موسوعة الفرق

المَبحَثُ العاشِرُ: مِن الفِرَقِ الاعتِزاليَّةِ: فِرقةُ الجَعفَريَّةِ


وهُم أتباعُ جَعفَرِ بنِ مُبشِّرٍ الثَّقَفيِّ (ت 234هـ)، وجَعفَرِ بنِ حَربٍ الهَمَذانيِّ (ت 236هـ)، وكلاهما مِن مُعتَزِلةِ بغدادَ [312] يُنظر: ((المُعتزِلة)) لجار الله (ص: 139). .
وقد أتيا بمسائِلَ؛ منها ما يلي:
الأولى: قالا: إنَّ اللهَ تعالى خلَق القرآنَ في اللَّوحِ المحفوظِ، فلا يجوزُ أن ينتقِلَ منه؛ لأنَّه يستحيلُ أن يكونَ الشَّيءُ الواحِدُ في مكانَينِ في آنٍ واحِدٍ، وعلى ذلك فإنَّ النَّاسَ لم يَسمعوا القرآنَ على الحقيقةِ، والقرآنُ الذي في المصاحِفِ ليس بكلامِ اللهِ إلَّا على المجازِ، أي هو: عبارةٌ عن حكايةٍ عن المكتوبِ الأوَّلِ في اللَّوحِ المحفوظِ [313] يُنظر: ((المِلَل والنِّحَل)) للشَّهْرَسْتانيِّ (1/70)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (11/120). .
الثَّانيةُ: قال جَعفَرُ بنُ مُبشِّرٍ: فُسَّاقُ هذه الأمَّةِ شرٌّ مِن اليهودِ والنَّصارى والمجوسِ والزَّنادِقةِ، معَ قولِه بأنَّهم مُوحِّدونَ، في منزِلةٍ بَينَ المنزِلتَينِ لا مُؤمِنٌ ولا كافِرٌ [314] يُنظر: ((التبصير في الدين)) للإسْفِرايِيني (ص: 77)، ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 153). .
الثَّالثةُ: زعَم ابنُ مُبشِّرٍ أنَّ مَن سرق حبَّةً أو ما دونَها فهو فاسِقٌ مُخلَّدٌ في النَّارِ، وخالَف بذلك أسلافَه الذين قالوا بغُفرانِ الصَّغائِرِ عندَ اجتِنابِ الكبائِرِ [315] يُنظر: ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 153). .
وزعَم أيضًا: أنَّ تأبيدَ المُذنِبينَ في النَّارِ مِن موجِباتِ العَقلِ، فخالَف بذلك أسلافَه الذين قالوا: إنَّ ذلك معلومٌ بالشَّرعِ دونَ العقلِ [316] يُنظر: ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 154). .

انظر أيضا: