موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّالثُ: المُعتَزِلةُ بَعدَ الخليفةِ المُتوكِّلِ


لمَّا تولَّى المُتوكِّلُ بنُ المُعتصِمِ الخلافةَ عامَ 232هـ أظهَر الانتِصارَ للسُّنَّةِ، فكتَب إلى الآفاقِ بالمنعِ مِن الكلامِ، ‌والكفِّ ‌عن ‌القولِ بخَلقِ القرآنِ، وأظهَر إكرامَ أحمَدَ بنِ حَنبلٍ، واستَدعاه مِن بغدادَ إليه، فاجتمَع به، فأكرَمه [408] يُنظر: ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/ 350). .
 كما أمَر أهلَ الذِّمَّةِ أن يتميَّزوا عن المُسلِمينَ في لِباسِهم وعمائِمِهم وثيابِهم [409] يُنظر: ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/341). ، وأمَر في عامِ 236هـ بهَدمِ قَبرِ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ رضِي اللهُ عنهما وما حَولَه مِن الدُّورِ، ومنَع النَّاسَ مِن زيارةِ الموضِعِ، وجعَله مزرعةً تُحرَثُ وتُستغَلُّ [410] يُنظر: ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/346). .
وقتَل مُحمَّدَ بنَ عبدِ الملِكِ بنِ الزَّيَّاتِ الذي سعى في قَتلِ أحمَدَ بنِ نَصرٍ، وأمَر بدَفنِ جُثمانِ أحمَدَ بنِ نَصرٍ -الذي كان مُعلَّقًا مصلوبًا منذُ قتَله الواثِقُ- بالاحتِرامِ اللَّائِقِ [411] يُنظر: ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/333، 349). .
وهكذا انتهَت تلك السِّنونَ التي استطال فيها المُعتَزِلةُ وسيطروا على السُّلطةِ، وحاوَلوا فَرضَ عقائِدِهم بالقوَّةِ والإرهابِ خلالَ أربعَ عَشرةَ سنةً.

انظر أيضا: