موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: سؤالُ مُنكَرٍ ونَكيرٍ


ذكَرَ القاضي عبدُ الجبَّارِ أنَّ مُنكَرًا ونَكيرًا وما يقومانِ به ممَّا لا يُهتَدى إليه مِن جهةِ العقلِ، وإنَّما يُهتدى إليه بالسَّمعِ، ثمَّ ذَكَر شُبهةً للمُخالِفين، فقال: (وممَّا يذكُرونه في هذا البابِ أنَّ فيما تدَّعونَه من أنَّ اللهَ يبعَثُ مَلَكينِ؛ أحَدُهما: مُنكَرٌ، والآخَرُ: نكيرٌ؛ حتَّى يسألا صاِحَب القبرِ، ثمَّ يُعَذِّبانِه، أو يُبَشِّرانِه- تسميةَ ملائكةِ اللهِ تعالى بما لا يَليقُ بهم، وبما يقتضي استحقاقَ الذَّمِّ، وذلك ممَّا لا وَجهَ له) [1538] ((شرح الأصول الخمسة)) (ص: 733- 734). .
ثمَّ أجاب عنها، فقال: (جوابُنا أنَّ ما قَدَّمناه من الدَّلالةِ يَدُلُّ على العذابِ، ولا بُدَّ له من مُعَذِّبٍ، ثمَّ إنَّ المُعَذِّبَ يجوزُ أن يكونَ هو اللهَ تعالى، ويجوزُ أن يكونَ غيرَه، هذا في العَقلِ.
غيرَ أنَّ السَّمعَ ورد بأن يَكِلَ ذلك إلى مَلَكينِ، يُسَمَّى أحَدُهما مُنكَرًا، والآخَرُ نَكيرًا، ولا شيءَ في ذلك ممَّا يَدَّعونه علينا؛ لأنَّ هذا بمنزلةِ غيرِه من الألقابِ التي لا حَظَّ لها في إفادةِ المدحِ والذَّمِّ، والثَّوابِ والعِقابِ) [1539] ((شرح الأصول الخمسة)) (ص: 734). .

انظر أيضا: