موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: مِن الفِرَقِ الاعتِزاليَّةِ: فِرقةُ العَمْرَويَّةِ ويُقالُ: العَمْريَّةُ


أتباعُ عَمرِو بنِ عُبَيدِ بنِ بابٍ، وُلِد سنةَ (80هـ)، وتُوفِّي سنةَ (144هـ)، عاش في البَصرةِ، وعاصَر واصِلَ بنَ عطاءٍ، فلمَّا قام واصِلٌ بحركتِه انضمَّ إليه وآزَره، فأُعجِب واصِلٌ به، وزوَّجه أختَه، وقال لها: زوَّجْتُكِ برجُلٍ ما يصلُحُ إلَّا أن يكونَ خليفةً! وكذلك كان عَمرٌو مُعجَبًا بأستاذِه، وقد أصبَح شيخَ المُعتَزِلةِ مِن بَعدِه [220] يُنظر: ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (3/ 275). ، وقد شارَك واصِلَ بنَ عطاءٍ في جميعِ أقوالِه، وزاد عليه بما يلي:
1- قولُه بفِسقِ كلا الفريقَينِ مِن أصحابِ الجَملِ وصِفِّينَ، وأنَّهم خالِدونَ في النَّارِ، بخِلافِ واصِلٍ؛ فإنَّه يُفسِّقُ أحدَ الفريقَينِ لا بعَينِه، وقد ترتَّب على هذا: عَدمُ قَبولِ عَمرٍو شهادةَ رجُلَينِ مِن أحدِ الفريقَينِ [221] يُنظر: ((التبصير في الدين)) للإسْفِرايِيني (ص: 69)، ((الفَرق بين الفِرَق)) للبغدادي (ص: 101)، ((الأنساب)) للسَّمعاني (9/ 371). .
2- خالَف عَمرٌو واصِلًا في ردِّه الأحاديثَ النَّبويَّةَ: فقد قال عَمرُو بنُ عُبَيدٍ -وقد ذُكِر حديثُ الصَّادِقِ المصدوقِ [222] حديثُ الأعمَشِ، عن زيدِ بنِ وَهبٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه. قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو الصَّادِقُ المصدوقُ، قال: ((إنَّ أحَدَكم يُجمَعُ خَلقُه في بَطنِ أمِّه أربعينَ يومًا، ثُمَّ يكونُ عَلَقةً مِثلَ ذلك، ثُمَّ يكونُ مُضغةً مِثلَ ذلك، ثُمَّ يَبعَثُ اللهُ مَلَكًا، فُيؤمَرُ بأربعِ كَلِماتٍ، ويقالُ له: اكتُبْ عَمَلَه، ورِزقَه، وأجلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ. ثُمَّ يُنفَخُ فيه الرُّوحُ، فإنَّ الرَّجُلَ منكم ليَعمَلُ حتَّى ما يكونُ بينه وبينَ الجنَّةِ إلَّا ذراعٌ، فيَسبِقُ عليه كتابُه، فيعمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ، ويعمَلُ حتَّى ما يكونُ بينه وبينَ النَّارِ إلَّا ذراعٌ، فيَسبِقُ عليه الكتابُ، فيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ)). أخرجه البُخاريُّ (3208) واللَّفظُ له، ومُسلمٌ (2643). - فقال: (لو سمِعْتُ الأعمَشَ يقولُ هذا لكذَّبْتُه، ولو سمِعْتُه مِن زيدِ بنِ وَهبٍ لَما صدَّقْتُه، ولو سمِعْتُ ابنَ مسعودٍ يقولُه ما قبِلْتُه، ولو سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ هذا لرَددْتُه، ولو سمِعْتُ اللهَ يقولُ هذا لقُلْتُ: ليس على هذا أخذْتَ ميثاقَنا!) [223] يُنظر: ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (3/ 278). .

انظر أيضا: