موسوعة الفرق

تمهيد: بعضُ مسائلِ الصِّفاتِ التي قارَبَ فيها الماتُريديَّةِ أهلَ السنَّةِ في الجُملةِ


إنَّ مَذهَبَ الماتُريديَّةِ في صفاتِ اللهِ تعالى فيه حقٌّ وباطِلٌ، ومن الإنصافِ ذِكرُ ما في مَذهَبِهم من الحقِّ في بابِ الصِّفاتِ، وأن لا يُقتصَرَ على ذِكرِ باطِلِهم [460] يُنظر: ((الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات)) لشمس الدين الأفغاني (2/479). . فممَّا عندهم من الحقِّ وفارقوا به الجَهْميَّةَ الأولى والمُعتزِلةَ، ووافقوا الكتابَ والسُّنَّةَ، وبذلك قاربوا أهلَ السُّنَّةِ في الجملةِ، ما يلي:
1- أثبتوا بعضًا من صفاتِ اللهِ تعالى الثُّبوتيَّةِ الذَّاتيَّةِ، كحياتِه تعالى، وعِلمِه، وقدرتِه، وإرادتِه سُبحانَه وتعالى، وإن كانوا قد تأثَّروا بالفلسفةِ في طريقِ إثباتِها.
2- أثبت جمهورُهم سمعَه تعالى، وبَصَرَه سُبحانَه.
3- استدلُّوا في إثباتِ الصِّفاتِ التي أثبتوها بنصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ [461] يُنظر: ((التوحيد)) للماتريدي (ص: 57)، ((شرح العقائد النسفية)) للتفتازاني (ص 44-58). .
4- لهم جهودٌ كبيرةٌ في الرَّدِّ على الجَهْميَّةِ الأولى لإثباتِ ما أثبتوه من الصِّفاتِ، وإن كانت تلك الرُّدودُ ترتدُّ عليهم فيما نفوه من الصِّفاتِ؛ لأنَّهم كثيرًا ما يحتجُّون بحُجَجِ أهلِ السُّنَّةِ على الجَهْميَّةِ الأولى والمُعتزِلةِ، ثمَّ يخالِفونَ ما تدُلُّ عليه تلك الحُجَجُ، فيتناقضون فترتَدُّ عليهم تلك الحُجَجُ نفسُها [462] يُنظر على سبيل المثال: ((التوحيد)) للماتريدي (ص: 25، 42، 57، 93، 94). .
وأمَّا الباطِلُ الذي عِندَ الماتُريديَّةِ في صفاتِ اللهِ تعالى فكثيرٌ، ومن عِدَّةِ نواحٍ:

انظر أيضا: