موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: فَسادُ مَذهَبِ المُعتَزِلةِ في الإرادةِ


لمَّا خاضت المُعتَزِلةُ في صفاتِ اللهِ تعالى وأفعالِه بعُقولِها القاصِرةِ، وقعَت في لوازِمَ ومقالاتٍ شنيعةٍ ومُصادِمةٍ للنُّصوصِ، ومُنافيةٍ للفِطرةِ والعَقلِ السَّليمِ؛ فوَصَفوا اللهَ بالعَجزِ.
قال الأشعَريُّ: (كُلُّ المُعتَزِلةِ -إلَّا الفَضليَّةَ أصحابَ فَضلٍ الرَّقاشيِّ- يقولون: إنَّ اللهَ سُبحانَه يريدُ أمرًا ولا يكونُ، وأنَّه يكونُ ما لا يريدُ! وقال مَعمَرٌ: إرادةُ اللهِ سُبحانَه غيرُ مُرادةٍ، وهي غيرُ الخَلقِ، وغيرُ الأمرِ والإخبارِ عنه والحُكمِ به) [1605] ((مقالات الإسلاميين)) (2/ 198). .
‌وقال أيضًا: (زعَمَت ‌المُعتَزِلةُ ‌كُلُّها غيرَ أبي موسى الدَّردارِ أنَّه لا يجوزُ أن يكونَ اللهُ سُبحانَه مريدًا للمعاصي على وَجهٍ من الوُجوهِ أن يكونَ موجودًا، ولا يجوزُ أن يأمُرَ بما لا يريدُ أن يكونَ، وأن ينهى عمَّا يريدُ كَونَه، وأنَّ اللهَ سُبحانَه قد أراد ما لم يكُنْ، وكان ما لم يُرِدْ، وأنَّه قادِرٌ على المنعِ ممَّا لا يريدُ، وأن يُلجِئَ إلى ما أراد) [1606] ((مقالات الإسلاميين)) (2/ 197). .
وقال أيضًا: (‌أنكَرَت ‌المُعتَزِلةُ ‌بأسْرِها أن يكونَ اللهُ لم يَزَلْ مُتكَلِّمًا، راضيًا ساخِطًا، محِبًّا مُبغِضًا، مُنعِمًا رحيمًا، مُواليًا مُعاديًا، جَوادًا حليمًا، عادِلًا مُحسِنًا، صادِقًا خالِقًا رازِقًا، بارِئًا مُصَوِّرًا، مُحيِيًا مميتًا، آمِرًا ناهيًا، مادِحًا ذامًّا) [1607] ((مقالات الإسلاميين)) (2/ 263). .

انظر أيضا: