موسوعة الفرق

المسألةُ الثَّالثةُ: هل الكافِرُ يُنعَمُ عليه أم لا؟


هذه المسألةُ ذكرها أبو عَذبةَ في عدادِ المسائِلِ التي فيها خلافٌ لفظيٌّ بَينَ الفريقينِ، وقال: (قال الأشْعَريُّ: الكافِرُ لا يُنْعَمُ عليه لا في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، وإنَّ ما أعطاهم اللهُ من الملاذِّ فهو على سبيلِ الاستدراجِ. وقال القاضي أبو بكرٍ: يُنْعَمُ عليه نعمةً دُنيويَّةً. وقالت القَدَريَّةُ: يُنْعَمُ عليه نِعمةً دنيويَّةً ودينيَّةً)  [710] ((الروضة البهية)) (ص: 11- 13)، ويُنظر: ((طبقات الشافعية)) للسبكي (3/ 384). .
ثمَّ قال أبو عَذبةَ: (وعند التَّحقيقِ يرجِعُ الخلافُ إلى نزاعٍ لفظيٍّ)  [711] ((الروضة البهية)) (ص: 12). ويُنظر: ((شرح الفقه الأكبر)) للقاري (ص: 110). .
ولم يَذكُرْ أبو عذبةَ في هذه المسألةِ شيئًا عن الماتُريديَّةِ نفيًا أو إثباتًا، لكِنَّ مَذهَبَ الماتُريديَّةِ أنَّ الكافِرَ مُنْعَمٌ عليه في الدُّنيا  [712] يُنظر: ((المسامرة)) للمقدسي (ص: 165 – 167)، ((إشارات المرام)) للبياضي (ص: 56)، ((شرح الفقه الأكبر)) للقاري (ص: 190)، ((شرح إحياء علوم الدين)) للزبيدي (2/13). ، وهو الحَقُّ.
قال ابنُ القَيِّمِ: (فَصلُ الخِطابِ في المسألةِ أنَّ النِّعمةَ المُطلَقةَ مختَصَّةٌ بأهلِ الإيمانِ لا يَشرَكُهم فيها سِواهم، ومُطلَقُ النِّعمةِ عامٌّ للخليقةِ كُلِّهم؛ بَرِّهم وفاجِرِهم، مُؤمِنِهم وكافِرِهم)  [713] ((بدائع الفوائد)) (2/ 22). ويُنظر: ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) لابن القيم (ص: 36- 37)، ((مدارج السالكين)) لابن القيم (1/ 19)، ((المسامرة)) للمقدسي (ص: 165 - 167). .

انظر أيضا: