موسوعة الفرق

تمهيد: كيفيَّةُ تقريرِ الماتُريديَّةِ لتوحيدِ الرُّبوبيَّةِ


يرى الماتُريديَّةُ أنَّ معرفةَ اللهِ تعالى لا تتِمُّ إلَّا بالمعرفةِ الضَّروريَّةِ الفِطريَّةِ، ولا تكونُ إلَّا بالاكتسابِ العقليِّ، ومن الأصولِ التي تنبني عليها عقيدةُ الماتُريديَّةِ: وجوبُ معرفةِ اللهِ بالعقلِ، ورتَّبوا على ذلك إيجابَ النَّظَرِ والاستدلالِ، وجَعَلوه أوَّلَ واجِبٍ على العبدِ [280] يُنظر: ((التوحيد)) للماتريدي (ص: 135- 137)، ((شرح المقاصد في علم الكلام)) للتفتازاني (1/44، 45، 48، 49)، ((إشارات المرام)) للبياضي (ص: 84). .
وجعلوه الغايةَ الكبرى، وقرَّروا أنَّ من أتى به كان مؤمنًا موحِّدًا، مع أنَّه لم ينازِعْ في أصلِه أحدٌ من بني آدَمَ، ولم يهتمُّوا بتقريرِ توحيدِ الألوهيَّةِ الذي هو أصلُ دينِ الإسلامِ [281] يُنظر: ((نهاية الإقدام)) للشهرستاني (ص: 123)، ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (2/37). .
والملاحَظُ أنَّ الماتُريديَّةَ يهتمُّون بإثباتِ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ، ثمَّ هم مع ذلك لا يقرِّرونه بوضوحٍ، كأهل السُّنَّةِ الذين يقولون: هو إفرادُ اللهِ بالخَلقِ والمُلكِ والتَّدبيرِ [282] يُنظر: ((شرح الطحاوية)) لابن أبي العز (1/ 25 - 29)، ((القول السديد شرح كتاب التوحيد)) للسعدي (ص: 19)، ((القول المفيد على كتاب التوحيد)) لابن عثيمين (1/ 12).  .
وتقريرُ الماتُريديَّةِ لتوحيدِ الرُّبوبيَّةِ يقومُ على:
1- إثباتِ وجودِ اللهِ تعالى.
2- إثباتِ وحدانيَّةِ اللهِ في ربوبيَّتِه.

انظر أيضا: