موسوعة الفرق

تمهيدٌ: العلاقةُ بَينَ عِنايةِ اللهِ وقُدرةِ الإنسانِ


نستعرِضُ في هذا المبحث رأيَ المُعتَزِلةِ في قضيَّةِ اللُّطفِ والصَّلاحِ والأصلَحِ.
فالمُعتَزِلةُ ترى أنَّ اللهَ تعالى خلَق الإنسانَ وكلَّفه ومكَّنه مِن الفِعلِ؛ بأن أعطاه القُدرةَ التَّامَّةَ على القيامِ بأعمالِه، فهو حُرٌّ مُختارٌ فيها، فهل يعني هذا أنَّ اللهَ ترَكه دونَ أن يُقدِّمَ له يدَ المعونةِ والتَّيسيرِ والتَّوفيقِ؟
إنَّ المُعتَزِلةَ ترى أنَّ اللهَ لم يترُكْه بدونِ عِنايةٍ، وأوضَحوا العلاقةَ بَينَ عِنايةِ اللهِ وقُدرةِ الإنسانِ بما أسمَوه باللُّطفِ الإلهيِّ [925] يُنظر: ((نظرية التكليف)) لعثمان (ص: 386). ، ثُمَّ أدَّى الاختِلافُ حَولَ ما إذا كان في مقدورِ اللهِ مِن الألطافِ ما لو فعَله بعِبادِه لآمَن الكُفَّارُ؛ أدَّى اختِلافُهم حَولَ هذا الموضوعِ إضافةً إلى تعمُّقِهم في الثَّقافاتِ التي سبقَتهم، سواءٌ مِن الفلاسِفةِ أو مِن الدِّياناتِ المُنزَّلةِ كالمسيحيَّةِ، أو الوَثَنيَّةِ كالمانَويَّةِ؛ أدَّى كُلُّ ذلك إلى وَضعِهم نظريةً أخرى، وهي نظريَّةُ الصَّلاحِ والأصلَحِ.

انظر أيضا: