موسوعة الفرق

المَبحَثُ التَّاسعُ: مِن الفِرَقِ الاعتِزاليَّةِ: فِرقةُ المُرْداريَّةِ


وهُم أصحابُ عيسى بنِ صَبيحٍ، المُكنَّى بأبي موسى، المُلقَّبِ بالمُرْدارِ، أخَذ الاعتِزالَ عن بِشرِ بنِ المُعتمِرِ، تُوفِّي في حُدودِ سنةِ (226هـ)، ويُسمَّى راهِبَ المُعتَزِلةِ، وهو شيخُ الجَعفَرَينِ [304] الجعفران هما: جعفر بن حرب الثقفي (ت 234هـ)، وجعفر بن مبشر الهمذاني (ت 236هـ). يُنظر: ((طبقات المُعتزِلة)) لابن المرتضى (ص: 73- 78). ، ومِن مُعتَزِلةِ بغدادَ [305] يُنظر: ((التبصير في الدين)) للإسْفِرايِيني (ص: 77)، ((المِلَل والنِّحَل)) للشَّهْرَسْتانيِّ (1/ 30). ، وقد كفَّر أكثَرَ شُيوخِه؛ كأبي الهُذَيلِ، والنَّظَّامِ، وبِشرِ بنِ المُعتمِرِ، وقالوا هم بتكفيرِه [306] يُنظر: ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 152). .
وقد انفرَد عن أصحابِه بمسائِلَ؛ منها ما يلي:
الأولى: قولُه: إنَّ اللهَ قادِرٌ على أن يَكذِبَ ويَظلِمَ! ولو كذَب وظلَم كان إلهًا كاذِبًا ظالِمًا، تعالى اللهُ عن قولِه عُلوًّا كبيرًا [307] يُنظر: ((التبصير في الدين)) للإسْفِرايِيني (ص: 77). ويُنظر أيضًا: ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 187)، ((إظهار الحق)) للهندي (3/ 830). .
قال الإسْفِرايِينيُّ: (هذا القولُ لا يليقُ إلَّا بدِينِه الرَّقيقِ الذي ليس به تحقيقٌ) [308] ((التبصير في الدين)) (ص: 77). .
الثَّانيةُ: قولُه في التَّولُّدِ بمِثلِ قولِ أستاذِه بِشرِ بنِ المُعتمِرِ، وزاد عليه بأن جوَّز وُقوعَ فِعلٍ واحِدٍ مِن فاعِلَينِ على سبيلِ التَّولُّدِ [309] يُنظر: ((المِلَل والنِّحَل)) للشَّهْرَسْتانيِّ (1/69). .
الثَّالثةُ: قولُه في القرآنِ: إنَّ النَّاسَ على مِثلِ القرآنِ فصاحةً ونَظمًا وبلاغةً، وبالَغ في القولِ بخَلقِ القرآنِ، فكفَّر مَن قال بقِدَمِه، بحُجَّةِ أنَّه أثبَت قديمَينِ، وكفَّر أيضًا مَن لابَس السُّلطانَ، وزعَم أنَّه لا يرِثُ ولا يورَثُ، وكفَّر أيضًا مَن قال: إنَّ أعمالَ العِبادِ مخلوقةٌ للهِ تعالى، ومَن قال: إنَّه يُرى بالأبصارِ [310] يُنظر: ((المِلَل والنِّحَل)) للشَّهْرَسْتانيِّ (1/69)، ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 187). .
الرَّابعةُ: قال في عُثمانَ وقاتِليه: إنَّهم جميعًا في النَّارِ؛ لأنَّ عُثمانَ كان قد فسَق، وكذلك قاتِلوه؛ لأنَّ فِسقَه لا يَستوجِبُ قَتلَه، فاستحقُّوا جميعًا بفِسقِهم الخُلودَ في النَّارِ [311] يُنظر: ((المُعتزِلة)) لجار الله (ص: 139). .

انظر أيضا: