَّى إذَا كانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لا يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بوَجْهِهِ البَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ، ورَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حتَّى بَلَغَ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37]، وجَعَلَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إسْمَاعِيلَ وتَشْرَبُ مِن ذلكَ المَاءِ، حتَّى إذَا نَفِدَ ما في السِّقَاءِ عَطِشَتْ وعَطِشَ ابنُهَا، وجَعَلَتْ تَنْظُرُ إلَيْهِ يَتَلَوَّى -أَوْ قالَ: يَتَلَبَّطُ- فَانْطَلَقَتْ كَرَاهيةَ أَنْ تَنْظُرَ إلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ في الأرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عليه، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الوَادِيَ تَنْظُرُ: هلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حتَّى إذَا بَلَغَتِ الوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإنْسَانِ المَجْهُودِ حتَّى جَاوَزَتِ الوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ المَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا ونَظَرَتْ: هلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذلكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ -قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَذلكَ سَعْيُ النَّاسِ بيْنَهُما- فَلَمَّا أَشْرَفَتْ علَى المَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقالَتْ: صَهٍ -تُرِيدُ نَفْسَهَا-، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقالَتْ: قدْ أَسْمَعْتَ إنْ كانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هي بالمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بعَقِبِهِ -أَوْ قالَ: بجَنَاحِهِ- حتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتَقُولُ بيَدِهَا هَكَذَا، وجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ في سِقَائِهَا وهو يَفُورُ بَعْدَ ما تَغْرِفُ. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إسْمَاعِيلَ، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ -أَوْ قالَ: لو لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ- لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا. قالَ: فَشَرِبَتْ وأَرْضَعَتْ ولَدَهَا، فَقالَ لَهَا المَلَكُ: لا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ؛ فإنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ، يَبْنِي هذا الغُلَامُ وأَبُوهُ، وإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وكانَ البَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأرْضِ كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأْخُذُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذلكَ حتَّى مَرَّتْ بهِمْ رُفْقَةٌ مِن جُرْهُمَ -أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِن جُرْهُمَ- مُقْبِلِينَ مِن طَرِيقِ كَدَاءٍ، فَنَزَلُوا في أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا، فَقالوا: إنَّ هذا الطَّائِرَ لَيَدُورُ علَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بهذا الوَادِي وما فيه مَاءٌ، فأرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ فَإِذَا هُمْ بالمَاءِ، فَرَجَعُوا فأخْبَرُوهُمْ بالمَاءِ، فأقْبَلُوا، قالَ: وأُمُّ إسْمَاعِيلَ عِنْدَ المَاءِ، فَقالوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، ولَكِنْ لا حَقَّ لَكُمْ في المَاءِ، قالوا: نَعَمْ، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فألْفَى ذلكَ أُمَّ إسْمَاعِيلَ وهي تُحِبُّ الإنْسَ، فَنَزَلُوا وأَرْسَلُوا إلى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا معهُمْ، حتَّى إذَا كانَ بهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ منهمْ، وشَبَّ الغُلَامُ وتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ منهمْ، وأَنْفَسَهُمْ وأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً منهمْ، ومَاتَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إبْرَاهِيمُ بَعْدَما تَزَوَّجَ إسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عنْه، فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عن عَيْشِهِمْ وهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بشَرٍّ، نَحْنُ في ضِيقٍ وشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إلَيْهِ، قالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عليه السَّلَامَ، وقُولِي له: يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إسْمَاعِيلُ كَأنَّهُ آنَسَ شيئًا، فَقالَ: هلْ جَاءَكُمْ مِن أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا شَيخٌ كَذَا وكَذَا، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فأخْبَرْتُهُ، وسَأَلَنِي: كيفَ عَيْشُنَا؟ فأخْبَرْتُهُ أنَّا في جَهْدٍ وشِدَّةٍ، قالَ: فَهلْ أَوْصَاكِ بشَيءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ، ويقولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ، قالَ: ذَاكِ أَبِي، وقدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الْحَقِي بأَهْلِكِ، فَطَلَّقَهَا، وتَزَوَّجَ منهمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عنْهمْ إبْرَاهِيمُ ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ علَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عنْه، فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، قالَ: كيفَ أَنْتُمْ؟ وسَأَلَهَا عن عَيْشِهِمْ وهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بخَيْرٍ وسَعَةٍ، وأَثْنَتْ علَى اللَّهِ، فَقالَ: ما طَعَامُكُمْ؟ قالتِ: اللَّحْمُ، قالَ: فَما شَرَابُكُمْ؟ قالتِ: المَاءُ. قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لهمْ في اللَّحْمِ والمَاءِ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ولَمْ يَكُنْ لهمْ يَومَئذٍ حَبٌّ، ولو كانَ لهمْ دَعَا لهمْ فِيهِ. قالَ: فَهُما لا يَخْلُو عليهما أَحَدٌ بغيرِ مَكَّةَ إلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ، قالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عليه السَّلَامَ، ومُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إسْمَاعِيلُ قالَ: هلْ أَتَاكُمْ مِن أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَتَانَا شَيخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وأَثْنَتْ عليه، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فأخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي: كيفَ عَيْشُنَا؟ فأخْبَرْتُهُ أنَّا بخَيْرٍ، قالَ: فأوْصَاكِ بشَيءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، هو يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، ويَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قالَ: ذَاكِ أَبِي، وأَنْتِ العَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عنْهمْ ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذلكَ وإسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا له تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِن زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إلَيْهِ، فَصَنَعَا كما يَصْنَعُ الوَالِدُ بالوَلَدِ والوَلَدُ بالوَالِدِ، ثُمَّ قالَ: يا إسْمَاعِيلُ، إنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بأَمْرٍ، قالَ: فَاصْنَعْ ما أَمَرَكَ رَبُّكَ، قالَ: وتُعِينُنِي؟ قالَ: وأُعِينُكَ، قالَ: فإنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَاهُنَا بَيْتًا، وأَشَارَ إلى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ علَى ما حَوْلَهَا، قالَ: فَعِنْدَ ذلكَ رَفَعَا القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ، فَجَعَلَ إسْمَاعِيلُ يَأْتي بالحِجَارَةِ وإبْرَاهِيمُ يَبْنِي، حتَّى إذَا ارْتَفَعَ البِنَاءُ، جَاءَ بهذا الحَجَرِ فَوَضَعَهُ له فَقَامَ عليه، وهو يَبْنِي وإسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ، وهُما يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]، قالَ: فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حتَّى يَدُورَا حَوْلَ البَيْتِ وهُما يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3364 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة
التخريج : من أفراد البخاري على مسلم | شرح الحديث

20 - جاءتْ جاريةٌ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فقالتْ: إنَّ سيِّدي اتَّهمَني، فأَقْعَدَني على النَّارِ حتَّى احْتَرَقَ فَرْجي، فقالَ لها عُمَرُ: هل رَأى ذلك عليكِ؟ قالتْ: لا، قالَ: فهل اعتَرَفْتِ له بشيءٍ؟ قالتْ: لا، فقالَ عُمَرُ: عَلَيَّ به، فلمَّا رَأى عُمَرُ الرَّجلَ، قالَ: أَتُعذِّبُ بعَذابِ اللهِ؟! قالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، اتَّهمتُها في نَفسي، قالَ: رَأيتَ ذلكَ عليها؟ قالَ الرَّجلُ: لا، قالَ: فاعتَرَفَتْ لكَ به؟ قالَ: لا، قالَ: والَّذي نَفْسي بيدِه، لوْ لمْ أَسْمَعْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يُقادُ مملوكٌ مِن مالِكِه، ولا والِدٌ مِن ولَدِه، لأَقَدتُها منكَ، فبَرَّزَه، وضَرَبَه مائةَ سَوْطٍ، وقالَ للجاريةِ: اذْهَبي فأنتِ حُرَّةٌ لوَجهِ اللهِ، أنتِ مولاةُ اللهِ ورسولِه.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2896 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

21 - أرادَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الحجَّ، فقالتِ امرأةٌ لزَوجِها حُجَّني معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: ما عِندي ما أُحِجُّكِ عليهِ قالت: فحُجَّني على ناضِحِكَ قالَ: ذاكَ يعتقبُهُ أَنا وولدُكِ قالَت: حجَّني على جملِكَ فلانٍ قالَ: ذلِكَ حَبيسُ سبيلِ اللَّهِ قالت: فبع تمرَ رفك قالَ: ذاكَ قوتي وقوتُكِ، فلمَّا رجَعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من مَكَّةَ أرسلت إليهِ زوجَها فقالَت أقرِئْ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منِّي السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ وسَلهُ ما تعدِلُ حجَّةً معَكَ، فأتَى زوجُها النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ امرأتي تقرئُكَ السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ، وإنَّها كانَت سأَلتني أن أحجَّ بِها معَكَ، فقلتُ لَها: ليسَ عندي ما أحجُّكِ عليهِ، فقالَت: حجَّني على جملِكَ فلانٍ، فقلتُ لَها: ذلِكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللَّهِ، فقالَ: أما إنَّكَ لو كنتَ حجَجتَها، كانَ في سَبيلِ اللَّهِ فقالت: حجَّني على ناضحِكَ فقلتُ: ذاكَ نَعتقبُهُ أَنا وولدُكُ قالت: فبِع تمرَ رفك، فقلتُ: ذاكَ قوتي وقوتُكِ قالَ: فضحِكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تعجُّبًا مِن حرصِها علَى الحجِّ، وإنَّها أمَرَتني أَن أسألَكَ ما يعدلُ حجَّةً معَكَ؟ قالَ: أقرئها منِّي السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ وأخبرها أنَّها تعدِلُ حجَّةً مَعي عمرةٌ في رمضانَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : صحيح ابن خزيمة
الصفحة أو الرقم : 4/ 604 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | شرح حديث مشابه

22 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَبِثْتُ سَنَةً وأنا أُرِيدُ أنْ أسْأَلَ عُمَرَ، عَنِ المَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظاهَرَتا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلْتُ أهابُهُ، فَنَزَلَ يَوْمًا مَنْزِلًا فَدَخَلَ الأراكَ، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُهُ فقالَ: عائِشَةُ وحَفْصَةُ، ثُمَّ قالَ: كُنَّا في الجاهِلِيَّةِ لا نَعُدُّ النِّساءَ شيئًا، فَلَمَّا جاءَ الإسْلامُ وذَكَرَهُنَّ اللَّهُ، رَأَيْنا لهنَّ بذلكَ عليْنا حَقًّا، مِن غيرِ أنْ نُدْخِلَهُنَّ في شيءٍ مِن أُمُورِنا، وكانَ بَيْنِي وبيْنَ امْرَأَتي كَلامٌ، فأغْلَظَتْ لِي، فَقُلتُ لَها: وإنَّكِ لهناكِ؟ قالَتْ: تَقُولُ هذا لي وابْنَتُكَ تُؤْذِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَيْتُ حَفْصَةَ فَقُلتُ لَها: إنِّي أُحَذِّرُكِ أنْ تَعْصِي اللَّهَ ورَسولَهُ، وتَقَدَّمْتُ إلَيْها في أذاهُ، فأتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ فَقُلتُ لَها، فقالَتْ: أعْجَبُ مِنْكَ يا عُمَرُ، قدْ دَخَلْتَ في أُمُورِنا، فَلَمْ يَبْقَ إلَّا أنْ تَدْخُلَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَزْواجِهِ؟ فَرَدَّدَتْ، وكانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ إذا غابَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وشَهِدْتُهُ أتَيْتُهُ بما يَكونُ، وإذا غِبْتُ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وشَهِدَ أتانِي بما يَكونُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ مَن حَوْلَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدِ اسْتَقامَ له، فَلَمْ يَبْقَ إلَّا مَلِكُ غَسّانَ بالشَّأْمِ، كُنَّا نَخافُ أنْ يَأْتِيَنا، فَما شَعَرْتُ إلَّا بالأنْصارِيِّ وهو يقولُ: إنَّه قدْ حَدَثَ أمْرٌ، قُلتُ له: وما هُوَ، أجاءَ الغَسّانِيُّ؟ قالَ: أعْظَمُ مِن ذاكَ، طَلَّقَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِساءَهُ، فَجِئْتُ فإذا البُكاءُ مِن حُجَرِهِنَّ كُلِّها، وإذا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ صَعِدَ في مَشْرُبَةٍ له، وعلَى بابِ المَشْرُبَةِ وصِيفٌ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: اسْتَأْذِنْ لِي، فأذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ، فإذا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حَصِيرٍ قدْ أثَّرَ في جَنْبِهِ، وتَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِن أدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ، وإذا أُهُبٌ مُعَلَّقَةٌ وقَرَظٌ فَذَكَرْتُ الذي قُلتُ لِحَفْصَةَ وأُمِّ سَلَمَةَ، والذي رَدَّتْ عَلَيَّ أُمُّ سَلَمَةَ، فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَبِثَ تِسْعًا وعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5843 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه مسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

23 - لمَّا مرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَضَه الَّذي مات فيه، كان في بَيتِ عائِشةَ، فقال: ادعوا لي عليًّا. قالت عائِشةُ: نَدعو لك أبا بكرٍ؟ قال: ادعوه. قالت حَفصةُ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك عُمَرَ؟ قال: ادعوه. قالت أُمُّ الفَضلِ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك العبَّاسَ؟ قال: ادعوه. فلمَّا اجتَمَعوا رفَعَ رَأْسَه، فلم يَرَ عليًّا، فسكَتَ، فقال عُمَرُ: قوموا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فجاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ، فقال: مُروا أبا بكرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ. فقالت عائِشةُ: إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ، ومتى ما لا يَراكَ النَّاسُ يَبكون، فلو أمَرتَ عُمَرَ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فخرَجَ أبو بكرٍ فصلَّى بالنَّاسِ. ووجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نَفْسِه خِفَّةً، فخرَجَ يُهادى بيْنَ رَجُلَيْنِ، ورِجلاه تَخُطَّانِ في الأَرضِ، فلمَّا رآه النَّاسُ، سَبَّحوا أبا بكرٍ، فذهَبَ يتأَخَّرُ، فأومَأَ إليه: أي مَكانَكَ، فجاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى جلَسَ، قال: وقام أبو بَكرٍ عن يَمينِه، وكان أبو بَكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بكرٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ: وأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن القِراءَةِ مِن حيث بلَغَ أبو بكرٍ، وماتَ في مَرَضِه ذاك عليه السَّلامُ، وقال وَكيعٌ مَرَّةً: فكان أبو بكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بَكرٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3355 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه ابن ماجه (1235)، وأحمد (3355) واللفظ له | شرح حديث مشابه

24 - «لمَّا أَقبَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَزْوةِ حُنَيْنٍ أُنزِلَ عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} … إلى آخِرِ القِصَّةِ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا علِيُّ بنَ أبي طالِبٍ، يا فاطِمةُ بِنْتَ مُحمَّدٍ .. جاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ، ورَأيْتُ النَّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللهِ أفْواجًا، فسُبْحانَ رَبِّي وبحَمْدِه، وأَسْتَغْفِرُه إنَّه كانَ تَوَّابًا، ويا عليُّ إنَّه يكونُ بَعْدي في المُؤمِنينَ الجِهادُ، قالَ: علامَ نُجاهِدُ المُؤمِنينَ الَّذين يَقولونَ: آمَنَّا؟ قالَ: على الإحْداثِ في الدِّينِ إذا عَمِلوا بالرَّأيِ، ولا رَأيَ في الدِّينِ، إنَّما الدِّينُ مِن الرَّبِّ أمْرُه ونَهيُه، قالَ علِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأيْتَ إن عَرَضَ لنا أمْرٌ لم يَنزِلْ فيه قُرآنٌ ولم يَمْضِ فيه سُنَّةٌ مِنك؟ قالَ: تَجعَلونَه شورى بَيْنَ العابِدينَ مِن المُؤمِنينَ، ولا تَقْضونَه برَأيٍ، فلو كُنْتُ مُسْتَخلِفًا أحَدًا لم يكنْ أحَدٌ أحَقَّ به مِنك؛ لِقِدَمِك في الإسْلامِ، وقَرابتِك مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِهْرِك، وعِنْدَك سَيِّدةُ نِساءِ المُؤمِنينَ، وقَبْلَ ذلك ما كانَ مِن بَلاءِ أبي طالِبٍ إيَّاي، ونَزَلَ القُرآنُ وأنا حَريصٌ على أن أَرْعى له في وَلَدِه».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 12 / 128 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

25 - عن ابن عباس قال: جاءَت جاريةٌ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فقالت: إنَّ سيِّدي اتَّهَمَني فأَقعَدَني على النَّارِ حتَّى أَحرَقَ فرْجي، فقال لها عُمَرُ: هل رأى عليكِ ذلكَ؟ قالت: لا، قال: فاعترَفْتِ له بشيْءٍ؟ قالت: لا، فقال عُمَرُ: عليَّ به. فلمَّا رأَى عُمَرُ الرَّجُلَ قال: أَتُعَذِّبُ بعَذابِ اللهِ؟ قال: يا أميرَ المؤمنين اتَّهَمْتُها في نفْسِها، قال: رأيْتَ ذلك عليها؟ قال الرَّجُل: لا، قال: فاعترَفَتْ لك به؟ قال: لا، قال: والَّذي نفْسي بيدِه لو لم أَسمَعْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يُقادُ لمَمْلُوكٍ مِن مالِكِه، ولا وَلَدٍ مِن والدِه، لأَقَدْتُها منكَ. قال: فأَبرَزَه فضرَبَه مِئةَ سَوْطٍ، ثمَّ قال: اذهَبي فأنتِ حُرَّةٌ لوجْهِ اللهِ، وأنتِ مَوْلَى اللهِ ورسولِه، أَشهَدُ أنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: مَن حُرِّقَ بالنَّارِ أو مُثِّلَ بهِ، فهو حُرٌّ، وهو مَوْلَى اللهِ ورسولِه.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير
الصفحة أو الرقم : 3/182 | خلاصة حكم المحدث : غير محفوظ [وفيه مجهول]
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5329)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/181) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8657)

26 - أنَّ أبا بكرٍ الصديقَ دخل المسجدَ وعمرُ يُحدِّثُ الناسَ فمضى حتى أتى البيتَ الذي توفيَ فيهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو في بيتِ عائشةَ فكشفَ عن وجهِهِ بُرْدَ حَبِرَةٍ كان مُسجًى بهِ فنظر إلى وجهِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم أَكَبَّ عليهِ يُقبِّلُهُ ثم قال : واللهِ لا يجمعُ اللهُ عليهِ موتتينِ لقد مِتَّ الموتةَ التي لا تموتُ بعدها
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 5/37 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

27 - أنَّ أبا بكرٍ الصدِّيقَ دخَلَ المَسجِدَ، وعُمَرُ يُحدِّثُ النَّاسَ، فمَضى حتى أَتى البيتَ الَّذي توُفِّيَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في بيتِ عائِشَةَ، فكشَفَ عن وَجهِه بُردَ حِبَرَةٍ كان مُسَجًّى به، فنظَرَ إلى وَجهِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم أكَبَّ عليه يُقبِّلُه، ثم قال: واللهِ لا يَجمَعُ اللهُ عليه مَوتتَيْنِ، لقد مِتَّ المَوتةَ الَّتي لا تَموتُ بَعدَها.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3090 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه أحمد (3090) واللفظ له، وعبدالرزاق (6774)، والحاكم (3162) | شرح حديث مشابه

28 - أنَّ عَلِيًّا يَعْنِي ابْنَ أبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِن عِندِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ح وحَدَّثَنَا أحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخْبَرَنِي عبدُ اللَّهِ بنُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ: أنَّ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، خَرَجَ مِن عِندِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وجَعِهِ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقالَ النَّاسُ: يا أبَا حَسَنٍ، كيفَ أصْبَحَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: أصْبَحَ بحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا فأخَذَ بيَدِهِ العَبَّاسُ فَقالَ: ألَا تَرَاهُ، أنْتَ واللَّهِ بَعْدَ الثَّلَاثِ عبدُ العَصَا، واللَّهِ إنِّي لَأُرَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيُتَوَفَّى في وجَعِهِ، وإنِّي لَأَعْرِفُ في وُجُوهِ بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ المَوْتَ، فَاذْهَبْ بنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَسْأَلَهُ: فِيمَن يَكونُ الأمْرُ، فإنْ كانَ فِينَا عَلِمْنَا ذلكَ، وإنْ كانَ في غيرِنَا أمَرْنَاهُ فأوْصَى بنَا، قالَ عَلِيٌّ: واللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَيَمْنَعُنَا لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أبَدًا، وإنِّي لا أسْأَلُهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبَدًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6266 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة
التخريج : من أفراد البخاري على مسلم | شرح حديث مشابه

29 - أراد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الحجَّ، فقالتِ امرأةٌ لزوجِها . حُجَّني مع رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال : ما عندي ما أحجُّكِ عليهِ . قالت : فحُجَّني على ناضحِكَ . قال : ذاك يعْتَقِبُهُ أنا وولدُكِ . قال حُجَّني على جملِكَ فُلانٍ . قال : ذلكَ حبيسُ سبيلِ اللهِ . قالت : فبعْ تمرتَكَ . قال : ذاك قُوتي وقُوتُكِ . فلما رجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِن مكةَ، أرسلت إليهِ زوجُها، فقالتْ : أَقرِأْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مني السلامَ ورحمةَ اللهِ، وسَلْهُ : ما تعدلُ حجةً معكَ ؟ فأتى زوجُها النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ امرأتي تُقرئُك السلامَ ورحمةَ اللهِ، وإنها كانت سألتْني أنْ أحُجَّ بها معكَ . فقلتُ لها : ليس عندي ما أحجُّكِ عليهِ . فقالتْ : حُجَّني على جملِكَ فُلانٍ . فقلتُ لها : ذلكَ حبيسٌ في سبيلِ اللهِ . فقال : أما إنك لو كنتَ حجَجْتَها فكان في سبيلِ اللهِ فقالتْ : حُجَّني على ناضِحِكَ . فقلتُ ذاك يعْتَقِبُهُ أنا وولدُكِ . قالتْ : فبِعْ تمرتَكَ . فقلتُ ذاك قُوتي وقُوتُكِ . – قال : فضحكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تعجُّبًا منْ حرصِها على الحجِّ – وأنها أمرَتْني أن أسألَكَ ما يعدلُ حجةً معكَ . قال :أَقرِئْها مني السلامَ ورحمةَ اللهِ، وأخبِرْها أنها تعدلُ حجةً معي عمرةٌ في رمضانَ .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن خزيمة
الصفحة أو الرقم : 3077 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وله إسناد آخر صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (1990) | شرح حديث مشابه

30 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : أرادَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الحجَّ فقالَت امرأةٌ لزَوجِها أحِجَّني معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى جَملِكَ فقالَ ما عِندي ما أُحِجُّكِ عليهِ قالَت أحِجَّني علَى جملِكَ فلانٍ قالَ ذاكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ فأتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ إنَّ امرأتي تَقرأُ عليكَ السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ وإنَّها سألَتني الحجَّ معَكَ قالَت أحِجَّني معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلتُ ما عِندي ما أُحجُّكِ عَليهِ فقالَت أحِجَّني علَى جملِكَ فلانٍ فقُلتُ ذاكَ حَبيسٌ في سبيلِ اللَّهِ فقالَ أما إنَّكَ لَو أحجَجتَها عليهِ كانَ في سبيلِ اللَّهِ قالَ وإنَّها أمرَتْني أن أسألَك ما يعدِلُ حجَّةً معَكَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أقرِئها السَّلامَ ورحمةَ اللَّهِ وبرَكاتِه وأخبِرْها أنَّها تعدِلُ حجَّةً معي يَعني عُمرةً في رَمضانَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 1990 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه