موسوعة الفرق

المَبحَثُ الخامِسُ: إنكارُ المُعتَزِلةِ للرُّؤيةِ


رؤيةُ الخلائِقِ لرَبِّهم بأبصارِهم يومَ القيامةِ ثابتةٌ بصحيحِ النُّصوصِ واتِّفاقِ السَّلَفِ، ورؤيةُ المؤمِنين لرَبِّهم في الجنَّةِ بأبصارِهم مُتواتِرةٌ بصحيحِ الآياتِ والأحاديثِ القَطعيَّةِ السَّنَدِ والدَّلالةِ، وإجماعِ السَّلَفِ.
أمَّا المُعتَزِلةُ (تَبَعًا للجَهميَّةِ) فقد أنكَرت الرُّؤيةَ بنَوعَيها: العَينيَّةِ والقَلبيَّةِ؛ أمَّا الرُّؤيةُ العينيَّةُ فأنكَروها بالكُلِّيَّةِ، وأمَّا الرُّؤيةُ القَلبيَّةُ فقد تأوَّلوها بالعِلمِ، ومعلومٌ أنَّ الرُّؤيةَ أمرٌ زائدٌ عن العِلمِ.
قال الأشعَريُّ: (أجمَعَت المُعتَزِلةُ على أنَّ اللهَ ‌لا ‌يُرى ‌بالأبصارِ، واختَلَفت هل يُرى بالقُلوبِ؟
فقال أبو الهُذَيلِ وأكثَرُ المُعتَزِلةِ: إنَّ اللهَ يُرى بقُلوبِنا، بمعنى: أنَّا نَعلَمُه بها، وأنكر ذلك الفُوطيُّ وعَبَّادٌ.
وقالت المُعتَزِلةُ والخوارجُ وطوائِفُ من المُرجِئةِ وطوائِفُ من الزَّيديَّةِ: إنَّ اللهَ ‌لا ‌يُرى ‌بالأبصارِ في الدُّنيا والآخِرةِ، ولا يجوزُ ذلك عليه!) [1602] ((مقالات الإسلاميين)) (1/ 289). .

انظر أيضا: