موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّاني: الاستِثناءُ في الإيمانِ عندَ الجَهْميَّةِ


منَعَت الجَهْميَّةُ الاستِثناءَ في الإيمانِ بحُجَّةِ أنَّ الاستِثناءَ شكٌّ، والواجِبُ في الإيمانِ القَطعُ، وأنَّ مَن يستَثني هم الشَّكَّاكةُ [466] يُنظر: ((آراء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية)) لعبدِ اللهِ السند (ص: 469-471)، يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (7/429). .
قال ابنُ تيميَّةَ: (أمَّا الاستِثناءُ في الإيمانِ بقولِ الرَّجلِ: أنا مُؤمِنٌ إن شاء اللهُ؛ فالنَّاسُ فيه على ثلاثةِ أقوالٍ:
منهم مَن يوجِبُه، ومنهم مَن يُحرِّمُه، ومنهم مَن يُجوِّزُ الأمرَينِ باعتِبارَينِ، وهذا أصَحُّ الأقوالِ؛ فالذين يُحرِّمونَه هم المُرجِئةُ والجَهْميَّةُ ونَحوُهم ممَّن يجعَلُ الإيمانَ شيئًا واحِدًا يعلَمُه الإنسانُ مِن نَفسِه، كالتَّصديقِ بالرَّبِّ ونَحوِ ذلك ممَّا في قلبِه، فيقولُ أحدُهم: أنا أعلَمُ أنِّي مُؤمِنٌ، كما أعلَمُ أنِّي تكلَّمْتُ بالشَّهادتَينِ، وكما أعلَمُ أنِّي قرأْتُ الفاتِحةَ، وكما أعلَمُ أنِّي أحِبُّ رسولَ اللهِ، وأنِّي أبغِضُ اليهودَ والنَّصارى، فقولي: أنا مُؤمِنٌ كقولي: أنا مُسلِمٌ، وكقولي: تكلَّمْتُ بالشَّهادتَينِ، وقرأْتُ الفاتِحةَ، وكقولي: أنا أبغِضُ اليهودَ والنَّصارى، ونَحوَ ذلك مِن الأمورِ الحاضِرةِ التي أنا أعلَمُ بها، وأقطَعُ بها.
وكما أنَّه لا يجوزُ أن يُقالَ: أنا قرأْتُ الفاتِحةَ إن شاء اللهُ، كذلك لا يقولُ: أنا مُؤمِنٌ إن شاء اللهُ، لكن إذا كان يشُكُّ في ذلك، فيقولُ: فعلْتُه إن شاء اللهُ.
قالوا: فمَن استَثنى في إيمانِه فهو شاكٌّ فيه، وسمَّوهم الشَّكَّاكةَ) [467] ((مجموع الفتاوى)) (7/429).  .

انظر أيضا: