موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: مِن منهَجِ المُعتَزِلةِ في التَّعامُلِ معَ اللُّغةِ العربيَّةِ لتقريرِ عقائِدِها: الاعتِمادُ على اللُّغةِ المُجرَّدةِ والأشعارِ في تفسيرِ النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ


تُعتبَرُ الطَّريقةُ اللُّغويَّةُ لدى المُعتَزِلةِ المبدَأَ الأعلى في تفسيرِ القرآنِ بَعدَ العقلِ؛ ولذلك يُحاوِلونَ إبطالَ المعنى الذي يرَونَه مُخالِفًا لمبادِئِهم باللُّغةِ المُجرَّدةِ، فإذا لم يُحالِفْهم الحظُّ أثبَتوا للَّفظِ معنًى آخَرَ موجودًا في اللُّغةِ يُزيلُ الاشتِباهَ ويتَّفِقُ معَ مذاهِبِهم، فيستشهِدونَ عليه بأدلَّةٍ مِن اللُّغةِ والشِّعرِ [1441] يُنظر: ((التفسير والمفسرون)) للذهبي (1/274-275) بتصَرُّفٍ. .
ومِن شواهِدِ اعتِمادِهم على اللُّغةِ المُجرَّدةِ: ردُّ إبراهيمَ النَّظَّامِ وغَيرِه مِن المُعتَزِلةِ تفسيرَ بعضِ السَّلفِ للوَيلِ: بأنَّه وادٍ في جَهنَّمَ، والطَّلْحِ: بأنَّه المَوزُ، بدعوى أنَّ هذه التَّفسيراتِ مُخالِفةٌ للُّغةِ العربيَّةِ، وأنَّ معنى الوَيلِ والطَّلحِ معروفٌ في كلامِ العربِ.
وزعَموا أنَّ الاستِواءَ في القرآنِ بمعنى الاستِيلاءِ، واعتمَدوا على قولِ الشَّاعِرِ [1442] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (6/2385)، ((تلخيص البيان في مجازات القرآن)) للرضي (ص: 80). :
 قد استوى بِشرٌ على العِراقِ
مِن غَيرِ سيفٍ ولا دَمٍ مُهْراقِ [1443] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (6/2385)، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (1/255)، ((لسان العرب)) لابن منظور (14/414)، ((الصواعق المرسلة)) لابن القيم (2/674).
معَ أنَّ هذا البيتَ مصنوعٌ لا يُعرَفُ قائِلُه!

انظر أيضا: